عربي21:
2025-12-10@16:59:44 GMT

نظام السيسي والحرب على غزة

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

أتم السيسي قرابة العشر سنوات في حكم مصر، مما يوفر مدى زمنيا كافيا لقراءة سياسته تجاه هذا الملف، تولى السيسي زمام الأمور في مصر بشكل فعلي في 2013 بعد انقلاب عسكري دموي على حكم الإخوان المسلمين، وهي الحركة الأم لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

اعتبر السيسي أن مشروع الحركة الإسلامية خطر استراتيجي على مصر والمنطقة، وسعى بكل قوة مع حلفائه الخليجيين لتجفيف منابع الإسلام السياسي وتصنيف الإخوان كحركة إرهابية في كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.



اعتبر السيسي وحلفاءه حركة حماس امتدادا مسلحا لمشروع الإسلام السياسي، وعمل مع حلفائه على تشويه صورتها بكل السبل المتاحة وكاد أن يصنفها كحركة إرهابية في مصر لكنه تراجع عن ذلك اضطرارا، حتى يمكنه لعب دور الوسيط في الملف الفلسطيني، بينما قامت السعودية باعتقال عدد من كوادر ومنسوبي الحركة في 2019 ولم تفرج عن عدد منهم حتى اليوم.

استهدف السيسي منذ 2014 تدمير الأنفاق الواصلة بين القطاع المحاصر ومصر بشكل ممنهج، بدءا من تفجيرها حتى إغراقها بالمياه بشكل غير مسبوق، حيث كان نظام مبارك يغض الطرف عن بعض هذه الأنفاق كنوع من أوراق الضغط والمساومة مع إسرائيل.

ظهرت نوايا السيسي تجاه حماس في معركة الجرف الصامد التي شنها الاحتلال ضد غزة في كانون الأول/ ديسمبر 2014، حيث دعم السيسي إنهاء حكم حماس في القطاع، وكان له دور في عرقلة مفاوضات التهدئة في القاهرة لمنح إسرائيل مزيدا من الوقت لتصفية البنية التحتية العسكرية لحماس.

في آب/ أغسطس 2015 قام مسلحون مجهولون باختطاف 4 فلسطينيين من باص الترحيل الذي يقل الفلسطينيين المسافرين من معبر رفح إلى مطار القاهرة لغرض الدراسة أو العلاج؛ اتضح لاحقا أن المختطفين من عناصر الكوماندوز البحري التابع للقسام، حيث جرى تعذيبهم من قبل المخابرات المصرية للكشف عن القدرات البحرية لحماس والتي ظهرت لأول مرة في حرب غزة 2014.

في آذار/ مارس 2016 اتهم وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار؛ حماس علانية بتدبير اغتيال النائب العام المصري هشام بركات وأعقب ذلك حملة إعلامية لشيطنة حماس واتهامها بالعمل على إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية.

اتخذ النظام المصري بعد تلك الحادثة نهجا مغايرا في التعامل مع الحركة، حيث رأى الحركة كواقع يجب التعامل معه والاستفادة منه بدلا من العمل على القضاء عليه، خاصة مع تزايد الضغوط الأمريكية على النظام من حين لآخر، فوجد أن الملف الفلسطيني ورقة رابحة يمكن التفاوض من خلالها مع الغرب ويضمن له وضعا مؤثرا إقليميا مع فقدانه العديد من الأوراق الأخرى، وتعاظم الدور السعودي والإماراتي في المنطقة.

في معركة سيف القدس 2021 حاول النظام لعب دور مغاير عن حرب 2014، واتخذ موقفا أكثر دبلوماسية كما وعد بنصف مليار دولار لإعمار غزة؛ لم يصل منها القطاع شيء يذكر حتى يومنا هذا، كما وعد بإرسال آليات لرفع الأنقاض والمساعدة في إعادة بناء المباني المهدمة، وهو ما لم يحدث أيضا.

اعتبر نظام السيسي معبر رفح كورقة مساومة أساسية مع الحركة تضمن له بقاء القاهرة كمركز لإدارة الملف الفلسطيني، إضافة إلى البعد الاقتصادي حيث يفرض النظام ضرائب باهظة على البضائع المتجهة إلى غزة.

فيما يخص الموقف الحالي للنظام تجاه الحرب في غزة، يجب الانتباه أولا لسلوك النظام تجاه محددات الأمن القومي لمصر قبل تفسير سلوكه الحالي تجاه غزة وخاصة قضية تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

إن تفريط النظام في الجزر الاستراتيجية (تيران وصنافير) لصالح السعودية وتحويل مضيق تيران من ممر مائي مصري إلى ممر دولي يحق لإسرائيل استخدامه؛ ينسف شعار النظام أن الأمن القومي لمصر خط أحمر. كذلك فإن وثيقة إعلان المبادئ الخاص بمياه النيل الموقّع في الخرطوم في آذار/ مارس 2015 والذي استخدمته إثيوبيا كذريعة قانونية لحرية التصرف في مياه النيل دون موافقة دول المصب؛ يمثل طعنة أخرى لهذا الشعار، وهي الاتفاقية التي حذرت الأجهزة السيادية السيسي من التوقيع على بنودها الفضفاضة.

وكثير من الشواهد الأخرى كالموقف من انقلاب الدعم السريع على الجيش السوداني، وسيناريو الفوضى والتقسيم الذي يجرى تطبيقه في السودان وعدم التدخل تحت ضغط الإمارات.. تكشف بوضوح عن نهج نظام السيسي في التعامل مع قضايا الأمن القومي المصري.

بالعودة للمشهد الحالي وتصريحات النظام الرافضة لتهجير الفلسطينيين، تبدو هذه التصريحات للوهلة الأولى متوافقة مع صالح القضية وبقاء الفلسطينيين في أرضهم، لكن ليس هناك في تاريخ النظام وممارساته خلال العقد الماضي ما يدعم هذا التفسير فيما يخص الحفاظ على مصالح الأمن القومي المصري أو العربي، لكن التفسير المنطقي هو أن النظام من المستبعد أن يسمح بتواجد مليونا غزاوي، بمن فيهم عشرات الآلاف من المقاتلين معظمهم من الإسلاميين، في سيناء، وهو ما يمثل بيئة خصبة وجغرافيا أوسع للعمل ضد إسرائيل، بل وربما العمل ضد النظام نفسه بعد أن يتدخل ضدهم بالقمع والتنكيل حماية لإسرائيل، كما حدث مع الجماعات المسلحة في سيناء في بدايات ظهورها.

كذلك فإن غلق ملف غزة سيُفقد النظام أحد أهم أوراقه التفاوضية مع الغرب وأمريكا وما تبقى من وزنه الاقليمي، أيضا فإن بديل حماس في القطاع قد لا يكون إسرائيل أو عباس أو حتى دحلان بالضرورة، بل يمكن أن تكون حركات جهادية متطرفة على غرار تنظيم الدولة. لذلك فإن موقف النظام من قضية التهجير متفهم تماما في ظل هذه التهديدات التي تمس أمن النظام
في المقام الأول.

ومع هذا لا يجب اعتبار موقف النظام من التهجير موقفا نهائيا وغير قابل للتفاوض، فالنظام يعاني أزمة مالية خانقة كادت تشل حركته مع توافق إقليمي ودولي على التوقف عن الضخ المالي المفتوح كما كان الحال في السنوات الماضية، وتقديري أنه يمكن للنظام مراجعة موقفه مقابل ثمن مكافئ وربما يتم التفاوض حول هذا الملف مع الأمريكيين.

لا يزال معبر رفح مغلقا حتى من قبل التهديد والقصف الإسرائيلي، ولا تزال غزة بدون طعام أو ماء أو كهرباء، وتكاد المستشفيات تتوقف عن العمل كليا خلال ساعات، ويخرج المسؤولون في مصر ليقولوا إن مصر لم تأخذ الإذن بعد من إسرائيل لإدخال مساعدات.

حقيقة لا أتعجب من موقف نظام السيسي تجاه غزة والمقاومة، لكني أتعجب من إشادة بعض العقلاء بهذه المواقف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي مصر غزة التهجير مصر السيسي غزة التهجير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمن القومی نظام السیسی النظام من

إقرأ أيضاً:

«إنجازاتي» منظومة ذكية متكاملة لإدارة أداء موظفي حكومة الإمارات

دبي (الاتحاد)

أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، نظام «إنجازاتي» المُبتكر لإدارة أداء موظفي الحكومة الاتحادية، وذلك في إطار جهودها لتعزيز توجّهات حكومة دولة الإمارات، في تبنّي حلول ذكية فعالة تدعم كفاءة الأداء الحكومي وترفع مستويات الإنتاجية، وتسهم في تحفيز ومكافأة الإنجازات المتميزة، وتنسجم مع مستهدفات تصفير البيروقراطية.
ويهدف نظام «إنجازاتي» الذي سيتم تطبيقه على مستوى الحكومة الاتحادية في يناير 2026، إلى مواءمة المستهدفات الرئيسية للموظفين مع توقعات الأداء للمبادرات والأهداف الاستراتيجية والتشغيلية في المؤسسات، ورفع الإنتاجية من خلال خلق بيئة عمل مرنة تعمل على التشجيع على المنافسة الإيجابية وترسيخ ثقافة الأداء العالي، ويتيح للجهات الحكومية التعرف على الموظفين ذوي الأداء المتميز وتقديرهم. 
ويُمثّل «إنجازاتي»، منظومة ذكية متكاملة، معززة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تتيح للموظفين والمسؤولين المباشرين إدارة الأداء بسلاسة وشفافية، مع إمكانية متابعة الأهداف الملهمة وتوثيق التغذية الراجعة بشكل دوري وفعّال، حيث يُسهم الذكاء الاصطناعي ضمن النظام الجديد في صياغة مستهدفات أكثر دقة وواقعية، من خلال تقديم مقترحات ذكية تتوافق مع طبيعة الدور الوظيفي لكل موظف. 
كما يدعم أتمتة الإجراءات وتعزيز حوكمة الأداء عبر تتبُّع الأنشطة الفعلية بشكل مستمر، إلى جانب تحسين المتابعة الدورية للأهداف والتنبيه إلى نقاط التقدم أو الحاجة للتحسين في الوقت المناسب.وأكد فيصل بن بطي المهيري، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن نظام إدارة الأداء «إنجازاتي»، يُعد إحدى الركائز الرئيسة للمنظومة الحكومية، مشيراً إلى أن إطلاق النظام الجديد يجسّد حرص الهيئة على تطوير وتحديث منظومة الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية بشكل مبتكر، بما يدعم توجهاتها الحالية والمستقبلية في مواكبة المستجدات والمتغيرات المتسارعة في بيئات العمل، ويسهم في تحقيق رؤى وتطلعات الدولة وتوجيهات القيادة الرشيدة.
وأضاف: أن «إنجازاتي» يمثّل منظومة رقمية مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تهدف إلى الارتقاء بالأداء العام للجهات الاتحادية من خلال نهج مرن يربط بين أداء الموظف والأهداف الاستراتيجية للمؤسسات، بما يعزز التكامل الحكومي ودور الموظفين في إنجاز المشاريع الوطنية. 
 لافتاً إلى أن النظام يركّز على التخطيط الفعّال، والمتابعة الدورية، والتقييم الشامل للأداء، لضمان تحقيق المستهدفات الوطنية بكفاءة وتميّز.ويعتمد النظام 3 منهجيات رئيسية في قياس الأداء هي: مستهدفات الأداء الرئيسية (OKRs)، ومؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، والكفاءات السلوكية (3C)، ما يتيح ممكنات موحّدة لتعزيز ثقافة العمل والتعلم المستمر لضمان الأداء الأمثل. 
ويتميز نظام «إنجازاتي» بمرونة عالية، إذ يتيح للموظف ومسؤوله المباشر تعديل المستهدفات الرئيسية طوال العام، ما يعزّز التواصل والمتابعة المستمرة للأداء ويُسهم في تحقيق أولويات الجهات الحكومية. ويعتمد النظام منهجية OKRs العالمية لربط قياس الأهداف الفردية بتنفيذ استراتيجية الجهة، ويرتبط بكفاءات سلوكية تتوافق مع التوجهات الحالية والمستقبلية للحكومة. كما يعزّز ثقافة التعلم والتطور عبر التغذية الراجعة المستمرة، ويقيّم الأداء بناء على النتائج الفعلية مع إشراك المسؤولين المباشرين في ضبط وموازنة نسب التقييم.
ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تجربة الأداء في النظام الجديد، حيث يسهم في صياغة مستهدفات ذكية ومرنة تتوافق مع قدرات الموظفين، ويضمن أن تكون قابلة للقياس ومتسقة مع أولويات الجهات الاتحادية. كما يعمل الذكاء الاصطناعي على اقتراح برامج تدريبية وفرص تطوير مصممة وفقاً لاحتياجات كل موظف، بما يساعد على بناء مسار مهني قائم على المهارات المستقبلية. الأمر الذي يعمل على رفع جودة الأداء عبر منظومة أكثر دقة ومرونة. 
ويتيح النظام أخذ المبادرات الوطنية في الاعتبار ضمن عناصر تقييم أداء الموظف، وذلك للموظفين ذوي الإسهامات الإيجابية في إنجازها، بما ينعكس إيجاباً على المجتمع. 
وعملت الهيئة على استطلاع آراء الجهات الحكومية حول النظام الجديد، عقب الإطلاق التجريبي، وجمعت ملاحظاتها التطويرية، لضمان توافق النظام مع أفضل الممارسات العالمية وفاعليته في رفع مستوى الأداء وتحفيز الإنجازات المتميزة. ودعت الهيئة، الجهات الاتحادية كافة إلى المسارعة بتطبيق النظام وفق الأطر الزمنية المحددة، مؤكدة توفير الدعم الاستشاري والتقني اللازمين لضمان نجاح استخدام نظام «إنجازاتي» الذكي المعزّز بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

أخبار ذات صلة عبد الرحمن العور: مناسبة وطنية راسخة في الوجدان

مقالات مشابهة

  • «إنجازاتي» منظومة ذكية متكاملة لإدارة أداء موظفي حكومة الإمارات
  • كيف تظهر تسريبات بشار الأسد أسلوب عمل النظام السوري المخلوع؟
  • بين نظامَين
  • تصريحات للرئيس السوري تثير غضب المصريين.. إسرائيل تلوح بخطوات رسمية تجاه دمشق!
  • صحيفتان غربيتان: ما زال الكثير من فظائع نظام الأسد غير معروف
  • الشرع يروي للجزيرة تفاصيل الساعات الأخيرة لسقوط نظام الأسد
  • نظام غذائي يقلل دهون الكبد خلال 4 أسابيع فقط
  • مسؤول كبير في حماس: الحركة مُستعدة لـتجميد أو تخزين أسلحتها
  • من عبد الناصر إلى السيسي.. جيل زي بقيادة أنس حبيب يعلن سقوط عصر العسكر
  • قيادي بحماس: الحركة مستعدة لمناقشة مسألة "تجميد أو تخزين" أسلحتها