فورين بوليسي: بوادر معارضة عاصفة داخل الخارجية الأميركية بسبب غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
حذرت مجلة فورين بوليسي من أن نُذر عاصفة قادمة تتجمع في سماء وزارة الخارجية الأميركية، حيث أبدى العديد من الدبلوماسيين غضبهم وصدمتهم ويأسهم مما اعتبروه "شيكا على بياض" منحته الولايات المتحدة لإسرائيل لكي تشن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة بتكلفة إنسانية باهظة يدفعها المدنيون الفلسطينيون في القطاع المحاصر.
وقالت المجلة في تقرير لها إن هذا الغضب تحول إلى "موجة معارضة عارمة" لنهج الرئيس جو بايدن إزاء الحرب وسط مسؤولي الأمن القومي، مما وضع إدارته في موقف دفاعي داخليا وخارجيا.
يأتي ذلك بينما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتنقل بين عواصم الشرق الأوسط في مسعى لمعالجة الأزمة الطاحنة في المنطقة التي أججتها الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
محاولة احتواء
وكان بلينكن قد وجه رسالة "مطولة" في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أعضاء السلك الدبلوماسي في وزارته خلال إحدى رحلاته تلك تحدث فيها عن مدى "صعوبة" الأزمة الحالية بالنسبة لهم، وكرر فيها مطالباته هو والرئيس بايدن لإسرائيل باحترام "سيادة القانون والمعايير الإنسانية الدولية"، مع دعم حقها في الدفاع عن نفسها في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكتب في الرسالة -التي قالت مجلة فورين بوليسي إنها حصلت على نسخة منها- ""دعونا نتأكد أيضا من الحفاظ على مساحة النقاش والمعارضة وتوسيعها مما يجعل سياساتنا ومؤسستنا أفضل".
وتزامنت تلك الاعتراضات المتصاعدة داخل وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والأجهزة الأميركية الأخرى، مع ردود فعل غاضبة خارج واشنطن وبين الديمقراطيين التقدميين والناخبين الأميركيين العرب من سياسات بايدن.
هبوط سريع
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن نحو 59% من الأميركيين كانوا قد دعموا بايدن في عام 2020، لكن تأييدهم له في السباق الرئاسي لعام 2024 انخفض إلى 17%، وفقا لاستطلاع حديث للرأي.
وفي واشنطن، يشكل تصاعد المعارضة الداخلية أحد أكبر التحديات التي تواجه فترة بلينكن في وزارة الخارجية حتى الآن، حسبما يؤكد بعض المسؤولين الحاليين والسابقين.
وذكرت فورين بوليسي أن نهج إدارة بايدن في ظل ارتفاع الخسائر البشرية الناجمة عن الضربات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تغيرت، وحثت إسرائيل علانية وسرا على اتخاذ المزيد من الخطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية وإعادة المياه والوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة.
مذبحة
وطبقا للمجلة، يجمع العديد من المسؤولين على أن مشاهد "المذبحة" في غزة والتحذيرات الشديدة من منظمات الإغاثة، فضلا عن احتجاجات القوى الإقليمية الأخرى، بدأت بإحداث تغيير في السياسة الأميركية على الهامش وعلى أولويات إنسانية محدودة.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين القول بصعوبة تحديد إلى أي مدى ساعدت ردود الفعل العنيفة بين الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين -إن وجدت- في صياغة هذا التغيير في اللهجة.
لكن المعارضة لا تزال تغلي وستختبر رد إدارة بايدن على المزيد من التقلبات في الصراع، الذي يتجلى في المزيد من الاعتراضات الداخلية من صناع السياسات على كل المستويات في الأسابيع المقبلة، التي يمكن أن تغير حسابات الدولة الوحيدة التي لا يزال بإمكانها تخفيف نهج إسرائيل في الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يطالب إسرائيل بالدخول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
آخر تحديث: 24 ماي 2025 - 11:47 ص بغداد/شبكة أخبار العراق- أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن توفير الأمم المتحدة وشركائها خطة لآلية متكاملة من خمس مراحل مستندة على دعم من الدول الأعضاء وتهدف إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المحتاجين في غزة.ونوه إلى أن آلية هذه الخطة تشمل ضمان إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك إجراءات فحص ومسح المساعدات عند المعابر، ونقل المساعدات من المعابر إلى المرافق الإنسانية، والتجهيز الكامل لهذه المساعدات للتوزيع اللاحق، ومن ثم نقلها إلى المحتاجين.وقال الأمين العام في مؤتمر صحفي عقده أمام مقر مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة في نيويورك مساء أمس الجمعة : “الفلسطينيون في غزة يعانون أقسى مراحل الصراع الوحشي الذي يتعرضون له”.ولفت إلى أنه لنحو 80 يومًا، منعت إسرائيل دخول المساعدات الدولية المنقذة للحياة إلى غزة، مما عرض جميع سكانها إلى خطر المجاعة، حسب ما خلص إليه تقييم الجوع الرائد عالميًا.وطالب إسرائيل بالتقيد بالتزامات القانون الإنساني الدولي، بصفتها قوة احتلال و السماح بالدخول الفوري للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى سكان غزة، الذين طالت معاناتهم ، وتسهيل توزيعها، والتقيد بمعاملة المدنيين الفلسطينيين بإنسانية، مع احترام كرامتهم الأصيلة، والتقيد بعدم نقل أو ترحيل أو تهجير أي من السكان المدنيين من أراضيهم التي تحتلها قسرًا.وعبرعن قلقه البالغ إزاء عمليات تجويع العائلات وحرمانها من أبسط مقومات الحياة، لافتا إلى أن هذا يتم “تحت أنظار العالم”.واعتبر دفعة المساعدات الضئيلة التي وصلت في الأيام الأخيرة إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وشملت نحو 400 شاحنة، لا تُمثل سوى “ملعقة صغيرة من المساعدات”.وكشف عن منع إسرائيل إيصال أي من إمدادات هذه المساعدات إلى منطقة شمال غزة المحاصر من قبلها، معلنا أن الأمم المتحدة وشركاءها على الأرض يعملون على مدار الساعة وفي خضم العملية العسكرية الاسرائيلية، لإيصال ما تستطيع من مساعدات للمحتاجين، مؤكدا بأنها تمكنت مؤخرا من توزيع بعض دقيق القمح، وأغذية الأطفال، والمكملات الغذائية، والأدوية.وقال: “أخيرًا، عادت بعض المخابز في جنوب ووسط غزة للعمل”، ولكن احتياجات شعب غزة هائلة، والعقبات أيضا هائلة.وأعطى أمثلة على ذلك، بفرض حصص صارمة على البضائع التي تقوم الأمم المتحدة بتوزيعها، وإخضاع الإمدادات لإجراءات غير ضرورية صارمة أخرت من وصول هذه المساعدات، وحظر إسرائيل إدخال مواد أساسية أخرى، بما في ذلك الوقود، وإمدادات المأوى، وغاز الطهي، ولوازم تنقية مياه الشرب.وطالب الأمين العام إسرائيل باتخاذ تدابير السلامة والأمن اللازمة لقوافل الأمم المتحدة، وقال: “حياة موظفينا معرضة للخطر إذا استمر منعنا من توزيع طرود الغذاء وبذور القمح مباشرةً على المحتاجين”، ونوه إلى أنه وبدون هذه التدابير، وفي ظل غياب سيادة القانون، ومعاناة السكان بعد أشهر من الحصار، وعدم كفاية الإمدادات الداخلة، يظل خطر وقوع حوادث أمنية وأعمال نهب مرتفعًا، معبرا عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي.وقال: “اليوم، 80% من غزة مُصنّفة إما كمنطقة عسكرية إسرائيلية أو كمنطقة أُمر الناس بمغادرتها، وبعبارة أخرى، أربعة أخماس أراضي غزة منطقة محظورة على سكانها “.وجدد الأمين العام، موقف الأمم المتحدة الرافض بالمطلق، المشاركة في أي مخطط إسرائيلي لا يحترم القانون الدولي والمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.وكرر موقف الأمم المتحدة، الداعي بقوة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان الوصول الإنساني الكامل.