الحوثيون يلتزمون الصمت وراويات متضاربة أعلنت عنها واشنطن.. ماذا حدث للسفينة الأمريكية؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مساء الخميس، إن السفينة يو إس إس كارني، التابعة لها، اعترضت ثلاثة صواريخ وعدد من الطائرات المسيرة، أطلقها الحوثيون، وربما كانت في طريقها إلى إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت في وقت سابق الخميس، أن السفينة الأمريكية واجهت "حادثاً أمنياً" في البحر الأحمر حين تعرضت لعدة قذائف، فيما نقلت شبكة ABC الأميركية عن مسؤول لم تسمه، أنه ليس من الواضح من أين تم إطلاق القذائف لكنها كانت متجهة نحو الشمال، ولا يُعتقد أن قذائف الحوثيين قد أطلقت على السفينة، كما قال.
وقال المسؤول إن أيا من البحارة على متن السفينة لم يصب بأذى، فيما أطلقت السفينة صواريخ ردا على ذلك.
وأشار إلى الحدث وقع خلال ساعات الليل المبكرة ليلة الأربعاء بالتوقيت المحلي.
من جانبها أعلنت شبكة سي إن إن الأمريكية، نقلا عن مسؤول أمريكي، أن سفينة حربية أمريكية تبحر قرب اليمن اعترضت عدة قذائف صاروخية أطلقت تجاهها.
ووفقا لوسائل إعلام دولية، رُصد إطلاق صواريخ من اليمن صوب سفينة حربية أمريكية، في البحر الأحمر.
ونقلت قناة سي إن إن، عن مسؤولين اثنين أن القذائف أطلقها الحوثيون، وأسقطت من خلال صواريخ SM2 المحمولة على متن السفينة الأمريكية.
وقال المسؤولان إنه "من غير الواضح ما إذا كانت الصواريخ تستهدف السفينة الحربية الأميركية، ومن المحتمل أن تكون الصواريخ قد أطلقت تجاه السفينة الأمريكية كارني أو أطلقت نحو هدف آخر".
وكانت السفينة الأمريكية كارني، عبرت قناة السويس إلى البحر الأحمر يوم الأربعاء وقالت قيادة الأسطول الأمريكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنها "ستساعد في ضمان الأمن البحري والاستقرار في الشرق الأوسط".
والتزمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران الصمت حتى الان (ظهر الجمعة) ولم يصدر أي تصريح منها.
واختلفت آراء الناس حول الحادثة بين مؤيد لها وبين من اعتبرها مسرحية لتلميع ادوات ايران في المنطقة واسقاط العتب عنها ازاء ما تتعرض له غزة من حرب ابادة.
وجاء الحادث بالتزامن مع عمليات أخرى لما يسمى محور المقاومة التابع لإيران، والذي يشن هجمات طفيفة بين الحين والآخر منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة قبل 13 يوما.
وقال البنتاغون: تم استهداف قاعدة أمريكية في سوريا بمسيرة تم تدميرها ما أدى لوقوع إصابات طفيفة في صفوف قوات التحالف، أضاف: "قواتنا تصدت أمس لثلاث مسيرات استهدفت قوات التحالف في قاعدة عين الأسد غربي العراق"، مضيفاً: ما زلنا نعمل على تحديد المسؤول عن الهجمات الأخيرة التي استهدفت قواتنا.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: السفینة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أمريكية لحزب الله.. لا تُغضبوا ترامب وانزعوا السلاح فوراً
“Hezbollah has to be gone” بهذه الكلمات اختصر السفير الأميركي في تركيا، والمبعوث الرئاسي إلى سوريا، توم باراك في مقابلة تلفزيونية ما تريده الولايات المتحدة من لبنان بالنسبة لـ “حزب الله”. ففي زيارته الأخيرة إلى لبنان، حمل باراك ملفات عديدة ملحّة تمحورت حول ديناميات وأولويات واشنطن المتعلقة بالسيادة اللبنانية، والنزاعات الحدودية جنوبًا وشرقًا، ونزع سلاح “حزب الله”. وهذه الملفات تزامنت مع “تحذير واضح وحازم” للمسؤولين اللبنانيين من العواقب الكارثية على لبنان في حال استمرار عملية “التمييع” لملف “حزب الله” وتسليم سلاحه وبسط سلطة الدولة وإنجاز الإصلاحات لا سيما منها القضائية والمالية وليس فقط إحداث بعض التغييرات في الوجوه في هذا المنصب أو ذاك.
ورغم أن باراك كان حازمًا، ولكن بدبلوماسية، إلا أن المراقبين في واشنطن اعتبروا أنه ترجم نظرية “madman” (الرجل الذي لا تتوقع ردة فعله) التي ينتهجها رئيس البيت الأبيض من خلال سياسة “الضغط القصوى” في المنطقة عمومًا، وهو ما حصل من خلال تعامل ترامب مع الملف الإيراني الإسرائيلي، أو ملف حلف شمال الأطلسي. من هنا، لا أحد يريد مجادلة الرجل – أو فريقه – الذي يصوّر نفسه بأن أفعاله غير متوقعة، “لأنك لست متأكدًا مما سيفعله في حال حصول أزمة”. وينقل مقربون من البيت الأبيض، أن فريق ترامب واضح في مطالبه من لبنان. فهو يحث المسؤولين اللبنانيين على تكثيف جهودهم، وتحملهم مسؤولية أكبر بكثير، في موازاة تعبير واشنطن عن استيائها مرارًا وتكرارًا. وبحسب مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قال حرفيًا إن نزع السلاح يجب أن يتم فورًا وبشكل كامل. وتلفت هذه المصادر إلى أن أحدًا في لبنان لا يريد أن يرى مفاعيل تحوّل فريق البيت الأبيض من سياسة الـ madman إلى سياسة الـ angry man.
في هذا الإطار، قالت كبيرة الباحثين في معهد واشنطن، حنين غدار، إنه على الجانب اللبناني أن يعي أن الوضع في المنطقة تغيّر بشكل جذري، وأن باراك يعبّر في كلامه عن السياسة الحالية للإدارة الأميركية. وأضافت غدار لـ “نداء الوطن” أن المنطقة انتقلت الآن إلى مرحلة “قصقصة جوانح إيران” وبالنسبة للبنان هذا يعني الانتهاء من حل ملف سلاح “حزب الله” وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيه.
وأكدت أن التركيز على لبنان سيتزايد من جانبين: الأول سياسي، يتولاه باراك “كمبعوث de facto للبنان”، وهو يعمل على ترجمة سياسة البيت الأبيض المتعلقة بتوسيع ملف الاتفاقات الابراهيمية، مشيرة إلى أن العمل جار على تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، وملف لبنان هو ضمن ذلك. أما الجانب الثاني، فهو “تلزيم” إسرائيل مهمة الانتهاء من مسألة السلاح في حال تم طرح أفكار تؤدي إلى المماطلة أكثر منها إلى الحل. من هنا، تقول مصادر دبلوماسية أميركية إن واشنطن لا تأبه للدينامية اللبنانية الداخلية، بل جلّ ما يهمها هو النتيجة السريعة والنافذة، وعلى المسؤولين اللبنانيين التحرر من متلازمة ستوكهولم والتوقف عن إيجاد أعذار لـ “أفكار كاسدة”.
وتشير المصادر في واشنطن إلى أن الجانب اللبناني أبلغ الأميركيين بإنجاز الخطة التي كانت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس قد طلبتها، لافتين إلى أن كلام باراك والبنود التي يتم التداول بها على أنها الورقة التي قدمها في بيروت يعكسان بعض بنود الخطة التي حصل تعديل طفيف على بعض بنودها من قبل واشنطن. غير أن المصادر شددت على أن الفريق الأميركي سجّل استياء كبيرًا من الإطار الزمني (timeframe) الذي تلحظه الخطة ووضعوه في إطار كسب الوقت. وما مقارنة باراك بين سرعة تقدّم الملف السوري في مقابل تباطؤ الملف اللبناني إلا ترجمة لهذا الاستياء. وتعتبر مصادر قريبة من الإدارة الأميركية أن استراتيجية المماطلة وشراء الوقت غير مجديين لا بل مؤذيين للبنان.
وينقل عدد من اللبنانيين الأميركيين الذين زاروا بيروت مؤخرًا أن الخطة اللبنانية أو ما يسمونه “خطة الرئيس جوزاف عون” تلحظ مهلة تمتد إلى أواخر العام الحالي وقد يتعدى بعض بنودها بضعة أشهر من العام 2026. غير أن “تأخير المهل” إلى السنة المقبلة غير وارد في أوساط الفريق الأميركي، لا بل يصر الجانب الأميركي على تنفيذ الشطر الأمني على كامل الحدود اللبنانية من الجنوب إلى الحدود الشرقية “البارحة قبل اليوم”.
في هذا الإطار، شدد السفير الأميركي السابق ورئيس مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان، إد غبريال، على أن “توقيت نزع السلاح وترسيم الحدود والإصلاحات الاقتصادية أمور بالغة الأهمية”، مشيرًا إلى أنه تمت مناقشة التوقعات/التوقيت المحدد بوضوح مع الجانب اللبناني خلال زيارة باراك الأخيرة. وقال لـ “نداء الوطن” إن المماطلة وتجاهل الجداول الزمنية وعدم الالتزام بالتنفيذ أمور ينتج عنها تراجع في الدعم الأميركي، أي أنه يصبح الحصول على الدعم الأميركي أكثر صعوبة. من هنا تلفت غدار بإيجابية إلى قراءة وليد جنبلاط الأخيرة للأحداث، وتدعو إلى تلقف رسالة التغيير بعد سقوط كل التركيبة الداعمة لطهران في المنطقة.
كذلك، دق غبريال ناقوس الخطر، قائلًا “لقد أحرز لبنان تقدمًا هامًا وفي الوقت المناسب، يستحق الإشادة عليه، بقيادة الرئيس عون ورئيس الوزراء سلام وحكومتهما”، إلا أنه “في ضوء حركة الإصلاح السريعة الجارية في سوريا والاهتمام الذي تحظى به دمشق من دول الخليج والحلفاء الآخرين في المنطقة، حيث يقومون بتسريع الإصلاحات الأمنية والاقتصادية، فإن تأخير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإقرار إصلاحات اقتصادية رئيسية سيُحوّل اهتمام الولايات المتحدة إلى سوريا وأولويات أخرى”.
ودعا غبريال إلى ضرورة أن تشمل الإصلاحات الحكومية الرئيسية حل مشكلة المصارف وإعادة هيكلتها، بما في ذلك إقرار قانون الفجوة، وإصلاح القضاء، والخدمة العامة، وغيرها من الإصلاحات ذات الصلة التي تعزز الشفافية والحوكمة الرشيدة. والأهم من ذلك، لفت إلى أن العمل على تسوية ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل سيوفر دفعة دعم قوية من الولايات المتحدة للبنان