المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي يختتم أعماله بإصدار إعلان جدة حول التحول الأخضر
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
المناطق_واس
اختتم المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي، الذي استضافته المملكة في مدينة جدة، أعماله اليوم بإصدار إعلان جدة “نحو تحقيق التحول الأخضر في العالم الإسلامي”، الذي أكد أهمية تعزيز دور الاقتصاد الأخضر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتضمن إعلان جدة توجيه الشكر إلى المملكة العربية السعودية على استضافتها للمؤتمر، إلى جانب اتخاذ إجراءات عملية لتعزيز العمل المشترك؛ بهدف مواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم الإسلامي، والتأكيد على الدور المهم للتحول الأخضر في التخفيف من آثار تغير المناخ، والحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف والكوارث وفقد التنوع الأحيائي، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
كما أكد الإعلان على الالتزام بتنفيذ قرارات المؤتمر، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية في الدول الأعضاء والإدارة العامة لمنظمة الإيسيسكو، إضافة إلى المنظمات الدولية والإقليمية المعنية، وجدّد الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات والبروتكولات البيئية، وفق إمكانيات وظروف كل دولة، وتعزيز القدرة على التكيف مع آثار التحديات البيئية الرئيسة.
وأشاد الإعلان بمبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، منوّهًا بالرؤية الإستراتيجية الثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ في تحقيق التحول الأخضر وبناء مستقبلٍ أكثر استدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مع التأكيد على الالتزام بدعم المبادرتين الرائدتين والمساهمة في إنجاحهما والتعريف بهما.
واستنكر إعلان جدة بشدة ما يدور من أحداث مأساوية يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة ومحيطه، وأدان التصعيد العسكري وسقوط الضحايا من المدنيين وتدمير البيئة ومقومات الحياة، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والتحرك السريع لوقف سقوط المزيد من الضحايا وحدوث كارثة إنسانية وبيئية وصحية في القطاع.
وأكد إعلان جدة على بذل المزيد من الجهود المشتركة للتخفيف من الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للكوارث الطبيعية، من خلال تطوير خطط استباقية للتعامل معها؛ تشمل أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز قدرة البنية التحتية، كما أقر اتباع نهجٍ متكامل للتخطيط والإدارة الحضرية، من خلال دعم التنمية الحضرية الذكية والمستدامة، بالإضافة إلى تطوير الخطط وتنفيذ المشاريع والبرامج المناسبة؛ للحد من تدهور الأراضي، وآثار التغير المناخي والجفاف، والعواصف الغبارية والرملية، وفقد التنوع الأحيائي، إلى جانب تعزيز دور النظم البيئية، كما أوصى الإعلان بتعزيز التنسيق والتعاون وتوحيد المواقف في المحافل الدولية، إضافةً إلى تقوية التعاون والشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف، بين جميع الجهات المعنية؛ لتحقيق أهداف المؤتمر ، مع التركيز على الابتكارات التقنية ونقل التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة.
وجدّد الإعلان الالتزام باتخاذ تدابير طموحة لمواجهة التحديات البيئية في العالم الإسلامي؛ لا سيما التحول الأخضر، والتنمية الحضرية الذكية، ودعوة جميع الجهات المعنية للانضمام إلى هذا الجهد؛ لتوسعة الشراكات، كما دعا الإعلان الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية إلى المشاركة في مؤتمر الأطراف (28) للاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، والدورة (16) لمؤتمر اتفاقية مكافحة التصحر، إلى جانب الاحتفال بيوم البيئة العالمي، واللذين ستستضيفهما المملكة العربية السعودية في عام 2024م.
كما رحب الإعلان بنتائج الدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ الني عُقدت في جمهورية مصر العربية، في نوفمبر 2022م، وفي مقدمتها الاتفاق على برنامج عمل الانتقال العادل وآليات تمويل الخسائر والأضرار بما في ذلك إنشاء صندوق لهذا الغرض. كما أكد على الترحيب ودعم المبادرة الأردنية “مُترابطَة – المناخ ـاللاجئين”؛ الهادفة إلى تقوية مَنَعة الدول التي تعاني من الآثار السلبية للتغير المناخي وتستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين، وذلك من خلال زيادة الدعم الفني والمالي لها.
ودعا الإعلان رئاسة المؤتمر والإيسسكو، إلى إعداد تقرير عن مدى التقدم المُحرز في تنفيذ مضامينه، وتقديمه إلى المؤتمر العاشر، كما دعا الدول الأعضاء والمنظمات الدولية المعنية، إلى التعاون مع رئاسة المؤتمر والإيسسكو ، وتقديم الدعم والمساندة لهما؛ من أجل تنفيذ هذا الإعلان.
عقب ذلك، رفع المشاركون في المؤتمر برقيتي شكر وامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، على دعمهما الكبير والمستمر للمبادرات التنموية الرائدة، من أجل تحقيق التحول الأخضر، والوصول إلى مستقبلٍ أكثر استدامة، في المملكة وفي جميع دول العالم الإسلامي.
وفي كلمته الختامية، أشاد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، بروح المسؤولية والتعاون التي سادت نقاشات المؤتمر، مؤكدًا أن المنظمة ستلتزم بتنفيذ ما تم إقراره من برامج ومشاريع ورؤى، وأنها أخذت بجميع الملاحظات التي وردت إليها بخصوص إعلان جدة.
وكان المؤتمر الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، قد رحب خلال جلسات العمل بالوثائق والمشاريع التي تم عرضها من جانب الإدارة العامة لمنظمة الإيسيسكو، بالإضافة إلى تقرير الاجتماع السادس للمكتب التنفيذي للبيئة في العالم الإسلامي، وقدّم الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر العديد من الأفكار والتجارب التي تصب في حماية البيئة والتحول الأخضر.
20 أكتوبر 2023 - 10:52 مساءً شاركها فيسبوك تويتر لينكدإن ماسنجر ماسنجر طباعة أقرأ التالي منطقة جازان20 أكتوبر 2023 - 10:30 مساءًالقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لترويجه مادة الحشيش المخدر بجازان أبرز المواد20 أكتوبر 2023 - 10:26 مساءًوكيل إمارة الرياض يحضر حفل سفارة جمهورية فنزويلا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها منطقة جازان20 أكتوبر 2023 - 10:23 مساءً“منشآت” تستأنف جولة التجارة الإلكترونية في منطقة جازان الاثنين المقبل أبرز المواد20 أكتوبر 2023 - 10:20 مساءًاستشهاد 1661 طفلاً في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أبرز المواد20 أكتوبر 2023 - 10:17 مساءًحرس الحدود بجازان يحبط محاولة تهريب 120 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر20 أكتوبر 2023 - 10:30 مساءًالقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لترويجه مادة الحشيش المخدر بجازان20 أكتوبر 2023 - 10:26 مساءًوكيل إمارة الرياض يحضر حفل سفارة جمهورية فنزويلا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها20 أكتوبر 2023 - 10:23 مساءً“منشآت” تستأنف جولة التجارة الإلكترونية في منطقة جازان الاثنين المقبل20 أكتوبر 2023 - 10:20 مساءًاستشهاد 1661 طفلاً في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة20 أكتوبر 2023 - 10:17 مساءًحرس الحدود بجازان يحبط محاولة تهريب 120 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر "الوطنية للإسكان" تستمر في إقامة أنشطتها الترفيهية لملاك الضواحي بإطلاقها دوري خزام لكرة القدم بـ 22 فريقاً منافساً تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2023 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكتويتريوتيوبانستقرامواتساب فيسبوك تويتر ماسنجر ماسنجر فيسبوك تويتر ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكتويتريوتيوبانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: فی العالم الإسلامی التحول الأخضر أکتوبر 2023 إعلان جدة
إقرأ أيضاً:
التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات
نحن الآن أمام مرحلة تاريخية فارقة، قد تُقارن بتحولات كبرى شهدها التاريخ البشري مثل الثورة الصناعية أو سقوط الإمبراطورية الرومانية. كما أشار الفيلسوف المجري كارل بولاني إلى "التحول العظيم" (The Great Transformation) الذي يصف فيه كيف غيّرت الرأسمالية السوقية البنية الاجتماعية والاقتصادية التقليدية، فإن العالم اليوم يمر بتحول مشابه، لكنه أكثر تعقيدًا وشمولًا.
هناك العديد من النظريات التي تحاول قراءة هذا الواقع الجديد، بعضها يراه فوضى مستمرة كما في كتاب العالم في فوضى (The World in Disarray) لريتشارد هاس، أو تفككًا كما يراه المؤرخ نيل فيرغسون.
لكن هناك رؤية أوسع ترى أن كل هذه الفوضى ما هي إلا جزء من عملية انتقالية نحو نظام دولي جديد، وتُعرف هذه النظرية باسم "التحول العظيم"، وهي نظرية شاركت فيها مجموعة من الشخصيات الفكرية والمؤسسات العلمية العالمية.
بالتالي، نحن لا نعيش مجرد أزمات متفرقة، بل نشهد منحنًى واضحًا من الفوضى التي ستفضي إلى ولادة نظام عالمي جديد.
تيارات رئيسية لسيناريوهات التحول التيار الأول: تيار دافوس (الاستمرارية عبر التكنولوجيا)هذا التيار يسعى إلى الحفاظ على النظام القديم، لكنه يحاول إعطاءه وجهًا حديثًا باستخدام التحولات التقنية الكبرى. ويتجلى ذلك في مؤتمر دافوس، ونظرية "الثورة الصناعية الرابعة" التي طرحها كلاوس شواب، والمقرّب منه الكاتب الإسرائيلي يوفال نوح حراري.
هذا التنظير يربط بين التقدم التكنولوجي والتحول العالمي، ويرى أن البشر لم يعودوا سوى بيانات قابلة للتحليل والبرمجة من قبل الشبكات العصبية الاصطناعية. في هذا السياق، الإنسان ليس صانع القرار، بل هو كائن يتم "برمجته".
ومن وجهة نظر المنتقدين، فإن هذا التيار جزء من محاولة لتحويل الحكم إلى أيدي التكنوقراطيين الذين يتحكمون في المال والتكنولوجيا، ويميلون إلى فرض نظام عالمي واحد، موحّد، وغير متعدد الثقافات.
إعلانالدول النامية، وخاصة في الجنوب العالمي، عليها أن تتبع قواعد اللعبة الجديدة، والتي تفرض عليها الانفتاح الكامل على استثمارات الشركات الكبرى، دون اعتبار للأعراف أو الهويات الثقافية.
في هذا السياق، تُعتبر القيم مثل التنوع الثقافي، والكرامة الإنسانية، وحتى فكرة العالم متعدد الأقطاب، عقبات أمام "التمدد التقني الكبير". وهكذا، فإن الخيار الوحيد المسموح به هو إما قبول هذا المستقبل "الوردي" الذي ترسمه الشركات الكبرى، أو العودة إلى "الماضي"، وهو أمر يُصنَّف بأنه غير عملي وغير متناسب مع مسار التطور.
تيار نظرية الفوضى (تفكك النظام القديم)في المقابل، هناك تيار آخر يرى أن النظام العالمي الحالي، الذي شُكّل بعد الحرب العالمية الثانية، قد فقد قدرته على إدارة التعقيدات الجديدة، سواء كانت هذه التعقيدات ديمغرافية، بيئية، تقنية، أو حتى فكرية، فإن المنظومة الاقتصادية والسياسية القائمة لم تعد قادرة على استيعابها.
هذا التيار يشير إلى أن النظام العالمي أصبح غير طبيعي، كما ذكر عالم المستقبل زيا ساردار، وأننا نعيش حالة خلل عميقة في كل شيء: من السياسة إلى الاقتصاد، ومن البيئة إلى الثقافة.
عناوين كثيرة كالعودة إلى الغاب، أو العالم في فوضى، أو تفكك العالم، إذا تتبعت البحث عن هذه المصطلحات في Google Trends فستجد أنها تنتشر لأسباب معروفة بشكل كبير في دول أميركا اللاتينية ودول أفريقية.
مثال بارز على ذلك هو المقارنة بين حرب العراق عام 2003، حيث حرصت الولايات المتحدة وبريطانيا على الحصول على غطاء قانوني من الأمم المتحدة رغم عدم موافقتها على العملية، وبين الضربات الإسرائيلية الحديثة على إيران، حيث لم يعد القانون الدولي أو الشرعية عنصرًا في الحسابات السياسية.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه أعلن، صراحة، أنه لا يعبأ بالقوانين الدولية، وتعامل وكأنه إمبراطور لا يمكن لأحد منازعته. هذا يدل على أن النظام العالمي يفقد تدريجيًا قدرته على ضبط النفس، ويدخل في حالة من الفوضى المتسارعة، مما يستدعي إعادة نظر جذرية في مفاهيم السيادة، والقانون الدولي، والتعاون البشري.
التيار الثالث: التحول العظيمفي المقابل، سنجد مشاريع وكتبًا ودراسات وتيارات ترى أن العالم في حالة فوضى، وأن بنية النظام العالمي والاقتصادي الذي تشكّل بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد قادرًا على إدراك وإدارة المتغيرات التي يشهدها العالم، سواء التحولات الكبرى (الديمغرافيا، البيئة بما في ذلك الطاقة، التقنية)، أو البنية الفكرية، ما يشمل النظريات الاقتصادية والسياسية المرتبطة بفكرة التوازن كنظرية الأقطاب والعرض والطلب، أو ما يسمى بالمنهج الاختزالي السائد في العالم بعد مدرسة فيينا التي تسربت إلى المناهج العلمية والجامعات بعد الحرب العالمية الثانية.
إسرائيل جزء من تلك المدرسة؛ ثيودور هرتزل كان من دائرة فيينا، والفكر الذي نشأ عن هذه المدرسة هو الذي أسّس لأغلب النظريات التي تُدرَّس في العالم اليوم، سواء في العلوم التطبيقية أو الإنسانية.
كل البروتوكولات التي يُكتب بها البحث في الجامعات مصدرها هذه المدرسة. كل ذلك يتفكك اليوم، ونحن نعيش في وضع غير طبيعي، كما كتب عالم المستقبليات ساردار ضياء الحق.
إعلانلذا، ما نعيشه اليوم هو خلل كبير في النظام، وعجز تام عن إدارة العالم. يمكن هنا أن نأخذ ما يحدث من عدوان إسرائيلي على إيران ونقارنه بما حدث في حرب العراق، ورغم أن الحربين تمثلان حالة من الفوضى في صناعة القرار، فإن المقارنة بينهما تبين حالة الفوضى بشكل واضح.
في حرب العراق، كان الخروج بقرار من الأمم المتحدة قضية أساسية، والتوصيف القانوني للتوجه نحو الحرب أخذ زمنًا حتى استطاعت بريطانيا أن تشكل تحالفات تقتنع بشرعية الحرب ضمن القرار رغم قرار مجلس الأمن رقم 14001.
لم يكن الأمر سهلًا من الناحية القانونية، ويقول توني بلير في مذكراته إنه، على كل حال، وُجد وجه قانوني سهّل عليهم الحصول على شرعية الحرب والوصول إلى حلفاء يمكنهم دعم شرعية المعركة.
لو قارنت ما حدث في العراق بما يحدث اليوم، فستجد أن ضرب إسرائيل لإيران وتصريحات ترامب لا تبالي بأي شيء اسمه قانون أو شرعية، بل إن رئيس الولايات المتحدة الأميركية تحدث علنًا عن الاغتيالات في انتهاك صارخ ليس فقط لسيادة الدول، بل تعامل بمنطق الإمبراطور الذي على الجميع أن يحذر من غضبه.
التحول العظيمالتيار الثالث هو الذي ينظر لكل تلك المؤشرات على أنها قوى تدفع نحو نظام عالمي جديد. بالطبع، عادة ما يخطئ كثيرون حين يتصورون أن هذا العالم الجديد متعدد الأقطاب، فيستخدمون أبجديات الماضي لرسم صورة المستقبل، وهذا يجعل الأفق يضيق والإبداع يتضاءل.
يمثل هذا التيار كتّاب من اليسار مثل هيرديت نيجري في كتابه الإمبراطورية (Empire)، أو تصورات عن نظرية الشبكة مثل أنا ماريا، مستشارة الرئيس الأميركي السابق أوباما، أو مشروع "نظرية التحول العظيم" لمجموعة من الجامعات.
هنا تكون الحرب جزءًا من التحول إذا لم تنتهِ بحالة بربرية. فالوعي، وتماثل العالم مع المعرفة الكونية، ووجود جهد لحماية البيئة، ونشأة المواطن العالمي، فضلًا عن مؤسسات تخضع للقانون وليس لمجرد قواعد عامة غير ملزمة كما هو حال النظام العالمي الحالي، قد يتطور ذلك لتحول كبير يطال كل شيء حين تكون التقنية في سياقها الصحيح، وهو دعم قدرة البشر على حل مشاكلهم بطريقة إبداعية بعيدة عن الانحيازات الثقافية والانقسامات العرقية والإثنية.
العرب والتحول العظيمهذه المسارات الثلاثة لن تتحقق بشكل تلقائي، بل سيعتمد هذا التحول على جهد الناس وقدرتهم على الدفع نحو مستقبل مشرق. لذا، فالمخاطر على الأمة الإسلامية والعربية هي أن هذه الحروب والأزمات تنتهي بها إلى حالة من الفوضى والتخلف، مما يجعل مسارها يضمن لها القعود في المقاعد الخلفية.
ومن هنا، تصبح حضارة ميتة حين تحيا دول وشعوب أخرى استطاعت أن تنفذ من حبال الإمبراطورية الأميركية، وتتقدّم نحو الأمام لتكون في مصافّها، وربما فرضت إرادتها في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم.
فكّرْ في الدول الإسكندنافية، في دول من جنوب شرق آسيا، ترَ كيف أن هذه المسارات قد تختلف من منطقة لأخرى. وهذا يعني أن مجموعة من الأفكار ستنتهي كالحداثة وما بعد الحداثة، والرأسمالية، والديمقراطية، وغيرها كثير.
فكل شيء من مخلفات الحداثة، بما فيها إسرائيل، سيكون جزءًا من الماضي عندما تنشأ دول قادرة على فرض سرديتها ومعارفها وتسريبها في المجال الأكبر، الذي تحدث عنه بنجامين برتيون في كتابه عن البرمجة والسيادة (Programming and Sovereignty). فالأولى- أي البرمجة- صارت هي المعرفة، ومن ثم ستتبعها السيادة في مجال يُسمّيه النسق أو التراكم النسقي.
إن المستقبل صار جزءًا من عملية التصميم الذي يسعى كثيرون إليه. إنه خيال وأفكار تتراكم لتكون نسقًا ينشأ عنه تحول كبير. إنه عمل لتحقيق هذه التصاميم على أرض الواقع، وعندما ينجح الآخرون في بناء نظام آخر لم نُسهم فيه، عندها سندرك كم كنّا مخطئين.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline