استجوب جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) وقوات الشرطة بشكل مشترك ستة معتقلين من غزة، بتهمة المشاركة في هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل.

ونشرت السلطات الأمنية الإسرائيلية، الاثنين، مقاطع مختارة من ستة استجوابات منفصلة مع المعتقلين الستة الذين تحدثوا عن تفاصيل العملية والتعليمات التي قالوا إنهم تلقوها من قادتهم قبل الهجوم الدامي.

وحسبما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست"، كانت تجربة واعترافات كل مستجوب مختلفة قليلا، إلا أن المخابرات الإسرائيلية لاحظت عددا من المواضيع المشتركة، "أبرزها إعطاء قادة حماس تعليمات صريحة لمقاتليها بقتل واختطاف المدنيين، بما في ذلك كبار السن والنساء والأطفال". 

وقال المستجوبون إن الخطة كانت تتمثل في "الاستيلاء على البلدات التي هاجموها والاحتفاظ بمواقع هناك بمجرد انتهائهم من قتل واختطاف السكان"، وفقا للصحيفة.

وشنّت حماس في السابع من أكتوبر هجوما مباغتا على إسرائيل، أسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل في إسرائيل، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.

كما اقتاد مقاتلو حماس معهم لدى انسحابهم إلى القطاع  222 شخصا احتجزوهم، وبينهم أجانب.

وكشف أحد أعضاء حماس للمحققين الإسرائيليين أن القيادة وعدتهم بأن كل "من يعيد رهينة (إلى غزة) يحصل على 10 آلاف دولار وشقة".

ويُظهر مقطع الفيديو الذي نشره الشاباك والشرطة الإسرائيلية نشطاء حماس الستة وهم "يخوضون في تفاصيل حول عمليتهم صباح يوم 7 أكتوبر".

وقال أحدهم: "التعليمات كانت باختطاف النساء والأطفال".

ووصف آخر ما حصل مع جثة كانت على الأرض، قائلا: "كانت جثتها ملقاة، أطلقت النار عليها، وصرخ علي قائدي لأنني أهدرت الرصاص على جثة ميتة".

أطباء غزة يكافحون لمعالجة الجرحى.. شهادات من الشمال والجنوب كانت الليلة الماضية هي الأسوأ من حيث عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث قال أطباء إن حالات القتلى والإصابات كانت غير معهودة منذ بدء الضربات في السابع من أكتوبر الجاري.

وكشف المستجوبون  أن "الأوامر كانت ألا يميزوا بين المدنيين والجنود".

وقال مستجوب آخر: "عندما انتهينا، أحرقنا منزلين".

ووصف أحدهم دخوله أحد المنازل بعد أن أطلق رفاقه النار على رجل يعيش هناك: "دخل اثنان إلى المنزل.. سمعنا أصواتا في الداخل. ودخل اثنان آخران. كان هناك واحد ملقى على الأرض بجوار الباب. لا أعرف إذا كان ميتا، لكن كان هناك دماء بجواره". 

وأضاف: "كان هناك رجل جريح في الداخل.. أعتقد عائلة بأكملها. يرتدون ملابس النوم. كان الرجل الجريح يرتدي ملابسه الداخلية. خرجت امرأة ترتدي فستانا... ثم أخرى ترتدي فستانًا. [ثم] صبي وفتاة."

وتابع: "ذهبنا إلى البيت المجاور، ومن هناك أخرجوا امرأة، وأخرى مسنة".

ثم سُئل عما إذا كان أفراد الأسرة هؤلاء قد تم استخدامهم كدروع بشرية، فأجاب بـ "نعم".

وقال عنصر آخر كان في بئيري للمحققين: "عندما دخلت البلدة، رأيت اثنين على دراجة نارية. وقد أخذا معهما امرأة عمرها حوالي 60-65 سنة على متن دراجة نارية".

"أين أخذوها؟"، سأل المحقق، قبل أن يجيب المستجوب: "إلى غزة".

الكبتاغون.. قصة المخدر الأكثر شعبية في الشرق الأوسط يعد الكبتاغون أو ما يعرف أيضا باسم "الأمفيتامين" أحد أكثر المواد المخدرة شعبية في الشرق الأوسط، سواء لدى الجماعات الإرهابية المتطرفة السنية والشيعية منها أو لدى دول مثل سوريا باتت تستغلها كمصدر يدر ملايين الدولارات.

وفي تقرير منفصل، نقلت "جيروزاليم بوست"، عن القناة التلفزيونية المحلية "12" أن مقاتلي حماس الذين نفذوا الهجوم "كانوا تحت تأثير الكبتاغون".

وكشفت الصحيفة أن قوات الأمن عثرت على هذه العقاقير بين أغراض العديد من مقاتلي حماس الذين فقدوا حياتهم على الأراضي الإسرائيلية.

وسمح هذا المخدر المنشط، للمهاجمين بارتكاب أعمال شنيعة مع الشعور بالهدوء واللامبالاة، بحسب الصحيفة.

وفي الوقت نفسه، أبقى هذا المخدر المهاجمين في حالة تأهب شديد لفترات طويلة، حسبما أوضحت الصحيفة الإسرائيلية.

وذكر المصدر ذاته أن الكبتاغون، اكتسب سمعة سيئة في عام 2015، عندما تم اكتشاف استخدامه من قبل مقاتلي داعش قبل تنفيذهم العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن غزة أصبحت سوقا شعبية ينتشر فيها استهلاك هذا المخدر بين الشباب المدمنين.

وأسفر الرد الإسرائيلي على هجوم حماس، عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في قطاع غزة، معظمهم مدنيون، وبينهم أكثر من ألفي طفل، جراء قصف جوي مكثف، بحسب وزارة الصحة في غزة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

محلل إسرائيلي: حماس انتصرت معنويا وأضعفت روح التضامن الإسرائيلية

رأى المحلل السياسي الإسرائيلي والخبير في الشؤون الشرق أوسطية، أفي يسسخاروف، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من تحقيق انتصار معنوي على إسرائيل، رغم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها الحركة في صفوف قياداتها.

وقال يسسخاروف إن الضربة الأعمق التي وجهتها حماس لم تكن فقط عسكرية، بل مجتمعية وأخلاقية، مشيرا إلى أنها قوضت روح التضامن في الداخل الإسرائيلي، وضربت ما وصفه بـ "البنية الأخلاقية" للمجتمع الإسرائيلي، التي لطالما تفاخر بها أمام العالم.

وأشار إلى أن الانقسام العميق داخل إسرائيل حول قضية الأسرى المحتجزين في غزة، والخلافات الحادة بشأن كيفية التعامل مع هذا الملف، تعكس هشاشة الجبهة الداخلية وتآكل ما تبقى من الإجماع الوطني.

وأضاف أن مظاهر التفاخر العلني من قبل عدد من السياسيين الإسرائيليين بحرب الإبادة في قطاع غزة ساهمت في تشويه صورة إسرائيل الأخلاقية داخليا وخارجيا، وأضعفت مناعة المجتمع الإسرائيلي من الداخل.

انهيار أخلاقي

وتساءل يسسخاروف بمرارة -في مقاله المنشور في صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان "ليس كل الإسرائيليين إخوة لبعضهم"- "ما الذي حدث لنا في هذه الحرب؟ عسكريا نهضنا من الضربة، ونجحنا إلى حد ما في هزيمة حزب الله، ووجهنا ضربات قوية لحماس، ودمرنا غزة، والشعب الغزي الذي هلّل في البداية لهجوم السابع من أكتوبر بات يبحث عن لقمة الخبز، ومع ذلك، يبدو أن حماس قد انتصرت علينا بدرجة ما".

إعلان

وبغض النظر عن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه في القضاء على حماس، يكتفي يتسحاقاروف بالقول إن حماس لم تنتصر في الميدان، لكنه في الوقت نفسه لا ينسى أن يقول إن حماس حققت انتصارا، في مكان أعمق وأخطر، على ما أسماه "الروح الإسرائيلية".

وأضاف أن إسرائيل تمكنت من تصفية رئيس حركة حماس يحيى السنوار وأخيه القائد العسكري محمد السنوار، وكذلك قادة التنظيم الذين خططوا لعملية "طوفان الأقصى"، لكن "الضرر الأكبر الذي ألحقوه بنا هو تمزيق النسيج الداخلي الإسرائيلي وضرب قيم التضامن".

وحذر يسسخاروف مما سماه "التحولات القيمية المقلقة" في المجتمع الإسرائيلي، مستشهدا بتعامل فئات من الجمهور مع ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وقال: "مجرد أن ترى شريحة صاخبة -حتى وإن لم تكن أغلبية- أن الأسرى وعائلاتهم يمثلون مأساة خاصة وليست جماعية، فهذا يعكس حجم الانهيار الأخلاقي".

وتابع في نقده الحاد: "أن تُقاس قيمة الأسير أو عائلته بمدى ولائه الأعمى لرئيس الحكومة أو امتنانه له، فذلك يدل على مدى التعفن الذي وصلنا إليه".

وهاجم يسسخاروف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره تعيين عضو الكنيست ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، المعروف بمواقفه الرافضة لصفقات تبادل الأسرى، ووصفه للحرب ضد الفلسطينيين بأنها "حرب أبدية".

واعتبر يسسخاروف أن هذا التعيين بمثابة رسالة لحماس مفادها: "لقد انتصرتم"، مشيرا إلى أن الهدف من تعيين زيني لا يتعلق بأمن إسرائيل، بل بتعزيز موقع نتنياهو سياسيا، في مواجهة الانتقادات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية لغزة، ومنع فتح تحقيقات جنائية في ملفاته القضائية.

تأييد الإبادة الجماعية

ومن زاوية أخرى، انتقد يسسخاروف بحدة تعاظم نبرة التحريض والعنف في المجتمع الإسرائيلي، قائلا: "كل من يندد بقتل الأطفال أو النساء أو الشيوخ الأبرياء في غزة، يُتهم بالخيانة"، ولا ينسى أيضا أن يشير إلى أن "بعض السياسيين والمغردين باتوا يلمحون صراحة إلى وجوب ارتكاب إبادة جماعية، لا أقل".

إعلان

ورغم تحميله لحماس المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في القطاع، يشدد الكاتب على أنه "لا يمكن الاستمرار في الكذب على أنفسنا، فالعالم كله يشاهد صور الفلسطينيين وهم يتقاتلون على قطعة خبز، ويسمع بشكل يومي عن أطفال يُقتلون تحت القصف".

وأردف: "إظهار الحقيقة ونقلها للناس ليست خيانة، بل واجب أخلاقي يهودي".

كما سلط الكاتب الضوء على غياب المسؤولية السياسية، منتقدا نتنياهو، قائلا: "كيف لرئيس حكومة هو الأطول بقاءً في المنصب، أن يتنصل من مسؤوليته عن أسوأ مجزرة بحق الإسرائيليين منذ المحرقة؟"، في إشارة إلى فشل الحكومة في منع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولم ينس يسسخاروف الإشارة إلى تصريحات نتنياهو، حول عدم علمه بوصول الأموال القطرية لحماس -حسب زعمه- رغم أنه نفسه من دعم فكرة إدخالها إلى القطاع.

واختتم المحلل السياسي مقاله بنبرة حادة تنم عن المرارة، مؤكدا أن "السنوار وأتباعه نجحوا في ما فشلت فيه جيوش العرب طوال 75 عاما، وهو كسر شعور الوحدة الأخلاقية لدى جزء من الإسرائيليين".

ومع ذلك، يرى يسسخاروف أن هذا النصر "مؤقت وجزئي"، موضحا أن "الأغلبية ما زالت تشعر بالمسؤولية تجاه الأسرى والجنود القتلى وعائلاتهم، وترفض قيادة نتنياهو ودائرته الإعلامية، التي تنشر الكراهية وتبرر القتل الجماعي في غزة".

وختم بالقول إن أغلب الإسرائيليين الذين يرون في نتنياهو رمزا للفشل السياسي والأخلاقي في هذه الحرب باتوا يدركون أنه لا يمكن أن يواصل شغل منصب رئيس الوزراء.

مقالات مشابهة

  • حماس: الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات فشلت وتحولت لجريمة حرب
  • آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية في غزة تتعثر
  • ويتكوف لـCNN: هناك اتفاق مطروح لوقف إطلاق النار في غزة.. وعلى حماس قبوله
  • الكشف عن بنود اتفاق جديد لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
  • المستشار الألماني : الهجمات الإسرائيلية على غزة لم تعد مبررة
  • باعت ابنها مقابل المال.. تأييد السجن 3 سنوات لربة منزل في المقطم
  • ‏وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يدخل باحات المسجد الأقصى في القدس
  • هل هناك رسوم لتعديل موعد اختبارات قياس؟.. هيئة تقويم التعليم توضح
  • عمران.. ضبط أكثر من 35 ألف حبة مخدرة كانت في طريقها للتهريب والترويج
  • محلل إسرائيلي: حماس انتصرت معنويا وأضعفت روح التضامن الإسرائيلية