«فاينانشال تايمز»: دعم الغرب لتل أبيب يهدم جهود قادته لحشد الرأي العام العالمي ضد روسيا
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
لم يكن فى حسبان دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة، أن دعمهم القديم والمستمر لإسرائيل سيضعهم فى موقف لا يحسدون عليه، وهو ما حدث بالفعل، إذ أثر ذلك الدعم على مصداقيتهم تجاه دول العالم النامى وبلدان الشرق الأوسط فى حشد الرأى العام للقادة وشعوب هذه المنطقة من العالم بهدف توجيهه ضد روسيا فى حربها على أوكرانيا.
ونشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية فى هذا الشأن تقريرًا أفادت فيه بأن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يواجه تهديدًا بفقدان مصداقيته لدى حلفائه فى دول العالم النامى وبلدان الشرق الأوسط.
يُشير التقرير إلى تصاعد الانتقادات الحادة التى أبداها قادة دول الشرق الأوسط تجاه وحشية إسرائيل ودعم الغرب المتواصل لها منذ بدء الأزمة فى السابع من أكتوبر الحالي، خصوصًا فى ظل تفاقم الوضع الإنساني فى قطاع غزة.
ويُظهر التقرير أن الانشغال العالمى بالصراع فى غزة أدى إلى تجاهل الصراعات الأخرى فى العالم، بما فى ذلك الصراع فى أوكرانيا.، وقد زادت هذه الأوضاع من اضطراب الساحة الدولية وتعقيد العلاقات بين الدول، حيث حذر مسؤولون ودبلوماسيون غربيون "فيما نقلته الصحيفة" من أن الدعم الغربى اللا متناهى لإسرائيل يمكن أن يضر بجهود بناء توافق مع البلدان النامية لإدانة الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
أضافت الصحيفة أن عملية "طوفان الأقصى" فى السابع من أكتوبر على إسرائيل، الذى نفذته المقاومة الفلسطينية متمثلة فى حركة حماس وفصائل مسلحة أخرى، وتهديد إسرائيل برد قوى على ذلك بهجوم كاسح على قطاع غزة، طمس صورة الجهود الغربية المصممة بعناية على تشويه روسيا وتصويرها أمام العالم كبلد منبوذ ومنتهك للقانون الدولي، وفقًا لوصف الصحيفة.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أنه فى خضم الزيارات الدبلوماسية الطارئة والمؤتمرات الصحفية المكثفة فى عواصم العالم وُضِعَ المسؤولون الغربيون فى وضع حرج وكانواعرضة لاتهامات بالفشل فى الدفاع عن مصالح ٢.٣ مليون فلسطيني، حيث سارعوا بإدانة هجمات حماس وتقديم الدعم لإسرائيل.
ووفقًا للصحيفة، ففى الأيام الأولى التى أعقبت هجوم حماس، أعرب بعض الدبلوماسيين الغربيين عن قلقهم من أن الولايات المتحدة كانت تعطى تفويضًا مطلقًا لإسرائيل لمهاجمة غزة بكامل قوتها.
وأشارت «فاينانشال تايمز» إلى أن روسيا والصين لديهما علاقات ودية مع الفلسطينيين بنيت على مر العقود، موضحة أن لقاء الرئيس الروسى ونظيره الصينى فى بكين يوم الأربعاء الماضي، دفع دبلوماسيين غربيين إلى التأكيد على أهمية أن يعمل الغرب بسرعة على استعادة مصداقيته التى فقدها لدى شعوب الشرق الأوسط والبلدان النامية من خلال رفض العنف والدمار الذى تشهده غزة وإدانته بشدة بنفس الطريقة التى يدين بها الغرب والولايات المتحدة العنف والدمار فى أوكرانيا.
وقال مسئول فى الاتحاد الأوروبى فى تصريحات للصحيفة: "لنكن صرحاء.. إن ما يحدث فى غزة ورفض مجلس الأمن لمسودة القرار الروسى بإدانة استهداف المدنيين هو هدية لروسيا، لأنه ببساطة يدمر حججنا فى إلصاق تهمة استهداف المدنيين بروسيا، وفضلا عن ذلك فإنه يطعن فى مصداقية وعدالة النظام العالمى الذى حاولت الأمم المتحدة بناءه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، فإن تجاهل الغرب ما ارتكبته إسرائيل من مجازر بحق المدنيين فى غزة، هدية أخرى لروسيا، فقبل ذلك، كان الغرب يتهم موسكو بارتكاب هجمات على المدنيين فى أوكرانيا".
واستنادًا إلى ما ذكره دبلوماسيون ومسؤولون غربيون، أشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن التصاعد الأخير فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يبدو وكأنه يعزز مواقف العديد من الدول النامية الكبيرة التى تدعم المواقف الروسية. وقد أثار هذا التصاعد مخاوف إضافية بشأن تحول جهود الدبلوماسية التى تستهدف حل الصراع فى أوكرانيا عن مسارها المخطط له.
وبناءً على ما أفاد به أكثر من ١٢ مسؤولًا دوليًا تم استطلاع آرائهم من قبل "الفاينانشيال تايمز"، تعتقد الصحيفة أن الميل الواضح نحو المواقف المحايدة تجاه إسرائيل من قبل الدول الغربية قد نقص من قيمة وتأثير جهود الغرب الداعمة التى بدأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل روسيا أوكرانيا فاینانشال تایمز الشرق الأوسط فى أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: إطلاق النار بواشنطن قلب حياة الأفغان بأميركا رأسا على عقب
أكد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن الأفغان الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الأميركية من بلادهم شعروا بالأمان في البداية، لكن حادث إطلاق نار في واشنطن قلب حياتهم رأسا على عقب وأثار مخاوف واسعة.
وسلطت الصحيفة الأميركية الضوء على حالة عبيد الله دوراني، وهو طيار مقاتل أفغاني وصل إلى ولاية أريزونا عام 2021 مع طفليه بعد أن عمل مع القوات الأميركية، بينما بقيت زوجته في أفغانستان ولم تتمكن من السفر معه، ليجد نفسه وحيدا يدير مسؤوليات تربية الأطفال والعمل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: سياسة ميرتس وماكرون وستارمر تخدم أقصى اليمين بأوروباlist 2 of 2رئيس أركان القوات الجوية الإسبانية يحذر من أسلحة موجودة في الفضاءend of listكانت حياة دوراني اليومية مليئة بالتحديات، بين توصيل الطرود ورعاية طفلين صغيرين، لكنه شعر بالأمان والأمل في لم شمل أسرته، وفق محادثته مع المراسلة المتخصصة بشؤون الهجرة ميريام جوردان.
منذ انسحابها من أفغانستان، استقبلت الولايات المتحدة نحو 200 ألف أفغاني عملوا مع القوات الأميركية أو المؤسسات الداعمة لها
بَيد أن الهجوم الذي استهدف الحرس الوطني الأسبوع الماضي في واشنطن وأُدين على إثره الأفغاني رحمن الله لكنوال، قلب الوضع رأسا على عقب.
بعد الهجوم، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمراجعة فورية وإعادة تقييم الملفات الأمنية الخاصة بالأفغان، وطلب من مسؤولي الهجرة تعقب نحو ألفي أفغاني تم إصدار أوامر بترحيلهم ولم يحتجزوا بعد، مما يهدد حياة آلاف الأسر التي بدأت تستقر في الولايات المتحدة بعد سنوات من الفوضى.
تغيرات سياسيةوحسب التقرير، استغل ترامب الحادث لتكثيف حملته المناهضة للهجرة، محاولا تصوير الهجوم كدليل على ضعف النظام الأمني الذي ورثه عن إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وقال -في خطاب نشره على منصة "تروث سوشيال"- إن أي شخص لا يحب البلاد يجب إخراجه.
وتتابع الصحيفة أنه منذ الانسحاب الفوضوي، استقبلت الولايات المتحدة نحو 200 ألف أفغاني عملوا مع القوات الأميركية أو المؤسسات الداعمة لها، وكان الكثير منهم يطمح للاندماج في المجتمع الأميركي والإسهام في اقتصاد البلاد، لكن التهديدات الأخيرة أثارت الرعب في هذه المجتمعات، بما فيها منطقة فينيكس التي استقر فيها نحو 4 آلاف أفغاني.
إعلانوفي مركز للاجئين بأريزونا -يتابع التقرير- توافد العشرات من الأفغان بحثا عن إجابات، منهم دوراني الذي كان لديه مقابلة للحصول على البطاقة الخضراء في ديسمبر/كانون الأول، متسائلا عن مصير أسرته، وما سيحصل بعد إيقاف معاملات زوجته، وعن إمكانية احتجازه أو ترحيله.
وحذر مؤسسو المركز اللاجئين الأفغان من أن مغادرة البلاد قد تمنع العودة حتى لو كان الشخص يحمل بطاقة خضراء، وسط مخاوف كبيرة من أن حياتهم المستقرة قد تنهار فجئ بسبب حادثة فردية واحدة، حسب ما نقله التقرير.
وتحدث التقرير أيضا عن وضع المهاجر الأفغاني ميروايس داودزاي، الذي يعمل موظفا في مطار فينيكس والمسؤول عن مساعدة المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأخبر داودزاي الصحيفة أن المسافرين كانوا -حال علمهم بأنه أفغاني هرب مع القوات الأميركية- يقابلونه بابتسامات عطوفة ويجازونه بالإكراميات السخية.
لكنه لاحظ تغيّرا مفاجئا بعد إطلاق النار، إذ بات بعضهم يتراجعون عن منحه أي مبلغ بمجرد معرفتهم بأنه من أفغانستان.
وعند تحدث المراسلة معه، كانت عيناه حمراوين نتيجة ليلة قضاها يتقلب بالفراش بعد أن طلب منه المقاول المسؤول عنه في المطار أن يحضر مستنداته للمراجعة لأول مرة منذ أكثر من عامين، مما أثار قلقه بشأن احتمال ترحيله.
وفي خلاصة حديثه مع الصحيفة، قال داودزاي "أنا مرتبك جدا، هل أشتري منزلا أم سيتم ترحيلي؟".
وسلطت نيويورك تايمز الضوء أيضا على حالة حكمت الله (38 عاما)، وهو ناطق سابق باسم وزارة النقل في أفغانستان، ويعيش وضعا شديد الهشاشة بعد رحلة لجوء معقدة.
وأوضحت أنه فرّ مع زوجته وبناته الثلاث عبر إيران ثم أميركا الجنوبية، قبل أن يعبر غابة دارين وصولا إلى الولايات المتحدة، حيث قدم طلب لجوء وحصل على تصريح عمل ووجد وظيفة في مطار فينيكس، ويخشى الآن أن تُعرّض الإجراءات الجديدة مستقبل أسرته للخطر.
ومن اللافت أن العديد من الأفغان أصبحوا يتجنبون الذهاب إلى أماكن عملهم خشية مواجهة مسؤولي وكالة الهجرة والجمارك، وسط شعور عميق بعدم اليقين حول حياتهم ومستقبل أطفالهم في الولايات المتحدة.