حكم الشرع ميراث البنت المتبناة بعد تغيير اسمها الحقيقي
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن حكم ميراث البنت المتبناة بعد تغيير اسمها الحقيقي أجابت دار الافتاء المصرية وقالت إذا كان الحال كما ورد بالسؤال من أن أخا السائل قد تبنى طفلة سماها باسمه واسم زوجته فإنه بفعله هذا يكون قد ارتكب ذنبًا أمام خالقه؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [الأحزاب: 5]، وعلى هذا وبحكم كونها مسماة باسم المتوفى فإنها يكون لها نصيبها في تَرِكته بقوة القانون، ومن ناحية الشرع فإنها ليس لها شيء من الميراث؛ لأنها ليست ابنته في حقيقة الأمر، ومن يصر على ميراثها فإنه يكون آثمًا أمام الله.
ولا مانع من إعطائها شيئًا من المال الذي تركه المتوفى ليس على سبيل الميراث وإنما على سبيل التطوع والهبة؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [النساء: 8]. ومما ذكر يعلم الجواب.
يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2
فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .
( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه .
فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات برنامج البناء الثقافي لأئمة وواعظات أوقاف الفيوم (صور)
انطلقت فعاليات برنامج البناء الثقافي لأئمة وواعظات أوقاف محافظة الفيوم، اليوم الأربعاء، بمسجد الحسن التابع لإدارة إطسا.
وعقد اللقاء بحضور الدكتورسعيد محمد قرني، أستاذ الدعوة والثقافة بكلية الدعوة بالقاهرة محاضرا، والدكتورمحمود الشيمي، مدير المديرية محاضرا، وفضيلة الشيخ يحى محمد، مدير الدعوة، ومديري الإدارات الفرعية.
وفي كلمته قدم الدكتورسعيد محمد قرني أستاذ الدعوة والثقافة بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة الشكر لوزارة الأوقاف على هذا البرنامج المتميز، مشيدا بالدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير من خلال الأنشطة الدعوية والقرآنية المتنوعة.
مؤكدًا أن مصر شهدت منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية قيادة مصر طفرة تنموية إيجابية غير عادية بالبناء، والتعمير الجاد، والمتواصل والمستمر في كل المجالات، وذلك تحقيقًا لرفعة مصر، وتعزيزًا لدورها في هذا الزمان الذى يعبر عن قوة مصر وكيانها الكبير.
وفي كلمته أكد الدكتورمحمود الشيمي، مدير المديرية أن التشريع الإسلامي يتميز بشموله لكل مناحي الحياة قال الله تعالى: " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ"، فهو يجمع بين الدنيا والآخرة، ويدير شئون الفرد وشئون الأسرة وشئون المجتمع، وهو قبل ذلك كله صلة بين العبد وربه؛ قال تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
موضحا أن الأئمة والدعاة اختصهم الله بحمل أمانة التبليغ، وشرفهم بأن جعلهم ورثة الأنبياء والمرسلين ليبينوا للناس ما ينفعهم ويحقق سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، وأن الدعاة يؤجرون على نيتهم إن أخلصوا فيها لله تعالى، وأن الدعوة فن، ورسالة سامية لغرس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة.
وقد تم افتتاح اللقاء بعقد مقرأة الأئمة ومجلس الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)،ثم ختمت فعاليات اللقاء بزيارة مركز شباب دفنو ضمن مبادرة حياة كريمة.