5 أسباب تدفع الرواية الفلسطينية إلى السيطرة على تيك توك
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
يتساءل العديد من متابعي منصات التواصل عن الأسباب التي جعلت منصة تيك توك تبدو منحازة بشكل كبير إلى الرواية الفلسطينية للأحداث الجارية في غزة، منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بدلاً من تلك الإسرائيلية، كما هو الحال على فيسبوك أو يوتيوب أو إكس، وغيرها من مواقع التواصل.
ودفعت هذه النظرة إلى منشورات تيك توك إلى رفع الصوت من قبل الأطراف المتطرفة والإسرائيلية في الولايات المتحدة إلى زعم أن المنصة تهدد الأمن القومي، بإدعاء أنها تنشر معلومات كاذبة عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتروج لمقاطع فيديو أمام الشباب، تؤيد "الرواية الإرهابية"، حسب وصفهم.
ويظهر من خلال مراجعة منشورات تيك توك أن المستخدمين أكثر تقبلاً للمحتوى الذي يميل إلى تأييد فلسطين، مع حصول الوسوم المتعلقة بالقضية الفلسطينية على مشاهدات أكثر من الوسوم المرتبطة بإسرائيل.
"تيك توك" تنفي اتهام #ماليزيا بحظرها للمحتوى المؤيد للفلسطينيين https://t.co/95l8mKhJRA
— 24.ae (@20fourMedia) October 27, 2023وفي تقرير لموقع "سيمافور"، بدا أن نسبة كبيرة من مستخدمي تيك توك يعبرون ببساطة عن دعمهم للقضية الفلسطينية، ولكن هناك محتوى آخر مهم يتضمن كل شيء بهذا الملف، بدءاً من التفسيرات التاريخية عن القضية، بعضها مشوه للحقائق، والبعض الآخر دقيق جداً، يتم مشاركة لقطات جوية من غزة، وهناك طبعاً الادعاءات المضللة أو المبالغ عنها بشأن التوسع الحربي، الذي بدأ في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ومقارنات بين هجوم حماس على إسرائيل وتاريخ الأخيرة في الداخل الفلسطيني.
وفي الملف عينه، هناك عوامل عدة تفسر هذه الشعبية المتزايدة للمشاعر المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل عبر تيك توك.
1 - الشعبية بين الشباب
واحدة من الأسباب الواضحة لرواج النظرة المؤيدة لفلسطين هي أن النسبة الأكبر من مستخدمي تيك توك من الشباب، وأظهرت استطلاعات الرأي أن الأجيال الشابة، على الأقل تلك المتواجدة في الولايات المتحدة، أكثر ميلاً للتعاطف مع فلسطين وانتقاد إسرائيل من الأمريكيين الأكبر سناً. من دون نسيان أن جيل "زد" يتجه بشكل متزايد إلى تيك توك للحصول على الأخبار، بحسب دراسة رويترز، من وسائل الإعلام التقليدية. كما أن تطبيق تيك توك يحظى بشعبية خاصة في العديد من البلدان، التي يميل سكانها إلى تأييد فلسطين أكثر من الولايات المتحدة، بما في ذلك إندونيسيا وتركيا.
2 - الخوارزمية الجاذبة
يقول أستاذ الاتصالات بالجامعة الأمريكية، أدريان ماساناري، إن خوارزمية تيك توك، مثل باقي منصات التواصل، قائمة على فكرة المشاركة، التي بدورها تغذي الاستقطاب، إذ أن مقاطع الفيديو المقترحة في التطبيق تعتمد بشكل كبير على سلوك المستخدم نفسه، لذا فإن إظهار الاهتمام بفيديو واحد متعلق بفلسطين يمكن أن يؤدي إلى تدفق هذا النوع المحتوى على صفحة "من أجلك"، وبالتالي يبدو أمام المستخدم كما لو أن كل المحتوى الموجود على المنصة يأتي من هذا المنظور المحدد، الأمر الذي قد يدفع بالمزيد من منشئي المحتوى إلى إبداء رأيهم عن حرب إسرائيل على حماس، من خلال المنظور الفلسطيني.
بسبب حرب #غزة.. #أوروبا تبدأ "تحقيقاً: حول 3 منصات إلكترونية بسبب المحتوى https://t.co/ndt85k6t25
— 24.ae (@20fourMedia) October 26, 20233 - الاستياء من فيسبوك وإنستغرام
يلجأ العديد من الشباب إلى تطبيق تيك توك لشعورهم بخيبة أمل من المنافذ الإعلامية التقليدية، ومنصات التواصل الاجتماعية الأخرى.
ويعتبر مستخدمو تيك توك أن التطبيق يوفر نافذة غير مراقبة بشأن قضايا متعددة، واصفين المنصة بأنها وسيلة فعالة لنشر المعلومات. وهذه النظرة تضاف إلى الانتقادات العديدة التي وجهت إلى انستغرام وفيسبوك بالأسابيع الماضية لحجبها - عن طريق الخطأ بحسب اعترافات ميتا (المالكة للمنصتين) - مواداً تتعلق بالأقصى أو فلسطين، بحجة دعم الإرهاب، مقللة ظهور المحتوى المؤيد لفلسطين، ومضيفة بشكل غير دقيق كلمة "إرهابي" إلى بعض السير الذاتية للحسابات المكتوبة باللغة العربية، أو حاجبة صفحات وحسابات عن المنصة.
إنستغرام تقول إن "خللاً غير مقصود" حجب منشورات #فلسطينhttps://t.co/wH53BKDycZ
— 24.ae | منوعات (@24Entertain) October 17, 20234 - الترويج المدفوع للمواد
أدت الحرب، كما أي حدث مشابه، إلى طوفان من المعلومات الكاذبة أو المسيئة على منصات التواصل، من جميع أطراف النزاع. ويسمح تيك توك، كما منصات أخرى، بتعزيز المنشورات في نتائج البحث مقابل بضعة دولارات، بحسب مجلة "فورتيون"، الأمر الذي يفتح طريقاً منخفض التكلفة لنشر الدعاية حول الحرب.
وذكرت تيك توك الأسبوع الماضي إنه منذ اندلاع حرب غزة وإسرائيل، أزالت المنصة أكثر من 775000 مقطع فيديو، وأغلقت أكثر من 14000 بث مباشر انتهكت إرشاداتها الخاصة بالترويج للعنف أو الإرهاب، أو خطاب الكراهية أو الأكاذيب.
تيك توك أزالت أكثر من 500000 فيديو عن أحداث فلسطينhttps://t.co/1cjOAapK1e
— 24.ae | منوعات (@24Entertain) October 15, 20235- غياب الهند
لا يمكن لأي مستخدم على منصة إكس (تويتر سابقاً) ، ألا ينتبه إلى المحتوى المناهض للرواية الفلسطينية والداعمة لإسرائيل تنتشر بقوة من خلال الحسابات المنبثقة أو المسجلة في الهند.
أما على تيك توك، فيغيب هذا المحتوى تماماً، والسبب يعود إلى أن السلطات الهندية اتخذت عام 2020 قراراً بحظر تطبيق تيك توك، من بين منصات أخرى، منذ الاشتباك العسكري مع الصين آنذاك. كما أن اليمين الهندوسي، المهيمن سياسياً في الهند، والمتحالف مع إسرائيل، كان المنضوين بداخله يضخون كميات ضخمة من المحتوى المؤيد لإسرائيل على الإنترنت، أغلبه مضخم وغير دقيق، ولكن كل ذلك غائب عن تيك توك بسبب الحجب، ما ترك فراغاً كبيراً في المنشورات لمعادلة تلك التي تدعم الرواية الفلسطينية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل فلسطين تيك توك الهند منصات التواصل أکثر من تیک توک
إقرأ أيضاً:
الغارديان: الرواية الإسرائيلية بتكذيب المجاعة في غزة تتناقض مع الأدلة الواضحة
تفتخر "إسرائيل على مدار عقود طويلة بقدرة مسؤوليها على الدفاع والإقناع في أنحاء العالم، إلا أن الحرب ضد قطاع غزة شكّلت أعظم اختبار لدبلوماسيتها العامة، كما تبيّن بوضوح في مواجهة حادة بين ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ونيك روبنسون، مقدم برنامج "توداي" الرئيسي على إذاعة "بي بي سي".
وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن مينسر شدد على أنه يتحدث باسم رئيس الوزراء، وقدم موقفًا غير متساهل مدافعًا عن الرواية الإسرائيلية، بما في ذلك اتهام حركة حماس، التي وصفها بـ"عبادة الموت الإبادي"، باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
وقال لروبنسون: "تواجه إسرائيل مفارقة أخلاقية في الوقت الحالي. لقد خلقتها حماس. لدينا فرصة لضرب كل هدف عسكري، لكن حين نفعل، نتعرض للإدانة، أو لا نضرب ونكافئ استخدام الدروع البشرية".
وأوضح التقرير أن جوهر المواجهة كان حول الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وهنا، ربما شعر بعض المستمعين بأن مينسر يحاول عمداً التعتيم على الواقع الموثق جيدًا على الأرض، لأغراض سياسية وأيديولوجية واستراتيجية.
وذكر أنه "بالتأكيد، من الصعب الدفاع عن الحجة الإسرائيلية الأساسية بأن لا وجود للجوع في غزة، وينطبق الأمر ذاته على مزاعم مينسر بأن هناك طعاما في غزة وأن الأسواق مفتوحة".
وأوضح "صحيح أن بعض الأساسيات ما زالت متاحة في القطاع، حتى بعد 11 أسبوعًا من الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل، وأن بعض الأكشاك والمتاجر لا تزال تعرض سلعًا محدودة، لكن الغالبية العظمى من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء ما يحتاجونه للبقاء، وحتى إن استطاعوا، فإن الكميات المتوفرة تكفي فقط لعدد ضئيل جدا".
وذكر أن "هناك كميات محدودة من الطحين الفاسد في الغالب، وتكلفة كيس الطحين الواحد (25 كغ) تصل إلى مئات الدولارات، في حين يصل سعر الكيلو الواحد من البطاطا أو الطماطم إلى ما بين 10 و15 دولاراً، ولا تتوفر مشتقات الألبان، واللحوم شبه معدومة، المخابز المجانية أُغلقت منذ أسابيع بسبب نفاد الوقود والطحين، والمطابخ المجتمعية التي كانت تقدم مليون وجبة يوميًا تغلق أبوابها بسرعة. أما المستودعات الرئيسية التي تديرها منظمات الإغاثة الدولية الكبرى مثل برنامج الأغذية العالمي والأونروا، فقد أصبحت شبه فارغة".
وأوضح "الكثير من الناس يعيشون الآن على البازلاء المعلبة أو الفاصوليا المجففة، التي لها مخزون محدود، ومع ذلك، هناك آلاف الأطنان من المواد الغذائية، والأدوية، والمأوى، والوقود، وكل ما هو ضروري للبقاء، جاهزة للإرسال إلى غزة، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا عندما تفتح إسرائيل المعابر التي تسيطر عليها على حدود القطاع".
وأكد أنه "صحيح، كما قال مينسر، أن كمية كبيرة من المساعدات أُدخلت وخُزنت خلال فترة الهدنة التي استمرت 10 أسابيع وبدأت منتصف كانون الثاني/ يناير، لكنها نفدت كلها – ولم تكن كافية لتعويض آثار الحرب التي دمّرت الزراعة، وإمدادات المياه، وأنظمة الصرف الصحي، والخدمات الصحية، مما جعل السكان في حالة ضعف شديد وعرضة للأمراض".
يقول عمال الإغاثة إن الأدوية الأساسية المستخدمة لعلاج سوء التغذية تخضع الآن للتقنين، والإمدادات الطبية توشك على النفاد.
وقال التحليل "ثم هناك الأدلة الواضحة في صور لأشخاص يعانون من سوء تغذية – غالبًا أطفال. وقد لمح مينسر إلى أن هذه الحالات قد لا تكون دليلاً على أن الآلاف أو عشرات الآلاف في الحالة نفسها، لكن تقريرًا صدر عن "تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل" (IPC) – وهو ائتلاف من الخبراء الذين يقدمون المشورة للأمم المتحدة والحكومات منذ عقود – أفاد بأن الفلسطينيين هناك يواجهون خطرًا حرجًا من المجاعة".
وقد وجد التصنيف، الذي يعتمد نظامًا من خمس درجات للتحذير من المجاعة، أن ما بين 1 نيسان/ أبريل و10 أيار/ مايو من هذا العام، هناك 244 ألف شخص في غزة في أسوأ وضع من حيث الأمن الغذائي: المرحلة الخامسة، "كارثة أو مجاعة". وأشار التقرير إلى "تدهور كبير" في الوضع منذ تقييمه الأخير في أكتوبر 2024.
وأنكر مينسر أن "إسرائيل" تستخدم التجويع كاستراتيجية متعمدة، متسائلًا: "لماذا، إذا كان ذلك صحيحًا، أرسلت إسرائيل مساعدات غذائية تكفي لملء ملعب ويمبلي في لندن حتى الحافة 80 مرة؟".
وأكد التحليل أن "المساعدات التي سُمح بإدخالها إلى غزة خلال معظم فترة الصراع الممتدة على 19 شهرًا، كانت غير كافية، وغير منتظمة، وخاضعة لإجراءات بيروقراطية كثيرة الانتقاد منعت دخول العديد من الشحنات وأبطأت وصول أخرى. كما كان توزيعها صعبًا بسبب الدمار الواسع والعنف المستمر".
ويجادل المسؤولون الإسرائيليون بأن حماس تسرق وتبيع المساعدات لتمويل عملياتها العسكرية وغيرها. ولذلك، يقولون، فإن تقييد المساعدات ضروري لهزيمتها.
وبدلاً من ذلك، وضعت إسرائيل خطة لتوزيع المساعدات من ستة مراكز رئيسية في جنوب غزة، يديرها مقاولون خاصون وتحميها قوات إسرائيلية.
لكن وكالات الإغاثة تقول إن لديها آليات صارمة لمنع تسرب المساعدات، وإن حماس لا تسرق شيئًا يُذكر منها، إن كان هناك أي شيء أصلاً. كما تؤكد أن الخطة الإسرائيلية الجديدة غير عملية، وغير كافية، وقد تكون خطرة، وربما غير قانونية، لأنها قد تؤدي إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين داخل غزة، وتكديسهم في مناطق أصغر وأصغر من القطاع. ولهذا السبب، تقول هذه الوكالات إنها لا تستطيع الموافقة على التعاون مع هذه الخطة.