أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال أحد كبار قادة حماس في غارة جوية على مخيم للاجئين في شمال قطاع غزة، ويقول شهود عيان إن العديد من المدنيين قتلوا.

ناقشت مذيعة CNN، باولا نيوتن، الغارة مع محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة والخبير العسكري في منظمة PAX FOR PEACE، مارك غارلاسكو، وتطرقت إلى آثارها وما إن كانت تبريرات الجيش الإسرائيلي تتماثل مع قواعد الحرب الدولية.

وتعليقًا على ذلك، قال غارلاسكو إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن هذا الحق ليس غير محدود"، مضيفًا: "عليهم أن يتبعوا قوانين الحرب".

وأكد غارلاسكو أن هناك "شيئان مختلفان عليك أن تأخذهما في الاعتبار أساسًا. الأول هو أنه عليك دائمًا التمييز بين الأهداف العسكرية والأخرى المدنية. هذا يبدو واضحا جدا. أنت تريد استهداف الجانب العسكري فقط".

وتابع بالقول: "بعد ذلك، عليك أن تفعل ذلك بشكل متناسب. هذا يعني أن أي عمل عسكري تقوم به لا يمكن أن يفوقه الإضرار بالمدنيين"، قبل أن يضيف: "لذا، عندما ننظر إلى الضربة، هناك سؤالان تطرحهما إسرائيل على نفسها، الأول، هل يمكننا استهداف هذه المنطقة المكتظة بالسكان، مخيم جباليا للاجئين... بطريقة لا تؤدي إلى نشر الضرر بشكل واسع جدًا لدرجة أنها ستطوق المدنيين؟ وأيضًا، هل يمكننا أن نصل إلى ذلك القائد البارز وهل هذا القائد مهم جدًا لدرجة أن الضرر الذي سيلحق بالمدنيين والذي ستحدثه تلك الضربة سيكون مبررًا؟ هذا هو السؤال الذي يجب على المستهدفين أن يطرحوه على أنفسهم"، حسبما قال.

وفيما يتعلق بما إن كانت إسرائيل تطرح على نفسها هذه الأسئلة، قال غارلاسكو: "أعتقد أن إسرائيل تتصرف بسرعة وتراخ مع القانون. أعتقد أن تفسيرهم للأذى الذي يلحق بالمدنيين متساهل للغاية. إذا نظرت إلى الوقت الذي كنا نستهدف فيه خلال حرب العراق في عام 2003، كان لدينا رقم. وكان هذا الرقم 30 مدنيًا يقتلون في أي ضربة كنا سنشنها ضد صدام حسين. لذا، فإن قائد الجيش والحكومة العراقية كان يستحق 30 مدنياً. وبقدر ما قد يبدو ذلك مروعًا، كانت تلك هي الحسابات التي كانت موجودة".

وأشار الخبير العسكري إلى أنه "بالنظر إلى زعيم حماس - مهما كانت أهميته، والتفكير في أنه يستحق العشرات، إن لم يكن مئات المدنيين الذين قُتلوا، لا نعرف عدد الأشخاص تعرضوا للأذى في هذا الحدث، فإن ذلك يحير العقل تمامًا ويصعب علي فهم الأمر". وأضاف: "أعتقد أننا بحاجة إلى أن نسأل الإسرائيليين: إذا كنتم ستقومون بالضربة وكان المدنيون الإسرائيليون من سيُقتلون، فهل كنتم ستضغطون على الزناد؟".

وشدد غارلاسكو على أن "الشيء الأكثر أهمية هنا هو حماية المدنيين في إسرائيل وغزة. لا أعتقد أن الحملة الحالية تحقق ذلك. ما يتعين علينا القيام به هو تهدئة الأمور والتحرك بسرعة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأمر. لكنه أمر صعب للغاية في ظل الوضع الحالي".

وأردف قائلًا: "الضرر المدني الذي تم إحداثه - من الواضح أن حماس ارتكبت جرائم حرب، فالهجمات الصاروخية على إسرائيل هي جرائم حرب. لكن لا يمكن أن يكون الرد على نحو يدفع فيه المدنيون باستمرار ثمن هذه الضربات. وأخشى أننا سنستمر في رؤية أضرار جسيمة للمدنيين".

وأنهى تعليقه بالقول: "في غضون أسابيع فقط من هذه الحرب، شهدنا سقوط قنابل في غزة أكثر مما أسقطته الولايات المتحدة في ذروة الحرب في أفغانستان في أي عام"، على حد تعبيره.

نشر الأربعاء، 01 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أعتقد أن

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تهدد بوقف تسليح إسرائيل بسبب جرائم غزة

حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من استمرار تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، إذا ثبت استخدامها في خرق القانون الإنساني الدولي، مؤكدًا أن "الدعم التاريخي لإسرائيل لا يعني الصمت على الانتهاكات".

وفي تصريحات لإذاعة "WDR" الألمانية، قال فاديفول، إن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، إلى جانب نقص الغذاء والدواء في غزة، جعلا الوضع الإنساني في القطاع "لا يُطاق"، مشيرًا إلى أنه "لا توجد أوامر جديدة لتوريد الأسلحة قيد الدراسة حالياً".

وأوضح الوزير أن دعم ألمانيا لحق إسرائيل في الوجود والأمن، ومكافحة معاداة السامية، لا يجب أن يُستخدم كغطاء لممارسات حربية قد تخرق القانون الدولي، مؤكدًا: "التزامنا التاريخي يجب ألا يُستغل في هذه الحرب، ونحن الآن في مرحلة تتطلب قرارات دقيقة".

وشدد فاديفول على أن برلين "لن تُقدم على تصدير أسلحة قد تستخدم لإلحاق مزيد من الأذى"، في إشارة ضمنية إلى إمكانية إيقاف صادرات الأسلحة التي قد تسهم في تأزيم الوضع الميداني في غزة.


تأتي هذه التصريحات عقب دعوات متزايدة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، إلى وقف صادرات السلاح إلى تل أبيب، تجنبًا لتورط محتمل في اتهامات دولية بارتكاب جرائم حرب.

وكانت منظمة "ECCHR" الحقوقية الألمانية قد رفعت في أيار / مايو الجاري دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية في برلين للمطالبة بمنع تصدير أسلحة ألمانية للاحتلال الإسرائيلي، بدعوى أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب "انتهاكات جسيمة ضد المدنيين الفلسطينيين"، في مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني.

وتعد ألمانيا من أكبر مزودي الاحتلال إسرائيلي بالسلاح بعد الولايات المتحدة، ووفقًا لتقارير صادرة عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن 30 بالمئة من واردات الاحتلال الإسرائيلي من السلاح بين 2009 و2020 كانت ألمانية، وتضمنت غواصات متطورة وزوارق حربية وصواريخ دقيقة.

وفي خضم الحرب على غزة، تكشفت معلومات تفيد بأن بعض الأسلحة الألمانية استخدمت في عمليات عسكرية أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، مما دفع ناشطين ومنظمات حقوقية إلى مطالبة الحكومة الألمانية بمراجعة التزاماتها القانونية والأخلاقية.


حتى الآن، لم تصدر الحكومة الألمانية قرارًا رسميًا بوقف صادرات السلاح، لكن تصريحات فاديفول قد تؤدي إلى مراجعة حقيقية داخل الدوائر السياسية، خاصة مع ازدياد الضغوط الدولية على الدول الداعمة عسكريًا لإسرائيل.

ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة نقاشات برلمانية حاسمة في برلين، وسط دعوات من المعارضة وجزء من الرأي العام لإعادة تقييم سياسة "الدعم غير المشروط" للاحتلال الإسرائيلي، في ضوء حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة منذ تشرين الأول / أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • ناشطون يعلقون على قصف إسرائيل طائرة كانت ستنقل حجاجا يمنيين للمناسك
  • اليوم الـ 600 من العدوان الإسرائيلي.. نداء دولي عاجل لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة
  • أولمرت .. غزة أرض فلسطينية و”إسرائيل” ترتكب جرائم حرب
  • ألمانيا تهدد بوقف تسليح إسرائيل بسبب جرائم غزة
  • أولمرت: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة
  • أولمرت : “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في غزة
  • رئيس وزراء الاحتلال الأسبق: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة
  • الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
  • نيويورك تايمز: إسرائيل قد توجه ضربة لإيران دون سابق إنذار