موقع 24:
2025-06-26@10:29:37 GMT

شرق أوسط جديد ما بعد 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

شرق أوسط جديد ما بعد 7 أكتوبر

الكرة الشرق أوسطية الآن للأسف في ملعب نصرالله ومشعل والحوثي

الكارثة الجيوستراتيجية الحقيقية التي تحدث أمام أعين الجميع في منطقة الشرق الأوسط ليست فقط في الصراع العسكري الدامي بين إسرائيل وحركة “حماس”، ولكنها تتمثل بالأساس في وقوع مصير هذه المنطقة بأيدي ميليشيات وتنظيمات يعرف الجميع أنها ليست سوى دمى بيد من يحركها في إيران، والأمر هنا لا يقتصر على غزة، فلا يجب أن ننسى هلع الجميع من دخول “حزب الله” اللبناني على خط الأزمة، ولا يجب أن ينسى الجميع كذلك أن الولايات المتحدة تتصدى بقواتها في البحر الأحمر لمحاولات “الحوثي” الانخراط في هذه الحرب بإطلاق الصواريخ من الأراضي اليمنية، وكذلك تفعل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران والمنتشرة في سوريا والعراق!
إنها الفوضى الإقليمية التي سمحت القوى الكبرى بأن تتوسع وتترعرع في ظل أوهام احتواء النفوذ الإيراني وخديعة “خطة العمل المشتركة” التي تمثل البوابة الكبرى التي دخلت منها إيران لمرحلة التوسع ونشر الفوضى إقليميا من دون أي كابح أو رادع بداعي محدودية قوة هذه الميليشيات التي تضخمت قوتها واستفحلت حتى بات كبح جماحها بحاجة إلى تحريك حاملات طائرات أميركية متطورة!
قلنا مرارا وتكرارا إن المواجهات بين “حماس” وإسرائيل لن تتوقف، وإن من الخطر غض الطرف عن تضخم هذه الميليشيات واعتبار خطرها محدودا أو أنه يمكن توظيفها بشكل غير مباشر لاستنزاف أو مناكفة دول عربية والضغط عليها، فالجميع يعرف أن أكثر ما يضر بالقضية الفلسطينية العادلة على مر التاريخ أن يلتف حولها ويرفع شعاراتها المزايدون والمتطرفون، وأن يتاجر كل هؤلاء بآلام ومعاناة شعب يدفع فاتورة هذه المتاجرة غالياً من دماء أبنائه، لاسيما أن هذه التنظيمات والميليشيات لم ولن تقدم شيئا للشعب الفلسطيني.

لقد حذرنا مرارا من تفشي وباء الميليشيات والتنظيمات المتطرفة، حيث أصبح بعضها يتحكم في مصائر دول عربية عدة منها اليمن وليبيا وجزء كبير من الأراضي السورية، ناهيك عن الدور المشبوه الذي تلعبه الأذرع الميليشياوية الإيرانية في الأراضي الفلسطينية ودول مثل لبنان والعراق، وقلنا كذلك إن بقاء الأوضاع على حالها في منطقتنا، يغري الميليشيات بالمغامرة والسعي لكسب المزيد من القوة والنفوذ، وإن استئصال آفة الميليشيات والتنظيمات من منطقة الشرق الأوسط، يمثل خطوة ضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار، وإن العنف سيستمر والفوضى والاضطرابات ستبقى العلامة الأبرز في المنطقة طالما ظل القضاء على الميليشيات والتنظيمات غائبا عن أولويات المجتمع الدولي.
في جرد خسائر ما يحدث من حولنا يجد المرء نفسه أمام كارثة إستراتيجية حقيقية بسبب ضيق الأفق في فهم ما وراء هذه الغابة من الميليشيات التي نشرتها إيران في مناطق كثيرة من العالم العربي، فما حدث هو أن تغييرا نوعيا حقيقيا قد حدث في الشرق الأوسط، حيث تلاشت جهود سنوات طويلة من الاستثمار في غرس ثقافة التعايش والسلام، وعادت لغة العداء والعنف إلى الواجهة في منطقة هي بالأساس بيئة إقليمية مسكونة بأفكار التطرف والعنف والإرهاب في الكثير من مناطقها بسبب عوامل عديدة معقدة بعضها اقتصادي، وبعضها سياسي وبعضها الآخر تنموي وثقافي وديني، وبات من الصعب للغاية أن يستفيق دعاة السلام والتسامح للحديث مجدداً عن الحوار وقبول الآخر وغير ذلك مما حاولت بعض الأطراف الإقليمية غرسه في هذه الأرض التي تشبعت على مدار عقود وسنوات من العنف وسفك الدماء!
نعم شرق أوسط ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، والأفق ليس واضحا بعد لأن الصراع الدائر في غزة لم يصل إلى ذروته، ويبدو أن هناك الكثير من التطورات التي ستسهم في رسم سيناريو المرحلة الشرق أوسطية المقبلة، والأمر هنا لا يقتصر على غزة، فقد اتسع نطاق الأزمة وبات يشمل جميع دول وشعوب المنطقة، واختلط الحابل بالنابل، وعادت إلى الواجهة لغة الحروب والتهديدات والشعارات والمزايدات، وبات من الصعب التكهن بما يحمله المستقبل ليس للقضية الفلسطينية فقط، بل للمنطقة بأكملها.
الكرة الشرق أوسطية الآن للأسف في ملعب نصرالله ومشعل والحوثي ومن يأتمرون بأمره من قيادات الحرس الثوري الإيراني، والخسائر الإستراتيجية لن تقتصر على الأمن والاستقرار الإقليمي، بل قد تطال استقرار دول الإقليم ومستقبلها، وعلينا أن نترقب جولة جديدة من الإرهاب والعنف لا تقتصر على منطقة بعينها، ففي ظل حالة الفوضى والانقسام الدولي يتوقع ظهور جيل أشد شراسة من جماعات الإرهاب التي ستدفع العالم أجمع إلى حافة هاوية جديدة من الصراعات الدينية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة

إقرأ أيضاً:

برلماني: مواجهة ظواهر التنمّر والعنف في المدارس مسؤولية مجتمعية

أكد الدكتور علي مهران، عضو مجلس الشيوخ، أن ظواهر التنمّر والعنف والتحرش، خاصة داخل البيئة المدرسية، تمثل تهديدًا مباشرًا لتماسك المجتمع واستقراره النفسي والتعليمي، مشددًا على ضرورة أن تكون مكافحة هذه الظواهر أولوية وطنية وتربوية، تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الإعلامية، والمجتمع بأسره.

وأشار في كلمته بالجلسة العامة اليوم لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، إلى أن هذه السلوكيات السلبية تؤثر بشكل بالغ على السلامة النفسية للطلاب، حيث تفقدهم الثقة بالنفس، وتدفعهم إلى العزلة والقلق، ما يؤدي إلى تراجع في الأداء الدراسي وغياب الإبداع، فضلًا عن خلق بيئة تعليمية غير آمنة تُعيق التنمية الشخصية وتضعف فرص التكوين السليم للطلاب في المراحل العمرية المختلفة.

وأضاف الدكتور علي مهران: "انطلاقًا من هذه الحقائق، أرى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني يقع على عاتقها دور محوري في مواجهة هذه الظواهر، من خلال مؤسساتها التعليمية المنتشرة في ربوع مصر ويجب أن تقوم تلك المؤسسات بترسيخ ثقافة الاحترام والتسامح داخل المدارس، سواء من خلال تطوير المناهج، أو عبر الأنشطة التربوية والتوعوية، التي تعزز القيم الإنسانية، وتُشجع على الحوار وقبول الآخر".

وشدد على أهمية تدريب المعلمين والإداريين على كيفية رصد السلوكيات السلبية داخل المدارس، والتعامل معها بشكل تربوي حكيم يضمن الإصلاح لا العقاب فقط، لافتًا إلى أن بيئة التعلم يجب أن تكون مساحة آمنة ومحفّزة للنمو الشخصي والمعرفي.

وأكد الدكتور علي مهران  على أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية الدولة الشاملة لبناء الإنسان المصري، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تضع التعليم في قلب استراتيجية التنمية المستدامة، معتبرًا أن توفير بيئة تعليمية آمنة وسليمة هو أساسٌ لتنشئة أجيال قادرة على المساهمة الإيجابية في مستقبل الوطن.

طباعة شارك علي مهران مجلس الشيوخ التنمّر التحرش

مقالات مشابهة

  • منصة “أنا أختار” والجامعة الأردنية توقّعان مذكرة تفاهم لتطوير سلوكيات التعلّم الاجتماعي والعاطفي والسلوكي في منطقة الشرق الأوسط
  • بعيو لـ”الرئاسي”: أنفقتم على الميليشيات وتجاهلتم مرضى السرطان والفشل الكلوي
  • بريكس تدعو إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية وتطالب بكسر دائرة العنف
  • حوار.. محمد الفكي: تحالف الفساد والعنف يقود السودان نحو الهاوية
  • رئيس وزراء لبنان: نريد بسط سلطة الدولة ونسعى لشرق أوسط خالٍ من السلاح النووي
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • الترهوني: لا أمل في الانتخابات قبل إنهاء سيطرة الميليشيات
  • خبير عسكري: أتوقع لقاء يجمع ممثلي أمريكا وإيران بسلطنة عمان
  • أستاذ علوم سياسية: أمريكا لا تريد الدخول في حرب فى منطقة الشرق الأوسط
  • برلماني: مواجهة ظواهر التنمّر والعنف في المدارس مسؤولية مجتمعية