الحسيني: مشهد الإفراج عن السيدتين لا تفعله إلا دولة كبيرة.. ومصر وسيط نزيه
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
علق الإعلامي يوسف الحسيني على مشهد وصول السيدتين المحتجزتين إلى معبر رفح، قادمتين من غزة بعد نجاح الجهود المصرية في الإفراج عنهما.
مصرة كبيرةوقال الإعلامي يوسف الحسيني خلال مقدمه برنامجها "التاسعة"، المذاع عبر القناة الأولى المصرية إن مصر كبيرة بحكم التاريخ وبحكم الجغرافيا، وبحكم الدور المصري والوضع الجيوسياسي، على استخدام الاوراق السياسيه والضغط والتنسيق والتواصل.
وأشار الحسيني إلى أن العالم لا يلتفت إلا إلى الوسيط النزيه، لافتا إلى أن هناك اسباب عديده وراء قبول الوساطة المصرية بسبب الثقة للسياسي الكبير جدا والجيش المصري المهم الضخم بسبب قدراته وقوته، ولديها رئيس يعلم العالم جيدا أن هذا الرجل ينفذ ما يعد به، وينفذ كل كلماته ولا يهدأ حتى يصل إلى تمام اللازم.
شعب وراء الرئيسوأضاف أن العالم يعرف أن هذا الرجل يقف وراءه 105 مليون مواطن هم كل الشعب المصري والصورة كانت شديدة الوضوح أيام الأربعاء والخميس والجمعة، عندما خرج المصريين بالمظاهرات للوقوف وراء الرئيس في تفويضه لعمل كل ما يراه، وفوق كل هذا أن العالم كله يعلم جيدا نزاهة الموقف المصري.
مصر تعلي مبادئ الإنسانيةوأكد الحسيني أن الوساطة التي لعبتها مصر لأجل الإفراج عن السيدتين هي وساطة نزيهه جدا ومن منطلق إنساني، لافتا إلى أن إجراءات استقبال السيدتين من قبل الاسعاف المصرية، أن هذا المشهد دليل على أن مصر تعلي مبادئ وقيم إنسانية، ولا تفرق بين يسارا ويمينا ولا شمالا ولا جنوبا ولا شرقا ولا غربا، وإنما تعلي مبادئ الإنسانية وكافة القيم الإنسانية، ولا تحاول أن تلوي أي ذراع للحقيقة.
عاجل| الإفراج عن سيدتين محتجزتين في غزة بجهود مصرية عاجل.. كتائب القسام تكشف تفاصيل إطلاق سراح سيدتين محتجزتين بقطاع غزة مشهد لا تفعله إلا دولة كبيرةوتابع أن هذا المشهد لا تفعله دولة صغيرة، وإنما دولة كبيرة، ولا تقدر عليه دولة ضعيفة أو متوسطة أو فوق المتوسطة، ولا تفعله إلا دولة قوية جدا جدا، مشددا على أنه كلما كان الداخل قويا ومتماسكا، كلما كان كل شيء سهل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإعلامي يوسف الحسيني وصول السيدتين المحتجزتين معبر رفح غزة الجهود المصرية أن هذا
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: الفيزياء.. لغة المستقبل وجسر الحضارات
في قلب الصحراء التي شهدت ولادة أكبر تحولات الطاقة في القرن العشرين، استقبلت الظهران مؤخرا تحولا آخر، قد لا يقل تأثيرا عن اكتشاف النفط؛ إنه تحول تنتجه العقول الشابة، تشعله أفكار تأبى الحدود، وتكرسه إرادة أمة اختارت أن تكون جسرا بين الماضي والمستقبل. هنا، تحت سماء المملكة العربية السعودية، حيث يلتقي تراث الحضارات بآفاق العلم اللامتناهية، أنطلق أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025، حاملا رسالة مفادها أن الطاقة الحقيقية ليست تحت الأرض، لكن في العقول التي تفكر.
استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المحفل العلمي الدولي تتويج لمسيرة بدأت قبل ربع قرن، حين قررت دول آسيا أن تنشئ أولمبيادا خاصا بفيزياء المستقبل، فجاءت النسخة الأولى في إندونيسيا عام 1999، بمشاركة 12 دولة. اليوم، بعد 25 عاما، يصل الأولمبياد إلى الشرق الأوسط لأول مرة، حاملا معه 240 طالبا من 30 دولة، وكأنما يقول العالم: إن الفيزياء لغة لا تعترف بالحواجز، وأن التنافس في ميادينها ليس سوى محبة مشتركة للكون وأسراره.
هذه الاستضافة ليست مفاجئة لمن يتابع مسيرة السعودية في السنوات الأخيرة؛ فمنذ إطلاق رؤية 2030، تحولت المملكة من دولة تدير ثروات الأرض إلى دولة تستثمر في ثروات العقول، وهو ما تؤكده مؤسسة "موهبة" التي حولت اكتشاف المواهب إلى نظام مؤسسي قادر على صناعة إنجازات دولية، مثل الـ16 ميدالية التي حققها الطلاب السعوديون في الأولمبياد منذ 2012.
إلا أن السؤال الأعمق يبقى: كيف نصنع من الفيزياء فلسفة حياة؟ هنا يبرز التحدي: كيف تحافظ على هويتك بينما تسبح في محيط العولمة؟ الإجابة تكمن في "موهبة"، المؤسسة التي حولت المواهب المحلية إلى نجوم عالمية. إنها معادلة السعودية الجديدة: ألا تكون تابعًا، ولا منعزلاً، إنما جسرًا بين الحضارات.
عندما تلتقي الثقافة بالفيزياء
ليس غريبا أن يفتتح الأولمبياد بعرض للتراث السعودي، فالعلم والثقافة توأمان؛ كلاهما يعبران عن هوية الأمم، وكلاهما يقاسمان الأسئلة نفسها: من أين نأتي؟ وإلى أين نذهب؟ وفي هذا الجمع بين الفيزياء والفنون، تكمن إجابة ضمنية: أن التقدم العلمي لا ينفصل عن الجذور، وأن التفوق في معادلات اليوم لا يعني نسيان حكايات الأمس.
ولعل في اختيار شعار الأولمبياد "معا، نولد طاقة المستقبل" إشارة ذكية إلى التحول السعودي من دولة مصدرة للنفط إلى دولة مصدرة للمعرفة، وهو تحول تقوده شركة أرامكو- الراعي الماسي للحدث - التي باتت نموذجا لتحول شركات الطاقة من الاعتماد على الموارد إلى استثمار العقول، وكأنها تردد مع الفيزيائيين: إن الطاقة لا تفنى، بل تتحول.
لماذا الفيزياء الآن؟
في عصر يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي والأسئلة الوجودية عن مصير البشرية، تبرز الفيزياء كعلم قادر على إعادة تشكيل الواقع. فمن خلالها نستطيع فهم التحديات الكبرى: تغير المناخ، ندرة الموارد، مستقبل الطاقة. ولهذا، فإن تنافس الطلاب في حل مشكلاتها النظرية والعملية هو تدريب أكاديمي عملي على قيادة العالم نحو أجوبة قد تنقذه.
هنا، يذكرنا الدكتور كويك ليونغ تشوان، رئيس الأولمبياد، بأن هذه المسابقة هي "لحظة تاريخية"، ليس لأنها تعقد في الشرق الأوسط فحسب، بل لأنها تأتي في وقت يحتاج فيه العالم إلى علماء قادرين على رؤية ما وراء النظريات، والتواصل عبر الثقافات.
رسالة من الظهران إلى العالم
قد يسأل سائل: ما الذي يريده العالم من السعودية اليوم؟ الإجابة ببساطة: أن تظل جسرا - كما كانت دائما - لكن هذه المرة، جسرا بين شمال العلم وجنوبه، بين شرقه وغربه. فالمملكة، برؤيتها الطموحة، تثبت أن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الوحيد لصناعة مكانة دولية، وأن الفيزياء - بكل تجريدها - قد تكون أصدق تعبير عن واقع نعيشه: كل شيء متحرك، وكل شيء ممكن.
في الختام، لا ينبغي أن ننسى أن هؤلاء الطلاب الـ240، الذين تنافسوا في اختبارات استغرقت نحو 10 ساعات، هم سفراء دولهم، لكنهم أيضا سفراء عصر جديد، فقد تحولت الصحراء إلى مختبر عالمي، وأصبحت الجامعات السعودية منصات لحوار الحضارات. ربما لن يتذكر التاريخ أسماء الفائزين بالميداليات، لكنه سيتذكر أن الظهران كانت نقطة انطلاق لشيء أكبر: إيمان بأن المستقبل لا يبنى إلا بالعلم، والعلم لا يبنى إلا بالجسور.