«المعمداني» ليست الأولى.. مجازر إسرائيل ضد الأطفال والأبرياء لا تنتهي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
طالما كان العدوان الإسرائيلي الغاشم متجردا من انسانيته في هجماته التي يشنها على الأبرياء وعلى مدار أكثر من 70 عاما عانت خلالها فلسطين من ويلات الاحتلال، لم تفرق قوات الاحتلال بين مدني وعسكري، أو بين شيخ أو امرأة أو حتى أطفال، وصواريخه تستهدف المدارس والمستشفيات والمواقع الميدانية التي تأوي العزل والمصابين والضعفاء، وآخرها الإبادة الجماعية بمستشفى المعمداني، عندما تم قصف مستشفى ميداني بقطاع غزة ليلة أمس، الثلاثاء، راح ضحيته حتى الآن أكثر من 500 شهيد، وفقا لوزارة الصحة بغزة، ويتم منع وصول أية مساعدات إنسانية لإنقاذ الجرحى والمصابين في القطاع في أبشع عمليات الإبادة الجماعية والقتل، ولا يزال العدوان مستمرا.
لم ولن ينسى التاريخ مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها ما يقرب من 360 شهيدا وفقا للمصادر العربية، والتي وقعت أحداثها في الأراضي المحتلة بفلسطين عندما سعت مليشيات العدو الإسرائيلي إلى التهجير القسري والإبادة الجماعية لأهل الأرض، أهالي دير ياسين الفلسطينية، لتندلع بعدها أحداث الحرب بين العرب واليهود في عام 1948.
بلغ الجرم أقصاه عندما استهدف هجوم شنته طيارات العدو الاسرائيلي، صباح يوم 8 أبريل عام 1970، مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بإحدى قرى محافظة الشرقية، مركز الحسينية، ليسقط ضحية هذا الحادث الأليم 30 طفلا قتيلا ويصاب 50 آخرين، مع تدمير كامل لمبنى المدرسة.
في عدوان سافر على المقدسات الدينية الإسلامية، اجتاح رئيس الوزراء الإسرائيلي المسجد الأقصى في نهاية سبتمبر عام 2000، وسط قواته التي بلغ عددها 9 آلاف جندي، ما اعتبره المسلمون تدنيس الأحد أبرز مساجدهم ومقدساتهم، لينتفض الشعب الفلسطيني على خلفية هذه الزيارة وليسقط ضحايا المقاومة مئات القتلى والجرحي من الشعب الأعزل، ومن بينهم الطفل محمد الدرة الذي أصبح فيما بعد أيقونة الانتفاضة، وامتدت الاشتباكات ليتسع نطاقها خارج الأقصى في الضفة وقطاع غزة دفاعاً عن العقيدة والمقدسات، وليمتد صداها في سائر البلدان العربية دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني.
اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي في أبريل عام 2002، «جنين» أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية، لتضطر المقاومة الفلسطينية الجنود الاسرائيليين إلى قتال بين المنازل، وارتكب العدو الصهيوني عمليات قتل عشوائي بين المدنيين مستخدماً دروعاً بشرية، وقام باعتقالات واسعة وتعذيب ومنع تلقي الضحايا والجرحي أي مساعدات طبية، ليسقط 500 شهيد وفقا للسلطات الفلسطينية.
ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرتين في قرية قانا جنوب لبنان، الأولى في عام 1996 عندما تم قصف موقع لجأ إليه المدنيين هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنها العدو على لبنان، ليسقط 106 قتلى ضحية هذه المجزرة، أما الثانية فكانت في عام 2006 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وراح ضحيتها 55 شهيدا أغلبهم من الأطفال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحرب على غزة الحرب في غزة غزة العدوان الإسرائيلي مستشفى المعمداني
إقرأ أيضاً:
اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
في تقرير مطول، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاونوه بحجب مليارات الدولارات من أموال الحكومة الفدرالية عن الجامعات لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود إلى ولايته الأولى.
وقالت إن إدارة ترامب تلاحق الجامعات التي يُزعم أنها ظلت تتسامح مع تنامي ظاهرة معاداة السامية في أروقتها، وتتوعد جامعة هارفارد وغيرها من الجامعات الأميركية المرموقة بحرمانها من التمويل الفدرالي للأبحاث التي تجريها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2برلماني سابق: هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون في فرنساend of listوقد اتهم البيت الأبيض الجامعات بالفشل في حماية الطلاب اليهود خلال الاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة التي بدأت في عام 2023.
ومع ذلك، فإن الصحيفة تشير إلى أن فكرة استهداف جامعات وكليات النخبة بحجب التمويل عنها برزت قبل سنوات، مضيفة أن العديد من المحافظين لطالما كانوا يبحثون في طرق لمكافحة ما يعتبرونها عللا ليبرالية معادية للغرب في مؤسسات التعليم العالي الأميركي، حتى إن البعض منهم الذين يحتلون مواقع في إدارة ترامب الحالية يضغطون من أجل إحداث تغيير.
ونقلت وول ستريت جورنال في تقريرها عن مسؤولين في الإدارة أن هاجس ترامب بما يدور في الجامعات بدأ منذ عام 2018، وأصبح الآن منشغلا بحملة البيت الأبيض -التي يقودها ستيفن ميلر كبير مستشاريه للسياسة الداخلية- للتأثير على الجامعات الأميركية، وخاصة هارفارد.
إعلانوقد رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب منعها من قبول الطلاب الأجانب.
ويتهم كبار الموالين لترامب الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
كبار الموالين لترامب يتهمون الجامعات بأنها غارقة في الأفكار التقدمية لدرجة أن التغييرات التدريجية الصغيرة لن تكون كافية، وأن على الحكومة الفدرالية فرض تحول ثقافي كبير.
لكن الصحيفة تقول إن الحاجة إلى ثقافة جديدة في الجامعات كانت فكرة لم تجد صدى، حتى أثارت لكمة في الوجه انتباه ترامب. ففي فبراير/شباط 2019، أقام ناشط محافظ يدعى هايدن وليامز منبرا في جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، لإقناع الطلاب بالانضمام إلى مجموعة "تيرنينغ بوينت أميركا" التي أسسها ناشط محافظ آخر اسمه تشارلي كيرك.
وانتشر مقطع فيديو يظهر رجلا مجهول الهوية يسخر من وليامز -أثناء نقاش حاد- قبل أن يوجِّه إليه لكمة قوية. وظهر بعدها وليامز على قناة فوكس نيوز بعين سوداء. ولم يكن المهاجم، الذي أُلقي القبض عليه لاحقا، ولا وليامز نفسه يدرسون في الجامعة.
وأشار تشارلي كيرك إلى أنه قال لترامب إن هذه الحادثة فرصة عليه أن يغتنمها للدفاع عن الطلاب المحافظين، وأنهما تحدثا عن حجب التمويل الفدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تنتهك حرية التعبير. وكشفت وول ستريت في تقريرها أن دونالد ترامب الابن نسب الفضل إلى كيرك في دفع هذه الإستراتيجية.
وبعد حوالي أسبوعين من الواقعة، صرح ترامب بأنه يعتزم التوقيع على أمر تنفيذي يلزم الكليات والجامعات بدعم حرية التعبير إذا ما أرادت الحصول على أموال البحوث من الحكومة الاتحادية.
وبعد مدة وجيزة، وقّع ترامب على الأمر التنفيذي، إلا أنه تم تعطيله من قبل المعارضين الذين كان من بينهم جمهوريون في الكونغرس وبعض مسؤولي البيت الأبيض.
إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
ورغم ذلك، وضعت إدارة ترامب في الولاية الرئاسية الأولى الأساس القانوني للمعركة الحالية التي تدور رحاها بينها وبين الجامعات الأميركية.
إعلانوخلال السنوات الأربع التي تفصل بين ولايتي ترامب الأولى والثانية، بدأ بعض مسؤولي إدارته السابقة في التخطيط لكبح جماح مؤسسات التعليم العالي مرة أخرى.
وقد وضع صانعو سياسات التعليم العالي المحافظون خريطة لكيفية استخدام السلطة التنفيذية، متوقعين، في ذلك الحين، أن الجمهوريين قد لا يملكون 60 صوتا اللازمة للتغلب على تعطيل مجلس الشيوخ.
ووفق تقرير الصحفية، فقد شكلت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين -التي عمّت الجامعات في الولايات المتحدة في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب اللاحقة في غزة- دافعا مفاجئا للإدارة الأميركية لتنفيذ تهديداتها.
ففي جلسة استماع في الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام استجوب أعضاء مجلس النواب رؤساء 3 جامعات كبرى حول تقارير معاداة السامية.
واغتنمت مراكز الدراسات المحافظة، التي تعج بأنصار ترامب، هذه الفرصة للدفع بأجندتها. ففي يناير/كانون الثاني 2024، عقدت مؤسسة "هيريتيدج" فعالية لإطلاق فرقة عمل وطنية لمكافحة معاداة السامية. وانضم عدد من مسؤولي ترامب في ولايته الأولى، بمن فيهم ديفيد فريدمان، السفير السابق لدى إسرائيل.
وكان أن تشجّع فريق ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة 2024 وحصوله على دعم كافة الشرائح الديمغرافية تقريبا. وعقب تنصيبه بأسبوعين، أعلنت وزارة العدل عن تشكيل فرقة عمل جديدة لمكافحة معاداة السامية، وأصدرت في وقت لاحق قائمة بـ10 جامعات مستهدفة شملت جامعات هارفارد وكولومبيا وديوك ونيويورك، بالإضافة إلى جامعة بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا في إيرفين.
غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة، من بينها واحد أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، أظهرت أن الأميركيين يعارضون بأغلبية ساحقة قطع تمويل الجامعات للأبحاث الطبية.
إعلانكما أعربت مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا -وهي من أبرز منتقدي الجامعات التي تزعم أنها تقمع وجهات النظر المحافظة- عن معارضتها لتكتيكات ترامب، بما في ذلك التهديد بقطع تمويل الأبحاث في جامعة هارفارد.