نتنياهو يتهرب من فشل الاحتلال بصد هجوم المقاومة.. ومخاوف من عواقب اجتياح غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
في الوقت الذي أعلن فيه كبار المسؤولين الأمنيين في الاحتلال مسؤوليتهم الشخصية والعامة عن الإخفاقات التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر أمام مقاتلي حماس، لم يعرب بعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أسفه أو حزنه، ولم يكن حاضرا في مئات الجنازات لقتلى الهجوم، ولم يلتق بأي من الناجين وأعضاء جنود الاحتياطية، ولم يقم بزيارة المستشفيات، رغم أنه قام بجولة قصيرة على أنقاض مستوطنات غلاف غزة، لكنه لم يلتق بأي من المستوطنين هناك، بل بالجنود فقط لتجنّب غضبهم عليه.
وأكدت تال شاليف مراسلة الشئون الحزبية لموقع ويللا، أن "نتنياهو في كل الخطب التي ألقاها منذ الكارثة لم يعترف بالثمن الباهظ الذي دفعته المستوطنات بعد أن تخلت عنها الدولة في الدروع الأمامية".
وأضافت، "لم يعقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا واحدا، لئلا يسأل أحد بالخطأ عن كلمتين لم تخرجا من فمه بعد وهما (أنا مسؤول")، رغم انضمام وزير الحرب يوآف غالانت لرئيس الأركان هارتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، وقائد سلاح الجو تومر بار، واللواء في القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بالاعتراف بالمسئولية عن الإخفاق الذي حصل".
وأوضحت في مقال ترجمته "عربي21" أن "رئيس الوزراء وهو في أوج رئاسته، لا يبدي أي ندم أو حزن على الكارثة الرهيبة التي حلت بإسرائيل في عهده، وفي إحدى مسودات خطابه الافتتاحي في الكنيست، ظهرت فقرة ينوي فيها مخاطبة الجمهور، وتحمل مسؤولية الكارثة، لكن بعض مستشاريه طلبوا منه التوقف عن التعامل الإعلامي مع القضية، والمضي قدمًا، لذلك تم حذف هذه الفقرة، لأنه معتاد على الهروب من المسئولية في العديد من الشواهد، ونقل الإخفاقات لشخص ما، كي يحافظ على بقائه، ولذلك فهو لا يفكر إلا في لجنة التحقيق في اليوم التالي للحرب، لأن كل اعتراف علني عن مسؤوليته سيتم تسجيله في المحضر".
وأشارت، "إلى أن الإسرائيليين الذين يتوقعون أنه بعد أسوأ كارثة منذ المحرقة سيغير نتنياهو أساليبه، ويستخلص استنتاجات شخصية، ويحني رأسه بعد الحرب، ويمهد الطريق أمام الدولة للتعافي، سيصابون بخيبة أمل، لأن آلته الدعائية عملت منذ اليوم الأول للحرب بجهد متزايد لتعميم الفشل على الآخرين، وتداول رسائل كاذبة خبيثة حول خيانة الجيش من الداخل، وتحميل كبار قادته مسؤولية كل الإخفاقات، بل واتهامهم بأنهم يتعاونون لإسقاطه".
وكشفت، " أن سارة، زوجة نتنياهو، أمرت مسؤولي مكتبه بالبدء بجمع المواد الإعلامية والبروتوكولات السرية من اجتماعات مجلس الوزراء والمناقشات الأمنية، وجميع اقتباسات كبار المسؤولين، سابقا وحاليا، مع تقديراتهم الاستخباراتية الخاطئة بشأن قدرات ونوايا حماس، بما فيها إشادة رئيس الاستخبارات بردعها، وتقييم احتمالات الحرب معها بالمنخفضة، وتوزيعها على شبكات التواصل".
وأردفت، "أن من بين من يتم الاستشهاد بهم رئيسا الوزراء السابقان، نفتالي بينيت ويائير لابيد، ورئيسا الشاباك السابقين، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وأسلافه بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين يجلسان بجانب نتنياهو اليوم في مجلس الحرب التابع لحكومة الطوارئ".
وأشارت إلى أن "كل المعطيات المتوفرة الآن تشير إلى أن نتنياهو يستعد للجنة التحقيق، ولذلك سيبذل المزيد من الجهد لترويج سرديته الإعلامية، وقد استدعى مدراء الأخبار في القناتين 12 و13، ورئيس تحرير يديعوت أحرونوت، وطلب منهم تخفيف الخط النقدي تجاهه، فيما اكتفى بأبواق القناة 14 الدعائية".
وبينت، "أن نتنياهو بالفعل معزول عن الجمهور، ولا يفهم بعد مدى غضبه، أو يفهم تماما، ولذلك يتجنب لقاء العائلات الثكلى والناجين من الجحيم، حتى لا يتعامل مع غضبهم الذي سينفجر عليه أمام الكاميرات".
من جانبه أكد حنان شتاينهارت الكاتب في صحيفة معاريف، "أن هجوم حماس دفع جميع الإسرائيليين للحديث عن انهيار المفهوم الأمني السائد على حدود غزة، لكن ما انهار فعلا أمام أعيننا في 7 أكتوبر هو تصور عمره 55 عاما، وأكبر بكثير من إخفاق هنا أو هناك، لأنه يعيدنا الى يونيو 1982، حين ردت إسرائيل على محاولة اغتيال سفيرها في لندن على يد منظمة فلسطينية، حيث اجتاحت لبنان بهدف إبعاد كافة المستوطنات الشمالية عن مرمى نيران المسلحين، ما تطلب احتلال شريط طوله 40 كم في جنوب لبنان".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هناك هدفا غير معلن للحرب موجود في الأدراج، لكنه بعيد عن أعين وزراء الحكومة، وهو طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وتشكيل حكومة مسيحية توقع اتفاقا مع إسرائيل، على أمل اختفاء القضية الفلسطينية، لكن الخطة الطموحة فشلت فشلاً ذريعا، لأن الحرب أرسلت عرفات وأنصاره إلى تونس، لكنها جلبت حزب الله الذي ورّط إسرائيل ثمانية عشر عاما في الوحل اللبناني".
وأردف، "أن تزايد انتقادات نتنياهو بتهرّبه من المسئولية عن إخفاق السبت أمام حماس، يأخذ الإسرائيليين لتحميله المسؤولية عن إخفاق سياسي في الطريق يرونه مع استمرار العملية على غزة، لأن آخر محاولة لكسر دائرة سفك الدماء في غزة جاءت في الانسحاب في 2005 لإخلاء تسعة آلاف مستوطن، يعيشون في قلب مجموعة سكانية معادية للغاية، عددها ملايين، ما كلف الاحتلال الكثير من الدماء، لكن الخطة لقيت معارضة شديدة من اليمين، معظمهم من أعضاء الليكود، لاسيما نتنياهو، الذي يحاول اليوم إعادة عقارب الساعة للوراء".
واستدرك، "صحيح أن نتنياهو يزعم أنه يسعى لإضعاف حماس، أو القضاء عليها جزئياً أو كلياً، لكن ذلك لن يؤدي إلا لتعزيز الضغوط على الاحتلال لحمله على التوصل إلى حلّ سياسي مع الفلسطينيين، لكنه هذه المرة سيكون أضعف من أي وقت مضى بعد تلقيه تلك الضربة المؤلمة من حماس
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو غزة غزة نتنياهو طوفان الاقصي الاجتياح البري فشل الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اجتياح اسرائيلي لغزة وسط تنديد دولي و50 شهيدا وعشرات تحت الأنقاض
غزة ."وكالات": أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم بدء "عملية برية واسعة" في غزة، غداة تأكيده تكثيف الضربات الجوية على القطاع الفلسطيني المحاصر حيث أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 50 شخصا في غارات اسرائيلية.
وأتى إعلان الجيش بعد ساعات من إبداء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انفتاحه على اتفاق "ينهي القتال" في قطاع غزة، بشرط إقصاء حماس وجعل غزة منزوعة السلاح.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته "بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون"، وهو الاسم الذي أطلقه على الهجوم الأخير في القطاع.
وكان الجيش أعلن السبت توسيع ضرباته على رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والتحذير من الوضع الانساني في القطاع، حيث يمنع الاحتلال دخول المساعدات منذ مطلع مارس.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان اليوم بأن فريق التفاوض في الدوحة يعمل لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال".
وشدد على أن الاتفاق يجب أن يشمل الافراج عن الرهائن وإقصاء الحركة من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات في الدوحة إن الجانبين إلى جانب الوسطاء "يبذلون جهودا لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية"، موضحا أن المفاوضات تجري "حول كافة القضايا والرؤى".
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل ضرباتها على مناطق مختلفة في القطاع.وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "في حصيلة أولية، عدد الشهداء الذين نقلوا إلى مستشفيات في قطاع غزة 50 شهيدا على الأقل جراء القصف الجوي الاسرائيلي المتواصل منذ ساعات الفجر الاولى وحتى ظهر اليوم".
وأشار بصل إلى تلقي "بلاغات بوجود عشرات المفقودين تحت الأنقاض في مناطق عديدة في القطاع".
وكان بصل أكد في وقت سابق اليوم استشهاد 33 شخصا "بينهم أطفال جراء سلسلة من الغارات" الإسرائيلية.
وأشار الى "نقل 22 شهيدا على الأقل و100 مصاب جراء قصف جوي إسرائيلي بعد منتصف الليل، لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي" غرب مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
وأظهرت لقطات من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثثا بأحجام متفاوتة وضع على بعضها أغطية بينما لفت أخرى بأكفان، ممدة على أرض تغطيها بقع الدماء. وفي الخارج، كانت بعض النسوة ينتحبن قرب جثث لأقاربهم.
وقالت وردة الشاعر التي فقدت عددا من أفراد عائلتها "أنا لم أكن هنا، فقدت كل عائلتي لم يتبق أحد، الأولاد قتلوا، الأب مات، والأم ماتت، وأمي ماتت و ابنة أخي فقدت عينها".
- مستشفيات خارج الخدمة -
واستأنفت إسرائيل في 18 مارس ضرباتها وعملياتها العسكرية في غزة إثر هدنة هشة استمرت نحو شهرين. وهي قامت منذ الثاني من الشهر ذاته بمنع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.
وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع مايو خطة "للسيطرة" على القطاع، ونقل معظم سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، واضعة ذلك في إطار الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن.
وفي ظل تكثيف إسرائيل الضربات والعمليات، أعلنت وزارة الصحة أن "جميع المستشفيات العامة" في محافظة شمال قطاع غزة باتت خارج الخدمة.وقالت إن "تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الأندونيسي ومحيطه ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرجت المستشفى الأندونيسي عن الخدمة". وأضافت "جميع المستشفيات العامة بمحافظة شمال قطاع غزة خارجة عن الخدمة".وإلى جانب المستشفى الإندونيسي، يوجد في شمال قطاع غزة وفق بيان الوزارة مستشفيان آخران عامان هما مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون.
وقالت حماس في بيان ان إسرائيل ارتكبت "جريمة وحشية جديدة" من خلال تكثيف القصف على مناطق عدة في القطاع.
وأضافت "تتحمّل الإدارة الأميركية بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاء سياسياً وعسكرياً مسؤولية مباشرة عن هذا التصعيد الجنوني واستهداف المدنيين".
والسبت، قال الجيش إنه يشنّ "ضربات مكثّفة" وأرسل "قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة"، واضعا ذلك "في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس".وأثار إعلان الجيش توسيع عملياته في قطاع غزة انتقادات دولية.
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة لرفع الحصار والسماح بالدخول المساعدات الإنسانية وسط تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.