مسيرة غضب كبرى بالعاصمة صنعاء تنديدا بجرائم العدو الصهيوني في غزة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
الوحدة نيوز/ شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى غضبا وتنديدا بالمجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهدافه مستشفى المعمداني في قطاع غزة وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال والنساء.
ورفعت الحشود في المسيرة الغاضبة، الأعلام الفلسطينية، والشعارات المنددة بجرائم العدو الصهيوني الأمريكي وما يقوم به من مجازر وحشية وحرب إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير المستشفيات والأحياء السكنية والبنية التحتية بقطاع غزة، وآخرها المجزرة الوحشية بالمستشفى المعمداني.
وأكدت الحشود، أن جريمة الاستهداف المباشر والمتعمد للمستشفى المعمداني، تعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان، دليل جديد على وحشية ودموية الكيان الصهيوني واستخفافه بكل المواثيق والقوانين الدولية.وأعلنت الحشود الجماهيرية، تفويض قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كل ما يتخذه من قرارات في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والمشاركة في المعركة المقدسة لتحرير كامل الأراضي والمقدسات الإسلامية.
ودعت الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى الاستمرار في إقامة المسيرات والمظاهرات الغاضبة والمنددة بتواطؤ المجتمع الدولي والأنظمة العميلة مع الكيان الصهيوني، الذي يواصل ارتكاب جرائم الحرب والابادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
كما جددت التأكيد على استعداد شعب الإيمان والحكمة للجهاد المقدس مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مطالبة بفتح الحدود أمام المجاهدين.
وخلال المسيرة ألقى عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، كلمة نقل في مستهلها اعتذار فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحاضرين والأخوة في فلسطين لعدم تمكنه من المشاركة في هذه المسيرة المباركة نتيجة زيارته لبعض المحافظات.
وأكد أن العدو الصهيوني لا يجرؤ اليوم على مواجهة أبطال المقاومة الفلسطينية في الميدان، الذين كان لهم شرف اقتحام خط الـ 48 في عملية “طوفان الأقصى”، ولا يستطيع أن يواجه هؤلاء الأبطال بجيشه وبعتاده وبقوته العسكرية وجها لوجه لذلك لجأ لقتل المدنيين، لكي يؤلم الجميع بذلك وهذا الموقف ليس غريبا عليه.
وأشار إلى الأكاذيب التي يروج لها من يتحدثون عن أن سبب العدوان الصهيوني هو استهداف المدنيين، من أجل التبرير لجرائم الكيان الصهيوني بحق أبناء فلسطين، ومن أجل أن يعطي بايدن والإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لهؤلاء المجرمين من اليهود لقتل واستهداف المدنيين في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة.
وأوضح محمد علي الحوثي أن وصول الرئيس الأمريكي إلى المنطقة هو من أجل دعم الكيان الصهيوني المحتل.. لافتا إلى أن الرئيس بايدن لا يزال يحمل النفسية اليهودية التي أعلن عنها منذ شبابه وها هو اليوم يأتي ليدعم هذا الكيان وهذه بحد ذاتها تمثل وصمة عار لكل رئيس أو نظام عربي أو إسلامي لا يوجد لديه موقف واضح مما يحدث في فلسطين.
ولفت إلى أن الفلسطينيين لا يطلبون من الأنظمة العربية إلا موقفا واضحا بإدانة العدو بعد أن يئسوا من هذه الأنظمة وأصبحوا لا يطلبون منها سوى أن يكون لها موقف واضح.. مؤكدا أن الرئيس بادين جاء ليعلن موقفه الواضح بالإضافة إلى دعم أمريكا العسكري للصهاينة سواء من خلال إرسال حاملات الطائرات أو ما تقدمه من دعم مستمر لهذا العدو.
واعتبر عضو السياسي الأعلى دعوة إسماعيل هنية للأنظمة العربية والإسلامية إلى إعلان موقف واضح، وصمة عار في جبين الحكام إذا لم يكن لديهم موقف واضح بعد هذه الجرائم وهذه الدعوة.
وقال “الحكام والأنظمة العربية اليوم يمثلون خط الدفاع الأول عن الكيان الغاصب، أما الشعوب فقد خرجت للتظاهر في مسيرات تدعو إلى الالتحام بالشعب الفلسطيني والقتال إلى جانبه، وإذا كان هؤلاء الحكام يمثلون هذا النهج الحر لشعوب الأمة العربية والإسلامية فعليهم أن يغيروا موقفهم تماما”.
وأضاف :” نقول لمن يقترحون نقل الفلسطينيين من غزة إلى صحراء النقب، إن صحراء النقب وكذلك سيناء هي للعذاب الإلهي لليهود ليتيهون فيها، وإذا أردتم أن يكون هناك منطقة أخرى لأبناء غزة فهي القدس، والتي سيذهب الشعب الفلسطيني إليها دون تأخير”.
وأوضح أن مزاعم رئيس حكومة الكيان الصهيوني بأن الحرب على الفلسطينيين هي من أجل ألا تمتد عمليات المقاومة إلى أوروبا، تؤكد أن اليهود سيعملون على تنفيذ تفجيرات داخل دول أوروبا وينسبوها إلى الفلسطينيين ليشوهوا تاريخهم النضالي في مواجهة الاحتلال الغاصب وعلى الأوروبيين أن يكونوا على حذر من اليهود وليس من الفلسطينيين.
وخاطب وزراء الخارجية المجتمعين في جدة قائلا” في ظل الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، يجب أن يكون لديكم مواقف واضحة، والخروج بقرار لتقديم الدعم العسكري للفلسطينيين والاستمرار في مواجهة هذا الكيان الغاصب حتى تحرير كل شبر في فلسطين، فلا بديل ولا حل إلا بإنهاء وجود هذا الكيان الغاصب من المنطقة”.
وأضاف” نحن نعلم أنكم لن تصلوا إلى هذا الموقف، لكن هناك درجات أقل، يمكن أن تمضوا فيها، أولها أن تقوم الأنظمة المطبعة بطرد سفراء إسرائيل وإغلاق سفاراتها، ومنع أي تحرك عسكري في المناطق التي تتواجد فيها القواعد الأمريكية لمنع أي دعم للكيان الغاصب.
ودعا محمد علي الحوثي الدول العربية والإسلامية المنتجة للنفط إلى تخفيض الإنتاج بنسبة 10 بالمائة كمرحلة أولى، وإذا استمر الكيان الغاصب في استهداف الفلسطينيين فعليها أن تستمر في التخفيض وهذا أقل ما يمكن القيام به.
وقال” على الرغم من الحصار والمعاناة التي يمر بها الشعب اليمني، أوجه إليكم دعوة قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بدعم الشعب الفلسطيني بالمال، وسيعلن البنك المركزي حسابات خاصة بالتبرعات، ليتولى ممثلو الفصائل الفلسطينية استلامها”.
وفي كلمة العلماء أكد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، أن أحرار الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم اليوم أمام امتحان كبير، فإما أن يخضعوا للطاغوت الأمريكي والعدوان الصهيوني، أو أن يثوروا للكرامة الإنسانية ويغضبوا للكرامة الآدمية.
وأشار إلى أن شعب الإيمان والجهاد قرر ان يثور للكرامة الإنسانية وللدين والشرف والعزة، ولن يقبل أن تمر هذه الجرائم الدموية المهولة، بدون أن يكون للشعب اليمني مساهمة في تأديب ومقارعة المجرمين بكل ما هو متاح وممكن.
وقال العلامة مفتاح :” إن قلوب اليمنيين تتفتت حزنا على الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ولولا العائق الجغرافي والموانع التي صنعها الطغاة والمستبدون، لكان أبناء اليمن في مقدمة الصفوف، ولكانت دماؤهم وأرواحهم قبل دماء وأرواح الفلسطينيين”.
وأضاف “والله لن نبخل على أطفال غزة وفلسطين، لا بدم ولا بروح ولا بمال، ونحن صادقين فيما نقول، ولولا الموانع التي أوجدها الطغاة والمجرمون والعملاء لكان أبناء اليمن في مقدمة الصفوف”.
وأكد مستشار المجلس السياسي الأعلى، أن هذه الجموع الكبيرة في كل المحافظات والمدن اليمنية، وأن هذا الشعب المجاهد والحر والكريم الذي تصدى للعدوان الأمريكي والصهيوني والحصار والمعاناة، لا يزال مستعدا لأن يقدم الكثير من أجل صون الحرمات والمقدسات.
وعبر عن الشكر والتقدير لكل الأحرار في مختلف الدول والشعوب الذين خرجوا ليلة أمس للتنديد بالمجزرة الصهيونية المروعة في المستشفى المعمداني والتي تمثل وصمة عار في جبين كل مطبع وعميل وخائن، وعار في جبين السفاح الأمريكي وكل المتفرجين والمشاركين فيها.
وأشار إلى أن أمام المطبعين فرصة لتصحيح خطأهم التاريخي الفادح من خلال طرد السفراء والعملاء والمكاتب التجارية والبنوك من البلدان العربية، قبل ان تطردهم الشعوب.
وقال :” نقول لهؤلاء العملاء والخونة الذين يسمون أنفسهم قادة وحكام على الشعوب، بأن الشعوب حرة وكريمة وستثور كما ثار الشعب اليمني على الطغيان الأمريكي واسقطه وطرد المارينز من صنعاء، وكذلك ستفعل الشعوب التي تتسلطون عليها اليوم”.
وجدد العلامة مفتاح، التفويض الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، واستعداد أبناء الشعب اليمني لبذل دمائهم وأرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون في سبيل الله.. داعيا قادة محور المقاومة للمضي قدما واتخاذ القرار وستكون الأمة من خلفهم للإجهاز على هذا العدو.
وأشار بيان مسيرة الغضب والتنديد بجرائم العدو الإسرائيلي والأمريكي في فلسطين، على أن العدو الصهيوني تمادى في عدوانه وإجرامه وطغيانه بحق الشعب الفلسطيني المسلم بارتكابه للجرائم والمجازر الوحشية والتي يندى لها جبين الإنسانية والتي كان آخرها ما حصل بالأمس من جريمة استهداف مستشفى المعمداني بغزة والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في جريمة أقل ما يمكن وصفها بأنها جريمة إبادة جماعية وجريمة حرب ضد الإنسانية.
ولفت البيان الذي ألقاه وزير الصحة بحكومة تصريف الأعمال الدكتور طه المتوكل، إلى أن الشعب اليمني الحر الثائر الغيور في عموم المحافظات اليمنية هب انتصارا للشعب الفلسطيني ووفاء لدماء شهدائه الأبرار ونصرة للمقاومة.
وأدان البيان واستنكر بشدة المجزرة الإسرائيلية الأمريكية الوحشية في المستشفى المعمداني بغزة والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، واعتبرها جريمة حرب ضد الإنسانية وإبادة جماعية تكشف الوجه الإجرامي لهذا العدو الصهيوني.
وأكد أن أمريكا تتحمل المسؤولية كاملة تجاه ما ترتكبه ربيبتها اللقيطة إسرائيل من مجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني.
وأعلن البيان حالة النفير الشعبي الجهادي العام وجاهزية الشعب اليمني للمشاركة الفعلية في القتال في فلسطين والاستعداد الكامل لتنفيذ أي خيارات تراها القيادة الثورية في نصرة الشعب الفلسطيني.
ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية قاطبة إلى التحرك الفاعل والمؤثر وأن تصنع طوفانا إسلاميا رافدا لطوفان الأقصى حتى يتم اجتثاث الكيان الصهيوني من جسد الأمة.
وحيا البيان حركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية على عملياتها البطولية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.. مشيدا بعمليات المقاومة الإسلامية في لبنان والتي شكلت إسنادا للمقاومة في غزة، ورادعا قويا للعدو الصهيوني.
تخللت المسيرة قصيدة للشاعر حمزة المغربي، وإحراق العلمين الأمريكي والصهيوني.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي المجلس السیاسی الأعلى العربیة والإسلامیة الکیان الصهیونی العدو الصهیونی الکیان الغاصب الشعب الیمنی موقف واضح فی فلسطین أن یکون إلى أن من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
بغداد (وام)
أخبار ذات صلةأكدت دولة الإمارات ضرورة الدفع بعملية تؤمن حلاً مسؤولاً ومستداماً، ليس فقط لمستقبل قطاع غزة، وإنما للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أكدت مواصلة العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم السلام والتعايش عبر التوصل إلى حلول سياسية دائمة للصراعات في المنطقة، من خلال الحوار والتفاهم.
وقالت الإمارات في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية (34) في بغداد: «تمر منطقتنا العربية، والشرق الأوسط عموماً، بمرحلة خطيرة من حالة عدم الاستقرار وتغيرات متسارعة ترمي بظلالها على السلام والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون بين دولنا للحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها، وتحقيق التنمية والازدهار لدولنا وشعوبنا».
وأضافت الإمارات: «انطلاقاً من نهجنا الثابت، فإننا نؤمن بأن تغليب الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والنزاعات، وبناء جسور الشراكة والتعاون، وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي، هي الضامن لمعالجة الأزمات، وتغليب لغة العقل والحلول الدبلوماسية».
وفي خضم هذه الأوضاع، أكدت الإمارات أهمية تعزيز العمل العربي المشترك والتضامن لمواجهة التحديات التي تمر بها منطقتنا العربية، ولإنهاء التطرّف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، وتفعيل دور الدبلوماسية والحوار في حل الخلافات، وتدعيم قواعد وسلطة الدولة العربية الوطنية وتقوية مؤسساتها الشرعية، والتركيز على نشر الاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار.
بناء الازدهار
ذكرت الإمارات: إن النهج الأساس للسياسة الخارجية ولعلاقاتنا الخارجية هو السعي لخلق الاستقرار وبناء الازدهار في المجال الإقليمي والمجال الدولي، ودفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات، إلى جانب إيلاء الشؤون الإنسانية أولوية خاصة، ومن هذا المنطلق نتعامل مع التوترات القائمة في المنطقة.
في هذا الصدد، فإننا نسعى جاهدين للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، من قبل إيران، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو القبول بإحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي.
وفي ضوء ما يشهده قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة من استمرار العنف والهجمات الإسرائيلية، كرّرت الإمارات إدانتها واستنكارها لتلك الأعمال، وندين ونرفض بأشد العبارات جميع التصريحات والإجراءات الاستفزازية التي تستهدف الفلسطينيين، ونطالب المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الأرض الفلسطينية المحتلة، التي تعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة.
انتهاك صارخ
في سياق متصل، أكدت الدولة، رفضها بشكل قاطع جميع المحاولات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، مما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وغير مقبولة وغير قابلة للتنفيذ ويشكل تهديداً لاستقرار وسيادة أشقائنا في مصر والأردن، واستفزازاً وتأجيجاً للرأي العام العربي والمسلم، ومدعاة لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.
وفي ضوء ما يجري، قالت الإمارات: «إنه غير مجد ولا مقبول العودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل السابع من أكتوبر 2023، وعلينا الدفع بعملية تؤمن حلاً مسؤولاً ومستداماً ليس فقط لمستقبل قطاع غزة، وإنما للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل». وتابعت: «لن يكون متاحاً العمل على الاستقرار وإعادة البناء في غزة بدون الربط بهذا الأفق السياسي، فلا تهجير سكان غزة مقبول، ولا بقاء قطاع غزة بدون سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفء ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون».
وأردفت الإمارات «من جانبنا، لن ندخر جهداً في دعم الأشقاء الفلسطينيين وتسخير أي توجه أو تحرك دبلوماسي لرفع معاناتهم، حيث تتسق جهودنا في هذا الشأن مع الثوابت التاريخية في سياستنا الخارجية المتمثلة في التزامنا بتعزيز السلام والعدالة، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق».
وأكدت الإمارات مواصلة العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم السلام والتعايش، عبر التوصل إلى حلول سياسية دائمة للصراعات في المنطقة من خلال الحوار والتفاهم. في الوقت ذاته الذي يستمر فيه توفير الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، وتوفير المستلزمات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وإيصالها بكل الطرق الممكنة. وفي هذا الإطار، نوهت الإمارات بالجهود المشكورة من جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية، للتوصل إلى حلول متوافق عليها لوقف الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المختطفين والمحتجزين، وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، تمهيداً لحل سياسي مستدام للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
سلطة بورتسودان
فيما يتعلق بالسودان، أبدت الإمارات قلقاً بالغاً إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمتدهور، وانعدام الأمن الغذائي والصحي الحاد، الذي وصل إلى حد المجاعة في مناطق عدة من السودان، داعية إلى إزالة العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المناطق الأكثر حاجة إليها، بشكل فوري وآمن ومستدام ودون أي عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط النزاع.
وقالت: «تابعنا بكل أسف واستغراب، ما يصدر عن سلطة بورتسودان من سردية تضليلية وادعاءات باطلة وكاذبة، بحق الإمارات ودورها الإنساني والحيادي في الأزمة السودانية، مؤكدة رفضها القاطع وبأشد العبارات تلك الادعاءات التي تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية والموضوعية، والتي تحاول من خلالها سلطة بورتسودان التهرب من مسؤوليتها عن الانتهاكات والوضع الكارثي الذي يتكبد ولايته الشعب السوداني، وكذلك التهرب من مسؤوليتها عن التعنت والرفض المتواصل للانخراط الجاد في مسارات الحل السياسي، والاستجابة للمبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للنزاع القائم في السودان».
افتعال الخصومات
أردفت الإمارات: «إن الهروب من الفشل الداخلي عبر افتعال الخصومات وتصدير الأزمات إلى الخارج، لا يغير من الواقع شيئاً، بل يفاقم معاناة المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة الدولية، ويضع السودان في عزلة إقليمية ودولية».
وأشارت، إلى أن القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتاريخ 5 مايو 2025، والذي يرفض الدعوى المقدمة من قبل سلطة بورتسودان، يؤكد بشكل واضح وقطعي أن الدعوى المقدمة لا أساس لها من الصحة وقائمة على باطل، ومن البديهي، فإن القرار يمثل رفضاً حاسماً لمحاولة سلطة بورتسودان استغلال المحكمة لنشر المعلومات المضللة، وتشتيت الانتباه عن مسؤوليتها في الصراع، وكذلك محاولاتها البائسة لاستغلال المنابر الإقليمية والدولية، في جهد يائس، للتضليل والافتراء على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الإمارات: «موقفنا كان ولا يزال واضحاً منذ بداية الحرب الأهلية في السودان، حيث ظلت على الدوام داعية لوقف هذه الحرب وسنداً وداعماً للشعب السوداني، عبر تقديم المساعدات الإنسانية وبذل الجهود الدبلوماسية المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار، وفاعلاً أساسياً في كل الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى الحل السلمي للنزاع في السودان، وصولا إلى تمكين حكومة مدنية مستقلة عن العساكر، للعبور بالسودان إلى بر الأمان والاستقرار».
سلطة ليست شرعية
فيما يخص إعلان ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات مع دولة الإمارات وإعلانها دولة عدوان، أكدت الدولة أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة ليست شرعية ولا تمثل الشعب السوداني، وأن البيان الصادر عن ما يسمى بمجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين الإمارات والسودان وشعبيهما الشقيقين، مشددة على أن هذا الإعلان جاء رد فعل عقب يوم واحد فقط من فشل سلطة بورتسودان نتيجة رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة منها ضد دولة الإمارات.
وإزاء كل هذه التطورات، أكدت الإمارات أنها ستبقى داعية إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية بين الأطراف السودانية المتحاربة، إذ إنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وستواصل العمل مع كافة الجهات المعنية لدعم العودة لمسار العملية السياسية في السودان.
وفي شأن الاستجابة للوضع الإنساني الكارثي في السودان وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، فعلى مدار العقد الماضي، أكدت الإمارات تقديم أكثر من 3.5 مليار دولار أميركي كمساعدات للشعب السوداني، كما أكدت التزامها بمساعدة المحتاجين في أوقات الأزمات.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في 2023، كشفت الإمارات عن تقديم أكثر من 600 مليون دولار أميركي كمساعدات إنسانية مباشرة وعبر وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية.
وشددت الإمارات أنه آن أوان العمل الحاسم والحازم، ليتوقف القتل، ويبنى مستقبل السودان على أسس صلبة من السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة بعيداً عن السيطرة العسكرية.
واتساقاً مع نهج الدولة ومبادئ وقواعد سياستها الخارجية فيما يتعلق بالعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات والأوضاع القائمة في اليمن وسوريا ولبنان وليبيا والصومال، أكدت الإمارات الدور المحوري للسعودية وجهودها في الوصول إلى عملية سياسية يمنية لحل الأزمة في اليمن، بما يحقق مصالح الشعب اليمني، وكذلك للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة وبقية الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق في السلام والتنمية، مؤكدة أهمية مسؤولية المجتمع الدولي في الحفاظ على أمن وحرية الملاحة البحرية المشروعة، في أعالي البحار والمضائق البحرية الحيوية، ضمن إطار القوانين والقواعد الدولية، مجددة الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وتعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجاته، ودعم تطلعاته المشروعة في الاستقرار والحياة الكريمة.
دعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف
وفي الجمهورية العربية السورية، قالت الإمارات «رحبنا بتولي فخامة أحمد الشرع الرئاسة في سوريا، وأعربنا عن أملنا بأن تتكلل جهود الحكومة السورية في هذه المرحلة الدقيقة بالنجاح بما يلبي تطلعات الشعب السوري، وسعادتنا بالزيارة الناجحة لفخامة الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الإمارات». كما أكدت الإمارات موقفها الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق آمال الشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والتعايش السلمي والتنمية.
وفي الجمهورية اللبنانية، جددت الإمارات الترحيب بانتخاب فخامة جوزيف عون، رئيساً للجمهورية اللبنانية، وتشكيل الحكومة، بقيادة دولة الرئيس نواف سلام، مما يعد خطوة حاسمة نحو تقوية دور الدولة الوطنية ومؤسساتها، ومما سيساهم في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني وطموحاته في التقدم والازدهار.
وفي الشأن الليبي، جددت الإمارات الدعوة إلى الحل السلمي للأزمة الليبية، بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، ويحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
وفي الصومال، أكدت ضرورة استمرار دعم الحكومة الفيدرالية الصومالية في مواجهة الإرهاب وبسط وتأمين سيادتها الوطنية، داعية إلى عدم التدخل في شؤون الصومال الداخلية.
كما أكدت الإمارات، التضامن الكامل مع العراق في مواجهة التحديات التي يمر بها، مقدرة مساعي العراق المستمرة لاستعادة دوره الإيجابي في محيطه العربي والإقليمي الأوسع.
وفي إطار الالتزام الدائم بالسلام والعدالة، أكدت الإمارات مواصلة جهودها الحثيثة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال تأكيد موقفها الحاسم والداعم لتعزيز قيم التسامح، والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب والمعتقدات.