السومرية نيوز – دوليات

خلال الأحداث التي تشهدها غزة منذ الأسابيع الماضية من عدوان نظام الاحتلال الإسرائيلي الذي تسبب في استشهاد أكثر من 8 آلاف شخص بقطاع غزة، بدأنا نشاهد العديد من التظاهرات التي تندد بوقف هذا العدوان على القطاع في الكثير من دول العالم.
خلال هذه المظاهرات ظهرت جماعة تسمى "ناطوري كارتا"، وهي حركة يهودية حريدية تأسست سنة 1935 تعارض الصهيونية وتنادي بخلع أو إنهاء سلمي للاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الأرض إلى الفلسطينيين، يصل عددهم لما يقارب 5 آلاف شخص ويتواجدون في كل من القدس ولندن ونيويورك.



ليبدأ السؤال عما هو الفرق بين كلمة يهودي وإسرائيلي وصهيوني؟

ما هي حركة "ناطوري كارتا"؟
ناطوري كارتا "Neturei Karta" والتي تعني باللغة الآرامية "حارس المدينة"، وهي تعد حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه، ولا يكون إلا بإذن من الرب، وذلك بعد أن يرجع اليهود إلى تطبيق شريعتهم التي عاقبهم الرب لمخالفتها، وشتتهم في الأمصار وبين شعوب الأرض بسبب تضييعها.

كانت جماعة ناطوري كارتا جزءاً من حزب "أغودات يسرائيل"، الذي أُنشئ في بداية القرن العشرين لمواجهة الصهيونية، ولكن بعد عام 1917، الذي أصدرت فيه الحكومة البريطانية وعد بلفور، وأعلنت إقامة حكم الانتداب البريطاني في فلسطين، دعم الحزب في البداية هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين، ولكنه مع ذلك رفض إقامة دولة يهودية.

سنة 1935 انشق جزء من حزب "أغودات يسرائيل" نتيجة تقاربه مع الحركة الصهيونية، لينشئوا فيما بعد حركة "ناطوري كارتا"، فيما استخدم هذا الاسم لأول مرة سنة 1938 وقد سعى أعضاء الجماعة لانشقاقهم عن "أغودات يسرائيل" إلى الحفاظ على النهج المعادي للصهيونية، ورفض كل أشكال الانحلال والذوبان في الفكر الصهيوني؛ لما في ذلك من مخالفة لما يؤمنون به من معتقدات وأحكام الدين اليهودي.

تأسست الجماعة في القدس على يد الحاخام "أمرام بلاو"، بعد حصولهم على قرار الفصل عن الأحياء الصهيونية في القدس من قبل حكومة الانتداب البريطاني.

وتولى بلاو قيادة الجماعة منذ إنشائها حتى وفاته 1974، وسعى مع جماعته إلى تأكيد إنكار صلاحية إسرائيل دولة قومية يهودية، كما رفضت الجماعة اعتبار الصهيونية الوكيل المزعوم لمصالح اليهود حول العالم.

اليهود بين دين ونظام الاحتلال
اليهود هم مجموعة من الناس يتبعون الدين اليهودي، فاليهودية هي أقدم الأديان التوحيدية الثلاثة الكبرى، والتي جاء بها نبي الله موسى عليه السلام، وهي ديانة وطريقة حياة الشعب اليهودي، وتستمد اليهودية شرائعها وعقائدها الأساسية من التوراة.

حسب "jewish agency" الإسرائيلي، بلغت نسبة اليهود في الأراضي المحتلة حوالي 46 في المئة من إجمالي عددهم في العالم، بزيادة قدرها نصف بالمئة مقارنة بالأرقام المعدلة سنة 2022.

وحسب نفس المصدر بلغ عدد اليهود في العالم حوالي 15.7 مليون فيما بلغ عدد اليهود في إسرائيل نحو 7.2 مليون، بينما يعيش نحو 8.5 مليون يهودي خارج الأراضي الفلسطينية منهم نحو 6.3 مليون في الولايات المتحدة، ونحو 2.2 مليون في بقية الدول.

الإسرائيليون من الماضي إلى الحاضر
عبر التاريخ كانت كلمة إسرائيليين مستخدمة على مجموعة من البشر، إلا أن المعنى اختلف مع مرور الوقت، فالإسرائيليون في الماضي كان يقصد بها مجموعة عرقية من سلالة النبي يعقوب، وكانوا يسمون بالإسرائيليين، لكن في يومنا الحالي فالإسرائيليون هم المواطنون الذين يعيشون داخل منطقة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

منذ سنة 1948 قدم العديد من اليهود الإسرائيليين إلى الأراضي الفلسطينية ليصبح عددهم خلال إحصائيات نظام الاحتلال الإسرائيلي سنة 2019 أزيد من 9 ملايين نسمة، من بين هذه النسبة قرابة 74% من اليهود و21% من الفلسطينيين الأصليين و 5% المتبقية بين المسيحيين والديانات الأخرى.

يشكل اليهود القادمون من أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق وذريتهم المولودون في إسرائيل، بمن فيهم اليهود الأشكناز، حوالي 50% من مجمل اليهود الإسرائيليين. في حين يشكل اليهود الذين جاؤوا من الدول العربية والإسلامية وذريتهم، بما في ذلك كل من اليهود المزراحيين واليهود السفارديين، معظم بقية سكان الأراضي المحتلة من قبل النظام الإسرائيلي.

معظم عرب 48 من المسلمين، يليهم المسيحيون من طوائف متنوعة إلى جانب أقلية من الموحدين الدروز.

الصهيونية وإنشاء دولة لليهود
الصهيونية هي فكر أيديولوجي وطني سياسي يدعو إلى إنشاء وطن قومي لمجموعة دينية اجتماعية. يعتبر اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل مؤسس أو "أبا" الصهيونية السياسية، تأسست هذه الحركة في أواخر القرن التاسع عشر وسط تزايد العداء للسامية في أوروبا.

واستطاعت الحركة تأمين الدعم لها من قبل الحكومات الأوروبية الغربية، وخاصة بعد أن وافق الصهاينة على إنشاء وطنهم اليهودي على أرض عربية هي أرض فلسطين التاريخية، فيما شجعت الحركة الصهيونية بشكل كبير هجرة يهود أوروبا الجماعية إلى أرض فلسطين خلال النصف الأول من القرن العشرين.

بالرغم من جهودهم الحثيثة والعداء المتزايد للسامية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن أعداد العرب أواخر الأربعينيات فاقت أعداد اليهود في فلسطين. وفي عام 1948، أعلن ديفيد بن غوريون، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية آنذاك، تأسيس دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.

أكد الصهاينة أن إسرائيل ستمثل وطناً قوميّاً آمناً لليهود، وشجعوا كل يهود العالم على الهجرة إلى هناك والحصول على الجنسية الإسرائيلية، بما يسمونه بحق العودة والذي يسمح لكل يهودي بالحصول على الجنسية الإسرائيلية فور العودة إلى الأراضي المحتلة. 

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة الیهود فی

إقرأ أيضاً:

حركات المقاومة الفلسطينية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على اليمن

قالت حركة المجاهدين الفلسطينية أنها تدين بشدة العدوان الصهيوني الجديد الذي استهدف مواقع ومنشآت مدنية في اليمن الشقيق.

أخبار العالم| نتنياهو يتجه للمضي قدما في اتفاق غزة.. وإسرائيل تشن غارات جوية مكثفة على مواقع حوثيةترامب يعلن فرض رسوم جمركية على داعمي بريكسصاروخان من اليمن نحو إسرائيل.. الدفاعات تتصدى وإنذارات في القدس والضفةالدفاعات الروسية تسقط 150 مسيرة أوكرانية في يوم واحدجيش الاحتلال الإسرائيلي يكشف تفاصيل عملية الراية السوداء ضد الحوثيين


واعتبرت ذلك امتداد للعدوان على شعبنا وأمتنا، مجددة تضامنها وقوفها مع أهلنا في الشعب اليمني المجاهد.

ذكرت :نشيد بالرد اليمني السريع والضربات اليمنية الصاروخية  التي استهدفت عمق الكيان الغاصب وأدخلت الرعب في أوساط ملايين الصهاينة وأضافت فشلاً جديدا للمنظومات الدفاعية الصهيونية.


كما ذكرت الجبهة الشعبية: ندين بأقسى العبارات العدوان الصهيوني الواسع على اليمن، والذي استهدف بنية تحتية مدنية ومحطات كهرباء وموانئ الحُديدة ورأس عيسى والصليف، في جريمة غادرة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الدموي الذي يواصل سياساته الفاشلة التي لم تُجدِ نفعاً في الماضي، ولن تحقق له أي مكاسب الآن، بل ستزيد  اليمن إصراراً على مواصلة معركة إسناد غزة.


اما لجان المقاومة في فلسطين فقالت :"ندين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي الذي استهدف عدة منشآت مدنية يمنية ونعتبره محاولة صهيونية بائسة لفرض معادلات جديدة خاصة بعد الضربات المباركة للقوات المسلحة اليمنية في قلب كيان العدو المجرم ".

أردفت "نبارك الرد اليمني بإطلاق صاروخين على مطار "بن جريون" وهو الرد الذي جاء أسرع مما يتوقع الصهاينة مما أثار الذعر والارتباك في صفوفهم ويعتبر فشلاً إستخباراتيا جديداً للمنظومة الأمنية والدفاعية الصهيونية ويثبت أن اليمن قادر وبكل قوة على رسم معادلات إستراتيجية جديدة عنوانها أنه لا عدوان على غزة واليمن دون رد وعقاب".

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: نحو 20 طائرة حربية شنت هجمات باستخدام أكثر من 50 ذخيرة، على أهداف تابعة للحوثيين في موانئ الحُديدة، رأس عيسى، الصليف، ومحطة الكهرباء.

طباعة شارك عدوان خارجي عدوان إسرائيلي اليمن بن جوريون مطار

مقالات مشابهة

  • أبو شباب يزعم ارتباطه بالسلطة الفلسطينية .. بعدما أقر بتنسيقه مع إسرائيل
  • إمارة الخليل بالميزان الإسرائيلي.. القبلية بمواجهة الوطنية الفلسطينية
  • يديعوت: هكذا يعيش اليهود في إيران.. لماذا لا يهاجرون إلى إسرائيل؟
  • نواف سلام يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية
  • عملية «الراية السوداء».. إسرائيل تهاجم الحوثيين والرد الصاروخي يضرب الأراضي الإسرائيلية
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تندد بالعدوان الصهيوني الغاشم على اليمن
  • حركات المقاومة الفلسطينية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على اليمن
  • نتنياهو قبيل مغادرته إلى واشنطن: ملتزمون بإعادة المختطفين وإنهاء قدرات حركة الفصائل الفلسطينية العسكرية
  • مكتب نتنياهو: تعديلات حركة الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل
  • إسرائيل اليوم: مواجهة غير مسبوقة بين لاعب سعودي وإسرائيلي في بطولة أوروبا للجودو