التمثيل أبقى لكم من.. الغناء!
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
كانت أمنية عبدالحليم حافظ أن يمثل فقط ولا يغنى فى فيلمه الأخير «لا»، الذى لم يمكنه الموت أن يصوره.. وكان يريد أن يثبت إنه ممثل وبطل سينمائى يمكن أن تدفع الجماهير ثمن التذكرة لمشاهدته كممثل وليس كمطرب!
ومن أول فيلم غنائى «أنشودة الغرام» ١٩٣٢ بطولة نادرة وزكريا أحمد حتى فيلم «أولاد حريم كريم» بطولة مصطفى قمر وداليا البحيرى ٢٠٢٣، ومحاولات المنتجين استغلال شهرة المطربين فى الأفلام لم تتوقف.
وأعتقد أن عبدالحليم منذ فيلم «الخطايا» وأدائه الرائع أمام الممثل الكبير عماد حمدى والصفعة الشهيرة، ثم فيلم «معبودة الجماهير» أمام الرائعة شادية، وهى ممثلة عظيمة ومطربة أعظم.. أقنعت عبدالحليم أنه ممثل كبير مثلما هو مطرب كبير ولذلك أراد إثبات ذلك فى آخر أفلامه.. ولكنه رحل!
ولكن مع أفلام المطربين مصطفى قمر وتامر حسنى، يكادان يكونان المطربين الوحيدين اللذين استطاعا فى أفلامهما التمثيل أفضل من الغناء.. وتامر تحديدًا أثبت فى أكثر من فيلم أنه ممثل كوميدى خفيف الظل ولديه قبول عند جمهور السينما وهو يستطيع أن يقدم أفلامًا لا يغنى فيها وتحقق جماهيرية كبيرة فهو نجم سينمائى يغنى فى الأفلام وليس مطربًا يمثل فى الأفلام!
وتامر مقتنع بذلك ولهذا اتجه مؤخرا لإنتاج أفلامه بنفسه وكتابة القصة والسيناريو بعيدًا عن إنتاج الآخرين ونجح فى آخر أفلامه «تاج» إثبات نفسه كممثل يمكن أن يؤدى أدوارًا متنوعة هو يحتاج أن يتوقف عن الكتابة بنفسه لأنه يكتب الدور والشخصية التى يشعر أن يعطى فيهما، فهو يكتب بنفسه لنفسه وهى معادلة صعبة ولا أظن أنها تنجح فى كل مرة.. ولدينا مثال كبير فى ذلك هو المخرج يوسف شاهين الذى أرى أنه يتمادى فى إخراج أفلام كتبها بنفسه عن نفسه ولم يتبق منها سوى الأغاني!
ولهذا أنصح تامر حسني، بعد أن تجاوز حكاية أنه مغنى يمثل أو ممثل يغنى إلى الاستعانة بالموهوبين من أبناء جيله ولن أقول له من الأجيال الماضية لبطولة أفلام لا تكسب فلوس فقط أو تحقق جماهيرية كبيرة فقط بل تجعله واحدا من أهم الممثلين.. وهذا لن يتحقق لو استمر فى تقديم أفلامه بنفسه ولنفسه!
ولا يختلف كثيرا مصطفى قمر عن تامر حسنى فقد حقق هو الآخر نجاحا لا بأس به فى عدد الأفلام التى قدمها، وكان يمكن أن يتطور أكثر كممثل لو اشتغل على موهبته فى التمثيل خاصة الآن توجد الكثير من ورش التمثيل وقد شارك معه من قبل الممثل الكبير أحمد كمال فى أفلامه، وهو من الأساتذة الكبار الذين علموا عددا كبيرا من الممثلين فنون التمثيل وساعدهم على تطوير مواهبهم التمثيلية.. ولكن قمر اكتفى بما يمتلك من قدرات تمثيلية وما يعرض عليه من أفلام.. ولولا فيلمه الأخير كاد أن يتوقف عن التمثيل كما توقف عن الغناء!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الغناء عبدالحليم حافظ أولاد حريم مصطفي قمر
إقرأ أيضاً:
هل شراء صك الأضحية يُعادل في الثواب نحرها وتوزيعها؟ علي جمعة يجيب
مع اقتراب دخول شهر ذي الحجة من العام الهجري 1446، يزداد اهتمام المسلمين بالتجهيز لشعيرة الأضحية، ومن بين أكثر الأسئلة التي تُطرح حاليًا هو حكم صكوك الأضحية، وهل تُحقق لصاحبها نفس الأجر والثواب الذي يناله من يذبح الأضحية بنفسه ويوزعها وفق الضوابط الشرعية؟
الأضحية في الأصل سُنة مؤكدة، تُذبح من بهيمة الأنعام في يوم النحر وأيام التشريق، تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾.
ويجوز للمُضحي أن يذبح بنفسه أو يُنيب غيره، شريطة الالتزام بالشروط الشرعية.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن من استطاع أن يذبح أضحيته بنفسه فذلك أفضل، لما في ذلك من تعليم لأفراد الأسرة، وإدخال السرور على الأطفال، وتوضيح أن هذه الشعيرة يُراد بها وجه الله وأنها تُطعم الفقراء.
وقال إن الأضحية سُنة، ولكنها تصبح واجبة إذا نذرها المسلم، سواء في عام معين أو كل عام، وفي هذه الحالة لا يجوز له الأكل منها لأنها نذر.
وعن صكوك الأضحية، أكد الدكتور علي جمعة خلال ظهوره في لقاء تلفزيوني سابق أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تنفذ هذه الصكوك تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، ووزارة التضامن الاجتماعي، وبالتالي لا يجوز الطعن في مشروعيتها أو في نوايا القائمين عليها، خاصة لمن لا تتوفر لديه الإمكانيات للذبح بنفسه أو لا يمتلك مكانًا مناسبًا لذلك.
وأضاف أن تفاوت أسعار الصكوك يرجع إلى اختلاف مصادر شراء الأضاحي، فبعض المؤسسات تستورد من الخارج بأسعار منخفضة، مثل الأرجنتين، بينما تمتلك جهات أخرى مزارع خاصة بها لتربية الأضاحي، ما يؤدي لاختلاف في التكاليف.
وفي رده على من يشكك في مشروعية صكوك الأضحية، شبّه الدكتور علي جمعة الأمر بدور رعاية المسنين أو الأطفال، موضحًا أنها لا تُغني عن الأسرة، لكنها ضرورية في بعض الحالات، وكذلك الأمر بالنسبة لصكوك الأضحية، فهي خيار مشروع لمن يتعذر عليه تنفيذ الذبح بنفسه، دون أن ينقص ذلك من ثوابه.
في السياق نفسه، أكّد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن نحر الأضحية بنفس المضحي ليس شرطًا لنيل الثواب، ولا يُشترط حتى حضوره وقت النحر، فمن الجائز أن يُوكل غيره أو يُرسلها إلى جهة رسمية موثوقة لتذبحها عنه وتوزعها وفقًا للشرع.
وأوضح أن الأضحية هي ما ينحر من بهيمة الأنعام في يوم العيد وثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق، مؤكداً أن الشرع أباح تفويض الغير في الذبح والتوزيع، سواء كان فردًا أو جمعية خيرية معروفة، ومن ثم فإن شراء صك الأضحية يحقق لصاحبه ثواب المضحي الكامل.
ويجوز للمُضحي أن يذبح بنفسه أو يُنيب غيره، شريطة الالتزام بالشروط الشرعية.