ما هي خيارات حزب الله للتعامل مع الوضع الذي فرضته معركة "طوفان الأقصى"؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
تتصاعد وتيرة المواجهات اليومية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أسبوعين بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس. وهدّدت إسرائيل حزب الله الأحد، بأنه سيرتكب "أكبر خطأ في حياته" إذا قرّر مواجهتها عسكرياً. لكن هل يسعى حزب الله فعلاً الى الانخراط في الحرب؟
غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان، وردتّ الدولة العبرية بقصف مماثل، من دون أن يخرج الطرفان عن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ نحو 16 عاماً.
فقد استهدف حزب الله يومها موقعاً إسرائيلياً في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وردّت إسرائيل بقصف مصادر النيران. ويتحدث الإعلام باستمرار عن هذه "القواعد" غير المعلنة التي تنص عمليا على تجنب توسع رقعة التصعيد، في حال حدوث مواجهة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وذلك منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006.
لكن منذ ذلك الحين، تصاعدت وتيرة المواجهات وتوسعت بعض الشيء.
لماذا يساند حزب الله حركة حماس؟وينضوي حزب الله مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني في غرفة عمليات مشتركة، وفق ما أفادت مصادر عدة وكالة فرانس برس، تنسّق من خلالها تحركاتها، وبينها الهجوم الأخير ضد إسرائيل.
وتنسّق هذه الأطراف مع مجموعات أخرى مناوئة لإسرائيل منذ سنوات تحركاتها في إطار "محور المقاومة" بقيادة إيران التي حذّرت من اتساع نطاق النزاع في المنطقة على وقع القصف الإسرائيلي الكثيف على قطاع غزة.
ويقول الباحث في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط مايكل يونغ لوكالة فرانس برس إن دعم حزب الله لحماس، يأتي لأنهما "من الناحية الإيديولوجية على الموجة ذاتها في معارضتهما لإسرائيل ولكونهما بالطبع جزءاً من تحالف إقليمي أوسع هو +محور المقاومة+".
ولطالما حاول هذا التحالف، وفق يونغ، "التأكيد على أنه ليس عبارة عن بنية ذات طابع شيعي فحسب".
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأمريكية عماد سلامة في دعم حزب الله لحماس "محاولة لإعادة الاعتبار للعلاقات السنية الشيعية، خصوصاً بعد الانقسام السني الشيعي" في العراق وسوريا ولبنان.
مقتل ستة من عناصر حزب الله على الحدود بين إسرائيل ولبنانوزير الدفاع الإسرائيلي: "سنقلب هذه المعادلة وحزب الله سيدفع الثمن"فيديو: حزب الله يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنانتوتر متصاعد على الحدود بين لبنان وإسرائيل.. نتنياهو: سنضرب حزب الله بقوة إذا دخل الحربما هي قدرات حزب الله العسكرية؟يشكلّ حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، وهي المجموعة الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد انتهاء حرب لبنان وتخلص كل الأحزاب والميليشيات من أسلحتهم (1975-1990). ويمتلك ترسانة ضخمة من السلاح لا يُعرَف حجمها بالتحديد وتتضمّن صواريخ دقيقة. ويقول خبراء إن قوتها تفوق قدرات الجيش اللبناني. وتمدّ طهران الحزب بالمال والسلاح والعتاد، فيما تسهّل سوريا نقل الأسلحة إليه.
عام 2021، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أنّ لدى حزبه مئة ألف مقاتل مدربين ومسلحين. لكن معهد الدراسات للأمن الوطني آي أن أس أس (INSS) الإسرائيلي يرجّح أن عدد المقاتلين هو نصف ذلك.
ويمتلك الحزب في الوقت ذاته قدرة على تجنيد مناصرين له إذا دعت الحاجة.
ومنذ العام 2006، ليس لحزب الله أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، بموجب القرار 1701 الذي منع أي تواجد مسلح في المنطقة، باستثناء الجيش اللبناني وعناصر قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
لكن خبراء وتقارير تفيد عن نقاط ومخابىء وأنفاق للحزب يتحرك عناصره فيها. كما يحظى الحزب بحاضنة شعبية وتأييد في الجنوب ذي الغالبية الشيعية.
وأكدّ نصرالله مراراً خلال السنوات الماضية أن الأسلحة التي يمتلكها حزبه قادرة على أن تصل حتى أسدود في جنوب إسرائيل.
وقال في منتصف آب/أغسطس الماضي إنّ في إمكانه "ببضعة صواريخ دقيقة" تدمير لائحة أهداف بينها مطارات مدنية وعسكرية ومحطات توليد كهرباء ومياه، إضافة الى "مفاعل ديمونا" النووي في إسرائيل.
ويقدّر مركز الأبحاث الإسرائيلي عدد الصواريخ التي يمتلكها الحزب بين 150 ألفا ومئتي ألف.
هل يشارك الحزب في حرب ضد إسرائيل؟خلال تفقده قواته على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد، من أن حزب الله "سيرتكب أكبر خطأ في حياته"، إذا قرّر الدخول في حرب ضد بلاده. وقال "سيترحمون على حرب لبنان الثانية"، في إشارة إلى حرب تموز/يوليو 2006 المدمرة التي استمرت 33 يوما وأوقعت 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي.
وصعّد الحزب في الأيام الأخيرة وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية إسرائيلية في المنطقة الحدودية. وللمرة الأولى منذ العام 2006 على الأقل، وربما قبل ذلك، تبنت مجموعات أخرى فلسطينية ولبنانية عمليات ضد إسرائيل عبر الحدود. وهناك إجماع على أن أي تحرك مسلح في الجنوب لا يمكن أن يحصل من دون ضوء أخضر من حزب الله.
وتردّ إسرائيل على العمليات بقصف مناطق حدودية تمتد من جنوب غرب البلاد إلى جنوب شرقها. وتقول إنها تستهدف مواقع ومجموعات لحزب الله.
وقتل 40 شخصاً في لبنان منذ بدء التصعيد، غالبيتهم الساحقة من مقاتلي حزب الله، وبينهم أربعة مدنيين، أحدهم مصور وكالة أنباء "رويترز". وقُتل أربعة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
تحليل - ما هي احتمالات تدخل حزب الله في النزاع بين إسرائيل وحماس؟وتزداد المخاوف من تدخّل أكبر لحزب الله في حال شنّت إسرائيل هجوماً برياً تستعد له منذ أسبوعين على قطاع غزة.
ويوضح يونغ أن حزب الله يهدف من خلال تصعيده بشكل أساسي إلى "إبعاد قوات إسرائيلية عن غزة، وإذا تمّ ذلك بطريقة ما، فإن أهدافه ستتحقق. إنهم يريدون جذب ما يكفي من القوات بعيداً عن غزة، بحيث تتم فرملة التقدم في غزة أو إحباطه".
ولا يستبعد أن يكون الهدف كذلك "خلق خوف من حريق إقليمي يدفع الى ضغوط داخل الأمم المتحدة، وربما بدعم من الولايات المتحدة، للدعوة إلى وقف إطلاق نار".
وعمّا إذا كانت إيران قد تزجّ بحزب الله في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، يعرب كل من سلامة ويونغ عن اعتقادهما بان "إيران لن تضحي بحزب الله".
ويأتي التصعيد جنوباً فيما يغرق لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ أربع سنوات شلّ قدرة المؤسسات العامة والمرافق على تقديم الخدمات الأساسية، وفي أزمة سياسية متجسدة خصوصا في شغور في الرئاسة وحكومة تصرّف أعمالاً وضعيفة غير قادرة على اتخاذ القرارات. ولن يكون لها كلمة بالتأكيد في قرار "السلم والحرب"، كما يقول منتقدوها.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية طبيب فلسطيني ليورونيوز: "معظم الحالات قريبة من الموت" شاركت في قلب معركة "طوفان الأقصى".. إليك ما لا تعرفه عن مسيّرة "الزواري" مساعٍ قطرية ومصرية للوساطة في ملف الرهائن المدنيين المحتجزين في غزة حركة حماس طوفان الأقصى لبنان حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حركة حماس طوفان الأقصى لبنان حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة فلسطين حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف قطاع غزة جرائم حرب طوفان الأقصى أطفال القانون إسرائيل غزة فلسطين حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف طوفان الأقصى یعرض الآن Next على الحدود ضد إسرائیل فی المنطقة حرکة حماس لحزب الله حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل| من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت الحرب على حماس الطريق لهجوم إسرائيلي أوسع على إيران؟
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير تحليلي مطول أن الهجوم الإسرائيلي المكثف على إيران، والذي انطلق منذ يوم الجمعة الماضي، لم يكن حدثًا معزولًا، بل جاء كحصيلة لسلسلة من العمليات الممنهجة لإضعاف حلفاء طهران في المنطقة، بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل استغلت زخم الحرب على غزة، التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين، لإضعاف البنية العسكرية والتنظيمية لحركة حماس، قبل أن توسع جبهات القتال تدريجيًا نحو لبنان، فالعراق، واليمن، وأخيرًا إيران.
عاجل| المنطقة على حافة الانفجار.. إيران تتوعد وإسرائيل ترد بسلسلة غارات جوية مكثفة عاجل ـ ???? شاهد | كما مزقوا غزة.. إسرائيل تنتشل قتلاها من تحت الأنقاض في بات يام بعد رد «الصاع صاعين» من إيران بعد غزة.. أنظار إسرائيل تتجه إلى حزب الله ولبنانمع تراجع قدرات حماس، توجهت الآلة العسكرية الإسرائيلية نحو حزب الله، ثاني أقوى فصيل في ما يُعرف بـ "محور المقاومة".
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل نجحت في تصفية عناصر من القيادة العليا للحزب، ودمرت أجزاء من ترسانته الصاروخية، بل واخترقت معاقله في الجنوب اللبناني في عمليات نوعية غير مسبوقة.
ووفق الغارديان، فقد أثرت هذه العمليات بشكل مباشر على قدرة حزب الله في دعم إيران أو الردع عنها، مما ساهم في كشف ظهر طهران أمام الهجمات المباشرة.
غارات أكتوبر: بداية انهيار المنظومة الدفاعية الإيرانيةتقول الصحيفة البريطانية إن الضربة الجوية الكبرى التي نفذتها إسرائيل في أكتوبر 2024 لعبت دورًا محوريًا في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد.
وبحسب التقرير، فقد استهدفت تلك الضربات مراكز رادار ومواقع إطلاق دفاعية حساسة، ما قلّص قدرة طهران على اعتراض الهجمات الجوية، ومهّد للغارات الأوسع ضمن عملية "الأسد الصاعد" التي أطلقتها تل أبيب في يونيو الجاري.
عاجل| تصعيد متبادل خطير: إيران تتوعد إسرائيل باستهداف جميع "النقاط الحيوية".. وتل أبيب تكثف غاراتها على منشآت عسكرية نووية عاجل| تصعيد غير مسبوق: الحرس الثوري الإيراني يقصف إسرائيل وتل أبيب ترد بغارات مكثفة على أهداف استراتيجية سقوط سوريا وانهيار التحالف التاريخي مع طهرانفي تطور استراتيجي موازٍ، شكل سقوط نظام الأسد في سوريا، حسب التقرير، ضربة كبرى للمصالح الإيرانية في المنطقة.
فقد خسرت طهران أحد أهم حلفائها الاستراتيجيين، وانتهت بذلك عقود من التعاون العسكري والأمني بين دمشق وطهران، ما زاد من عزلة إيران الإقليمية وأضعف قدرتها على مواجهة إسرائيل من الجبهات الخارجية.
رغم استمرار هجمات الحوثيين من اليمن ضد أهداف إسرائيلية، إلا أن الغارديان تؤكد أن تلك الهجمات لم تُحدث أي ضرر استراتيجي ملموس.
واعتبرت الصحيفة أن الحوثيين يمثلون "جبهة إعلامية أكثر منها عسكرية"، في ظل تفوق دفاعات إسرائيل الجوية، وغياب الدعم الإقليمي الفعّال لطهران.
في ظل هذا الضعف الإقليمي المتنامي للمحور الإيراني، تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهز ما وصفه بـ "الفرصة الذهبية"، وأطلق الهجوم الكبير على إيران.
وبحسب التقرير، فإن عملية "الأسد الصاعد" جاءت بعد "تقليم أظافر إيران"، ونتج عنها حتى الآن مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، إلى جانب علماء نوويين إيرانيين، مما يعد تحولًا خطيرًا في قواعد الاشتباك بين الجانبين.