موقع 24:
2025-07-01@15:27:58 GMT

باسم ضمير العالم.. موقف الإمارات الواضح

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

باسم ضمير العالم.. موقف الإمارات الواضح

انفجر الشرق الأوسط مرة أخرى منذ 7 أكتوبر (تشرين الثاني) ودخل دورة جديدة من دورات العنف والدم وحمم الدمار، وفي ما تسابقت دول العالم والمنطقة لمحاولة إطفاء الحريق، كشفت الأزمة الجديدة، تأصل الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين في خطاب بعض الدول والقوى، وحرصها على التنكر للحقائق والوقائع، ومحاولة فرض الأمر الواقع على الجميع.

وكان لافتاً، بالتوازي مع مشاهد الخراب والقتل والعنف في غزة، كيف تحول مجلس الأمن الدولي المؤسسة الأبرز في العالم التي وضعت منذ عقود لمنع تجدد مثل الكوارث والمآسي الإنسانية، إلى مسرح لا يختلف عن المسارح الإغريقية القديمة، تؤدى فيه فصول مسرحية تراجيدية مكتملة الأركان.
كان مثيراً منذ يومين، صراخ مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردن في جلسة مجلس الأمن، ونحيبه على الأطفال والمسنين والنساء، ضحايا حماس، وهجمتها الإرهابية على جنوب إسرائيل، وكان رثاء وزير الخارجية الإسرائيلية لضحايا الهجوم مؤثراً، وهو يعرض أسماء وأعمار بعض الأطفال الذين قتلوا في العملية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول). ورغم أن من حق الرجل البكاء والنحيب والألم، وهو شعور لا يمكن لأحد التشكيك فيه بسبب الألم، والغضب أيضاً، لكنه شعور لا يعطي كوهين، أو إسرائيل، أو غيرها، حق الانتقام أو الثأر، وإلا ما كان عليه اللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة من الأساس، للشكوى والإدانة.
ففي 26 يونيو (حزيران) 1945، صادق أكثر من 3 آلاف مشارك في سان فرنسيسكو الأمريكية، على الوثيقة المؤسسة للأمم المتحدة، بعد محادثات وتطورات امتدت قرابة عامين، لإنشاء منظمة دولية، لما بعد الحرب العالمية الثانية، التي دارت رحاها بين 1939 و1945.
كان الهدف واضحاً، كما ورد في أدبيات وحوليات هذه المنظمة، حماية السلام في العالم، بكل الطرق الممكنة، وهو ما لخصه البند الأول من ميثاق تأسيس المنظمة نفسها، والذي لخص في كلمات قليلة الهدف والمطلوب من المنظمة، والالتزام الذي يتعهد به الأعضاء فيها "حماية السلام والأمن الدوليين، ولهذا الغرض: اتخاذ إجراءات جماعية ناجعة، من أجل التوقي، وإبعاد التهديدات للسلام، ولجم أي اعتداء أو خرق للسلام، والتوصل بطرق سليمة، مطابقة لمبادئ العدالة والقانون الدولي، إلى تعديلات أو حلول للخلافات، أو الوضعيات ذات البعد الدولي، التي يمكن أن تنتهي إلى خرق السلام".
كلمات قليلة واضحة وبسيطة، حددت منذ الهدف، والمطلوب من دول العالم جميعاً لحماية السلام والأمن الدوليين. ولكن الواقع والحقيقة، مختلفان عن المشاريع والأحلام. هكذا كانت السياسة الدولية قبل الأمم المتحدة، ومعها، وهكذا ستكون ربما بعد الأمم المتحدة.
والمثير للحنق والسخط، اليوم، بمناسبة شلال الدم الهادر في غزة، أن كل الجهود، أو على الأقل جهود الدول الكبرى، لا تولي هذا المبدأ المؤسس للأمم المتحدة، أي اهتمام، ولا تضعه في حساباتها السياسية أو الاستراتيجية، فكانت المواقف الأمريكية والأوروبية من الأزمة، والقتال، أقرب إلى وصمة العار، منها إلى المؤقف المبدئي.
صحيح أن حماس قتلت وأجرمت، باستهداف مدنيين، وخطف رهائن، وقتل أطفال، ونساء، ومسنين، صحيح أنها خرقت القانون الدولي والإنساني، ولكن الصحيح أيضاً، أن إسرائيل لم تكن، لا في ردها الراهن ولا في عملياتها السابقة، حمامة سلام، فهل يمكن أن تكون حياة موشي، أو بنيامين، أثمن من حياة عمر ، أو أحمد؟
إن إسرائيل التي تدافع عن نفسها ضد حماس، لا يمكنها إبادة أكثر من مليوني فلسطيني، تقول هي نفسها إنهم لا يؤيدون جميعاً حماس، وإسرائيل التي تقصف غزة، ليل نهار، وتستهدف مواقع ومراكز حماس، لأنها "تعرف" بالضبط مكانها، وعدد الموجودين فيها، لا يمكنها رغم استخباراتها "المتفوقة" وقدراتها التكنولوجية الهائلة، والدعم الأمريكي والغربي المُذهل، أن تكشف عدد الأطفال المنتمين لحماس أو الجهاد، الذين استهدفتهم، من أصل حوالي 3 آلاف طفل، قتلتهم المدفعية والطائرات، والصواريخ ؟ هل يمكن لإسرائيل، أن تكشف عدد المسلحين الذين قتلتهم بعد أكثر من أسبوعين من الحرب،  ونسبتهم مقارنة مع أكثر من 6 قتيل؟.
إن إسرائيل التي تدافع عن نفسها، لا يُمكنها البكاء على أطفالها، والتنكيل بأطفال الفلسطينيين في الوقت نفسه، كما قالت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، أمس الأربعاء، بعد التصويت على مشروع القرار الأمريكي، الذي رفض مرة أخرى إقرار هدنة إنسانية في غزة، وهي التي قالت في مداخلتها، إن " مجلس الأمن مطالب بإيلاء حياة الفلسطينيين القيمة ذاتها التي يوليها لحياة الإسرائيليين". وقبل لانا نسيبة، تحدثت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي من على المنبر نفسه قبل يومين، فطالبت باسم الإمارات، بوقف المأساة التي تدور تحت نظر وسمع العالم من شرقه إلى غربه، بوقف فوري لإطلاق النار، وبإيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين في غزة، ضحايا الدمار والقتل، وباحترام إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وإلغاء أمرها لأكثر من مليون فلسطيني بمغادرة بيوتهم ومساكنهم، في شمال غزة.
إن إسرائيل التي تُدافع عن نفسها ضد حماس، لا يمكنها اللجوء إلى الأمم المتحدة، لعرض صور ضحاياها وقتلاها، ثم تنقلب على الأمين العام للأمم المتحدة نفسه، لأنه لم يوافقها على قراراتها، ولم يقبل تبريرها لحمام الدم في غزة.
إن المزايدة بعدد الضحايا، والقتلى، ليست في صالح إسرائيل، ولا في صالح الدول التي اختارت السير وراءها على طريق فرض الاحتلال، والتنكر للقرارات الدولية، التي اتخذتها الأمم المتحدة نفسها بقرار من الدول الكبرى، فيها أساساً، من قرار التقسيم إلى حل الدولتين، فالأرقام ليست في صالح تل أبيب، بدليل ما يجري اليوم في غزة، وليست في صالح إسرائيل، التي تريد إقناع العالم، بأن المشكلة اليوم في الشرق الأوسط، صراع بين متوحشين شرقيين، ويهود مسالمين، فهذه حجة سخيفة وإسرائيل أول من يعرف ذلك. فالفلسطيني تحت أنقاض غزة، لا تهمه ديانة القنبلة التي دكت بيته وهدمته على رأسه، بقدر ما تهمه حريته، وحقه في دولته وأرضه، التي أعطتها له القرارات الأممية والشرعية الدولية، وسلبها منه الاحتلال، سواءً كان يهودياً، أو بوذياً، أو ملحداً.

إن الحكمة اليوم تكمن في التخلي عن المزايدة والمكابرة، حتى لا يتحول الصراع، إلى صراع حضارات، أو نهاية التاريخ، وهو ما أدركته الإمارات منذ زمن، ولا تزال تُذكر به وتحذر منه، كما فعلت أمس، وأمس الأول، لا بل منذ عقود.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الإمارات الأمم المتحدة إسرائیل التی مجلس الأمن من الدول لا یمکن فی صالح أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضباط في جيش الاحتلال: الحرب على غزة استنفدت نفسها بسبب ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجنود

#سواليف

قال #ضباط كبار في #جيش_الاحتلال إن #الحرب_على_غزة استنفدت نفسها، بسبب #إرهاق_الجنود، وكذلك بسبب عدد #الجنود_القتلى المرتفع منذ أن خرقت #إسرائيل وقف إطلاق النار، واستأنفت الحرب على غزة، في آذار/مارس الماضي.

وأضاف الضباط وفق ما ذكرته صحيفة /هآرتس/ العبرية ، إنهم لا يرصدون تغييرا في شروط ” #حماس ” من أجل #إنهاء_الحرب والتوصل إلى #اتفاق #تبادل_أسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات جيش الاحتلال هي أن “حماس” معنية بالتوصل إلى اتفاق.

وبحسب الصحيفة، فإن الاعتقاد في جهاز الأمن أنه تتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكنهم ينسبون ذلك إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق تبادل أسرى، وإلى احتجاجات عائلات الجنود المنهكين، والتراجع العام في تأييد الجمهور لأهداف الحرب.

مقالات ذات صلة ارتفاع إصابات التسمم الكحولي إلى 50 حالة / تفاصيل جديدة 2025/07/01

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير قوله إنه “لا توجد ضربة نوجهها إلى “حماس” بعد سنتين من الحرب، وفي وضع الحركة الحالي، التي ستؤدي إلى نتيجة مختلفة عن تلك التي نتواجد فيها اليوم. وبالإمكان الاستمرار في توغل آخر وممارسة ضغط آخر، لكن لدينا أسرى هناك، وهذه قيود كبيرة للغاية في القتال، وتتسبب بتوتر في صفوف القوات في الميدان”.

وأضافت أن جيش الاحتلال وضع تحذيرا أمام المستوى السياسي بأنه يجب إعادة النظر في الاعتماد على “مؤسسة غزة الإنسانية” وحراسة الجيش لمراكز توزيع المساعدات. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه في حال انسحابه من القطاع في إطار اتفاق، سيكون من الصعب ضمان دخول آمن للمساعدات الإنسانية ومنع حماس من السيطرة عليها.

وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • ضباط في جيش الاحتلال: الحرب على غزة استنفدت نفسها بسبب ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجنود
  • الأمم المتحدة تطالب بتحقيق فوري بهجمات “إسرائيل” ضد المجوعين بغزة
  • بريطانيا: على “إسرائيل” أن تسمح للأمم المتحدة بإنقاذ الأرواح بغزة
  • إسرائيل تُقر باستهداف طالبي المساعدات في غزة
  • العمل التطوعي.. ضمير المجتمع ونهضته الصامتة
  • 4 خروقات تفضح إسرائيل في حربها مع إيران
  • الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إسرائيل تقتل عائلات فلسطينية بأكملها
  • سمو وزير الطاقة يجتمع مع المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون الإقليمي لخفض الانبعاثات وتعزيزالجهود المناخية على المستوى الدولي
  • الأردن يرفض مواجهة إسرائيل في بطولة العالم لكرة السلة ويُشعل مواقع التواصل
  • الرئاسة: تحركات إسرائيل تؤكد سعيها الواضح لإفشال تحقيق وقف إطلاق النار