الجوع ونقص الغذاء يقضي على 239 طفلا سودانيا هذا العام في الفاشر
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
كشفت شبكة أطباء السودان، الأحد، عن وفاة 239 طفلاً في مدينة الفاشر غرب البلاد، منذ مطلع العام الجاري، جراء سوء التغذية الحاد والنقص الحاد في الأدوية، وسط حصار خانق تفرضه قوات "الدعم السريع" على المدينة، التي تمثل مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وقالت الشبكة، وهي هيئة طبية مستقلة، في بيان اطلعت عليه "عربي21"، إن فريقها وثق هذه الوفيات بين شهري كانون الثاني/يناير الماضي٬ حزيران/يونيو الجاري"٬ محذرة من تفاقم الأزمة نتيجة الهجمات المتكررة على مستودعات تغذية الأطفال، وتزايد حالات الجوع والعجز عن توفير الرعاية الصحية.
وأكدت الشبكة أن "ما تبقى من المدنيين في الفاشر، وخاصة الأطفال، يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل القصف والحصار المستمر"، مشيرة إلى غياب الاستجابة الدولية الكافية على الرغم من النداءات المتكررة.
شبكة أطباء السودان: وفاة 239 طفلا بسبب سوء التغذية بالفاشر والشبكة تطلق نداء عاجل لإنقاذ أطفال دارفور
تمكن الفريق الطبي لشبكة أطباء السودان من حصر عدد 239 طفلا ماتو بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والدواء بولاية شمال دارفور خلال الفترة من يناير الماضي وحتى يونيو بسبب تزايد حالات… pic.twitter.com/hztuIn945t — Sudan Doctors Network - شبكة أطباء السودان (@SDN154) June 29, 2025
نداء عاجل وسط تجاهل دولي
وأطلقت الشبكة الطبية نداء استغاثة عاجلاً لإنقاذ السكان، قائلة إن المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام تشهد انهياراً كاملاً في البنية الغذائية والصحية، في ظل انعدام المواد الأساسية وارتفاع جنوني في الأسعار، بينما يبقى العالم صامتاً أمام ما وصفته بـ"مأساة دارفور المستمرة".
وتشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اشتباكات عنيفة منذ العاشر من أيار/مايو 2024 بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من تبعات المعارك في واحدة من آخر المدن الكبرى التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور.
#ادعموا_المطابخ
غرفة طوارئ القطاع الجنوبي- الفاشر:
مشروع المطابخ الجماعية لنازحي الفاشر و زمزم بطويلة pic.twitter.com/q6b93Ypunh — hala haya 5 (@NidalSaad4) June 28, 2025
هدنة إنسانية بانتظار التنفيذ
وفي محاولة للحد من الكارثة، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الجمعة الماضية، الموافقة على هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام في الفاشر، بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
لكن وحتى اللحظة، لم تعلن قوات "الدعم السريع" رسمياً التزامها بالهدنة، رغم تقارير صحفية أشارت إلى ترحيب ضمني من بعض قياداتها، ما يثير مخاوف من فشل الاتفاق في ظل انعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة.
في وقت سابق٬ أدان كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "يونيسف"، في بيان مشترك، هجوماً مسلحاً استهدف قافلة مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى الفاشر عبر مدينة الكومة بولاية شمال دارفور.
وأوضح البيان أن الهجوم، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة آخرين، إضافة إلى إحراق عدد من الشاحنات وتضرر مساعدات حيوية كانت مخصصة للأطفال والمحتاجين في المدينة المحاصرة.
وشدد البيان على أن "مسار القافلة كان معروفاً مسبقاً، وتم التنسيق مع جميع الأطراف لإبلاغهم بتحركاتها"، لافتاً إلى أن "استهداف قوافل الإغاثة يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، ويهدد حياة ملايين المدنيين".
خطر المجاعة يلوح في الأفق
حذرت المنظمتان الأمميتان من أن مئات الآلاف من السكان، بينهم عدد هائل من الأطفال، باتوا مهددين بالموت جوعاً إذا لم تصل إليهم الإمدادات في أقرب وقت، مؤكدتين أن الوضع في الفاشر يتطلب "استجابة عاجلة وفعالة، ووقفاً فورياً للهجمات على العاملين في المجال الإنساني".
وطالبتا أطراف النزاع بـ"تسهيل وصول القوافل وتوفير الممرات الآمنة لها"، داعيتين المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإنقاذ الأرواح، ووقف الكارثة الإنسانية التي تتكشف فصولها يومياً في دارفور.
وتأتي هذه التطورات في ظل حرب دامية دخلت عامها الثاني، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023.
ووفق إحصاءات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فقد قُتل أكثر من 20 ألف شخص، فيما تشير دراسة أكاديمية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 130 ألف قتيل.
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص داخلياً وخارجياً، وتدمير واسع للبنية التحتية، وتفشي المجاعة والأمراض، وسط عجز أممي عن احتواء الكارثة، وتراجع في تمويل المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفاشر دارفور الأطفال المجاعة أطفال دارفور مجاعة السوادن الفاشر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أطباء السودان الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية.. والفاشر تنتظر انفراجة وسط أهوال الحرب المستمرة
أعلنت شبكة أطباء السودان، مقتل 13 مدنياً بينهم 3 أطفال، وإصابة 21 آخرين جراء قصف مدفعي متعمد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان.
وأدانت الشبكة في بيان صحفي استهداف الأسواق ومناطق تجمع المدنيين بالقصف، واعتبرت أن الحصار المستمر على المدينة يستهدف بشكل مباشر الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن، في تحدٍ واضح لكل القرارات الدولية الداعية إلى وقف التصعيد وفك الحصار.
كما طالبت الشبكة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بتنفيذ مقترح الهدنة الإنسانية الذي اقترحته الأمم المتحدة لمدة أسبوع.
وفي سياق متصل، أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن المدينة شهدت صباح اليوم انفجارات وقصفاً مدفعياً عنيفاً هز الأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى المدنيين بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقل بعضهم إلى المستشفى الرئيسي وسط نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية.
وتزامن القصف مع اتصال هاتفي بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث وافق الأخير على مقترح بهدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر.
السودان: البرهان يوافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر استجابة لدعوة غوتيريش
وافق رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، على إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك استجابة لدعوة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” أن غوتيريش دعا خلال اتصال هاتفي مع البرهان إلى إعلان الهدنة الإنسانية في الفاشر لدعم جهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول المساعدات الإغاثية إلى آلاف المواطنين المحاصرين في المدينة.
من جانبه، أكد البرهان على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف التصعيد وفك الحصار، مشدداً على أهمية تنفيذ هذه القرارات بشكل فعلي.
كما أعرب غوتيريش عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لهذه الخطوة في سبيل إكمال عملية الانتقال المدني في السودان.
وفي السياق ذاته، شدد البرهان خلال الاتصال على الجدية في تشكيل حكومة مستقلة تتمتع بكامل الصلاحيات لتولي أعباء الجهاز التنفيذي، معززة بذلك جهود الاستقرار السياسي في البلاد.
هذا وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً خانقاً على مدينة الفاشر منذ مايو 2024، وسط اشتباكات متبادلة مع الجيش السوداني، الذي لا يزال يسيطر على المدينة بدعم من حركات دارفورية مسلحة، أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم، اللتان وقعتا مع الحكومة اتفاق “سلام جوبا” في 2020.
وتقع الفاشر على بعد 802 كيلومتراً غرب العاصمة الخرطوم، وتضم نحو 1.5 مليون نسمة، من بينهم 800 ألف نازح من مناطق أخرى في شمال دارفور، نتيجة النزاع المسلح في إقليم دارفور الممتد منذ 2003. وتضم المدينة ثلاثة معسكرات للنازحين هي أبوشوك، زمزم، والسلام.
يذكر أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت منتصف أبريل 2023، خلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخل وخارج السودان.
اكتشاف مقابر جماعية في ود مدني واتهامات لقوات الدعم السريع بجرائم قتل
عثرت شرطة ولاية الجزيرة وسط السودان على مقابر جماعية في عدة مواقع بمدينة ود مدني قرب السجن القومي، بعد تكثيف عمليات البحث. وأظهرت التحقيقات أن القبور كانت بطريقة دفن غير لائقة، ما استدعى نقل الرفات قبل هطول الأمطار التي قد تؤدي إلى جرفها، مما يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا كبيرًا.
وأعلنت السلطات العدلية بدء تحديد هويات الضحايا عبر الفحوصات الطبية، وتسجيل بلاغات جنائية ضد قوات الدعم السريع التي تتهمها شرطة الولاية بقتل ودفن عدد كبير من المدنيين لإخفاء الجريمة.
وتشارك في التحقيقات جهات أمنية وصحية متعددة، وسط استمرار عمليات التفتيش وسط مخاوف العثور على مزيد من الضحايا.