صدى البلد:
2025-10-15@18:08:00 GMT

هند عصام تكتب: أين ذهبت الملكة حتب حرس الأولى؟

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

يكفي أن ننظر إلى ماضينا وإلى الأشياء الجميلة المستحيلة في حضارتنا، لنتأكد أننا ملوك الأرض، أعظم حضارة في العالم، وما زال الحديث مستمرا عن ملكات مصر الفرعونية العظيمة، ودائما للحديث بقية. 

هيا بنا نتعرف على قصة ملكة جديدة وهي الملكة حتب حرس الأولى، وهَيِّ ملكة فريدة من نوعها في حياتها وحتى في مماتها، الملكة حتب حرس الأولى صاحبة مكانة فريدة بين ملكات الأسرة الرابعة وعصر بناة الأهرام، كونها ابنة ملك وزوجة ملك وأم الملك.

 

ولدت في القرن 27 قبل الميلاد، ابنة الملك حوني، آخر فراعنة الأسرة الثالثة، تزوجت من الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، وأنجبت الملك خوفو، لذلك هي محظوظة منذ مولدها ملكة حتى النهاية ومثلما كانت حياتها مثيرة لا يزال موتها واختفاء جثتها مثيرا، وتعددت الروايات والأقاويل حول مكان دفنها وكان لغزًا غامضًا، ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة حتب حرس الأولى؟؟؟؟

وكان اسم الملكة الجميلة  يعنى «الرضا عليها»، وهو اسم ما زال  مستخدمًا فى مصرنا المعاصرة، وحملت اسمها ملكة أخرى من الأسرة نفسها، هى الملكة حتب حرس الثانية، وكانت زوجة للملك جدف رع وأرملة أخيه كاوعب.  

وكان للملكة دور كبير فى نقل الحكم بشكل سلس من والدها الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة باعتبارها الوريثة الشرعية للحكم ، إلى زوجها الملك سنفرو العظيم، مؤسس الأسرة الرابعة، ووالد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم، وأشهر وأهم أثر على وجه الأرض. 

ولعل من بين أكثر القصص إثارة الخاصة بالملكة حتب حرس الأولى وآثارها الجميلة؛ هو اكتشاف مقبرتها ذات الأثاث الجنائزى المبهر، وتعددت الآراء حول مقبرتها واختفاء جسدها، فمن أشهر الآراء فى هذا الشأن أن الملك سنفرو بنى مقبرة لزوجته الملكة الجميلة فى منطقة دهشور فى الجيزة، بالقرب من هرميه المعروفين: الهرم الأحمر والهرم المنحني، غير أن اللصوص تمكنوا من التسلل إليها فسرقوا محتوياتها، وعندما وصل الأمر إلى البلاط، لم يتم إخطار الملك، أو تم إخباره بما حدث وأن جسد الملكة سليم لم يمس، فقرر نقله إلى مقبرة جديدة بالقرب من هرمه بالجيزة.

ولاكتشاف هذه المقبرة الجديدة بالجيزة قصة مثيرة، ففى مارس من العام 1925، كان الأمريكى آلان رو، مساعد عالم الآثار الأمريكى الأشهر جورج راينسي، يقوم بالتصوير إلى الشرق من الهرم الأكبر غاص حامل الكاميرا فى حفرة، وكان جورج راينسي فى أمريكا، فتتبع رو هذه الحفرة إلى أن توصل لفوهة بئر بعمق يصل إلى نحو 27 مترًا قاده إلى مدخل المقبرة الجانبى الذى كان مغلقًا بأحجار من الحجر الجيرى وكانت مغطاة بطبقة من الملاط لحماية المقبرة من السرقة. 

ووجد الأثاث الجنائزى الخاص بتلك الملكة مكدسًا داخل هذه المقبرة، وكان هناك أيضًا تابوت مغلق من الألباستر، وصندوق مغلق من الألباستر لحفظ بعض أحشاء الملكة المتوفاة، وكمية ضخمة من الفخار. 

وتم العمل على إخلاء محتويات المقبرة لمدة عامين، وفي 12 مارس أمر رايسنى بغلق المقبرة حتى عودته من الولايات المتحدة، وفي يوم 21 يناير 1926 قام بفتحها بنفسه، وخلال 321 يوما قام الرسام «دوس دانهام» برسم جميع القطع.، واشترك  "نويل ويلر" مع رايسني في تفريغ حجرة المقبرة.

وسجلت تلك العمليات في 1701 صفحة بالتفصيل مصحوبة برسومات للموقع ومذكرات و1057 صورة فوتوغرافية، بذلك أصبح من الممكن إعادة تشكيل الأشياء. 

ومع أن إعادة تشكيل أشياء من أجزائها المكسرة من أعمال علماء الآثار، إلا أن عملية إعادة تشكيل محتويات تلك المقبرة كانت عملا مضنيا، وبعد إخلاء حجرة المقبرة بدأ علماء الآثار بفتح التابوت في يوم 3 مارس 1926 في حضور كبار الدولة، ولكن خاب الأمل إذ وجد التابوت فارغا. 

ويقول "ليندون سميث" الذي كان مشاركا في فتح التابوت: «قمنا برفع غطاء التابوت بحيث نستطيع رؤية ما بداخله، ولكني لم أجد مومياء الملكة فيه - كان التابوت فارغا! والتفت إلى رايسنر، فقال رايسنر بصوت عال مقصود: جورج ، يبدو أنها قنبلة لم تنفجر! فسأل الوزير المسئول عن الآثار: ماذا تعني بقنبلة غير منفجرة؟ فرفع رايسنر نفسه من القرفصاء واقفا وقال: أيها السادة المحترمون، يبدو أن "الملكة حتب حرس" غير مستعدة للمقابلة، وأضاف: "زوجتي السيدة رايسنر سوف تقدم لكم بعضا من المشروبات . ليندون سميث.  

وفي يوم 18 أبريل 1927، رفع التابوت الذي يزن نحو 2.2 طن، ثم فتحت الزاوية المغلقة في حجرة التابوت، حيث وجدت فيها الأربعة أوانٍ كانوبية لا تزال سليمة.  

وبعد نحو 25 سنة من الدراسة وإعادة تكوين الأثات والأمتعة تم عرضها على الجمهور.

ويبقى أمر اختفاء جسد الملكة حتب حرس الأولى لغزاً حتى الآن ليبقى السؤال: أين ذهب جسد الملكة؟؟؟

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د. عبير عطالله تكتب: شهادة ثقة في الاقتصاد المصري

إن قرار مؤسسة ستاندرد آند بورز برفع التصنيف الائتماني لمصر إلى 'B' مع نظرة مستقبلية مستقرة، هو أكثر من مجرد إعلان مالي؛ إنه نقطة تحول استراتيجية يجب على كل قائد أعمال ومفكر أن يتوقف عندها للتحليل العميق. هذه الخطوة ليست مجرد نتيجة لدعم مالي عابر، بل هي اعتراف دولي صريح بأن مصر تسير بثبات نحو استدامة اقتصادية حقيقية، مدفوعة بجهد متواصل للإصلاحات الهيكلية وتعزيز دور القطاع الخاص، وهو ما ينسجم مع الرؤية الطموحة للرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء "مصر 2030".

أرى في هذا التقرير ثلاثة رسائل استراتيجية واضحة، تشكل الركيزة لأي رؤية مستقبلية تهدف إلى النمو:


1. القطاع الخاص هو المحرك الحقيقي: لحظة البناء لا الانتظار

أول وأهم ما يلفت الانتباه في تقارير المؤسسات الدولية هو تأكيدها على "تعزيز مشاركة القطاع الخاص" كعامل حاسم في هذا التحسن. إن الإحصائيات التي تشير إلى نمو استثمارات القطاع الخاص بأكثر من 70% هي شهادة براءة للجهد الوطني. هذا التحسن يمنحنا، كرواد أعمال ومستثمرين، البيئة المستقرة والجاذبة للتوجه نحو الأسواق المصرية بثقة أكبر.

الاستقرار الاقتصادي الذي نلمسه اليوم هو الأساس، لكنه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تحولنا جميعاً، نحن قادة القطاع الخاص، من مرحلة "الترقب" إلى مرحلة "الاستثمار الجريء". هذا هو الوقت الأمثل للدخول بقوة وتوسيع استثماراتنا في قطاعات المستقبل، وفقًا للمسارات المحددة في رؤية 2030 التي تضع القطاع الخاص كشريك أساسي في التنمية.


2. استقرار اليوم يطلق استثمار الغد في الذكاء الاصطناعي

إن النظرة المستقبلية "المستقرة" من مؤسسة بحجم S&P تعني للمستثمر التكنولوجي شيئاً واحداً: انخفاض المخاطر في القطاعات ذات التكنولوجيا العالية (Deep Tech). بعد أن ضمنت الدولة أساساً صلباً للاقتصاد الكلي، فإن الفرصة الحقيقية أمامنا تكمن في الاستثمار الرؤيوي في المجالات التي ستصنع الفارق في المستقبل.

هذا هو الوقت الذي يجب فيه التوجه بقوة نحو تكنولوجيا التعليم (EdTech) والذكاء الاصطناعي (AI). بالنسبة لي، هذه ليست مجرد توجهات عالمية، بل هي الأدوات التي ستمكننا من تحقيق قفزة نوعية في التعليم المخصص، والتي تعني أننا سنبني عقولاً مبدعة، لا حافظة.1 يجب أن تتحول مؤسساتنا التعليمية إلى مختبرات حية لتطبيق هذه التقنيات. القيادة التحويلية اليوم تتطلب أن نُخرج أنفسنا من عباءة الماضي، ونتوقف عن تعليم شبابنا لوظائف الأمس. إن هذا التوجه يتكامل بشكل مباشر مع جهود الدولة لدمج الذكاء الاصطناعي في نظامنا التعليمي كجزء من أهداف التنمية المستدامة.


3. المعركة القادمة: رفع الإنتاجية لسداد الدين عبر رأس المال البشري

تقرير S&P لا يخلو من التحذيرات. لقد أشار بوضوح إلى تحدٍ لا يمكن إغفاله: استمرار ارتفاع مستويات الدين وفوائده. هذه هي المعركة القادمة التي يجب أن توجه دورنا الوطني.

لا يمكننا الاقتراض مجدداً لحل مشكلة الدين؛ بل يجب علينا أن نُنتج ونرفع إنتاجية العامل المصري.1 هذا هو السبب في أنني أؤكد دائماً على أن الاستثمار في رأس المال البشري 2 - أي التعليم الجيد الذي يزود الشباب بمهارات حقيقية - هو السلاح الأقوى لتقليل عبء الدين. عندما يرتفع مستوى التعليم، ترتفع إنتاجية العمال وكفاءة الإنتاج، وهذا بدوره يزيد الناتج المحلي الإجمالي.1

رسالتنا واضحة: لكي نُبقي هذا التصنيف مرتفعاً ونبني أمننا الاقتصادي، يجب أن يتحول التعليم إلى استثمار استراتيجي وطني يهدف إلى تخريج جيل من رواد الأعمال والقادة القادرين على المنافسة عالمياً. هذه هي الرؤية التي نتبناها في جميع مشاريعنا وتوسعاتنا في مصر. هذا المسار هو الترجمة العملية للالتزام برؤية مصر 2030.

إن القيادة الواعية التي تفكر في المستقبل، والتي يدعو إليها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتطلب منا اليوم أن نستثمر بجرأة في عقول أجيال الغد، وأن نعتبر كل إنجاز اقتصادي نقطة انطلاق نحو تحقيق قفزة نوعية في التنمية الشاملة.

طباعة شارك مؤسسة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لمصر مصر 2030

مقالات مشابهة

  • مطار الملكة علياء يسجل ارتفاعاً كبيراً بحركة المسافرين والطائرات
  • تحريك الأرض.. الكشف عن عملية سرية لنقل آلاف الجثث في صحراء سورية خلال عهد الأسد
  • الملكة رانيا تختار الأناقة الكلاسيكية في لقاء بابا الفاتيكان
  • الأخضر الزيتوني يضيء زيارة الملكة رانيا للفاتيكان
  • برلمانية: قمة شرم الشيخ تكتب تاريخًا جديدًا في صنع السلام
  • هند عصام تكتب: الملك سمندس
  • د. عبير عطالله تكتب: شهادة ثقة في الاقتصاد المصري
  • تفسير رؤيا «الصلاة في المقابر» بالمنام لابن سيرين
  • حفيدة الملكة إليزابيث تكشف عن إصابتها بالتوحّد
  • التمكين المجتمعي – مركز الملكة رانيا لتمكين المجتمعات نموذجاً