محلل: شركة النفط الصربية تعلق عملها و"أدنوك" الإماراتية تحاول إنقاذ الموقف
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الدولي محمد عمر إن صربيا قررت تعليق عمل شركة النفط NIS بعدما أكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أنه في حال عدم حصولهم على عقد جديد بحلول نهاية الأسبوع الجاري سيبدأون مفاوضات بشأن الغاز مع طرف آخر.
وأضاف أن الحكومة الصربية ستسمح بالمدفوعات والمعاملات الخاصة بالشركة الخاضعة للعقوبات حتى نهاية الأسبوع، على الرغم من خطر فرض عقوبات إضافية، ففي التاسع من أكتوبر، فرضت واشنطن عقوبات على الشركة الصربية، التي تملك حوالى 20% من محطات الوقود في البلد وتزوده بحوالى 80% من إجمالي استهلاكه للوقود وتشغل المصفاة الوحيدة في صربيا.
وتابع المحلل، أن واشنطن طالبت بانسحاب الشركتين الروسيتين "غازبروم" و"انتيليجينس" من رأس المال في الشركة الصربية لرفع العقوبات، حيث تمتلك شركة "غازبروم" الروسية حصة 44.9 في المائة، بينما تمتلك شركة "غازبروم" الروسية أيضا نحو 11.3 في المائة في شركة NIS وتمتلك الحكومة الصربية حصة 29.9 في المائة.
وأكد أن الرئيس الصربي قد صرح بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين مطلع سبتمبر الماضي أن مسألة العقوبات الأمريكية ضد NIS سيتم حلها بشكل مشترك من قبل الجانبين الروسي والصربي.
وأشار إلى وجود عدة بدائل لتجنب العقوبات على الشركة الصربية NIS وحماية قطاع الطاقة في البلاد من أزمات محتملة، خاصة وأن الشركة تسيطر على قرابة 80% من حصة السوق، موضحا أن أحد الحلول المطروحة هو بيع الحصة الروسية في NIS إلى طرف آخر.
وأفادت بأن شركتي "غازبروم" و"إنتليجينس" التابعة لها، واللتان تمتلكان معا اكثر من نصف أسهم NIS، وافقتا على دراسة عملية البيع، بشرط أن يتم ذلك بسعر السوق، وأن شركة بترول أبوظبي الوطنية (ADNOC) تعد من أبرز المرشحين لشراء الحصة الروسية.
في هذا السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن شركة (ADNOC) تجري مفاوضات لشراء الحصة الروسية في شركة النفط الصربية NIS، في ظل ضغوط العقوبات والتي قد تحدد مستقبل قطاع الطاقة في صربيا، حيث سبق وأن صرحت وزيرة الطاقة الصربية بأن روسيا قد وافقت بالفعل على بيع حصتها في الشركة دون الكشف المشتريين المحتملين.
وأكد المحلل، أن الإمارات العربية المتحدة تتمتع بأهمية استراتيجية في قطاع الاستثمار الطاقة نظرا لدورها كمركز عالمي رائد في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء، وتسعى من خلال رؤيتها الاقتصادية الطموحة، إلى تنويع مصادر اقتصادها وتعزيز موقعها كفاعل رئيسي في استقرار أسواق الطاقة العالمية، حيث يظهر ذلك في "استراتيجية الإمارات للطاقة 2050"، التي تهدف إلى تعزيز الشراكات الدولية، وتنويع مزيج الطاقة، وربط شبكات الكهرباء مع الدول المجاورة.
واستطرد أن شراء أدنوك للحصة الروسية في شركة "NIS" الصربية يمثل امتدادا طبيعيا لاستراتيجيتها في تنويع الأصول وتعزيز نفوذها الدولي، خاصة وأن هناك استعدادات لشراء هذه الحصة بسعر السوق، وهو ما يتوافق مع شروط الجانب الروسي ويجنب صربيا خيار التأميم الذي قد يُنفر المستثمرين الدوليين لعقود.
وأنهى حديثه بأن هناك توقعات بتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ما يُضفي مصداقية وقوة دفع إضافية لصفقة الشراء، وقد يُساعد هذا التحرك في تخفيف الضغوط الغربية على الحكومة الصربية، ويُسهل رفع العقوبات الدولية تدريجيًا، ويُعيد جذب المستثمرين ويفتح الباب أمام التمويل الدولي، خلافًا لسيناريو التأميم الذي يحمل مخاطر عكسية كبيرة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ارتفاع طفيف لأسعار النفط مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات الروسية
سجلت أسعار النفط ارتفاعا طفيفًا اليوم الخميس وسط قلق بشأن الإمدادات بعد هجمات أوكرانية استهدفت بنية تحتية روسية للطاقة، في وقت قلص فيه تعثر محادثات السلام توقعات التوصل إلى اتفاق يعيد تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
وزاد خام برنت 14 سنتًا، أو ما يعادل %0.22، إلى 62.81 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:02 بتوقيت غرينتش، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتًا، أو %0.27، إلى 59.11 دولار للبرميل.
وقال مصدر في المخابرات العسكرية الأوكرانية أمس الأربعاء إن أوكرانيا ضربت خط أنابيب دروجبا النفطي في منطقة تامبوف وسط روسيا، وهو خامس هجوم على خط الأنابيب الذي ينقل النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا. وأضافت الشركة المشغلة لخط الأنابيب وشركة النفط والغاز المجرية لاحقًا أن الإمدادات تتدفق عبر الخط بشكل طبيعي.
كما تلقت الأسعار دعمًا من اعتقاد بتعثر خطة السلام الخاصة بأوكرانيا، بعد أن خرج ممثلون للرئيس الأميركي دونالد ترامب من محادثات السلام مع الكرملين دون تحقيق أي تقدم ملموس بشأن إنهاء الحرب. وقال ترامب إنه من غير الواضح ما الذي سيحدث الآن.
وكانت توقعات بإنهاء الحرب قد ضغطت على الأسعار خلال الفترة الماضية، إذ توقع المتعاملون أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، ومن ثم السماح للنفط الروسي بالعودة إلى سوق عالمية تشهد فائضًا في المعروض بالفعل.
وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى شركة "آي.جي"، في مذكرة: "رغم الارتفاع، لا تزال المخاوف بشأن تخمة المعروض وضعف الطلب تؤثر على أسعار النفط الخام".