لجريدة عمان:
2025-05-28@03:49:33 GMT

الرأي العام والحرب

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

«تكتبين في السياسة بعد الثقافة والأدب» ملاحظة تكرر توجيهها بود لي مؤخرا. لأشرح.. لا.. لا أفعل، أنا أكتب في الإعلام. هو السياق سياسي فقط لكن النقاش يدور حول الإعلام، فالسياسة ليست اختصاصي أبدا ولا خبرة لدي بها. وأضيف هنا: وأنا حتمًا لا أجرؤ أن أكتب في السياسة لا أملك الشجاعة الكافية، ولا أظن أن كل من يكتبون في عالمنا العربي يكتبون حقا في السياسة التي تهمنا، إذن لقالوا كلاما غير الذي يقولون، ولم يتحدثوا ويحللوا مواقف إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة وهي واضحة ولا تحتاج لكثير من الشرح.

ولم يوجهوا اللوم والعتب والشرح المفصل للخصوم سواء من الآخرين أو للخصوم بيننا وبين بعضنا البعض (وللخصومة أشكالها عندنا في العالم العربي). لكانت الأصابع موجهة بالاتجاه المعاكس بحدة تساوي فجاعة التحليل. ولشرحوا لنا الحقيقة، علنا نقتنع، لم لا تفعل حكوماتنا ما يجب أن تفعل، فنحن بسطاء ولا نفهم كثيرا في السياسة.

لأعود للإعلام وربما يجدر بنا أن نتحدث عن الرأي العام قليلا. تقول النظريات إن للرأي العام عدة أنماط. يختلف بين كونه ثابتا ومتغيرا. يختلف بحدوده الجغرافية (ونحن تجاه الحرب الحالية نشهد رأيا عاما عالميا يتنامى) أو الفئوية ويختلف وفق درجة اتساعه، كامنا أو ظاهرا. واعيا إيجابيا أو سلبيا.

يمكن القول إن إسرائيل تسببت لنفسها بأزمة رأي عالمية (ناهيك عن أزمة الرأي داخليا التي تواجهها حكومة اليمين المتطرف) وأن افتضاح أفعالها وحدة الغرور الذي تمارس به وحشيتها قوّض سنوات طوال من بناء (ماركة إسرائيل) وأيا كانت محصلة الحرب الحالية فإن خسارات سياسية قد ألحقت بها ليس من السهل استرجاعها.

ما يهمنا هو استراتيجيات الاتصال العربية في الحرب الدائرة. فالأزمة ليست مع ما تقوم به إسرائيل فقط وإنما ما نقوم به نحن حيالها أيضا. في المواقف الصعبة والمؤلمة وفي حالات الأزمات يكون لزامًا على القيادات أن توجّه خطابًا ملائمًا للجماهير. فالسياسة كما يقال هي كيفية استخدام اللغة. أن تجس نبض الشارع وتحتوي ردود أفعاله وتوجه الأزمة قبل أن يتصاعد تأثيرها بما يتناسب وتوجهات الحلول التي تطرحها. أن توجه لها خطابا خاصا يتتابع بتتابع الأحداث لكن ذلك ليس من العادات في الدول العربية. في متابعة لتعليقات وتصريحات القيادات العربية حول هذا الصراع تتبين تلك الفجوة بين عمق الجرح وتأزّم المشاعر لدى الجماهير العربية وبين ما يوجه لهم في خطاب تكرره وسائل الإعلام. ولا يبدو أنها تعطي بالا بالمعنى الفعلي والتحوطي لما يمكن أن يتراكم من ردود أفعال وما يمكن أن يتشكل معها من توجهات للرأي العام والمواقف التي قد يتبناها. هذا التقدير المنخفض للمتوقع من ردة فعل الجماهير يستند على تاريخ من الهزائم والصمت والشعور بالعجز وفشل المحاولات العديدة لهذا الرأي أن يكون فاعلا أو مؤثرا في الأحداث الكبرى أو حتى أن يتوجه فعليا لمساءلة الحكومات مساءلة تحملها المسؤولية. إن كانت الجماهير الصاخبة في دول الغرب الديمقراطية! بين قوسين بالخط الأحمر مقيدة ولم تتمكن إلى الآن من وقف هذه المجزرة رغم أنها تتمتع بوهم القدرة فالأحرى ألا تتورط الجماهير العربية قي محاولات أثبت التاريخ عدم جدواها. لكن بعضا من الدراسات تشير إلى أنه في الحروب السابقة التي خاضتها الولايات المتحدة على سبيل المثال تبين أن الرأي العام لا يتم التلاعب به طوال الوقت ولا حيلة له ودون قدرة على الرد وأنه يتمتع بقدرة الاختيار بين الرسائل الموجهة إليه. وأنه يتمتع بالقدرة المضادة لفرض إرادته بناء على ما يتبناه من مواقف ومفاهيم اعتمادا على الرسائل الموجهة إليه عبر خطابات الساسة وتغطيات الإعلام وهو يختار وفق أيدلوجياته وقناعاته الخاصة، هذا في عصر الخطاب الإعلامي ذي الاتجاه الواحد، والرسائل المخصصة التي لا ينافسها العديد من الآراء المخالفة، فما بالك ونحن نشهد يوميا انكشافا غير مسبوق لما يجري على ساحة الحرب.

عند وجود كارثة مثل حالة الحرب الحالية فإن الفعل والقول السياسي لهما اتجاهان. سياق عالمي يوجه لتحقيق رسائل معينة على مستوى الحكومات والشعوب، وسياق محلي يوجه للشعوب في الداخل؛ لأنها معنية بهذا الصراع.

في السياقين كليهما لا يبدو أن الخطاب العربي مجملا كان على قدر الخوف والرعب وعمق المأساة التي تحدث، وإن تباين إيقاع التصريحات من دولة لأخرى تبعا لظروفها السياسية وتباينت مع حدة الأحداث، لكنها بقيت دون المأمول ولا تتفهم بقدر كافٍ سخط الشارع العربي وألمه. خطابات العناد والثبات والتهديد والوعيد من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية وكثير من دول أوروبا واضحة وعالية النبرة منذ اليوم الأول توجه إلينا. بينما في المقابل لا نجد حزما مكافئا ولا مطالبة بذات القوة تستخدم ألفاظا يستند إليها المتلقي العربي باطمئنان ويستشعر فيها الثبات والقوة، فمثلا لم تخرج قمة القاهرة بأية نتائج ملموسة ورأي موحد لكنها خرجت بذات الديباجات القديمة في صياغة الاعتراض مستخدمة ألفاظا مكررة من مثل الشجب والتنديد أو الاستنكار وهذه الألفاظ تحديدا تستحضر في ذهنية المتلقي العربي معنى الهزيمة والخنوع. الألفاظ المستخدمة ليست دون مستوى الحدث فقط وفظاعة القتل والجبروت هي تقع في فخ المستهلك المذموم الذي سيأتي بأثر سلبي جدا وينفخ هواء في الجمر المتقد في النفوس.

ما ينضح على السطح من ردود الأفعال التي تسردها مواقع التواصل الاجتماعي سواء كمحتوى للنشر أو في التعليقات أو كمية المشاركة تعطي مؤشرا أن الشارع العربي غاضب أكثر مما هو حزين. كيف ترى قضت الجماهير العربية ليلتها يوم ضرب مستشفى المعمداني. كيف نامت في الليلة التي قطعت فيها الاتصالات والكهرباء تماما عن غزة وأضواء القصف لا تتوقف عن سمائها وصوت الصراخ يختلط بالدعاء المبحوح بيقين في المآذن. كيف أكملت هذه الشعوب المكلومة جيلا بعد جيل -ورثناها عن آبائنا وها نحن نمررها كأنها تحدث كما حدثت البارحة لأولادنا- ليلتها عند بداية الهجوم البري على غزة والجرائم التي ارتكبت في جباليا، كيف تكمل يومها وتمارس حياتها وهي ترى إلى اليوم الأشلاء تلملم من تحت الركام في أكياس بلاستيك. كيف تطعم الأمهات أولادها صباحا ويوصلهم آباؤهم للمدارس دون أن تتراءى لهم فرح وحبيبة وكمال ودون أن يسمعوا صراخ الأطفال. آلاف الأطفال يغطيهم الغبار والحروق والجروح وبكاء الثكالى وحرقة القلوب. يقضي الأعظم وقته أمام شاشات الهاتف بعيون مفتوحة لا ترى، فقط: نسخ. حفظ. إعجاب وكأن السلاح في أيديهم طريقتهم للدفاع أمام هذا الواقع القاسي. بماذا تشعر الجماهير العربية وهي عاجزة عن إيصال الماء والدواء للمستغيثين تحت نيران القصف. هناك رأي عام كامن، رأي يتشظى في ما نراه ونسمعه بين الشعور بالحنق والحذر من المستقبل. وهذا الحنق يتراكم شيئا فشيئا ويلقي باللوم في جميع الاتجاهات للخارج والداخل. وشعور بالرعب من السيناريوهات المطروحة وبالحذر ماذا إن كنا في يوم لا سمح الله في الموقف ذاته، من سيغيث؟. ولم هو من المستبعد أن يحدث ذلك. أي جيوش عربية عظيمة ستحمي الأمة العربية وهي إلى الآن لم تفعل، وهي تفتت تباعا متى ما اقتضت المصالح الغربية ذلك. لم تستطع حتى أن توصل جرعة ماء للعطشى قبل استشهادهم. وتمني الشعوب العربية نفسها بالنصر معجزة تأتي على يد أهل النضال في غزة وكفى. وإن لم تتحقق فالسؤال، ليس ماذا سيحدث لغزة، السؤال من التالي.

أيا كان تاريخ الرأي العام العربي وقدرته على التحرك والتغيير سابقا فليس من المنطقي ولا من الآمن أن يتم تجاهله بالكامل بهذا الشكل المجحف. ليس من قبيل المسؤولية الأخلاقية للقيادات العربية أمام شعوبها فقط ولكن لأن ما يحدث الآن سيكون له آثار عميقة وبعيدة المدى. ربما تكون للسياسة افتراضاتها وإمكاناتها التي تجيز التحرك وفق أطر محددة من الصعب تجاوزها لكنها غير مفهومة ولا واضحة ولا مقبولة لدى الشارع العربي وهو في حالة الذعر والألم الشديدة هذه، وهنا لا بد من الاعتراف بها والالتفات لهذه الجموع. لأنه لا يبدو أن ما تمر به سيكون حالة عابرة تنسحب بمجرد أن تهدأ الأحداث هذا إن هدأت. قدر هائل من الارتباك ومراجعة القناعات وبالتوازي، قدر هائل من الوعي المبني على ما يقوله واقع الحرب لا غيره، وعي سيشكل مواقف واتجاهات قد لا يتبين أثرها في المدى القريب لكنها حتما ستشكل المستقبل.

ربما لا يكون للمحتشدين في المظاهرات في المدن الغربية ثقل في تغيير الميزان إلى الآن. لكنهم حين غضبوا احتجوا على ضياع أموال الضرائب في قضايا ضد قناعاتهم واستشعروا شيئا من القوة أنهم سيضعونها في الاعتبار عند التصويت.

حين غضبوا استولوا على محطة القطار في لندن في مظاهرة حاشدة وأغلقوا محطة القطار في نيويورك غضبا ورغبة في دفع حكوماتهم للإنصات إليهم.

حين غضبوا قاطعوا بالهتافات الصريحة التي تدين حكومتهم، جلسة مناقشة وزير الخارجية بلينكن في مجلس الشيوخ للمساعدات التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها لإسرائيل وأوكرانيا وأعلنوا عن غضبهم وسخطهم على حكوماتهم وسط الجلسات السياسية وأمام الكاميرات. والقضية ليست قضيتهم هم متعاطفون مدفوعون بالحس الإنساني وما زالوا يبكون غضبا ألا يملكون أن يوقفوا ما يرتكب من جرائم في هذه الحرب. ليعلمنا الساسة ما هي افتراضاتهم أن تفعل الشعوب العربية إزاء الشعور بالعجز والأطفال الذين يقتلون أطفالهم. إن حزنا سنبكي، لكن ماذا سنفعل بالغضب؟.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجماهیر العربیة الرأی العام فی السیاسة لیس من

إقرأ أيضاً:

المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية

في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة توقف نزيف الدم في قطاع غزة، تكشف المقترحات المتبادلة بين الأطراف المعنية عن حجم الهوة التي تفصل بين مواقف كل من حركة "حماس" وإسرائيل، برعاية ومتابعة أمريكية مباشرة. 

ومع كل اقتراب من نقطة الاتفاق، تظهر الشروط المتبادلة كحواجز أمام تحقيق اختراق سياسي حقيقي، مما يُبقي المشهد مفتوحًا على مزيد من التعقيد والمعاناة الإنسانية.

خلافات تُجهض التقدم

كشفت تقارير إعلامية، الإثنين، أن حركة "حماس" وافقت مبدئيًا على مقترح هدنة تقدّم به المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 70 يومًا مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء على دفعتين، إلى جانب إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بأحكام عالية ومؤبدات.

غير أن متحدثًا باسم ويتكوف نفى هذه الموافقة، مشيرًا إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة، وسط تضارب في الروايات. ووفق صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن مسؤولًا إسرائيليًا رفيعًا – لم يُكشف عن اسمه – وصف المقترح بأنه لا يعكس "نية حقيقية من قبل حماس للمضي قدمًا"، مشددًا على أن "أي حكومة مسؤولة في إسرائيل لا يمكن أن تقبل بهذا الطرح"، ما يعكس موقفًا إسرائيليًا رافضًا للعرض الأمريكي – أو على الأقل لبعض بنوده.

مطالب جديدة تثير الجدل

المقترح الذي طُرح عبر وسطاء تضمن بنودًا غير مسبوقة من قبل حركة حماس، من بينها طلب مصافحة علنية بين خليل الحية، القيادي في الحركة ورئيس وفدها المفاوض، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، كرمز لضمانة بعدم استئناف القتال عقب فترة التهدئة. كما تضمن الإفراج التدريجي عن 10 رهائن، 5 منهم في اليوم الأول من الهدنة، والباقون بعد شهرين.

هذه البنود – بحسب الصحافة العبرية – تتناقض مع الخطة الأصلية التي قدمها ويتكوف، والتي تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن على مرحلتين: الأولى مع بداية التهدئة، والثانية في نهايتها. كما شملت مطالب حماس انسحابًا واسعًا للقوات الإسرائيلية من المناطق التي سيطرت عليها في قطاع غزة، إضافة إلى إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، وهو ما تعتبره إسرائيل "تنازلات مفرطة".

غضب إسرائيلي داخلي

ردًا على هذه التطورات، أصدر "منتدى عائلات الرهائن" بيانًا غاضبًا، انتقد فيه استمرار الحرب ورفض الاتفاقات الجزئية، واصفًا إياها بأنها "خسارة إسرائيلية يمكن، بل يجب، تجنبها". وطالب المنتدى بعقد اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى الـ58 وينهي الحرب، مشيرًا إلى أن "الحكومة يمكنها التوصل إلى مثل هذا الاتفاق صباح الغد إذا اختارت ذلك"، في إشارة إلى وجود دعم شعبي واسع لهذا الخيار.

مقترح "بحبح" بين التفاؤل والتشكيك

في خضم هذا التوتر، كشفت تقارير إعلامية عن وثيقة جديدة يُبحث فيها حاليًا، قدمها الوسيط الفلسطيني–الأمريكي بشارة بحبح، بالتنسيق مع ويتكوف، تقضي بوقف شامل للحرب خلال فترة الهدنة، وتعهد من حماس بعدم تنفيذ هجمات أو تهريب أسلحة أو تطوير ترسانتها العسكرية خلال هذه الفترة.

لكن هذه الوثيقة لم تُعلن رسميًا، وتُقابل بقدر من التشكيك في إسرائيل، خصوصًا في ظل تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة، والتي جدّد فيها التزامه بإعادة جميع الرهائن "أحياء وأموات"، تزامنًا مع مواصلة جيشه قصفه المكثف على القطاع.

وفي ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية، انتقد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، موقف المجتمع الدولي، وخصوصًا الإدارة الأمريكية، مؤكدًا أنها لا تمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لوقف إطلاق النار أو إدخال المساعدات. 

أمريكا لا تمارس ضغطًا حقيقيًا على الاحتلال

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن ما تفعله إدارة ترامب لا يتجاوز الضغط السياسي، عبر مقترحات مثل تلك التي تقدم بها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي رفضتها إسرائيل رغم قبول حماس بها، في محاولة لإفشال الجهد الأمريكي.

وأوضح الرقب أن واشنطن، رغم قدرتها على التأثير الفعلي، تكتفي بتصريحات سياسية لا ترقى إلى مستوى الأفعال، مضيفًا: "لو أرادت الإدارة الأمريكية وقف العدوان لعلّقت إمدادات السلاح والذخيرة، لكنها تتواطأ ضمنيًا مع حكومة نتنياهو المتطرفة". ولفت إلى أن تصريحات ترامب المتناقضة توحي برغبته في وقف الحرب، دون أي تحرك عملي يجسد هذه الرغبة، معتبرًا أن ما يصدر عن واشنطن ليس سوى "دغدغة مشاعر" ومحاولة لتبرئة الذات من الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وفي ما يخص الموقف الأوروبي، أشار الرقب إلى وجود تحول نسبي في الخطاب الأوروبي نتيجة الجرائم المتواصلة في غزة، واستخدام الاحتلال لسياسة التجويع، وهو ما بدأ يحرج الاتحاد الأوروبي. 

وأوضح أن دولًا مثل فرنسا تتحرك فعليًا لعقد مؤتمر دولي للسلام، بينما ما تزال دول أخرى كالمجر والنمسا ترفض أي ضغط على الاحتلال.

 وأكد أن أوروبا تمتلك أوراق ضغط مهمة، لكنها لم توظفها بعد بشكل مؤثر.

وفي ختام تصريحاته، شدد الرقب على أن واشنطن وبروكسل قادرتان على وقف الحرب وإنهاء معاناة غزة، لكن غياب الإرادة السياسية واستمرار سياسة الكيل بمكيالين، يمنحان الاحتلال مزيدًا من الوقت لارتكاب مجازره دون رادع، وسط تصريحات دولية شكلية لا تغير من واقع المعاناة اليومية للفلسطينيين.

وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجومها على غزة، يتبيّن أن الطريق نحو هدنة حقيقية ما زال طويلًا، وأن أي تقدم مشروط بقبول تنازلات مؤلمة من الطرفين. 

ومع تعنّت الحكومة الإسرائيلية، ومطالب حماس التي تعكس عمق معاناة الشعب الفلسطيني، يبقى أفق التهدئة رهينًا بإرادة سياسية غير متوفرة بعد، ما ينذر باستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يقبع تحت نار الحرب منذ أكثر من 19 شهرًا.

طباعة شارك غزة قطاع غزة حماس إسرائيل

مقالات مشابهة

  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • إبراهيم عيسى: الإخوان يستغلون لجان الأهلي الإلكترونية لتوجيه الرأي العام
  • إبراهيم عيسى: وسائل التواصل الاجتماعي أداة بيد الإخوان للتأثير على الرأي العام
  • أمريكا والحرب
  • مصر تتهيأ لـ حدث كبير وشيك.. ناشطون يصفون حالة الرأي العام
  • الاعتداء على والد الطفلة جنات السياغي يثير الرأي العام في اليمن.. اغتصاب للطفولة واغتيال للعدالة
  • الأعراف والأسلاف اليمنية والحرب الناعمة .. معركة على الهوية
  • نورة فطيس الأمين العام المؤسس للرابطة العربية للأمن السيبراني، خلال CAISEC’25: حماية الفضاء السيبراني العربي مسؤولية سيادية تتطلب ضميرًا رقميًا جماعيًا
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم ورشة عمل لتطوير التعداد الزراعي العربي