أطلق برنامج خبراء الإمارات، الاثنين، 13 تقريراً أعدّها المشاركون في دفعته الثالثة، تركز في محتواها على الذكاء الاصطناعي، وأهمية تبنّي التقنيات التي تساعد في مواجهة التحديات وتسريع النمو في أهم القطاعات الوطنية بدولة الإمارات.

وتركز التقارير على دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التطور في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية للتنمية في دولة الإمارات، حيث عمل المشاركون على تحليل طرق استفادة تلك القطاعات من التقنيات بكفاءة.

وساعدت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، في تزويد المشاركين بالمعلومات الضرورية، بما في ذلك تنظيم زيارة لمدة يومين إلى المؤسسة التعليمية التي شاهدوا فيها العديد من تطبيقات وابتكارات الذكاء الاصطناعي.

وتضمنت التقارير عدداً من المواضيع التي تنسجم مع القطاعات الاقتصادية الرئيسية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة، وهي التنمية الاقتصادية، والصحة والرفاه، والسياسات والخدمات الحكومية، وتنمية المجتمع والخدمات الاجتماعية، والنقل والخدمات اللوجستية، والتعليم، والسياحة والضيافة، والثقافة، والأمن الغذائي والمائي، والعلوم المتقدمة والبحوث.

أما المواضيع التي بحثتها التقارير فهي: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علم البيئة والحياة الفطرية، بما فيها البحوث البحرية وجهود الحماية، ودور الذكاء الاصطناعي في تغيير ديناميكيات قطاع الفضاء لمواجهة التحديات الوطنية والدولية، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين الشبكات الدقيقة وتغيير ملامح أسواق الكهرباء.

وجاء التقرير في الوقت الذي تسرع فيه دولة الإمارات جهودها لتبنّي التقنيات المتقدمة مع الجهات الحكومية باستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، بما ينسجم مع التطورات الرقمية، ومن المتوقع أن تساهم هذه التقنيات بما يصل إلى 320 مليار دولار أمريكي في اقتصادات الشرق الأوسط عام 2030.

وقال أحمد طالب الشامسي، مدير برنامج خبراء الإمارات: «في الوقت الذي تشهد فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوراً سريعاً وتسهم في تحول كل القطاعات، فلا بد لنا من الحرص على فهم أثر تلك التقنيات المتطورة مستقبلاً، وكيف ستؤثر في أسلوب عملنا وحياتنا، ولهذا فقد تم إعداد منهاج الدفعة الثالثة من برنامج خبراء الإمارات بشكل مدروس ليكون الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من الرحلة التعليمية، ولتتاح الفرصة لقادة المستقبل كي يعززوا فهمهم لتلك التقنيات ويتعلموا المزيد على أيدي الخبراء خلال فترة البرنامج».

وأضاف: «تعكس هذه التقارير ما تعلّمه المشاركون عن الذكاء الاصطناعي، وتظهر مرئيات متميزة حول مجموعة واسعة من المجالات الهامة، كالفضاء والمواصلات والصحة، كما تدرس الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبه في تلك القطاعات».

واختتم الشامسي حديثه بالقول: «بينما تواصل دولة الإمارات جهودها لبناء وتطوير اقتصادها المعرفي، فإن تلك التقارير لا تقتصر على تقديم منظور جديد من قادة المستقبل، بل إن خبراتهم تقدم لنا مقاربة متجددة لكيفية تحسين العمليات اليومية في مختلف المجالات». (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی خبراء الإمارات

إقرأ أيضاً:

هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟

مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.

حدود الثقة

رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.


 

اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك

الخطوة الأخيرة

رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.

سباق الشركات نحو تجاوز العجز

تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت  Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.

أخبار ذات صلة Perplexity تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة للمشتركين مليار مستخدم لأداة «ميتا» الذكية

أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.


 

 

ثورة سطحية


رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.

 

الطموح يصطدم بالواقع


تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.

 

 

الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل


في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.



إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • «أدنوك» تساهم في تطوير مهارات طلاب الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي
  • الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا تدخل حيز التنفيذ
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • الصناعيون في “بيلدكس 22”: اتفاقيات الطاقة تحقق التنمية الاقتصادية لمختلف القطاعات الصناعية
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع