تأثير التفاوت فى الدخل على الاستقرار المالي
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
إن العلاقة بين عدم المساواة الاجتماعية والنمو الاقتصادى والاستقرار المالى علاقة معقدة، على الرغم من أن النمو الاقتصادى هو أحد السبل لتعزيز الدعم الاجتماعى للحفاظ على المستويات المثلى للمساواة فى الدخل، والتى يمكن تحقيقها من خلال التوزيع العادل للموارد، وتساعد العلاقة بين التفاوت فى الدخل والنمو الاقتصادى والاستقرار المالى طويل الأجل على تحقيق هدف التكامل الاجتماعى وتعزيز التنمية المستدامة، كما أن التفاوت فى الدخل يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار النظام المالى، مما يجب اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة هذا التحدى، وتوزيع الثروة والفرص بشكل أكثر عدلًا فى المجتمع، وهو يشكل تحديًا كبيرًا، لا بد من مواجهته للحفاظ على استقرار النظام المالى من خلال الحكومات التى يجب أن تتخذ إجراءات فعالة لتحقيق توزيع أكثر عدالة للدخل، بما فى ذلك تشجيع الاستثمار فى التعليم والتدريب المهنى وتنشيط النمو الاقتصادى.
هناك العديد من التفسيرات لأسباب التفاوت فى الدخل، فهناك من يرى أن العولمة والتقدم التكنولوجى ساهمت فى تفاقم المشكلة، باعتبار أن القيمة المضافة للإبداع والمهارات المتخصصة أعلى بكثير من تلك التى تنتج عن العمالة الماهرة، ويقول آخرون إن ذلك نتيجة لمنهج الرأسمالية الليبرالية التى تنحاز دائمًا للأغنياء عن باقى الفئات، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالمستوى التعليمى، والمادى، وأماكن السكن، والبيئة الاجتماعية المحيطة، والتى جميعها تؤدى إلى التهميش والإقصاء من المشاركة المجتمعية، خاصةً فى المجتمعات المنغلقة.
ومن الضرورى النظر فى مستوى التطور المالى عند تقييم تأثير عدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى، الذى يمكن أن يؤدى إلى نمو اقتصادى على المدى القصير والمتوسط فى البلدان ذات التنمية المنخفضة للأسواق المالية، ولكنه سرعان ما يختفى على المدى الطويل، ولذلك أننا نجد أن مستوى التنمية المالية لأى دولة يلعب دورًا حاسمًا فى تحديد التأثير السلبى لعدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى، كما أنه من المرجح أن تواجه البلدان التى تتمتع بمستويات عالية من التنمية المالية آثارًا سلبية لعدم المساواة فى الدخل على النمو الاقتصادى. وفى المقابل، فإن البلدان ذات مستويات التنمية المالية المنخفضة هى أقل عرضة للتعرض للآثار السلبية لعدم المساواة فى الدخل.
ويعد النمو الاقتصادى وتخفيض التفاوت فى توزيع الدخل من أهم الأهداف الاقتصادية لدول العالم، خاصةً النامية، وقد سعت دول العالم ومنها الدول العربية لوضعها أهدافا محورية فى رؤيتها للتنمية المستدامة، كما أن وضع رؤى للحد من الآثار السلبية للتفاوت فى الدخل على النمو الاقتصادى تتطلب إعادة توزيع الدخل للحد من التفاوت بين الطبقات الغنية والفقيرة، ولضمان عدم تأثيرها على النمو الاقتصادى، يجب الالتزام بالمعدلات المثلى للضرائب، واتباع سياسات ائتمانية تسهم فى توزيع الائتمان المحلى للقطاع الخاص على عدد كبير من المشروعات، مع التركيز على المشروعات الصغيرة بتقديم القروض اللازمة بمعدل فائدة متميز، وفترات أطول لسداد القروض، يصاحبها تقديم حوافز وامتيازات للمشروعات التى يسهم فيها صغار المستثمرين، للحد من أثر التفاوت فى الدخل. كما تعتبر المساواة فى التوزيع العادل للدخل إحدى القضايا الرئيسية التى تؤثر على استقرار النظام المالى لأى اقتصاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستقرار المالي النمو الاقتصادي الدعم الاجتماعى
إقرأ أيضاً:
نمو قوي للقطاع الخاص السعودي غير النفطي في يونيو
سجّل نشاط القطاع الخاص غير النفطي في السعودية قفزة قوية خلال شهر يونيو، بأعلى وتيرة توسع منذ 3 أشهر، مدفوعاً بتحسن الطلب المحلي وزيادة التوظيف، وفقاً لبيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة عن بنك الرياض، الخميس.
فقد ارتفع المؤشر المعدل موسمياً إلى 57.2 نقطة، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، مقارنة بـ55.8 نقطة في مايو، مما يعكس تسارعاً ملحوظاً في وتيرة النمو الاقتصادي خارج قطاع النفط.
وتُعد قراءة المؤشر فوق مستوى الـ50 دليلاً على توسع النشاط.
الطلب المحلي يقود الطلبيات الجديدة لأعلى مستوى في 4 أشهربحسب نتائج المسح، تسارع نمو الطلبيات الجديدة ليسجل أعلى مستوياته منذ فبراير، حيث قفز المؤشر الفرعي من 62.5 إلى 64.3 نقطة. هذا النمو القوي عزاه التقرير إلى استراتيجيات تسويقية فعالة وتحسن شهية المستهلكين المحليين.
ومع أن المبيعات الدولية شهدت بعض التحسن، إلا أن وتيرتها بقيت محدودة مقارنة بالزخم المحلي، مما يعكس استمرار الاعتماد الأكبر على السوق الداخلية.
قفزة تاريخية في التوظيف... الأسرع منذ 2011في تطور لافت، عينت شركات القطاع الخاص موظفين جدد بأسرع وتيرة منذ مايو 2011. ووسعت الشركات فرق عملها بشكل واضح لمواكبة زيادة الأعمال وتحسين كفاءة العمليات، ما يعكس تفاؤلاً ملموساً حيال المستقبل القريب.
وقال نايف الغيث، كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، إن "الشركات ربطت انتعاش النشاط بتحسن في المبيعات وبدء تنفيذ مشاريع جديدة، رغم أن نمو الإنتاج كان أكثر تواضعاً مقارنة بفترات الانتعاش السابقة".
خلفية سياقيةهذا الأداء يأتي في ظل مساعي السعودية لتعزيز مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي، ضمن رؤية المملكة 2030، حيث تركز الحكومة على تنويع مصادر النمو عبر دعم الاستثمار، وتطوير القطاعات الخدمية والصناعية.
ووفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي، يُتوقع أن يحقق الاقتصاد السعودي غير النفطي نمواً يتجاوز 4 بالمئة في 2025، بدعم من الإنفاق الحكومي المتواصل والتحول الرقمي.