اجتمع ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في الرياض اليوم الأحد، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وجرى خلال الاجتماع بحث التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”، أكد الأمير محمد بن سلمان، خلال الاجتماع على ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكداً سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك رفع الحصار عن غزة، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.

وشدد ولي العهد السعودي، على رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية.

وحضر الاجتماع، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله.

فيما حضر من الجانب الأمريكي، السفير الأمريكي لدى المملكة مايكل راتني، ومستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديرك شوليه، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ونائب الرئيس المسؤول عن السياسة في وزارة الخارجية توم سوليفان.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

إقرأ أيضاً:

ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو

تظهر قيمة تحليل أو مقال رأي عندما يتمكن الكاتب من أن ينفع نفسه أولًا وينفع القارئ ثانيا في تبديد الضباب الكثيف الذي تطلقه أوهام أو حملات إعلامية تحتوي على نصف الحقيقة وتستهدف منع الجمهور من أن يفهم حدثا سياسيا على حقيقته.

ينطبق هذا على زيارة ترامب للمنطقة واختياره للدول الثلاث الأغنى فيها وهم السعودية وقطر والإمارات ليزورها ويحصل منها بتعبيره هو على أربعة تريليونات دولار.

من أولى هذه الأوهام أو أنصاف الحقائق هو الادعاء بأن رحلة ترامب كانت مجرد رحلة تجارية وإجراء الصفقات لرئيس يأتي من عالم البيزنس ولم تتضمن تغيرات جيو-استراتيجية كارثية على المنطقة. وثانيها: إن دول الخليج التي زارها ترامب قدمت تريليونات الدولارات مجانا.. تماما كما كانت تقدم عواصم العالم جزية لإمبراطور روما ولم تحصل في مقابلها -من وجهة نظر نخبتها الحاكمة- على مكاسب مهمة.ثالثها: هذه الأوهام إن ما حدث في الجولة كان تعبيرا عن شرخ في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية وأن واشنطن باتت تنظر لإسرائيل كعبء وليس كشريك استراتيجي وأنها استبدلت بها أطرافا عربية وإقليمية.

رابعها: وأكثرها مرارة في الحلق ووجعا في القلب هي ما بشر به إعلام عربي قبيل زيارة ترامب من أنه سيقدم حلًا شاملًا للصراع العربي-الإسرائيلي وليس فقط إنهاء الحرب في غزة وإنهاء حصار التجويع ثم أصابت هذه الحملة الخرس المفاجئ عندما أعاد ترامب «اللامعقول» السياسي متحدثا في عقر دار العرب وفي وقت توقيع عقود تريليونات الدولارات من هؤلاء العرب! عن تملك أمريكي لقطاع غزة وتحويله «منطقة حرية»!!

إقامة الحلف السني العربي-التركي مع إسرائيل ضد إيران: هذا في الرد على نصف الحقيقة الأول فليس صحيحًا أن كل ما حققه ترامب هو تجاري فحسب متضمنا بتعبيرات عقد أكبر صفقات في التاريخ. فلقد حقق ترامب في جبهة السياسة أكبر مما حققه في جبهة التجارة. أنجز ترامب ما فشل فيه في ولايته الأولى من إقامة التحالف الاستراتيجي السني «العربي-التركي» مع إسرائيل تحت القيادة الأمريكية وهو المخطط له أن يواجه الخطر الإيراني ويقلّص النفوذ الصيني في هذه المنطقة الحيوية.

صحيح أن هذا التحالف موجود «عمليا» من خلال صيغتين: الأولى دمج إسرائيل في مقر وخطط القيادة المركزية الأمريكية في البحرين التي تنسق بينها وبين الدول العربية الحليفة لواشنطن وكذلك من خلال منظمة «النقب» التي أثبتت وجودها العملي بمساعدة أطراف عربية لإسرائيل في التصدي للهجمات الإيرانية والحوثية، إلا أن الأمر بات بعد جولة ترامب أكثر أهمية وأوسع نطاقا.

بلقائه الرئيس السوري أحمد الشرع ورفع العقوبات انضمت سوريا إلى المعسكر الأمريكي وانتقلت مع إسرائيل إلى مرحلة انتقالية مشابهة لمرحلة مصر السادات بين (١٩٧٥ و١٩٧٧) ستقودها -كما قادت القاهرة- تلقائيًا إلى مرحلة الصلح والتطبيع. هذا الانقلاب الجيو-استراتيجي هو انتصار لتركيا صاحبة النفوذ السياسي الأعظم على دمشق منذ ٨ ديسمبر ويوقف التنافس القائم بينها في سوريا مع إسرائيل ويوجهه أكثر نحو تعاون وتقسيم نفوذ. ثم فمن وجهة نظر التحليل السياسي يصبح التحالف الإقليمي التابع لواشنطن المعادي لإيران تحالفا سنيًا-إسرائيليًا يشمل العرب وتركيا عضو الناتو وليس تحالفا عربيًا-إسرائيليًا فحسب. واقعية ترامب لم تجعل الإعلان «غير الرسمي» بالطبع عن قيام هذا التحالف مشروطا كما في السابق بانضمام أطراف فيه إلى اتفاقات التطبيع الإبراهيمي تاركا هذه المهمة لعامل الوقت. ما فعله ترامب في جولته من ضم سوريا وتركيا عمليًا للتحالف الإقليمي الذي سعت واشنطن إليه هو زلزال تكتوني هائل.حققت الدول التي جرت فيها الزيارة مكاسب ولو نسبية حتى لو كانت في نظر البعض مؤقتة، فدول الخليج اتفقت على تباينات مواقفها أن هجومًا عسكريًا إسرائيليًا أو أمريكيًا على إيران في هذه المرحلة سيؤدي إلى تفجير المنطقة بحرب قد تستمر لسنوات كحرب الخليج الأولى. حرب قد تدمر فيها منشآت النفط في كامل المنطقة وتغلق مضائق حيوية مثل هرمز وتعرض الوحدة الوطنية في بعض البلدان لهزات وتتعثر خطط التنمية الطموحة بالمنطقة. وكانت رسالتها واضحة قبل ربما أكثر من شهرين لترامب: الحصول على هذه التريليونات الهائلة مشروط بمنع خطة أعدها نتنياهو لضرب إيران ودفع ترامب عن خيار الحرب لخيار التفاوض مع طهران. في جولته ولكي يثبت أنه حقق هذا المكسب أو المقابل لدول الخليج تحدث صراحة عن أن إيران وأمريكا توصلتا إلى مشروع اتفاق. تقدير متفائل أكده الجنرال شمخاني من طهران عندما أكد أن إيران مستعدة للتخلي عن عمليات التخصيب العالية التي تجعلها قريبة من السلاح النووي وهو صلب موقف ترامب التفاوضي الذي بات يطالب بعدم امتلاك طهران لسلاح نووي وليس تفكيك برنامجها النووي كله.مكسب ثاني حققته بعض دول الخليج على الأقل، من وجهة نظر ترامب، ألا وهو عدم تردده في الإفصاح بأنه لا يعطي الدول العربية التي تعاني من ضائقة اقتصادية مهما كانت أهميتها الجيو-استراتيجية الوزن الذي يعطيه للدول الغنية.. وإنه ينقل عصا القيادة العربية في التصور الاستراتيجي الأمريكي إلى السعودية.

ليس صحيحًا أيضًا أن استبعاد إسرائيل من هذه الجولة أو لقائه الشرع ورفع العقوبات وتوسيع الحلف المناوئ لإيران ليشمل تركيا كان شرخًا في علاقات واشنطن-تل أبيب. قد يكون موجهًا لنتنياهو كشخص تجاسر على تخطي ترامب في الادعاء بأنه هو القائد الذي سيغير خرائط الشرق الأوسط ولكنه ليس موجهًا ضد إسرائيل. التوصيف الصحيح لإنجاز ترامب بضم سوريا لمعسكر واشنطن وتعهد الشرع له بعدم العداء مع إسرائيل يصب في صالحها ويحقق لإسرائيل ما يعجز قصر نظر نتنياهو وخضوعه لابتزاز ائتلافه الحكومي المتطرف عن استثماره. نصر تاريخي حققه ترامب كانت تحلم به وتسعى إليه إسرائيل منذ منتصف الخمسينيات عبر التحالفات مع تركيا والعراق وباكستان آنذاك في مشروعات حلف بغداد والحلف الإسلامي لكنها أخفقت فيه بسبب قوة مصر الناصرية آنذاك ومع غياب هذا الدور المحوري للقاهرة الآن فإن ترامب يحقق لإسرائيل ودون أن تقدم تنازلًا واحدا في احتلالها للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية.

الوهم الرابع الذي يحقق تفكيكه فهما أفضل لزيارة ترامب ومكاسب واشنطن وتل أبيب الجيو-استراتيجية منها هو المكانة الهامشية التي احتلتها فلسطين في جولته. ترامب الذي ضغط على نتنياهو ليقبل وصاغرا خيار المفاوضات مع إيران بدلا من الحرب كان بوسعه ومقدوره ممارسة الضغط نفسه عليه في مفاوضات ويتكوف بالدوحة لكي يقبل بإنهاء الحرب ودخول المساعدات. لكنه امتنع عن ذلك أولًا: لأن ترامب كرجل أعمال فهم جيدًا أن القضية الفلسطينية ليست أولوية لدى العرب وأنها ليست شرطًا لإتمام الصفقات المربحة. وثانيًا: وهذا هو الأهم لأن العرف غير المعلن للعلاقة منذ هاري ترومان هي طاعة إسرائيلية لواشنطن في الشؤون الدولية والإقليمية مقابل إطلاق العنان لإسرائيل في القضية الفلسطينية. ثالثًا: لأن ترامب متفق كلية مع أهداف ترامب في فلسطين وهي إزالة المقاومة المسلحة ورمزها الحالي حماس من غزة ومن الوجود إن أمكن. لهذا في الوقت الذي كانت تنهال فيه مئات المليارات العربية على ترامب في أيام زيارته الأربعة للمنطقة كانت تنهال مئات القنابل الأمريكية على غزة في المجزرة الأسوأ منذ شهور.

حسين عبدالغني إعلامي وكاتب

مقالات مشابهة

  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط ومستشار الشئون الأفريقية
  • عاجل- السيسي يبحث مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي تطورات الشرق الأوسط وإفريقيا
  • وزير الخارجية اليوناني لـ "الفجر": أمن الجوار الجنوبي وخاصة الشرق الأوسط لا يقل أهمية عن أوكرانيا
  • ماذا طلب الرئيس السيسي من ترامب خلال كلمته في القمة العربية ببغداد؟
  • باشات: كلمة الرئيس أمام القمة العربية تصوب البوصلة تجاه جوهر الصراع في الشرق الأوسط
  • رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي في كلمته خلال القمة العربية: نهنئ سوريا قيادة وحكومة وشعباً برفع العقوبات الأمريكية وننوه بجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا الشأن
  • وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في كلمة له خلال افتتاح القمة العربية في بغداد: تهنأ البحرين الجمهورية العربية السورية على قرار الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عنها شاكرين جهود المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص
  • وزير الخارجية البريطاني لـ "الفجر": ندعم الحلول السياسية والدبلوماسية لحل النزاعات في الشرق الأوسط
  • مختص: الشراكات المعلنة خلال المنتدى السعودي الأمريكي تبين توجه المملكة للمستقبل بشكل كبير