تهدف لتجاوز تحدي الأنفاق.. 320 مليون دولار من أميركا لإسرائيل
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
واشنطن- تتعاون الحكومتان الإسرائيلية والأميركية منذ سنوات لتطوير أنظمة الكشف عن أنفاق حركة حماس سواء تلك المستخدمة في إدخال السلع عبر الحدود، أو التسلل إلى إسرائيل لشن هجمات، أو التخفي وإخفاء أسلحة.
تنص المادة (127) من قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2016 على تأسيس برنامج تعاون أميركي إسرائيلي لمكافحة الأنفاق.
وأشارت دراسة لخدمة أبحاث الكونغرس، وهو الجهة البحثية التي توفر أبحاثا وبيانات موثقة لأعضاء الكونغرس، اطلعت عليها الجزيرة نت، عن تقديم واشنطن لمساعدات بلغت قيمتها 320 مليون دولار منذ 2016، بمعدل يقترب من 40 مليون دولار سنويا، وذلك كما يوضح الإنفوغراف التالي:
وتستخدم التكنولوجيا الناتجة عن التعاون الأميركي الإسرائيلي أجهزة استشعار وبرامج صوتية أو زلزالية للكشف عن الحفر والأنفاق، وتعتمد هذه التكنولوجيا على تقنيات الاكتشاف المستخدمة في قطاع النفط والغاز الطبيعي.
وقد سمح التفويض ذاته باستخدام الأموال من حساب البحث والتطوير والاختبار والتقييم الدفاعي الأميركي، إضافة إلى بعض الأموال الإسرائيلية، لإنشاء قدرات مضادة للأنفاق "تكتشف وترسم خرائط، وتُحيد" الأنفاق تحت الأرض التي تهدد الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ويتطلب التفويض من وزير الدفاع تقديم تقرير إلى الكونغرس بشأن تقاسم تكاليف البحث والتطوير بين الولايات المتحدة وإسرائيل. على مر السنين، أصبح الجيش الإسرائيلي أكثر مهارة في الكشف عن الأنفاق.
وفي عام 2021، أكملت إسرائيل جدارا مضادا للأنفاق على طول الحدود بين إسرائيل وغزة التي يبلغ طولها 64 كيلومترا. والحاجز عبارة عن جدار خرساني واصل لتحت الأرض ومجهز بأجهزة استشعار.
وأشارت دراسة خدمة أبحاث الكونغرس إلى اكتشاف التكنولوجيا الإسرائيلية المضادة للأنفاق لبعض أنفاق حركة حماس على أعماق تصل إلى 230 قدما تحت الأرض.
تحدي الأنفاق للغزو البريفي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة، فإن أحد التحديات التي تنتظر الغزو تتمثل في نظام الأنفاق واسع النطاق تحت أرض القطاع.
وذكرت حركة حماس من جانبها أنها بنت 500 كيلومتر من الأنفاق تحت غزة. وتشير تقارير إلى أن أنفاق غزة واسعة، ويشار إليها من قبل الجيش الإسرائيلي باسم "المترو".
وفي مايو/أيار الماضي، أعطت إدارة الرئيس جو بايدن الضوء الأخضر لبيع أسلحة موجهة بدقة بقيمة 735 مليون دولار إلى إسرائيل. ولدى الجيش الإسرائيلي مخزون كبير من ذخائر "جي بي يو-28" (GBU-28) الأميركية الصنع التي صممت لاختراق أهداف محصنة في أعماق الأرض، رغم أن القنابل تخلف حفرا هائلة، ويمكن أن تلحق خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
واعتبر برادلي بومان، الخبير العسكري بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، أن "الأنفاق تسمح لبعض مقاتلي حماس بالنجاة من القصف، والتحرك في جميع أنحاء غزة تحت الغطاء والاختباء، وإعادة إمداد قواتها، وإخفاء الرهائن، وشن هجمات مفاجئة".
وقال بومان إن معظم الأنفاق معززة بالخرسانة وبعضها عميق جدا، مما يسمح لها بحماية نشطاء حماس من الغارات الجوية. وعام 2020، عثرت إسرائيل على نفق واحد يصل عمقه إلى 230 قدما تحت السطح، وفقا لمعهد الحرب الحديثة في أكاديمية ويست بوينت العسكرية.
وستكون الأنفاق جزءا أساسيا من "إستراتيجية حرب العصابات" لحماس، وفقا لجون سبنسر، رئيس دراسات حرب المدن في معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت. وكتب سبنسر "سيشكل مقاتلو حماس فرقا صغيرة من المقاتلين تتحرك تحت الأرض، وتنبثق، وتضرب، وتعود بسرعة إلى النفق".
وقد أقر الجيش الإسرائيلي بالتحديات التي يشكلها نظام الأنفاق، على الرغم من وجود عدة وحدات متخصصة في مكافحة الأنفاق، وادعى الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أهدافا تابعة لحماس منها "عدد من الأنفاق تحت الأرض" منذ اندلاع القتال في السابع أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
ويتوقع خبراء عسكريون أن تسير المعركة البرية إذا اندلعت فوق شبكة الأنفاق المعقدة، وتتمتع حركة حماس "بميزة القتال في ملعبها"، ومن المرجح أيضا أن تكون قد استعدت لتوغل بري إسرائيلي كبير قبل وقت طويل من بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مما يصعب من أي توغل بري إسرائيلي، ويرفع من كلفة القيام به.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی ملیون دولار حرکة حماس تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
إسحاق بريك: القوات البرية في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو الانهيار في قطاع غزة
#سواليف
حذر اللواء الإسرائيلي المتقاعد #إسحاق_بريك، من أن القوات البرية في #جيش_الاحتلال تتجه نحو #الانهيار، مستشهدا بحادثة مقتل سبعة جنود في ضربة واحدة.
وأضاف في مقال له في صحيفة /معاريف/ العبرية: قبل أن نناقش وضعنا الأمني في قطاع غزة، من المهم الإشارة إلى أن التصريحات الواردة هنا مبنية على حقائق قاطعة، وليست تفسيرات. ومن المثير للدهشة أن الكثيرين في إسرائيل يعيشون فيما يمكن وصفه بـ”جنة الحمقى”. يبدو أنهم يتجاهلون الحقيقة، ورؤيتهم محدودة للغاية، ويعيشون في واقع افتراضي.
وقال: هؤلاء يتغذون على معلومات كاذبة، وعاجزون عن استشراف المستقبل، ويخشون مواجهة الحقيقة، إنهم زمرة من المنافقين والمخادعين، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، بل تكررت على مر تاريخنا، وكذلك في الأحداث الأخيرة المحيطة بغزة.
مقالات ذات صلةورأى أن السبب الرئيسي لذلك، هو الضعف الداخلي، والانحلال الأخلاقي وانعدام الوحدة بين الشعب، مما أضعف الدولة من الداخل، وجعلها عاجزة عن مواجهة التهديدات الخارجية.
وقال: باختصار، أدى التدهور الأخلاقي والروحي لشعب إسرائيل، إلى جانب الأخطاء الاستراتيجية والسياسية، إلى هذه الأوضاع.
وأشار إلى أن هؤلاء يُقدّمون دعمًا لقيادةٍ فشلت فشلًا ذريعًا في إعداد الجيش البري والجبهة الداخلية للحرب، ويُشرّعون استمرارَ التحركات التي تُدمّر البلاد، مضيفا أن هؤلاء الجهلة والجهلاء لا يتعمقون في الحقائق، ويمرّون بسرعةٍ بين السطور، ويستخلصون استنتاجاتٍ خيالية، ويُدلون بتصريحاتٍ منفصلةٍ عن الواقع، هؤلاء الحمقى كارثةٌ علينا، إذ يُهدرون على الأمة ما يُسبّب لها النعاس، وهي منشغلةٌ بماضيها بدلًا من مُستقبلها.
فجوات استراتيجية في التأهب الأمني
وقال بريك: نحن نشهد فجوة هائلة بين سنوات طويلة من الاستعداد والجاهزية والتفوق لسلاح الجو في عملياته، كما رأينا على الأراضي الإيرانية، وبين الإهمال والتقصير الإجرامي الذي استمر لسنوات طويلة في إعداد الجبهة الداخلية والجيش البري للحرب (لقد رأينا جميعا الثمن الباهظ الذي دفعناه في الجبهة الداخلية والجيش البري أثناء الحرب بسبب عدم الاستعداد، لكن الغطرسة والنشوة لدى مجموعة الحمقى كانت عالية إلى عنان السماء).
وأضاف: لقد أثار الكثيرون هذه القضايا لسنوات أمام المستويات السياسية والعسكرية، ولسنوات، لم يدرك صانعو القرار في إسرائيل أن الحروب قد تغيرت، وأن الجبهة الداخلية ستكون محور الحملة، على عكس الحروب السابقة التي اقتصرت على الجبهات، كما لم يدركوا أنه بدون جيش بري كفؤ، لا يمكن الدفاع عن حدود البلاد، ولا يمكن كسب الحرب، وهذا يشبه معنى صورة “القرود الثلاثة”، التي ترمز إلى اللامبالاة، وتجاهل المشاكل، وعدم الرغبة في التدخل عند الضرورة.
الوضع في قطاع غزة
وأضاف، مثال على ذلك ما يحدث اليوم في قطاع غزة. نخوض حربًا فقدت مضمونها، حربًا يُقتل فيها جنودنا باستمرار، كما ثبت مجددًا في الحادثة الصعبة الأخيرة، والتي قُتل فيها سبعة جنود بعبوة ناسفة أصابت ناقلة جند مدرعة من طراز بوما. والنتيجة مروعة: سبعة قتلى.
هذه حربٌ لا أملَ لها في تحرير جميع الأسرى، إنها حربٌ مُتعثرةٌ بقواتٍ مُنهَكةٍ وقليلةِ العدد، عاجزةٌ عن البقاءِ طويلًا في الأماكنِ التي احتلّتها، وغير قادرةٍ على الانتشارِ في جميعِ أنحاءِ قطاعِ غزة. كما أنها عاجزةٌ عن تفجيرِ مئاتِ الكيلومتراتِ من الأنفاق. النتيجةُ كارثيةٌ: العجزُ عن تحقيقِ أهدافِ الحربِ، وهي هزيمةُ حماسِ وإطلاقُ سراحِ جميعِ الرهائن.
مخاطر خارجية وداخلية
وتابع من يدعمون رئيس الأركان ووزير الحرب ورئيس الوزراء في مسارهم الفاسد في قطاع غزة هم مجموعة من السفهاء والجهلاء.
وأضاف هذا تناقضٌ تام، مائة وثمانون درجة، بين قدرات سلاح الجو وقدرات الجيش البري. بدون جيش بري قوي، نُخاطر بفقدان البلاد أمام جميع القوى التي تتزايد قوتها داخل حدودنا.
لا يمكننا هزيمة “حماس” وحدنا. لم نهزم حزب الله، وهو يستعيد قوته. دخل الأتراك سوريا، جيشًا قويًا يهدد دولة إسرائيل. على طول ثلاثمائة كيلومتر من الحدود الأردنية، تُبنى حاليًا قوة حرب عصابات بدعم من إيران، وهي أخطر بعشرات المرات من حماس في قطاع غزة. مصر، صاحبة أقوى جيش في الشرق الأوسط، تُدير ظهرها لنا وتتدرب للحرب مع إسرائيل. يهودا والسامرة (الضفة الغربية) برميل متفجرات، وهي مسألة وقت فقط قبل أن ينفجر.
آلاف المتطرفين داخل دولة إسرائيل، سيخرجون، بناءً على الأوامر، من منازلهم بالآلاف ويغمرون الشوارع، يُلحقون الأذى ويدمرون كل من يقف في طريقهم. وفي مواجهة كل هؤلاء الأعداء، ليس لدينا قوات برية لمواجهتهم والدفاع عن البلاد والرد عليهم.
وشدد على أن هذه الحرب مستمرة فقط لأسبابٍ تتعلق ببقاء الحكومة، وأنه من الأهمية بمكان أن توافق إسرائيل، في إطار الاتفاقات بين الولايات المتحدة وإيران، على إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ومنع وقوع المزيد من الضحايا، والحفاظ على كرامة الجيش البري، حينها فقط يُمكننا البدء في إعادة تأهيله، ليتمكن من الدفاع عن حدود البلاد عند الحاجة.