بوابة الوفد:
2025-05-11@00:45:23 GMT

الدكتور أشرف رضوان.. مدير الغلابة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

لو كنت وزيرًا للصحة لتمسكت بهذا الطبيب الذى أفنى حياته فى حب مصر، ولطلبت المد له بدلًا من السنة عشر سنوات.

فمثل هذا النموذج الفريد فى إخلاصه وعشقه لمهنته لا يتكرر كثيرا، بل هو حالة نادرة جدًا.

أعرفه منذ أكثر من عشرين عاما، نموذج يحتذى فى الإدارة والتخطيط وحسن التدبير.

فطبيب الأسنان أشرف رضوان الذى يعمل مديرا لمركز رعاية طفل العباسية مشغول طول الوقت وعلى مدار سنوات بتدبير موارد وتبرعات لشراء أجهزة ومستلزمات للمركز، لسد العجز وتوفير خدمات جديدة للفقراء لم تكن موجودة، ويشعر بفرحة كبيرة وانتصار عندما يحصل على تبرع لشراء سونار أو أجهزة تكييف لتطوير المبنى أو ينجح فى اقتناص أجهزة تعقيم (اتوكلاف) مستعملة من مستشفيات أخرى تابعة لوزارة الصحة.

والأهم من ذلك دفاعه باستماتة عن المركز على مدار أكثر من عشر سنوات والسعى للحصول على قرار نزع الملكية وتعويض أصحاب العقار لكى يستمر المركز فى خدمة المرضى الغلابة.

على مدار سنوات إدارته لمركز طفل العباسية جسد الدكتور أشرف رضوان المعنى الحقيقى لمهنة الطب الإنسانية بانحيازه الكامل للمرضى الغلابة ورفضه العديد من فرص السفر إلى دول الخليج رغم احتياجه الشديد لها، ولم يسعَ لامتلاك عيادة خاصة حتى يتفرغ بشكل تام لتطوير الخدمات بالمركز لينافس أكبر المستشفيات، وليبقى عليه كمركز إشعاع طبى ومنارة تبعث الأمل والطمأنينة فى نفوس أبناء الوايلى والعباسية المترددين عليه والذين يزيد عددهم على نصف مليون بخلاف المترددين من مناطق أخرى من المرج إلى حلوان.

المركز بالنسبة لأشرف رضوان قصة عشق واستمرار لنجاح إدارات متعاقبة منذ إنشائه عام 1955 حتى الآن، فإذا كنا أطلقنا طبيب الغلابة على عدد من الأطباء المخلصين للمهنة، فمن حق هذا الرجل أن نطلق عليه مدير الغلابة، فقد تحدى كل الظروف الصعبة والبيروقراطية ليجعل مركز طفل العباسية ملاذا للمرضى الغلابة ومن أهم المراكز على مستوى الجمهورية، وضمن أربعة مراكز فقط متميزة على مستوى القاهرة.

فالمركز إلى جانب صرفه الألبان للأطفال المحرومين من الرضاعة الطبيعية يقدم خدمات متميزة بتذكرة كشف لا تتعدى جنيها واحدا شاملة صرف العلاج مجانا بخلاف عيادة العلاج الطبيعى التى تضم أحدث الأجهزة بجهد خاص من المدير ومنها جهاز الموجات التصادمية وهو جهاز نادر وغير متوافر سوى فى ثلاثة مستشفيات كبرى فقط، إضافة لوجود قسم أسنان متميز جدا يضم ٣٢ طبيبا وعيادة تركيبات الأسنان بنوعيها الثابت والمتحرك، بالإضافة إلى هذا فإن المركز به ركن للمشورة الذى يهتم بالصحة النفسية للطفل.

وقد ساهم المركز بفضل مديره الدؤوب بشكل فعال جدا فى مواجهة جائحة كورونا، كما شارك فى المبادرات الرئاسية «تحليل فيروس سى» و«الكشف المبكر لسرطان الثدى» والأمراض المزمنة «الضغط والسكر» الاعتلال الكلوى «قياس السكر التراكمى» و«الدهون الثلاثية» و«مبادرة الأم والجنين» و«مبادرة كبار السن».

كما أدخل «رضوان» خدمات أخرى للمركز مثل الطوارئ والاستقبال ونظام المشروطية والمتابعة الطبية لمستفيدى معاش تكافل وكرامة وعلاج غير القادرين وكلها خدمات تليق بمستشفى كبير وليس بمركز رعاية طفل!

باختصار تاريخ هذا الرجل حافل ومشرف، وأخشى أن تنتهى قصة هذا المركز وتطوى صفحته بخروج أشرف رضوان على المعاش أواخر هذا الشهر، فيتم تسليم المبنى للورثة، ويسدل الستار على عشر سنوات من الكفاح للإبقاء عليه ملاذًا للغلابة ومنارة طبية ومركز إشعاع يبعث الأمل والطمأنينة فى نفوس أبناء الوايلى والعباسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الألبان للأطفال

إقرأ أيضاً:

رحيل قامة قانونية بارزة.. الدبيبة يُعزّي بوفاة الدكتور «منصور ميلاد يونس»

تقدّم رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بأحرّ التعازي إلى الوسط الأكاديمي والقانوني في ليبيا عامةً، وفي مدينة غريان خاصةً، في وفاة فقيد الوطن والعلم الأستاذ الدكتور منصور ميلاد يونس، أحد أعلام الفكر الدستوري والإداري، وواحد من أبرز الرموز في مجال القانون العام.

وأشاد رئيس الوزراء بمسيرة الفقيد، الذي أفنى حياته في خدمة العلم والوطن، مُساهماً بعطائه الفكري والأكاديمي في تخريج أجيال من القانونيين، وترك إرثاً علمياً مميزاً في المكتبة القانونية الليبية، وبصمة لا تُنسى في قلوب طلابه وزملائه.

واختتم الدبيبة، تعزيته بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، سائلاً المولى عزّ وجل أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

ويُعد الدكتور منصور ميلاد يونس، من أبرز الشخصيات الأكاديمية والقانونية في ليبيا، ومن الأعلام البارزين في مجال الفكر الدستوري والقانون الإداري.

وُلد في مدينة غريان، وكرّس حياته للعلم والبحث والتدريس، حيث شغل مناصب أكاديمية مرموقة في عدد من الجامعات الليبية.

وتميّز الفقيد برصانة علمية وثقافة قانونية واسعة، وكان له حضور قوي في المؤتمرات والندوات القانونية، كما ساهم في تطوير المناهج الدراسية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في القانون العام.

وعُرف الراحل بتواضعه وحرصه على نقل المعرفة، وكان محل تقدير واحترام لدى طلابه وزملائه، وله عدة مؤلفات وأبحاث أثْرَت المكتبة القانونية الليبية وأسهمت في تطوير الفكر الدستوري.

ورحيله يُعد خسارة كبيرة للوسط الأكاديمي، لكنه يظل حيّاً بسيرته وإرثه العلمي في ذاكرة كل من عرفه وتتلمذ على يديه.

مقالات مشابهة

  • الدكتور احمد زياد أبو غنيمة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فارس الكلمة ونصير «الغلابة».. مسيرة محمود بكري من المعنا إلى البرلمان
  • الدكتور أحمد الدحيات نقيباً للأطباء البيطريين
  • الدكتور يسري جبر: الصلاة الواحدة في المسجد النبوي بـ مائتي ألف
  • لا تنم أقل من هذا وإلا ارتفع ضغطك فجأة.. تحذير صادم من الدكتور "النمر"
  • رسالة عراقية خاصة معنونة الى الأمين العام للأمم المتحدة والى امين عام جامعة الدول العربية من اللواء الدكتور جمال الحلبوسي مدير صنف المساحة العسكرية الأسبق
  • رحيل قامة قانونية بارزة.. الدبيبة يُعزّي بوفاة الدكتور «منصور ميلاد يونس»
  • لقاء خاص لـ سانا مع وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار
  • مدير المركز الصحي الخلايفة: لا سيارة إسعاف أو مولد.. ونخدم آلاف المواطنين دون دعم