انتقاد رئيس "قمة الويب" لمآسي غزة يدفع إسرائيل للانسحاب
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
ألغت إسرائيل وعدد من الشركات التقنية مشاركتها لحضور مؤتمر "قمة الويب"، الذي يعتبر أكبر مؤتمر تكنولوجي في أوروبا، في أعقاب تعليقات الرئيس التنفيذي ومؤسس القمّة، بادي كوسغريف، الذي انتقد الدعم الغربي لإسرائيل بعد هجمات حماس.
كما أعلن عدد من المستثمرين والمديرين التنفيذيين لشركات تقنية في إسرائيل عدم حضور الحدث بعد الآن.
وتستضيف "قمة الويب" سلسلة من الأحداث على مدار العام، ومن المقرر أن يعقد أكبرها في لشبونة البرتغالية الشهر المقبل، كما من المقرر عقد مؤتمر آخر في قطر في شهر فبراير (شباط). وكان الرئيس التنفيذي للقمة، بادي كوسغريف، نشر الأسبوع الماضي تعليقات عن الصراع الدائر مكرراً لاحقاً موقفه في منشورات أخرى.
تقرير حقوقي: إسرائيل تقتل 100 طفل يومياً في #غزة https://t.co/t2PXyX4u8y
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023وقال كوسغريف في 13 أكتوبر (تشرين الأول) على منصة إكس: "صدمت من خطابات وأفعال العديد من القادة والحكومات الغربية، باستثناء الحكومة الأيرلندية على وجه الخصوص، التي تفعل الشيء الصحيح لمرة واحدة. جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم الكشف عن حقيقتها".
وتابع رئيس "قمة الويب": "ما فعلته حماس أمر شائن ومثير للاشمئزاز"، لكنه تابع أنه في حين أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، إلا أنها ليس لها الحق في انتهاك القانون الدولي". وعاد وأضاف لاحقاً: "أريد أن أكرر إدانتي للهجوم الذي نفذته حماس في إسرائيل الأسبوع الماضي".. "دمرني فقدان الأرواح في إسرائيل وغزة، وآمل في السلام والمصالحة".
وأشار السفير الإسرائيلي في لشبونة على إكس إلى أن راسل عمدة لشبونة لإبلاغه بأن إسرائيل لن تشاركة في القمة "بسبب التصريحات الفاضحة" التي أدلى بها كوسفريف، متابعاً "علينا ألا نتسامح مطلقاً مع الإرهابيين والأعمال الإرهابية".
Today, I wrote to the Mayor of Lisbon informing him that #Israel will not participate in the @WebSummit conference due to the outrageous statements made by the conference CEO, Paddy Cosgrave.
Even during these difficult times, he is unable to set aside his extreme political…
وأوضح كوسغريف اليوم على إكس أن 9 مستثمرين ألغوا عروضهم و35 مستثمراً جديداً سجلوا حضورهم يوم أمس، ومبيعات التذاكر في 16 أكتوبر (تشرين الأول) كانت الأعلى في يوم اثنين من أي عام، مضيفاً "أنا فخور بما قلته مراراً وتكراراً".
.@amitkarp is a respected tech investor. But because he claims I “support the beheading of babies” he will never attend Web Summit. An utter lie & extreme over reaction to my perfectly reasonable & humane statement:
“War crimes are war crimes even when committed by allies”
My… pic.twitter.com/hsAXJcrwuM
ومن المقرر أن يتحدث العديد من القادة البارزين في "سيليكون فالي" خلال الحدث في لشبونة، بما في ذلك رئيس السياسات بشركة ميتا ونائب رئيس أمازون، ولكن كليهما لم يوضحا لوكالة "بلومبرغ" إن كانت التصريحات الأخيرة الصادرة غيّرت من مواعيدهما للمشاركة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل فلسطين غزة حماس
إقرأ أيضاً:
خطة إسرائيل لتعميم نموذج رفح واحتلال غزة.. تصعيد عسكري بحسابات سياسية
البلاد – غزة
في خطوة قد تُنذر بتحول استراتيجي في مسار الحرب على قطاع غزة، كشفت تسريبات إسرائيلية عن خطة عسكرية طموحة تقضي بالسيطرة على ما بين 70% و75% من أراضي القطاع خلال ثلاثة أشهر. الخطة، التي تتضمن “مرحلة تطهير طويلة الأمد”، تمثل تصعيداً كبيراً يتجاوز نطاق العمليات السابقة، وتطرح تساؤلات عميقة حول الأهداف السياسية والعسكرية التي تسعى تل أبيب لتحقيقها في هذه المرحلة من النزاع.
العملية، وفقاً لصحيفة “إسرائيل اليوم”، تهدف إلى تكرار نموذج العملية العسكرية في رفح وتعميمه على مختلف مناطق القطاع. النموذج المذكور اتّسم بتكتيكات تعتمد على الاقتحام البري الكثيف، تفريغ السكان، وفرض سيطرة أمنية كاملة. تعميم هذا النموذج يشير إلى نية الجيش الإسرائيلي بفرض وقائع ميدانية تعزز من موقعه التفاوضي، وتزيد كلفة أي تسوية على حركة حماس.
تتضمن الخطة مشاركة خمس فرق عسكرية، أربع منها هجومية، وواحدة دفاعية، ما يعكس رغبة في تحقيق تقدم ميداني سريع مع الإبقاء على هامش تكتيكي يتيح وقف العمليات مؤقتاً في حال التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
لكن هذا لا يُخفي نية القيادة الإسرائيلية فرض “حقائق على الأرض” قبل أي تسوية. ومن منظور سياسي، فإن تكريس السيطرة العسكرية على القطاع قد يُستخدم كأداة ضغط على حماس، كما قد يُشكل محاولة لإعادة رسم خارطة غزة الأمنية والجغرافية بما يتماشى مع الشروط الإسرائيلية طويلة الأمد.
بالتزامن مع التحرك العسكري، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سحب الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة، ما يعكس إحباطاً سياسياً من فشل الجهود الدبلوماسية. تل أبيب تتهم حماس بالتمسك بضمانات أميركية لإنهاء الحرب، ما تعتبره شرطاً غير مقبول.
في الوقت ذاته، تواصل إسرائيل التلويح بإمكانية العودة إلى المفاوضات، بشرط أن توافق حماس على مقترح أميركي يتضمن إفراجاً جزئياً عن الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار وتمهيداً لمفاوضات أوسع، وهو ما يشير إلى أن الحلول التفاوضية لا تزال خياراً قائماً، لكن بشروط إسرائيلية أكثر صرامة.
التحرك العسكري الإسرائيلي يأتي في ظل تحذيرات متزايدة من مؤسسات أممية بشأن الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يتفشى الجوع وينهار النظام الصحي. وفيما تتهم إسرائيل حماس بالاستيلاء على المساعدات، يحمّل المجتمع الدولي تل أبيب مسؤولية الحصار الخانق الذي فرضته منذ انهيار الهدنة في مارس الماضي.
هذا الواقع الإنساني قد يضع إسرائيل أمام ضغوط دبلوماسية متصاعدة، خاصة من حلفائها الغربيين، إذا لم يُرافق التصعيد العسكري بحلول سياسية متوازنة أو ممرات إنسانية فعالة.
خطة إسرائيل للسيطرة على الجزء الأكبر من قطاع غزة خلال ثلاثة أشهر تمثل تصعيداً عسكرياً ذا أبعاد سياسية واستراتيجية. ما يبدو أنه عملية عسكرية قد يكون في الواقع محاولة لإعادة هيكلة القطاع جغرافياً وأمنياً، واستباق أي حلول دبلوماسية بشروط مفروضة من جانب واحد. ومع تعثر المفاوضات واستمرار الكارثة الإنسانية، تبرز المخاطر من اتساع رقعة الحرب وتدهور الوضع الإقليمي والدولي.