بوابة الوفد:
2024-05-20@07:09:27 GMT

العالم ليس بخير

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

أغلق عينيً مجبرة بعد أن ثقلت جفونى وأصبحت كأكياس الرمل المنتفخة.. أغفو لثوانٍ.. فأصحو مفزوعة على صوت نزار قبانى يكرر ويكرر

يا أيّها الثوار..

فى القدسِ، فى الخليلِ

فى بيسانَ، فى الأغوار..

فى بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

تقدموا..

تقدموا..

فقصةُ السلام مسرحيّة..

والعدلُ مسرحيّة..

إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

يمرُّ من فوهةِ بندقيّة.

.

منذ عشرين يومًا وأنا مصلوبة أمام شاشات الهاتف والتلفاز والكمبيوتر، أشاهد تلك المجزرة الانسانية فى حق أهل غزة العزل.. أشعر بالعجز القاتل للروح.. كل مقاومتى أن أغضب وأغضب وأغضب حتى تشتعل الحرائق بداخلى فتتلف فى طريقها الأعصاب والسكينة.. تكرس الشعور المخزى بأننا نعيش فى عالم ليس بخير.. أشاهد الناطق باسم الجيش الإسرائيلى يعلن أنّ طائرات سلاح الجو أسقطت منذ بداية الحرب (فى نحو 50 ساعة فحسب) أكثر من 1000 طن من القنابل على غزة، وجرى استدعاء 300 ألف جندى احتياط فى أكبر عملية من نوعها على الإطلاق. أغلق شاشة التلفاز التى أمامى.. أشعر بوجع نافذ فى قلبى.. وصدرى يضيق كلما تنفست.. أقرر أن أغلق التلفاز للأبد ما عدت أحتمل المزيد، ولكن وبشكل لاإرادى وجدتنى عدت لأتابع من جديد.. مقاطع فيديو وثقت دقائق ما بعد القصف على سوقٍ شعبى فى مدينة جباليا الفلسطينية.. الجثث متطايرة فى أماكن مختلفة من الشارع مع وجودِ محاصرين تحتَ الأنقاض وجرحى فى كلّ مكان.. أصمت مطأطئة الرأس فأنا مواطنة عربية لاحول لى ولا قوة.. يأتى صوت المذيع مرتبكًا: بلغَ عددُ الضحايا فى حصيلة أوليّة ما لا يقلُّ عن 50 قتيلًا أغلبهم من المدنيين وتخطى عشرات الجرحى.. لم يكتفِ سلاح الجو الإسرائيلى بالغارات العشوائية التى طالت خمسة مساجد فى يومين وبنكًا، فضلًا عن عشرات المنازل، بل قصفَ سيّارة إسعاف كانت تقلُّ جرحى ومصابين.

تتداخل الأصوات والمشاهد.. ما عدت أميز الموتى.. هناك فى أرض الزيتون يموت الأب محتضنًا ابنه الميت.. وتصرخ الأم ملتاعة على ولدها الشهيد فتصيبها رصاصة قاتلة فتسقط ميتة.. أمسح دموعى مكتفية بتأبينهم بالدعاء والصلاة.. فأنا مواطنة عربية لاحول لى ولا قوة.. بعد لحظات أرى الشاشة أمامى تتحول إلى بقعة خضراء.. وأراهم جميعًا بأثواب بيضاء كالملائكة.. يغمرهم الضوء من كل جانب يرددون بسعادة مقولة الشاعر الفلسطينى محمود درويش وهم مرفوعو الرأس: تعرف ماهو الوطن؟ ليس سؤالًا تجيب عليه وتمضى.. إنه حياتك وقضيتك معًا.. لنا أحلامنا الصغرى؛ كأن نصحو من النوم معافين من الخيبة.. لم نحلم بأشياء عصية! نحن أحياء وباقون، وللحلم بقية.

أغفو وأصحو.. أشاهد وأغضب.. تتكدس الصحف اليومية على الطاولة التى أمامى.. لا أقرأ شيئًا.. يكفينى منشور الطبيب البريطانى الفلسطينى، غسان أبو ستة، على شبكة الإنترنت من غزة: «لا يوجد مكان أكثر عزلة فى هذا الكون من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتنى به».

وكان الدكتور أبوستة يعمل جراحا متخصصا فى التجميل فى بريطانيا، وهو الآن فى مستشفى الشفاء فى غزة يعالج المصابين جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع، عقب الهجوم الذى شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس، على إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1400 شخص.

وقال للقناة الرابعة فى إذاعة بى بى سى إن 40 فى المئة من المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى أطفال.

وأضاف: «كلها إصابات بالانفجار. وهناك إصابات فظيعة بالشظايا والحروق، وسقوط الحجارة، فالناس أخرجوا من تحت أنقاض بيوتهم».

ويصف المشهد فى المستشفى بأنه ظاهرة «الطفل الجريح الذى فقد جميع أفراد عائلته».. كفى يا دكتور غسان.. سأغفو فجفونى مثقلة كأكياس رمل منتفخة، فأنا مواطنة عربية لاحول لى ولا قوة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تقدموا

إقرأ أيضاً:

«بصمات عربية» على أرض مهرجان «كان»

وسط آمال وأحلم واسعة من جانب المبدعين العرب، انطلقت فعاليات الدورة الـ77 من عمر مهرجان «كان» السينمائى، التى تستمر حتى يوم السبت 25 مايو الحالى.

تزينت مدينة «كان» الفرنسية من أجل هذا العرس السينمائى الكبير، الذى يستمر على مدار 12 يوماً يقدم خلالها عروضاً لأفلام باهرة وحفلات وفعاليات لافتة وبنظرة دقيقة على الأعمال المشاركة فى مسابقات المهرجان يتبين أن هناك وجوداً عربياً محمل برائحة التحدى، حيث تشارك فلسطين رغم وجع الحرب، والصومال رغم الصعوبات التى تواجه صناعة السينما هناك.

فى السطور التالية تلقى «الوفد» الضوء على الأفلام العربية المشاركة فى مهرجان «كان» 2024، ومن ضمن الأفلام العربية المشاركة فى مهرجان «كان»:

 

شرق 12

تشارك مصر ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الـ77 من خلال فيلمين الأول فيلم «شرق 12» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين» وتدور أحداث الفيلم فى إطار من الكوميديا السوداء فى عالم مغلق خارج الزمن، حيث يتم تسليط الضوء على حب السلطة والسيطرة على الآخرين، وتأثير فقدان الأم منذ الصغر.

ويشارك فى بطولة فيلم «شرق 12» نخبة كبيرة من الفنانين وهم أحمد كمال، منحة البطراوى، فايزة شامة، وعمر رزيق، وسيناريو وحوار هالة القوصى ومن إخراج فاضل الجارحى.

 

رفعت عينى إلى السماء

أما الفيلم المصرى الثانى فهو «رفعت عينى إلى السماء» ويشارك ضمن مسابقة «أسبوع النقاد» والموازى للمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الأولى والثانية، وتدور أحداثه حول مجموعة من الفتيات فى صعيد مصر، حيث يتمردن على عادات القرية اللاتى يعشن فيها، وينشئن فريقاً للعروض المسرحية فى الشارع، والفيلم يسلط الضوء على بعض القضايا المهمة مثل العنف الأسرى والزواج المبكر.

فيلم رفعت عينى للسماء، وهو من الأفلام الوثائقية الطويلة، شاركت فى إنتاجه دول مختلفة وهى مصر والسعودية وقطر وفرنسا والدنمارك، والفيلم من بطولة فريق مسرح بانوراما برشا وهم: هايدى سامح، مونيكا يوسف، ماجدة مسعود، مارينا سمير، مريم نصار، ليديا هارون، ومؤسسة الفريق يوستينا سمير، ومن إخراج ندى رياض وأيمن الأمير.

 

إلى أرض مجهولة

يعتبر فيلم «إلى أرض مجهولة» أول فيلم روائى فلسطينى طويل يشارك فى مهرجان كان السينمائى 2024 فى (أسبوع المخرجين)، والفيلم للمخرج مهدى فليفل، وهو مقتبس من رواية (رجال فى الشمس) للروائى غسان كنفانى.

وتدور أحداثه حول الصديقين الفلسطينيين فاتح وشاتيلا اللذين يحاصران فى أثينا، ويحاولان الهروب إلى شمال أوروبا للحصول على حياة أفضل، لكنهما يواجهان العديد من التحديات المختلف.

 

نورة

وللمرة الأولى تشارك السعودية ضمن فعاليات المهرجان من خلال فيلم «نورة» ضمن مسابقة «نظرة ما» للمخرج السعودى توفيق الزايدى وتدور أحداثه فى إطار درامى بفترة التسعينيات بالمملكة العربية السعودية حول «نورة» التى تعيش فى إحدى القرى النائية، وتتغير حياتها عندما يصل أحد الأشخاص الذى يعيد إثارة شغفها بالفن.

فيلم «نورة» الممثل السعودى يعقوب الفرحان، الممثلة ماريا بحراوى، الممثل عبدالله السدحان، تأليف وإخراج توفيق الزايدى بالتعاون مع الممثل وكاتب السيناريو الإسكتلندى ستيفن ستراكان.

بعد الشمس

من الجزائر يشارك الفيلم الروائى القصير «بعد الشمس»، ويشارك بمسابقة «نصف شهر المخرجين» وهو إنتاج جزائرى فرنسى بلجيكى مشترك.

وتدور أحداث الفيلم حول رحلة لعائلة جزائرية من ضواحى باريس إلى مارسيليا فى أجواء تمزج فيها بين الواقع والخيال والحرية والحنين إلى الوطن.

 

القرية جوار الجنة

ومن الصومال يشارك فيلم «القرية جوار الجنة» فى مسابقة «نظرة ما»، وهو أول فيلم روائى طويل يشارك فى مهرجان كان، وتدور قصته حول عائلة صومالية تعيش فى قرية نائية، وتنقل محل إقامتها نظراً للأوضاع المضطربة فى البلاد، ويبرز الفيلم علاقة رب الأسرة بابنه فى ظل العديد من المشكلات الحياتية المختلفة.

فيلم «القرية جوار الجنة» بطولة على فرح وعناب أحمد إبراهيم، وأحمد محمود صليبان، ومدير التصوير المصرى مصطفى الكاشف، ومن إخراج المخرج الصومالى محمد الهراوى.

 

البحر البعيد 

ومن دولة المغرب يشارك فيلمان الأول فيلم «البحر البعيد» للمخرج سعيد حميش، ويشارك بطولته أيوب كريطع، جريجوار كولن، أنا موجلاليس، وهو إنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا وقطر وبلجيكا.

وتدور أحداث الفيلم عن مخاطر وأجواء الهجرة غير الشرعية من خلال قصة شاب يقرر فى تسعينيات القرن الماضى الهجرة إلى مارسيليا الفرنسية؛ ليتورط فى أعمال إجرامية حتى يتعرف على ضابط فرنسى يغير مسار رحلته.

الجميع يحب تودا

كما يشارك الفيلم المغربى «الجميع يحب تودا» للمخرج المغربى نبيل عيوش، وسيتم عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان فى فئة «كان العرض الأول».

وتدور أحداث الفيلم حول امرأة تحلم بأن تصبح «شيخة» وتؤدى عروضها كل مساء فى حانات بلدتها الريفية الصغيرة على أمل ضمان مستقبل أفضل لها ولابنها، لكن بعد تعرضها لسوء المعاملة تقرر ترك كل شىء.

مقالات مشابهة

  • وكالة مهر: الرئيس الإيراني بخير وفي طريقه مع كامل الوفد إلى مدينة تبريز
  • كل عام وانتم بخير.. رسميًا موعد عيد الأضحى المبارك 2024
  • بعد نجاح “رابونزل”.. حورية فرغلي: تمنيت أن أكون أماً
  • مصرع مواطنة بطلق ناري أثناء عبث زوجها بالسلاح في طوباس
  • مشعل: المقاومة في غزة ما زالت بخير
  • قمة عربية!
  • مشعل: المقاومة بخير وصمود غزة غيّر العالم
  • «بصمات عربية» على أرض مهرجان «كان»
  • بمشاركة عربية وأجنبية.. انطلاق بطولة العالم لبناء الأجسام في السليمانية (صور)
  • اللغة العربية فى لغات العالم الحديث