ترامب يضيّق الخناق على أسطول الظل الإيراني والعراق في قلب العاصفة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
نشر موقع "شيناري إيكونومتشي" تقريرا سلّط فيه الضوء على تشديد إدارة ترامب العقوبات على إيران عبر استهداف "أسطول الظل" وشبكات بيع النفط خارج البلاد، مما يعمّق أزمة إيران الاقتصادية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ العقوبات الأخيرة طالت أكثر من ثلاثين ناقلة وشركة وفردا، بينهم شخص يحمل الجنسيتين البريطانية والعراقية ويدير عمليات تمويه لبيع النفط الإيراني على أنه عراقي أو إماراتي.
عقوبات جديدة
وذكر الموقع أن إدارة ترامب زادت من ضغطها على النظام الإيراني بعد أسابيع قليلة فقط من استهداف المنشآت النووية الإيرانية، فقد تم تشديد ما يُعرف بعقوبات "الضغط الأقصى" التي ينتهجها ترامب، وأعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة تطال أكثر من 30 ناقلة نفط وكياناً وفرداً، أو ما يُعرف بـ"أسطول الظل".
وأوضح ترامب ومستشاروه أنه يجب على إيران أن تعود إلى طاولة المفاوضات لمناقشة مستقبلها، وإلا فلن يكون هناك حديث عن تخفيف العقوبات.
وقد صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قائلاً: "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن سلوك إيران تركها منهكة". وأضاف أن "وزارة الخزانة ستواصل استهداف مصادر دخل طهران وسوف تكثّف الضغط الاقتصادي لقطع وصول النظام إلى الموارد المالية التي تغذي أنشطته المزعزعة للاستقرار".
وفي الخميس الماضي، قال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة إن الشبكات المستهدفة تُحرّك "مليارات الدولارات" من النفط الإيراني. وتشمل تصنيفات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قائمة بشركات مرتبطة بالمواطن البريطاني العراقي سليم أحمد سعيد، المتهم بـ"بيع نفط إيراني على أنه نفط عراقي منذ عام 2020 على الأقل".
كيانات وناقلات في عدة دول
أوضح الموقع أن العقوبات تتعلق بعمليات مقرها العراق تقوم بخلط النفط الإيراني بالنفط العراقي وبيعه على أنه خام عراقي أو إماراتي، ومن بين الأهداف محطة "في إس" بميناء خور الزبير العراقي، المملوكة لسعيد.
كما أشار مكتب مراقبة الأصول الأجنبية إلى عمليات نقل من سفينة إلى أخرى حدثت بالقرب من هذه المحطة. وقد أشارت مجلة "قائمة لويدز" في وقت سابق بأن وثائق مزورة وبيانات جرى التلاعب بها تُستخدم بانتظام لإخفاء عمليات بيع النفط الإيراني.
ومن بين الكيانات الأخرى التي شملتها العقوبات، شركة ناقلات النفط "في إس إف زد إي" التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، وناقلة النفط العملاقة "في إل سي سي دجلة" التي ترفع علم جزر مارشال، بالإضافة إلى 11 ناقلة نفط أخرى تُستخدم لنقل النفط والغاز المسال الإيرانيين.
وأوضح الموقع أن بعض هذه السفن قد شارك في مبيعات لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
العراق في قلب الأزمة
لفت الموقع إلى أن تداعيات العقوبات على العراق قد تكون كبيرة، فبينما تسعى بغداد إلى مزيد من الاستثمارات والتعاون مع الغرب، قد تؤدي العقوبات الأمريكية التي تطال كيانات عراقية إلى تعطيل الاستثمارات الأجنبية في قطاعات النفط والغاز والموانئ.
كما أن بغداد بحاجة ماسة إلى مزيد من الغاز الطبيعي، ويؤدي الصراع بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي من جهة وإيران من جهة أخرى، إضافة إلى محاولة واشنطن تقليص النفوذ الإيراني في العراق، إلى تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.
واعتبر الموقع أن قبضة إيران على العراق بدأت تضعف، لكن الميليشيات الشيعية الموالية لها لا تزال نشطة. وعلى الصعيد الداخلي، تخوض الحكومة المركزية صراعا مع حكومة إقليم كردستان بشأن عقود النفط وتقاسم الإيرادات.
وقد أفادت وسائل الإعلام الكردية بوجود حالة من عدم الاستقرار، في ظل هجمات بطائرات مسيرة تستهدف مدنًا ومطارات كردية في كرميان ودهوك وأربيل وكركوك، وقد وقع العديد منها بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران.
وأشار الموقع إلى أن استراتيجية ترامب ذات وجهين: ممارسة الضغوط على طهران لدفعها إلى التفاوض، وفي الوقت نفسه جذب العراق إلى الفلك الغربي لمواجهة الدور الإقليمي المتنامي لكل من الصين وروسيا.
واختتم الموقع بأن اتخاذ تدابير أكثر صرامة تستهدف المشترين سيكون على الأرجح أكثر جدوى في محاصرة تجارة النفط الإيراني، لكن حتى الآن مازال "أسطول الظل" يواصل عملياته دون عوائق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية العقوبات إيران النفط العراقي العراق إيران النفط عقوبات صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النفط الإیرانی أسطول الظل الموقع أن
إقرأ أيضاً:
إيران حصلت منظومات دفاع جوي صينية بعد وقف إطلاق النار
قال موقع ميدل إيست آي البريطاني، إن إيران تسلمت بطاريات صواريخ صينية مضادة للطائرات، في إطار تحرك سريع من جانب طهران لإعادة بناء دفاعاتها الجوية التي دمرها الاحتلال حرب الأخيرة بين الطرفين.
وأوضح في تقرير ترجمته "عربي21" أن عمليات التسليم جاءت عقب التوصل إلى هدنة فعلية بين إيران والاحتلال في الرابع والعشرين من حزيران/يونيو، بحسب ما كشفه مسؤول عربي مطلع على معلومات استخباراتية للموقع البريطاني.
وأشار مسؤول عربي آخر، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المعلومات، إلى أن حلفاء الولايات المتحدة العرب على دراية بمساعي طهران لـ"دعم وتعزيز" منظومتها الدفاعية الجوية، وأن البيت الأبيض أبلغ بتفاصيل التقدم الإيراني في هذا الصدد.
ورغم أن المسؤولين لم يكشفوا عن عدد البطاريات أو الصواريخ التي تسلمتها إيران من الصين منذ انتهاء القتال، فإن أحدهما أوضح أن طهران تدفع مقابل تلك الأنظمة الدفاعية من خلال شحنات نفط.
وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، حيث أشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير صدر في مايو الماضي إلى أن نحو 90 في المئة من صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات تتجه إلى بكين.
وعلى مدى أعوام، واصلت الصين استيراد كميات قياسية من النفط الإيراني رغم العقوبات الأمريكية، مستخدمة دولا مثل ماليزيا كمراكز وسيطة لإخفاء مصدر النفط.
وقال المسؤول العربي الثاني: "الإيرانيون يتبعون طرقا مبتكرة في تجارتهم".
وتشير هذه الشحنات إلى تعمق العلاقة بين بكين وطهران، في وقت لاحظ فيه بعض المراقبين الغربيين أن الصين وروسيا حافظتا على مسافة من إيران خلال الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة بحسب الموقع.
وخلال الحرب، تمكن الاحتلال من فرض تفوق جوي فوق الأراضي الإيرانية، حيث دمر منصات إطلاق صواريخ باليستية واغتال عددا من الجنرالات والعلماء الإيرانيين.
ورغم هذه الخسائر، صمدت الحكومة الإيرانية وواصلت إطلاق صواريخ باليستية على الاحتلال، مستهدفة مواقع حساسة في تل أبيب وحيفا قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
يذكر أن إيران تسلمت في أواخر الثمانينات صواريخ كروز من طراز "سيلكوورم" HY-2 من الصين عبر كوريا الشمالية خلال حربها مع العراق، واستخدمتها حينها لضرب منشآت نفطية في الكويت وإصابة ناقلة نفط أمريكية خلال ما عرف بـ"حروب الناقلات".
كما أفادت تقارير عام 2010 بأن إيران تسلمت صواريخ مضادة للطائرات من طراز HQ-9 من الصين.
ويعتقد أن إيران تستخدم منظومة S-300 الروسية، القادرة على التصدي للطائرات والطائرات المسيرة، وتوفر كذلك قدرة محدودة على مواجهة بعض الصواريخ الباليستية والكروز. كما تعتمد طهران على منظومات صينية أقدم ومنصات محلية مثل سلسلة "خردَاد" و"باور-373".
وتظهر التقديرات أن قدرة هذه المنظومات على إسقاط مقاتلة "إف-35" الشبحية، التي يستخدمها الاحتلال، لا تزال محدودة.
تجدر الإشارة إلى أن الصين تبيع حاليا أنظمة الدفاع الجوي HQ-9 وHQ-16 لباكستان، في حين أفادت تقارير بأن مصر تمتلك كذلك منظومة HQ-9 الصينية.