لبنان ٢٤:
2025-05-21@17:56:17 GMT

بلبلة في بصرما... ماذا وراء مشروع دير سيدة النجاة؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

بلبلة في بصرما... ماذا وراء مشروع دير سيدة النجاة؟

كتبت نوال نصر في" نداء الوطن": راهن كثيرون في بصرما الكورانية على أن الشجرة لا تقع من أوّل ضربة فأس، وواجهوا «معركة الزيتون» في بلدتهم بتلاوة الأبانا والسلام. صلّوا كثيراً. الصلاة نور. إنها سلاح عظيم كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم. هي قويّة للغاية. صلّوا لتزول الحروب ويحلّ السلام وتعمر البيوت و»الزيت عمود البيت».

أتى أيلول ولحقه تشرين وفي تشرين ينضج الزيتون والزيت. لكن، في بصرما اليوم نضج مشروع آخر يقضي باقتلاع 3500 شجرة زيتون ضمن أملاك دير سيدة النجاة وإنشاء مدينة صناعية مكانها. في بصرما اليوم انطلق المشروع الذي يعترض عليه سكان البلدة. إنطلق غصباً عنهم بعقد موقع بين رئيس الدير السابق الأب باخوس طنوس ومؤسسة work smart association لصاحبها طوني سليمان فرنجية. فهل الزيت ضاع في العجين؟
الإتفاق عقد قبل ستة أعوام، وتحديداً في العام 2017. والأعمال انطلقت قبل أشهر. يومها سألنا طوني فرنجية عنها فقال: «نحن لا ولن نقطع أي شجرة زيتون بل أبلغنا الآباء عن استعدادنا، على نفقتنا، لنقل أشجار الزيتون الى بقعة أخرى لتعيش في أرض جديدة لكن، ما حصل أنّ هناك من تعامل بقسوة مع الشجر واقتطع أشجاراً ولسنا نحن من فعل ذلك». جمعية work smart association يومها أوقفت العمل وفي أواخر تشرين الأول عادت ووضعت إشارات تنذر بأن أوان بدء تغيير طبيعة تصنيف الأرض من زراعية الى صناعية قد آن. الإتفاق ينصّ على إنشاء منطقة صناعية «نموذجية» في الأرض التي كانت مصنّفة زراعية. هو مشروع هدفه، بحسب الجمعية، تشجيع صغار المستثمرين وفتح آفاق أمام الشباب طالبي العمل. من حيث الشكل، المشروع جيّد لكن، هل هو كذلك في الواقع؟ في بصرما كثير من الوجع لأن المشروع الهادف شكلاً يقضي واقعياً على ثروةٍ بيئية وعلى أشجار معمّرة مباركة زرعها آباء، جذورها في الأرض وجذوعها تمتدّ الى السماء.

ما رأي رئيس دير سيدة النجاة- بصرما الأب طوني حدشيتي؟
ينفي الأب حدشيتي أن يكون المشروع قد انطلق. لكن، ماذا عن تخطيط الأرض والأعمال الهندسية التخطيطية التي انطلقت؟ يجيب «المشروع أعدّ قبل مجيئي بكثير والرهبنة اللبنانية المارونية وروما وافقتا عليه. وأنا لست المرجعية المعنية بإقراره. ولا أعتقد هناك لزوم للكلام عليه» ويستطرد بسؤال: من حدثك عنه؟ أجبته: هو صوت أهالي بصرما؟ أجاب: «الأهالي موافقون على المشروع». وكيف يعلم ذلك وهم رفعوا الصوت؟ يجيب: «لست المرجع الصالح للكلام فيه».
يبدو أن الموضوع الشائك يأخذ مداه في ظلّ رفض من محيطه بتنفيذه وإصرار من وقّعوا عليه على المضي قدماً به. في هذا الإطار حكي أن من يعترضون أخذوا نفساً حين صدر تعميم صادر عن السفارة البابوية في 16 آذار 2023 (مستند رقم 8)، موقّع من السفير البابوي باولو بورجيا، اعتبر أن كل الأذونات الصادرة قبل الأول من كانون الثاني 2021 ملغاة إذا لم تكن قد نفذت قبل التاريخ المذكور. ويومها ظنّ المعترضون أن هذا التعميم سيشمل هذا المشروع أيضاً كونه أعطي الإذن له في 25 تشرين الأول 2019 من قبل السفير البابوي جوزاف سبيتري، خصوصاً أنه لم يكن قد بدأ العمل به إلا عام 2023 بحفرِ بئر إرتوازية في شهر أيار. واللافت أن لا أحد تأكد حتى هذه اللحظة ما إذا كان المشروع مشمولاً بالتعميم البابوي أم لا. لا، لا أحد يريد اتهام أحد جهاراً، لكن، الأكيد أن خطأ حصل في مكانٍ ما ورسم سؤالاً بارزاً: لماذا الإصرار على إقامة منطقة صناعية في أرضٍ زراعية، مليئة بأشجار الزيتون المباركة، في وقت هناك عقارات لا تعدّ ولا تحصى «سليخ»؟ وإذا صدق أن هناك تضليلاً فمن وراءه؟ نترك بصرما في همِّها في زمنٍ تبحث فيه عن سلامٍ رافعة غصن زيتون.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من تشرين إلى اليوم: تصريف الأعمال كسيف سياسي في العراق

21 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يقترب موعد الانتخابات في العراق، ويبرز مصطلح “حكومة تصريف الأعمال” كسلاح سياسي تلوح به أطراف معارضة لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، وسط جدل حول صلاحياتها ومدى تأثيرها على المشهد السياسي.

وتكتسب هذه التسمية زخماً مع اقتراب استحقاقات انتخابية مرتقبة، حيث يرى البعض أنها أداة لتقييد الحكومة الحالية وإضعاف نفوذها في ظل تنافس سياسي محموم.

ويقتصر دور حكومة تصريف الأعمال، وفق الدستور العراقي، على إدارة الشؤون اليومية الضرورية خلال الفترات الانتقالية، كما بين الخبير القانوني علي التميمي، حيث لا تملك صلاحيات اتخاذ قرارات مصيرية مثل تعديل الدستور أو إبرام اتفاقيات دولية. ويحدد الدستور مدة عملها بثلاثين يوماً، وفق المادتين 61 و64، وهي مدة تتماشى مع دساتير دول مثل ألمانيا وجنوب إفريقيا، لضمان استمرارية المرافق العامة دون توقف. وتشير التجارب العالمية إلى أن هذه الحكومات تُشكل لضرورات إدارية، لكنها تبقى تحت رقابة قضائية صارمة.

وتابع اما الرقابة على حكومة تصريف الأعمال اليومية فيكون من القضاء الإداري او المحكمة الاتحادية من حيث يمكن الطعن بقراراتها امامهم .. ويسمى الطعن الضيق.

واكد انه لا يحق لحكومة تصريف الأعمال اليومية ان تقترح تعديل الدستور أو تشريع القوانين ولا عقد الاتفاقيات أو الدخول فيها ولا حتى العقود مع الدول أو التعيين للدرجات الخاصة أو.باختصار كل عمل يحتاج لرقابة البرلمان .فهي حكومة منتهية اصلا ..بانتهاء البرلمان الذي جاءت منه .

وبين:.مايحق لها من اعمال مثلا توقيع العقود بين الوزارات سحب مبلغ لصرف الرواتب ..لهذا مداها شهر واحد فقط .. او لحين تشكيل الحكومة الجديدة.

واستطرد: وقد تساءل حكومة تصريف الأعمال إذا تجاوزت حدود عملها من القضاء أو البرلمان الحالي وفق المواد ٣٢٩ و٢٤٠ من قانون العقوبات.

واختتم: .ويمكن للحكومة الجديدة الغاء قرارات حكومة تصريف الأمور اليومية ..كما حصل لحكومة عبد المهدي التي ألغت قرارات حكومة العبادي اثناء تصريف الأمور اليومية.

ويشهد العراق تاريخاً حافلاً بتجارب مشابهة، ففي عام 2019، اضطرت حكومة عادل عبد المهدي للاستقالة إثر احتجاجات “تشرين”، وتحولت إلى حكومة تصريف أعمال حتى تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي في مايو 2020. وأثارت قراراتها خلال تلك الفترة جدلاً، حيث ألغت الحكومة اللاحقة بعض قراراتها لتجاوزها الصلاحيات. وتكرر السيناريو عام 2014، عندما أدارت حكومة نوري المالكي شؤون البلاد انتقالياً، وسط انتقادات بتجاوز الخطوط الحمراء دستورياً.

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إشتباكات في الضاحية.. ماذا يجري هناك؟
  • من تشرين إلى اليوم: تصريف الأعمال كسيف سياسي في العراق
  • يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟
  • مشاريع التخرج قادرة على إحداث نهضة صناعية إذا وجدت الدعم
  • ماذا يعرف العرب عن مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • النجاة المستحيلة في غزة.. النزوح عبء إضافي على المنهكين
  • ماذا وراء التزكية في الجنوب؟
  • خيبة 17 تشرين.. بيروت تُعيد الأحزاب الى الواجهة
  • تفصيل حكومي لخطوط مشروع مترو بغداد
  • بحضور كريم عبد العزيز.. أبطال فيلم المشروع X فى العرض الخاص للفيلم