حكم رهن الأسهم للحصول على قرض.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
في إطار دورها التوعوي في بيان أحكام المعاملات المالية المعاصرة، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تفصيلية حول حكم رهن الأسهم للحصول على قرض، وهو سؤال يتكرر مع توسع التعاملات البنكية والاستثمارية، خاصة في ظل ازدياد الإقبال على سوق الأوراق المالية خلال السنوات الأخيرة.
وأكدت الدار أن رهن الأسهم للحصول على قرض حسن دون أي زيادة مشروطة أمر جائز شرعًا، بشرط أن تكون الأسهم نفسها مباحة، وأن تخلو العملية من الغرر، مع الالتزام الكامل بالإجراءات القانونية واللوائح المنظمة لمثل هذه المعاملات.
ما هو الرهن؟
أوضحت دار الإفتاء أن الرهن في الفقه الإسلامي يعني:
حبس مالٍ عند الدائن لضمان الدين، بحيث يمكنه استيفاؤه عند عجز المدين عن السداد.
واستشهدت بقول الإمام ابن المنذر الذي أجمع فيه العلماء على أن الرهن جائز شرعًا في السفر والحضر بلا خلاف.
وأشار الفقهاء إلى أن الرهن لا يحقق للمقرض منفعة، ولا يدخل في باب "القرض الذي جرّ نفعًا"، بل هو مجرّد وسيلة لتأمين حق الدائن.
اشتراط الرهن من المقرض… شرط صحيح
تناولت الفتوى أيضًا حكم اشتراط المقرض وجود رهن لضمان حقه، وأكدت أنه شرط صحيح ومتفق عليه، إذ إن وظيفة الرهن هي التوثيق فقط، ولا يترتب عليه أي منفعة لصالح المقرض.
ونقلت الدار نصوصًا من كتب الفقه مثل نهاية المطلب للإمام الجويني، التي تقرر أن اشتراط الرهن جائز، ولا يُعد من القروض الربوية المحرمة.
ما هي الأسهم؟ وما الذي تمثله شرعًا وقانونًا؟
قدّمت دار الإفتاء شرحًا مفصّلًا لطبيعة الأسهم، مؤكدة أنها:
صكوك مالية تُصدرها الشركات
تُعبر عن حصة متساوية في رأس المال
تمنح صاحبها حق الأرباح، وتلزمه بنسبة من الخسارة
تمثل ملكية مشاعة في موجودات الشركة
لها قيمة اسمية عند الإصدار، وقيمة سوقية تتغير حسب العرض والطلب
وبينت مصادر قانونية مثل كتاب السنهوري وكتابات د. محمود سمير الشرقاوي أن الأسهم تُعد مالًا مشروعًا وقابلًا للتصرف، ولا مانع من تداولها ما دامت أنشطة الشركة مباحة شرعًا.
الخلاف الفقهي في رهن الأسهم… وهل يجوز رهن المال المشاع؟
أشارت الفتوى إلى أن حكم رهن الأسهم يرتبط بالخلاف الفقهي حول رهن الحصة المشاع.
رأي الحنفية:لا يجوز رهن المشاع مطلقًا، سواء كان قابلًا للقسمة أم لا.
رأي جمهور الفقهاء (المالكية – الشافعية – الحنابلة):يجوز رهن المشاع في كل الأحوال، لأنه مال يمكن بيعه واستيفاء الدين منه عند الحاجة.
وأكدت دار الإفتاء أن المختار للفتوى هو قول الجمهور، لأن العلة الشرعية للرهن تتحقق في المشاع كما تتحقق في غيره.
وبذلك فإن رهن الأسهم – وهي مال مشاع – أمر جائز شرعًا.
القرض الحسن… شرط أساسيذكّرت الدار بأن الأصل الشرعي في القروض هو أن:
تُرد بمثلها دون زيادة
يكون القرض لرفع الكرب، لا لجلب نفع للمقرض
لا يجوز فرض أي زيادة مشروطة على أصل الدين
واستشهدت بآيات القرض الحسن في القرآن الكريم، وبحديث النبي ﷺ:«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً …» الذي يحث على التيسير والإعانة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرض الأسهم الإفتاء دار الإفتاء قرض الرهن دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل أعيد الصلاة لو نسيت ركعة ؟.. الإفتاء توضح
صليت الظهر وأدركت أني صليت ثلاث ركعات فقط.. فهل أعيد الصلاة مرة أخرى ام ماذا أفعل ؟ .. سؤال ورد على صفحة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ليرد الدكتور علي جمعة: أنه إذا صلى المسلم الظهر وختمه على ثلاث ركعات ناسيًا وتذكر وهو في جلسة ختام الصلاة فله أن يقوم لصلاة الركعة الرابعة.
ولفت إلى أنه يجوز لمن نسي ركعة في الصلاة أن يقوم ليصليها إذا قرب الوقت كأن يكون في جلسة ختام الصلاة، أو تكلم فى كلام الناس في حدود "6 كلمات" لما جاء فى حديث ذى اليدين.
أما إذا تذكر المصلي أن صلاته ناقصة بعد خروجه من الصلاة وبعد الوقت بكلامه مع الناس أو انشغل بالأمور الحياتية فعليه أن يعيد صلاة الظهر كاملة.
أخطأت في اتجاه القبلة.. هل أعيد الصلاة؟قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن من شروط صحة الصلاة أن يستقبل المصلي بصدره عين القبلة - الكعبة - لقوله سبحانه وتعالى: "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ".
وفى رده على سؤال ورد إليه خلال أحد الدروس الدينية يقول صاحبه: "ما حكم من صلى باتجاه قبلة خاطئة فترة من الزمن؟"، قال "جمعة" إن من صلى إلى غير القبلة، بعد أن اجتهد في معرفتها، أو سأل ثقة عالمًا بجهتها فبان له الخطأ أثناء الصلاة، وجب عليه استئنافها من جديد، وإذا ظهر له الخطأ بعد الانتهاء من الصلاة وجب عليه قضاؤها، وذلك في القول الأظهر من قولي الشافعية.
وأضاف أن من صلى فى تجاه قبلة غير صحيحة ليس عليه شيء، لكن لو أدرك ذلك فى الوقت الذى يصلى فيه أنه صلى فى غير القبلة فعليه أن يعيد الصلاة.
وتابع: "لو أدرك بعد الانتقال إلى منزل جديد ولا يعرف اتجاه القبلة ثم تبين أنه يصلى فى اتجاه خاطئ فعليه أن يصحح القبلة لقوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}.