إدانات دولية واسعة لاستهداف مخيم جباليا
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلةأدانت دول عدة ومنظمات دولية، بأشد العبارات استهداف الجيش الإسرائيلي لمخيم جباليا في غزة، مع تزايد الدعوات الدولية لخفض التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وأصابت ضربات جوية إسرائيلية مخيماً للاجئين الفلسطينيين مكتظاً بالسكان في قطاع غزة، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات، فيما كافح المسعفون لعلاج المصابين حتى إنهم أقاموا غرف عمليات في ممرات المستشفيات. ونددت الأمم المتحدة بالغارات التي استهدفت مخيم جباليا، وقال ستفيان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن الأخير «يشعر بالصدمة من تصاعد العنف في غزة، بما في ذلك مقتل فلسطينيين، بمن فيهم نساء وأطفال، في القصف الإسرائيلي على مناطق مأهولة في مخيم جباليا للاجئين المكتظ». وفي بيان للأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، أمس، ندّد الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بـ«هذا التصعيد الخطر، الذي راح ضحيته عدد من المدنيّين الأبرياء». ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين من العقاب الجماعي.
وأدانت المملكة العربية السعودية الهجوم بأشد العبارات، وأكدت وزارة الخارجية في بيان، رفض المملكة التام للاستهداف المتكرر لمواقع مكتظة بالمدنيين، ومواصلة انتهاك القوانين الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وذلك في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بالوقف الفوري لإطلاق النار، والهدنة الإنسانية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم الجمعة الماضية، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».
وأكدت المملكة، أن «الأوضاع الإنسانية الخطيرة الناجمة عن التصعيد المستمر لا يمكن تبريرها مطلقاً»، وأن حقن الدماء وحماية المدنيين ووقف العمليات العسكرية هي أولويات ملحّة لا يمكن قبول أي تسويف أو تعطيلٍ لها، وعدم الالتزام الفوري بها سيفضي حتماً إلى كارثة إنسانية. وأدان رئيس الوزراء الباكستاني أنوار الحق كاكر بشدة تصاعد الأعمال العدائية والعدوان ضد المدنيين في قطاع غزة. وطالب كاكر المجتمع الدولي بالتحرك الآن لإنهاء هذه المأساة.
من جهته، أفاد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أمس، بأنه «فزع» بسبب العدد الكبير من الضحايا، جراء القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين في غزة، ودعا الأطراف إلى احترام القواعد الدولية للحرب. وأضاف، في بيان على موقع إكس: «أشعر بالفزع إزاء العدد الكبير من الضحايا في أعقاب القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين».
بدوره، أكد المحلل السياسي الأردني الدكتور عامر السبايلة على ضرورة تكثيف الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة، وسط مخاوف من توسعها، لافتاً إلى أن تكثيف التواصل الدولي سيؤدي بالطبع إلى بارقة أمل باحتمالية الحصول على هدنة للإمدادات الإنسانية.
وأضاف السبايلة لـ «الاتحاد» أنه يمكن البناء على الهدنة المقترحة، وإدخال المساعدات، ثم الدفع بعملية السلام والمفاوضات وصولاً إلى وقف الحرب.
وذكر أن العالم يدرك أن الحرب في الشرق الأوسط ستضر بكل شيء، وأنه لا سبيل إلا بإرساء الاستقرار والسلام وحل الدولتين.
من جانبها، أوضحت المتخصصة في العلاقات الدولية أورنيلا سكر أنه على الرغم من أن المواقف الدولية تتأرجح بين التصعيد ومساعي وقف الحرب على غزة، إلا أن العالم بات يدرك أن القضية الفلسطينية يجب تسويتها بحل عادل للدولتين ووقف الحرب.
وأكدت أوريلا لـ «الاتحاد» أن فاتورة الحروب صعبة على الجميع، وعلى المنطقة والعالم بأسره، منوهة بأن كل دول المنطقة والعالم لا تريد الانزلاق في حرب قد تعرض كل المصالح الدولية والإقليمية للخطر.
ولفتت أورنيلا إلى أنه يجب على المجتمع الدولي التمسك بالحلول الدبلوماسية السياسية، لأنها السبيل الوحيد في العيش كمجتمعات متحضرة وتضمن رفاه الشعوب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل فلسطين قطاع غزة الجيش الإسرائيلي المجتمع الدولی فی غزة
إقرأ أيضاً:
يواصل الحرب على خان يونس وبيت حانون.. الاحتلال بين أطماع التوسع والضغوط الدولية
البلاد – غزة
في مشهد يعكس تداخل الأهداف العسكرية مع الحسابات الجيوسياسية، تدخل العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة مرحلة توصف في خطاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنها “حاسمة”، بينما يراها مراقبون محاولة مكشوفة لتحقيق أطماع توسعية تحت غطاء “القضاء على حماس”. وبينما تواصل إسرائيل حربها على خان يونس وبيت حانون، تواجه في المقابل عاصفة من الانتقادات والضغوط الدولية بسبب ما خلفته من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
التصريحات المتكررة من المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، حول “حسم المعركة” في مناطق محددة كخان يونس، تثير تساؤلات عن حقيقة الأهداف المعلنة للحرب. فبينما تزعم إسرائيل أن الهدف هو تفكيك قدرات حماس، فإن طبيعة العمليات – تدمير شامل للبنية التحتية، قصف مكثف للأحياء السكنية، إخلاء قسري للمدنيين – توحي بتكتيكات تتجاوز القضاء على “الخطر الأمني”، إلى فرض تغييرات ديموغرافية وجغرافية قد تُفسر كمحاولات لتوسيع النفوذ الميداني، أو على الأقل إعادة تشكيل الواقع في غزة بما يخدم الأجندة الإسرائيلية طويلة الأمد.
في المقابل، لم يعد بإمكان إسرائيل تجاهل موجة الانتقادات الدولية المتزايدة. المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تصف غزة بأنها “المكان الأكثر جوعاً في العالم”، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 100% من السكان مهددون بالمجاعة. كذلك، يواجه الاحتلال اتهامات بانتهاك القانون الدولي عبر استهداف منشآت طبية ومراكز إيواء، فضلاً عن قصف منازل المدنيين.
هذه الضغوط تمثل كابحًا حقيقيًا لأي طموح إسرائيلي بالتوسع أو إعادة هندسة القطاع ديموغرافيًا، كما تُقوّض محاولات تبرير العمليات تحت مظلة “مكافحة الإرهاب”، خصوصًا مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى أكثر من 54 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.
التحرك الأمريكي عبر المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، يُنظر إليه كحبل نجاة يحاول إنقاذ إسرائيل من ورطة الحرب المفتوحة، دون أن يقدم فعليًا حلاً جذريًا للقضية الفلسطينية. قبول إسرائيل المشروط، ورفض حماس لما وصفته بـ”غياب الضمانات”، يعكس أن الأطراف لا تزال تتعامل مع التهدئة كمرحلة تكتيكية، لا كمدخل لتسوية شاملة.
من جانبها، تبدو حماس قادرة على توظيف تداعيات الحرب لتعزيز موقعها السياسي، رغم الخسائر المادية الفادحة. استمرارها في طرح تحفظات على المبادرات الدولية، وإصرارها على ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار، يظهر أنها تراهن على عامل الزمن وتآكل الدعم الدولي لإسرائيل، خاصة مع اتساع التعاطف العالمي مع المدنيين الفلسطينيين.
بين أطماع التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة، وسقف المقاومة الفلسطينية المتجدد، تقف إسرائيل في موقع شديد الحرج أمام المجتمع الدولي. فالاحتلال بات محاصراً بين إصراره على “الحسم” وفق منطقه الأمني، وضغط متزايد من العالم الرافض لسياسات العقاب الجماعي. ومع استمرار النزوح، واتساع رقعة الدمار، تتقلص قدرة إسرائيل على تسويق روايتها، وتزداد الحاجة إلى حل سياسي يوقف دورة الدم ويفتح الباب لمعالجة جذرية للقضية الفلسطينية.