اشتعال حرب السودان من جديد و قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على نيالا عاصمة الصمغ العربي وأهم مراكز القيادة
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
وتجيئ هذه الخطوة بعد ساعات قليلة من عودة الطرفين المتقاتلين إلى التفاوض في مدينة جدة السعودية، استجابة للوساطة التي تقودها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وانضم إليها أخيراً كل من «إيغاد» والاتحاد الأفريقي.
ولم ينفِ الجيش سقوط «الفرقة 16» أو يؤكده، وخلت صفحة ناطقه الرسمي أو أي من قياداته من أي إشارة إلى ما حدث هناك.
بيد أن عدداً من الناشطين المؤيدين للجيش أنكروا بادئ الأمر سقوط القاعدة المهمة، لكن معظمهم تراجعوا لاحقاً وقالوا إن الجيش «انسحب»، وإنه يرتب صفوفه للعودة واسترداد المنطقة العسكرية بالغة الأهمية.
شهود يؤكدون سقوط المدينة وأكد شهود ونشطاء أن المدينة أصبحت تحت سيطرة «الدعم السريع» الكاملة.
وقال الكاتب الإسلامي عبد الماجد عبد الحميد، في مقال على صفحته على «فيسبوك»: «بعد قتال شرس وثبات أسطوري، غادر أبطال الفرقة 16 مواقعهم... في الحرب ليس غريباً أن تخسر معركة».
وكان عبد الحميد قد أكد قبلها بساعات، في مقال أيضاً، أن الجيش قد أفشل الهجوم.
وتعد القيادة الغربية ثاني أكبر قوة عسكرية في السودان بعد الخرطوم، وتقع تحت قيادة «الفرقة 16»، وتتكون من 8 مقرات عسكرية داخل نيالا، و13 خارجها.
وعلى رأسها؛ قيادة المنطقة العسكرية الغربية، سلاح النقل والإصلاح، سلاح الإشارة، المستودع الاستراتيجي، رئاسة القوات المشتركة السودانية - التشادية، رئاسة المدرعات والمدفعية والمهندسين، وغيرها.
ويخشى على نطاق واسع أن تؤثر العمليات العسكرية في غرب البلاد وسقوط نيالا، ونشاط المواجهات في الخرطوم وعدد من المناطق، على سير المفاوضات بين الجيش و«الدعم السريع»، فيما يرى البعض أنها تعد «محاولات» لتقوية الموقف التفاوضي لكل من الطرفين.
وتتناقل وسائط التواصل الاجتماعي معلومات تشير إلى أن نيالا بيد «الدعم السريع»، ما يفتح الباب أمام سقوط قواعد الجيش في ولايات الإقليم الخمس، في دارفور، كما يفتح الطريق إلى مدينة الأُبَيِّض، حاضرة ولاية شمال كردفان، المحاصرة من قوات «الدعم السريع» منذ عدة أشهر.
وتقع نيالا جنوب الإقليم، عند مفترق طرق برية قادمة من الشرق والغرب والجنوب، ويربطها خط السكة الحديد ببقية أنحاء البلاد، ويبلغ عدد سكانها نحو 3.4 مليون نسمة، ما يجعلها تتصدر المركز الثاني في الكثافة السكانية بعد الخرطوم.
أهمية نيالا الاقتصادية والعسكرية
وتأتي المدينة في المرتبة الثانية، أيضاً، باعتبارها مركزاً اقتصادياً مهماً بعد الخرطوم، بسبب موقعها الجغرافي الذي يعتمد بشكل كبير على الاستيراد والتصدير، إلى جانب وجود «مطار نيالا الدولي» وخط السكة الحديد الذي يربطها ببقية أنحاء البلاد.
ولكون الولاية محاذية لدول أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وقريبة من دولة تشاد، فإنها أصبحت مركزاً للتجارة الحدودية، إضافة إلى وجود أكبر أسواق المواشي فيها، كما تضم بورصة للمحاصيل الزراعية، مثل الفول السوداني، والدخن، والفواكه والخضر.
مخزن طبي مدمَّر في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بسبب القتال (أ.ف.ب) وتعدّ المدينة من أكبر مراكز تصدير الصمغ العربي والماشية، ويعمل سكانها في الزراعة والرعي والتجارة.
ويقول المقدم المهندس المتقاعد الطيب المالكابي لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة نيالا تكتسب أهميتها العسكرية من كونها المدينة الثانية في السودان من حيث السكان والموارد الاقتصادية، والقوة العسكرية الكبيرة الموجودة فيها، كما تمثل ظهيراً للسودان مفتوحاً على دول جوار عدة
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يُعلن سيطرته على أهم منطقة نفطية في السودان
أفادت قوات الدعم السريع، الإثنين، بأنها سيطرت على منطقة هجليج النفطية وكامل إقليم غرب كردفان، الذي يشكل مركز عصب الاقتصاد السوداني.
وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على المنطقة بعد التصدي لهجوم من الجيش، مشيرة إلى "هروب أعداد كبيرة من ضباط وجنود اللواء 90 التابع للجيش إلى خارج حدود البلاد".
واعتبر بيان صادر عن قوات الدعم السريع أن "السيطرة على منطقة هجليج تشكل نقطة محورية، بما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية ظلت تشكل موردا مهما لتمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها".
وتعهدت قوات الدعم السريع بـ"تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح دولة جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية".
وأكد البيان "توفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية، بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم".