الجزيرة:
2025-05-23@22:50:27 GMT

7 أفكار مبتكرة لتقديم العيدية

تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT

7 أفكار مبتكرة لتقديم العيدية

القاهرة- يتعامل البعض مع العيدية كأنها عادة روتينية، مجرد مبلغ من المال يقدم للأطفال أو حتى الكبار، بطريقة تقليدية وبوصفها "واجبا" يتحتم قضاؤه، وليس كأمر محبب ومتقن وجذاب، ربما لهذا يتفنن صناع الأعمال اليدوية كل عام في ابتكار وسائل مختلفة لتقديم العيدية بطرق مبهجة وجذابة، تحمل قدرا من المفاجأة، وتترك ذكرى جميلة في أول أيام العيد، كل على طريقته، وعبر حرفته.

عيدية عبر "الريزن"

لعل واحدة من أكثر الأفكار ابتكارا تلك التي تعمل عليها زينب عبد القادر، حيث فكرت في صنع قطعة "ريزن"، يمكنها أن تحمل صورة صاحب العيدية واسمه، وتتحول لاحقا لقطعة جمالية في البيت بأشكال مختلفة.

تقول زينب "هناك العديد من الأفكار لتوزيع العيدية، سواء كانت من الخشب أو البلاستيك، لكن يبقى الريزن -رغم ارتفاع ثمنه- الأكثر تميزا والأقل انتشارا".

مفاجأة فوق السرير

في القاهرة، تقوم هدى السيد قوطة بإنتاج مجموعة من "توزيعات عيد الأضحى" بأشكال مبتكرة، لطفلها يحيى والآخرين، بواسطة الكرتون والفوم والألوان. وتقول "في كل عيد أتعمد عمل مفاجأة لابني، عادة أعلق له العيدية فوق سريره مع حلوى يحبها، ويسعدني أن يستيقظ فيجد الهدايا مغلفة فوق سريره، ثم أعود لأفاجئه حين يجد مزيدا من الهدايا جاهزة على السفرة، وتتضمن هداياه عادة قصصا أو ألعابا تعليمية، كما أقوم بتحضير هدايا كي يقوم بتوزيعها على أصحابه أمام المسجد وفي الحديقة، تتضمن صورا للخروف، ورسوما مبهجة من أجل عيد سعيد، أنفذها كلها بيدي، وأنفذها بالطلب أيضا عبر صفحتي الخاصة بالأعمال اليدوية للآخرين".

تؤمن هدى بأن المسألة ليست رفاهية، خاصة في الأعمار الصغيرة، حيث الذكريات الجميلة لا تُنسى أبدا، وتقول "نحن الكبار نفرح أضعاف الفرحة التي يفرح بها الأطفال، حين نرى السعادة على وجوههم، وأهم ما في تلك التوزيعات هو ما تعلمه للأطفال في صغرهم عن أهمية المشاركة، واللطف مع الآخرين، خاصة أن الهدايا مصنوعة باليد، وبكل الحب، ربما لهذا في كل مرة تتواصل معي عائلات أصدقاء طفلي كي يخبروني كم أسعدتهم الهدايا، وقد تكونت لدي صداقات عديدة عبر عادة توزيعات العيد".

توزيع العيدية بطرق مبتكرة يترك أثرا طيبا لدى الأطفال (الجزيرة) عيدية وذكرى

عبر صفحة مبادرتها "رقة"، تتلقى ندى أحمد -الشابة التي تخرجت حديثا من كلية الطب- العديد من طلبات "توزيعات العيدية"، وتقول "في عيد الأضحى تحديدا تكون الفكرة الأساسية هي الخرفان بأشكالها المختلفة، سواء كان ذلك على كارت أو على خشب محفور، هناك العديد من الأفكار التي نستخدم فيها الورق أو الخشب، لكن الناس يحبون كروت العيدية بشكل خاص، لأن شكلها جميل ومفرح، وتحمل عادة اسم الأشخاص الذين يتم منحهم العيدية".

شخصيات كرتونية تزين بطاقات تقديم العيدية (الجزيرة)

المزيد من الأفكار تبتكرها الشابة الثلاثينية، وتقول "أساعد العملاء في تنسيق الهدية كفكرة قبل التنفيذ، كان آخر تلك الأفكار صناديق وضعت داخلها شوكولاتة مع العيدية، واخترنا أن يكون الصندوق باللون المفضل للشخص، هذا للكبار عادة، أما الأطفال فقد أردت أن يحمل الصندوق صورهم، بطريقة مبتكرة على شكل ملصق كرتوني لشخصية كرتونية يحبونها، ولعل الذكرى الحقيقية تكون أبقى مع نوع الخامة؛ فالخشب مثلا يعيش وقتا أطول، لكن الورق سعره أقل؛ وفي النهاية يتوقف الأمر على رغبة العميل".

أفكار لتوزيع العيدية تناسب البنين والبنات (الجزيرة) الضحك قبل المال

يعتمد البعض على رسم الابتسامة كفعل أهم من منح المال، هذا ما قررت سمر أشرف القيام به، وتقول "فكرت في أمر يجعل العيدية ذكرى مميزة لأشقائي، وجاءتني الفكرة حين أهداني زوجي في العيد الماضي ميدالية كوميدية جدا، تحمل صورة شخصيتي الكوميدية المفضلة، لذا قررت في هذا العيد أن أكرر القصة، فقمت بتوصية إحدى الصفحات لإعداد ميداليات تحمل الشخصيات الكوميدية المفضلة لهم، وبدت لي الفكرة مبهجة للدرجة التي أنتظر معها اليوم الأول في العيد كي أرى الابتسامة على وجوه الأطفال حين أمنحهم عيديتهم، إذ إنني شقيقتهم الكبرى وفي منزلة والدتهم".

أقصر طريق إلى القلب.. المعدة

يؤمن القائمون على معمل العادات للرشدة والمعجنات في الأردن بأن أقصر طريق إلى القلب هو المعدة، لذا قرر القائمون على المخبز إعداد حلوى معينة ملونة لتقديم العيدية من خلالها. ويقول عمران محمد، القائم على المخبز "مثلما يرتبط عيد الفطر بمخبوزات معينة، يرتبط عيد الأضحى أيضا بمجموعة من المعجنات، وعلى رأسها الرشدة (المخروطة) التي يتم طهيها مع اللحم، والبوريك بأنواعه والسمبوسك، هذا بخلاف الأفكار المبتكرة لتقديم العيدية عبر توزيعات عامرة بالحلوة والسكاكر".

أفكار مبتكرة لتقديم العيدية عبر توزيعات عامرة بالحلوة والسكاكر (الجزيرة) السر في التفاصيل

في مدينة الغردقة، اختارت لمياء عبد العظيم العناية بتفاصيل العيدية، خاصة في هذا العام، لأن أول أيام العيد يصادف عيد ميلاد ابنتها الوحيدة، وتقول "اخترت لها صندوقا عامرا بالتفاصيل التي تحبها؛ دمية على شكل خروف، إذ إنها ما تزال طفلة في نظري وإن كانت قد قاربت على 19 من عمرها، هي أيضا تحب الأغراض الزجاجية والورود، لذا ضمنت هذا كله في صندوق من إعداد أحد المحلات المتخصصة في صنع هدايا الأعياد بشكل مخصوص".

صندوق خاص لتقديم العيدية (الجزيرة) فجرها.. تجد العيدية!

صحيح أن الظروف لا تساعدها على صنع أشكال مبتكرة لتقديم العيديات، فإن روان يوسف قررت التصرف على طريقتها لأن أهم عنصر في العيدية -حسب رأيها- هو المفاجأة، وتقول "أقدم العيدية لعدد كبير من الأطفال، ولن يسعفني الوقت أو الميزانية لصنع أشياء مخصوصة لكل منهم، فأطفال العائلة نحو 30 طفلا، لذا اشتريت بعددهم بالونات ذات ألوان داكنة، لا تشف ما يوجد داخلها، هكذا يلعب الطفل وقتا طويلا، وحين تنفجر البالونة لا يحزن، وإنما سيفرح لأنه سيعثر داخلها على عيديته المخبأة، وبهذا أكون فاجأته وأسعدته في الوقت نفسه".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية

العُمانية: يرى الكاتب الأردني والمختص في أدب الأطفال واليافعين، محمد النابلسي، أن الطفل العُماني الباحث عن العلم والمعرفة، شغوف بالثقافة، يتسم بالهدوء ودائما يخفي بداخله نضجًا غير عادي. ومن خلال لقاءه الأخير بمجموعة من الأطفال خلال فترة معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29 2025، أشار النابلسي إلى أن الأطفال في سلطنة عُمان لديهم استعداد للدخول في حوار معمّق حول أفكار فلسفية بأسلوب بسيط، وأسئلة لم يسمعها من قبل في أي بلد آخر، ـ وفق تعبيره ـ وقال: وجدت أن التواصل مع الطفل العُماني يحتاج إلى صبر، لكنه يثمر كثيرًا من الفهم والنضج.

فالنابلسي الذي لديه العديد من المشاركات في مؤتمرات ثقافية ومتخصصة في مجال الكتب والمسرح يمتلك رصيدًا أدبيًّا خاصًّا بأدب الطفل واليافعين بما فيها "تمر ومسالا " ورواية "الحكي عن أيمن وفراشاته" و"نشارة الخشب" وغيرها من الإصدارات، كما حصل على جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال (القصة الخيالية) - المركز الأول عن سنة 2020 عن قصة "غول المكتبة"، كما أخرج مسرحيات "الليلة الكبيرة" و "رحلة حمودي البحرية".

وفي حديث خاص لوكالة الأنباء العُمانية يتحدث النابلسي عن شغفه بأدب الطفل وما أوقد روح البدايات والمحفزات لا تزال تؤكد ثبات واستمرارية هذا الشغف، وإسهام الخلفية الثقافية للمبدع والكاتب واستمراريته في أن يكون مبتكرًا فيما يود أن يقدمه من نتاج إبداعي مغاير ويقول: بدأت علاقتي بأدب الطفل من باب شخصي جدًا، شغفي بالقراءة كان المحفز الرئيس للكتابة، والفكرة دائمًا مرتكزها حول إضافة شيء جديد، وليس تكرار للآخر، قد أتقاطع مع الكثير من الكتّاب والأدباء في بعض الأفكار، لكن لكل منا لغته ورسالته وأسلوبه الخاص، المسألة مرتبطة بإثراء مشهد الكتابة للطفل.

ويضيف: من هنا بدأ الحلم، أن أكون كاتبًا يسهم في تشكيل ذاكرة جديدة للطفل العربي لا أن ينقل له ثقافة مستوردة فقط، ولا اجترار ثقافة مبنية على شعارات مفرغة من محتواها أو عنترية اللهجة، فالشغف لا يولد مرة واحدة، بل يتجدد كلما التقيت بطفل يروي لي ماذا فعلت به إحدى قصصي، أو معلم يستخدمها داخل الصف، أو أمّ تشكرني لأن كلمات بسيطة أثارت نقاشًا عائليًّا عميقًا، وما يؤكد هذا الثبات هو إدراكي أن هذه الرسالة أعمق من مجرد حكاية. الكتابة للطفل فعل ثقافي، وتربوي، وإنساني. وكوني عشت في بيئات مختلفة ومتعددة الثقافات – ما بين الكويت والأردن والإمارات وتجربتي الخليجية عامة – أضاف هذا لي أدوات لفهم الطفل العربي بتنوّعه الجغرافي واللغوي والاجتماعي. ويبيّن أن الخلفية الثقافية للكاتب ليست رفاهية، بل ضرورة، لأنها تمنحنا وعيًا نقديًّا يُغني التجربة، ويمنحنا القدرة على تقديم محتوى لا يكرر نفسه، بل يُبدع من رحم الاختلافات والبيئات.

ويتطرق النابلسي إلى تجربته الخاصة مع أدب الطفل في سلطنة عُمان، وهي المشاركة الأخيرة في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29 2025، وتقديمك لعدد من الحلقات العلمية والعملية، ويشير إلى علاقة التواصل مع الطفل العُماني، ورؤيته في تجارب مسرح الطفل في الوطن العربي وأوجه التقدم أو القصور فيها ويوضح: زيارتي الأخيرة لسلطنة عُمان تعد واحدة من أكثر التجارب ثراءً في مسيرتي الأدبية. لم تكن فقط زيارة لمعرض، بل رحلة لاكتشاف الطفل العُماني، بثقافته، وفضوله، وهدوئه الذي يخفي بداخله نضجًا غير عادي. قدّمتُ في تلك المشاركة حلقتين في ركن الضاد "فن كتابة الرسائل إلى المستقبل"، و" الكتابة الإبداعية لليافعين".

ما لفت نظري هو مدى الاستعداد الذي أبداه الأطفال للدخول في حوار معمّق حول أفكار فلسفية بأسلوب بسيط. أسئلة لم أسمعها من قبل في أي بلد آخر. وجدت أن التواصل مع الطفل العُماني يحتاج إلى صبر، لكنه يثمر كثيرًا من الفهم والنضج.

التجربة جعلتني أقتنع أكثر أن الطفل العربي ليس جوهرًا واحدًا كما يدعي الكثير، ولكنه تنوّع ثري، وعلى الكاتب أن يتحرك بهذا الوعي. وأرى أن المؤسسات الثقافية العُمانية تملك بنية تنظيمية رصينة، تدعم مشاركة الكتّاب العرب، وهناك حاجة لتعزيز حضور أدب الطفل في تفاصيل المعرض، عبر جلسات حوارية أكبر، ومشاركات نقدية أكثر، وعقد بعض الملتقيات والفعاليات التي تهم صنّاع كتب الطفل ضمن البرنامج الثقافي للمعرض.

ولأن سلطنة عُمان تمتاز بتنوع ثقافي وحضاري يتقاطع مع الجانب الاجتماعي، ما يُشكّل ثروة حقيقية لإيجاد صوت أدبي مغاير، هنا يشير "النابلسي" إلى الكيفية التي يمكن من خلالها توظيف هذا التنوع في صياغة أدب طفل يُعبّر عن الواقع العُماني بخصوصيته، وأن يكون قادرًا على العبور نحو الفضاءات الثقافية العربية بطرق ذات نطاق شمولي ويقول: سلطنة عُمان تمتاز بثقافة متعددة الطبقات: تاريخ غني، تنوع جغرافي من الجبل إلى البحر، ولهجات محلية ذات إيقاع شعري، وعلاقات اجتماعية مبنية على المروءة والكرم والهوية المجتمعية المتماسكة. كل هذه العناصر تُشكل خامات ثمينة لأدب الطفل، ولكي نعبر بهذه الخصوصية إلى فضاء عربي أوسع، نحتاج إلى "الأدب المُتشبّع محليًا، المنفتح عالميًا". على الكاتب أن يستثمر في التفاصيل العُمانية – من حكايات الجدات، إلى البيئة البحرية، إلى الأزياء والاحتفالات – ولكن أن يُعيد صياغتها ضمن حبكة تصلح لأي قارئ عربي. هذا هو سر الأدب الذي يُصدّر ثقافته دون أن يُغلق أبوابه، فأدب الطفل العُماني قادر على أن يكون جسرًا ثقافيًا، متى ما تم توظيف عناصره بخيال حر ووعي عميق.

وينتقل "النابلسي" إلى مسرح الطفل والإخراج المسرحي، والعلاقة بين النص الأدبي للطفل والمسرح الموجَّه له اليوم، ليوضح التحديات التي تواجه الإخراج، وخاصة الأعمال الموجَّهة للأطفال مقارنةً بمسرح الكبار ويقول: من وجهة نظري، مسرح الطفل هو أحد أكثر الأدوات التربوية تأثيرًا في وعي أجيال سابقة، لكنه لم يحصل على مكانته بعد في ذهنية هذا الجيل من الأطفال، لأنه للأسف يُدار في الغالب من باب الترفيه لا التربية. النصوص المسرحية المقدمة للأطفال في الوطن العربي غالبًا ما تقع في فخ التبسيط المفرط، أو العظة المباشرة، أو التكرار. بينما في تجارب مسرحية في دول مثل تونس والمغرب، نرى اتجاهات جديدة تجمع بين الفن والتربية والمعالجة النفسية بطريقة احترافية.

ويبيّن: من التحديات التي تواجه الإخراج المسرحي الموجّه للأطفال: الميزانيات الضعيفة، غياب التدريب المتخصص، وأحيانًا النظرة الدونية لفن الطفل من قبل بعض صنّاع المسرح الكبار. يعتقد البعض أن إخراج عمل مسرحي للطفل أسهل من عمل للكبار، بينما الحقيقة هي العكس تمامًا. الطفل لا يُجامل، ولا ينتظر "ذروة الأحداث"، بل يحتاج لشد انتباهه منذ الدقيقة الأولى. أرى أن العلاقة بين النص المسرحي الموجّه للطفل والإخراج بحاجة إلى إعادة بناء. كثير من النصوص لا تُكتب بروح المسرح بل بروح الكتاب المقروء، وهذا يُعيق المخرج في تحويله إلى مشهد بصري حي. الكتابة للمسرح يجب أن تُراعي الحركة، الصوت، الإيقاع، والحوار الداخلي والخارجي للشخصيات.

ويذهب "النابلسي" إلى الممكنات التي تجعل من مسرح الطفل وسيلة تربوية وفكرية تُسهم في بناء وعي الأجيال في ظل الخيارات البصرية المتعددة المتاحة، والتي قد تُشكّل تحديًا حقيقيًّا لدى صنّاع العمل المسرحي على وجه التحديد، ويؤكد بقوله: في ظل وفرة الخيارات البصرية الحديثة تبدو مهمة المسرح أكثر صعوبة، لكنها ليست مستحيلة. ما يُميز المسرح هو حضوره الحي، واللقاء المباشر بين الطفل والفن، وهو ما لا تستطيع الوسائط الرقمية تحقيقه بنفس التأثير. التحدي هنا هو أن نُعيد صياغة المسرح ليكون مواكبًا للزمن لا مُجمدًا في قوالب تقليدية. أؤمن أن ممكنات مسرح الطفل التربوية تكمن في عناصر مثل التشاركية، والاندماج، والتعبير عن الذات. الطفل عندما يصبح جزءًا من التجربة، تتضاعف الاستفادة. علينا أيضًا أن نكسر فكرة المسرح الذي "يشرح" أو "يعظ"، ونبني عوضًا عنه مسرحًا "يُسائل" و "يُفكر". في هذا الإطار، من الممكن توظيف تقنيات الواقع المعزز أو المسرح التفاعلي، مع الحفاظ على البنية الإنسانية للمسرح كفن حي. لن ينافس المسرح الألعاب، لكنه يستطيع أن يقدم شيئًا لا تقدمه الألعاب: الإنسان.

وفيما يتعلق بالعولمة الثقافية والطفرة التكنولوجية، وما يمكن أن يقوم به المسرح ليحافظ على هويته ويظل قريبًا من واقع حياة الطفل، مرورًا باللغة التي لا يزال يتلقاها الطفل اليوم، التي ما إذا كانت صالحة، أم أن الوقت قد حان لتفكيكها وإعادة بنائها بما يُناسب المتغيرات الجديدة، يقول "النابلسي": قد أكون من المتحفظين على مصطلح العولمة في عالم كبير ومتعدد الثقافات، فالعالم دائمًا كان فيه هذا التعدد، والحفاظ على التراث كجزء من الهوية، يشترط أن يكون دون الوقوع في فخ "الحنين المزيف". مسرح الطفل في العالم العربي لا يجب أن يكون مسرحًا يعيد تدوير التراث فقط، ويفترض أن للهوية شكلًا واحدًا، والعولمة هو العدو الأكبر، بل عليه أن يُفسّر الحاضر ويستشرف المستقبل. اللغة التي نخاطب بها الطفل اليوم بحاجة فعلًا لإعادة تفكيك. لغة المسرح يجب أن تُجيد مخاطبة الحواس الخمس، أن تبتعد عن المباشرة، وتستخدم الصورة، الإشارة، الموسيقى، والإيقاع، والمزاج الذي يحمله الطفل ضمن المحفزات البصرية والذهنية المحيطة به. يجب أن تكون اللغة "حية"، لا جامدة، وأن تنتمي لعالم الطفل كما يراه لا كما نريد نحن أن يراه. نحتاج إلى كتاب مسرحيين يُجيدون لغة الشاشة كما يُجيدون لغة الركح. المسرح إن أراد البقاء، عليه أن يُخاطب الطفل بلغته، لا بلغة زمن آخر.

ويذهب النابلسي للحديث عن واقع الجوائز الأدبية كونه حاصلًا على "جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال"، ودورها في دعم الأديب على المستوى الفني والأدبي، وأهميتها بالنسبة له وما إذا حققت الجوائز الثقافية الغاية من وجودها وتوظيفها كمنصات لتحفيز الكتابة النوعية في أدب الطفل فيالعالمالعربي ويؤكد: حصولي على جائزة عبدالحميد شومان لأدب الأطفال (القصة الخيالية) لم يكن فقط تتويجًا لنصّ أدبي، بل اعترافًا بأن الحلم الذي حملته طويلًا يمكن أن يصبح واقعًا. الجوائز الأدبية لها أثر مضاعف: شخصي وفني. لقد منحتني ثقة، وفتحًا لأبواب النشر والتعاون، وفنيًا، حمّلتني مسؤولية أن أكون في مستوى التوقعات، وأن أواصل دون أن أكرر. ولكن أقول إن هناك كثيرًا من الجوائز تتحول إلى لحظة احتفالية فقط، دون متابعة الأثر أو دعم نشر النصوص الفائزة أو حتى المعايير الواضحة في التقييم. من المهم أن تتحول الجوائز إلى "منصات بناء" لا مجرد "منصات تتويج". يمكن أن تقدم منحًا، برامج إقامة، أو دعمًا لإنتاج النصوص مسرحيًّا أو بصريًّا. أؤمن بأن الكتابة للطفل عمل وطني، ثقافي، مستقبلي. هي ليست فقط حول متعة القراءة، بل هي صياغة وعي جديد، وصناعة أمل طويل المدى، تتكاتف بها كل الأطراف.

مقالات مشابهة

  • عرض مسرحي لتقديم رسائل توعوية مبتكرة للمزارعين بمدينة إسنا في الأقصر
  • الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية
  • إلغاء الهبوط ما بين عادة مبشرة لجماهير الأهلي ومآساة لا تنسى
  • الفدرالية المغربية للمخابز والحلويات تنتقد انتشار الأفران العشوائية وتقول إنها تهدد القطاع المرخص
  • 10 حيل لتحويل كي الملابس من مهمة مزعجة إلى عادة ذكية
  • احترس .. حساسية الضوء مؤشر لأمراض خطيرة
  • لطلاب الثانوية العامة.. أفكار سلبية يجب التخلص منها لتحقيق النجاح والاستقرار النفسي
  • أفكار مبهجة لتزيين طاولة عيد الأضحى
  • أفكار لوجبات غذاء مشبعة ومتوازنة
  • روسيا.. ابتكار طرف اصطناعي يقرأ الأفكار