سودانايل:
2025-12-09@09:30:55 GMT

دارفور وكردفان…ومصير السودان؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

دارفور وكردفان كانتا وما تزالا الرافد الحيوي للحراك الوطني السوداني منذ اندلاع الثورة الوطنية الأولى، فاذا ما عطس الاقليمان أصيبت الخرطوم بالزكام وربما الكورونا، فالمراقب لحركة الفعل السياسي والعسكري في الإقليمين المثيرين للجدل، يلحظ قوة الدفع العظمى التي يتمتع بها هذان الجزءان الممتدان من جغرافيا وديموغرافيا السودان، فعند حدوث التحولات الكبرى نرى هذين الجزئين ماثلين في الأحداث الكبرى المحددة لاتجاهات بوصلة الوطن الأم، ويأتي دورهما التاريخي في كونهما يعتبران المخزون الأول للمورد البشري والاقتصادي بالنسبة للدولة، فكان لهذين العاملين التأثير الفاعل في حسم المعارك التي تدور بين المتنافسين على السلطة المركزية، سواء كانت المنافسة الشريفة (الديمقراطية)، أو غير ذلك ( القاعدة العسكرية)، وللأسف تعاملت النخبة والصفوة الحاكمة بعد الاستقلال مع هذا المحزون البشري والمادي باستغلالية وانتهازية مشهودة، فلم يصحو ضمير النخبة لتعير بالاً للجوانب التنموية الريفية، وجعلت الاقليمين مجرد حدائق وزرائب خلفية تؤمن الغذاء ومردودات التجارة، لحفنة من الأفندية امتصوا طاقات شباب الريف لسنوات تجاوزت الستين، وحصروا المنفعة الاقتصادية في مركز البلاد ما أدى إلى الهجرات الجماعية للعاصمة وعواصم أقاليم أواسط السودان، ولم يدر بخلد المترفين أن التنمية المتوازنة هي أساس الاستقرار السياسي والاجتماعي.


ما أضر باستقرار المجتمعات السودانية هو استمراء النخب السياسية لممارسة سياسة فرق تسد الاستعمارية، فجعلوا من الصراع السياسي مدخلاً للحروب الأهلية، حيث أدى التضييق السياسي والديني بسكان جنوب السودان للاكتواء بنار الحرب منذ ما قبل الاستقلال منتصف القرن الفائت، وحتى مدخل الألفية الثالثة، الحرب التي استنزفت الموردين البشري والاقتصادي، وفي نهاية المطاف أجبرت الجنوب الحبيب على الذهاب لحال سبيله، فلم تتعظ الصفوة من خطيئة فصل الوطن، وتمادت في إحداث الفوضى الدستورية والعشوائية الإدارية، فتمددت رقعة الحرب الى اقاليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق، ومثلما فعل جهاز الدولة المتحكم عليه بأقلية لا تتجاوز أصابع اليدين والقدمين، لم يتورع دهاقنة الحكم المركزي الباطش من الاستمرار في شن الغارات الجوية، على القرى والسكان الريفيين بهذه الأقاليم، إلى أن جاء القرار الجمعي للشعوب السودانية في ديسمبر الشهير، فانحنت الصفوة لعبور عواصف وأعاصير التسونامي الديسمبري، ثم اجهزت على جنين الثورة الوليد بعد حين، لكن إرادة الريفيين لا تقهر، فما فتئوا أن انقضّوا على الصفوة منتصف ابريل من العام الحالي، حينما أخذ التجبر والتكبر مأخذاً من النخبة، فقررت إبادة الريفيين إبادة لا إنسانية عنيفة وبشعة، بالتآمر مع بعض الدوائر الإقليمية لحرق القوة العسكرية للريفيين التي أعانت ذات النخبة في يوم ما على الثبات على الكرسي.
من سوء حظ الصفوة القليلة العدد أنها لم تقرأ تاريخ الإقليمين، الذين ينحدر منهما الريفيون المدججون بالسلاح تحت راية حماية الوطن، ولم تستفد الصفوة من دروس الثورة الأولى التي انطلقت من جبل قدير، فوقعت في شر أعمالها، وانقلب السحر عليها، وحدث ما حدث، لم يستطع غرور المنظرين الكبار للمعتدين المختطفين لقرار المؤسسة العسكرية، أن يكبح جماح المنحدرين من أصلاب أبطال الثورة الأولى، فأعاد التاريخ معارك شيكان والجزيرة أبا وفتح الخرطوم، مع اختلاف طفيف بين أعداء اليوم وأغراب الأمس، فاليوم يقاتل الوطنيون الأحرار عملاء المستعمر الأول الذي قضى على الثورة والدولة الأولى، وكذلك اليوم يتحصن العملاء بقلاع الجهوية والكراهية الصارخة، في سبيل دحر من أطلقوا عليهم العابرين للحدود الغربية، إمعاناً من الصفوة في حفر وتعميق المزيد من الجراح بين شعوب الوطن الإفريقي الواحد، لم يتخلص الصفويون من عقدة المستعمر، فتماهوا مع سلوكه وتبنوا لؤمه وخبثه، فكرّسوا للفصام المجتمعي ومازالوا، بين المكونات السكانية التي جمعتها الممالك القديمة والسلطنات العريقة المتجاورة والمتعاونة في السراء والضراء، وكما قاد اقليما دارفور وكردفان ثورة التحرير الأولى، ها هما الآن يقدمان الأنموذج السابق فداءً لضحايا جيش دويلة الصفوة الذي أسسه المستعمر، وبشريات النصر قد رفعت راياتها في مدن كردفان ودارفور، إيذاناً بانطلاقة ثورة التحرير الثانية، ومن جبل قدير أيضاً.

إسماعيل عبدالله
2نوفمبر2023
[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دارفور وکردفان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوري يهتف لغزة خلال عرض عسكري بذكرى انتصار الثورة (شاهد)

هتف الجيش السوري الجديد لقطاع غزة  الفلسطيني خلال الاستعراض الذي نُظم في عدة محافظات احتفالا بالذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية وسقوط نظام الأسد.

وردد الجنود السوريون "غزة شعار.. نصر وثبات، ليل ونهار" و "طالعلك يا عدوي طالع، طالعلك من جبل النار".

خلال المسير العسكري في دمشق اليوم، هتافات الجنود لغزة ???? pic.twitter.com/ZTjHgVnEBJ — ???? Nour Antar (@nourrantar) December 8, 2025

وشهدت مختلف المدن السورية احتفالات واسعة بالذكرى الأولى لسقوط الأسد شملت استعراضات عسكرية لوزارة الدفاع أبرزها التي جرت في أوستراد المزة بدمشق حيث حضر الرئيس السوري أحمد الشرع.

"غزة شعار… قصف ودمار"
هتافات يردّدها الجيش السوري خلال مسير عسكري في شوارع دمشق، تزامنًا مع إحياء الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الطاغية بشار الأسد. pic.twitter.com/P5ObxN7gvO — بلال نزار ريان (@BelalNezar) December 8, 2025

من هتافات الجيش العربي السوري في مسير عسكري في دمشق بمناسبة ذكرى التحرير الأولى:

غزة، غزة، غزة شعار، نصر وثبات، ليل ونهار
طالعلك يا عدوي طالع، طالعلك من جبل النار
اعملك من دمي ذخيرة، واعمل من دمك أنهار pic.twitter.com/ENfJxCl6cO — مُضَر | Modar (@ivarmm) December 8, 2025

وقال الشرع إنه تم "وضع رؤية واضحة لسوريا كدولة قوية تنتمي لماضيها التليد ومستقبلها الواعد"، مشددا على التزامه بالعدالة الانتقالية.

وأضاف الشرع في خطاب بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد أن"حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء في تاريخنا"، مبينا أن السوريين فقدوا الشام درة الشرق لأكثر من 5 عقود، من قِبل من حاول سلخها عن عمقها التاريخي.

وفي حين بارك الشرع للسوريين جميعا "ذكرى التحرير من الطغيان والاستبداد وعودة الوطن إلى أهله شامخا حرا عزيزا"، فقد أعلن عن "قطيعة تاريخية مع موروث النظام البائد ومفارقة دائمة لحقبة الاستبداد إلى فجر جديد قوامه العدل والإحسان والمواطنة والعيش المشترك".

ولفت الشرع إلى أن النظام المخلوع عمد إلى زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب السوري، وصنع حاجزا بين السلطة والشعب.



كما اتهم الشرع النظام السابق بالإمعان في إفقار الشعب وتجهيله وحرمانه من حقوقه، "حتى باتت الكلمة جريمة والإبداع وصمة عار وحب الوطن تهمة وخيانة"، موضحا أن "عقد المواطنة تحول إلى صك عبودية" على يد ذاك النظام.

وأشار إلى أن حكومته تخطو خطوات لبناء سوريا جديدة، لافتا إلى أن "نهاية معركتنا مع النظام البائد هي بداية لمعركة الجد والاجتهاد".

وشدد الشرع على التزامه بالعدالة الانتقالية لضمان محاسبة كل من انتهك القانون وارتكب جرائم بحق الشعب السوري مع الحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدالة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
  • الجيش السوري يهتف لغزة خلال عرض عسكري بذكرى انتصار الثورة (شاهد)
  • معارك ضارية في منطقة كردفان "الاستراتيجية".. ماذا يحدث في السودان؟
  • أجاك الدور يا دكتور.. الجزيرة نت ترافق من خط شعارات الثورة الأولى بدرعا
  • الكيان الصهيوني ومشروع تقسيم السودان
  • شاهد.. الفنانة هدى عربي تعلن عن مفاجأة سارة للجمهور: إنطلاق تسجيل حلقات البرنامج الرمضاني الأشهر في السودان “أغاني وأغاني” من هذا البلد (….) وموعودين بموسم رهيب على ضمانتي
  • أمريكا كانت تعرف، فلماذا سمحت بذبح السودانيين؟
  • مسعد بولس يدين هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف شحنة مواد غذائية في دارفور
  • وزير بحكومة إقليم دارفور: كارثة إنسانية تتفاقم في الفاشر وكردفان مع تمدد الدعم السريع
  • وزير إعلام دارفور: اعتداءات ميليشيات الدعم السريع تفاقم الكارثة الإنسانية وتُرهب المدنيين في غرب السودان