موقع 24:
2024-06-02@19:33:38 GMT

شرق أوسط جديد ما بعد 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

شرق أوسط جديد ما بعد 7 أكتوبر

الكرة الشرق أوسطية الآن للأسف في ملعب نصرالله ومشعل والحوثي

الكارثة الجيوستراتيجية الحقيقية التي تحدث أمام أعين الجميع في منطقة الشرق الأوسط ليست فقط في الصراع العسكري الدامي بين إسرائيل وحركة “حماس”، ولكنها تتمثل بالأساس في وقوع مصير هذه المنطقة بأيدي ميليشيات وتنظيمات يعرف الجميع أنها ليست سوى دمى بيد من يحركها في إيران، والأمر هنا لا يقتصر على غزة، فلا يجب أن ننسى هلع الجميع من دخول “حزب الله” اللبناني على خط الأزمة، ولا يجب أن ينسى الجميع كذلك أن الولايات المتحدة تتصدى بقواتها في البحر الأحمر لمحاولات “الحوثي” الانخراط في هذه الحرب بإطلاق الصواريخ من الأراضي اليمنية، وكذلك تفعل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران والمنتشرة في سوريا والعراق!
إنها الفوضى الإقليمية التي سمحت القوى الكبرى بأن تتوسع وتترعرع في ظل أوهام احتواء النفوذ الإيراني وخديعة “خطة العمل المشتركة” التي تمثل البوابة الكبرى التي دخلت منها إيران لمرحلة التوسع ونشر الفوضى إقليميا من دون أي كابح أو رادع بداعي محدودية قوة هذه الميليشيات التي تضخمت قوتها واستفحلت حتى بات كبح جماحها بحاجة إلى تحريك حاملات طائرات أميركية متطورة!
قلنا مرارا وتكرارا إن المواجهات بين “حماس” وإسرائيل لن تتوقف، وإن من الخطر غض الطرف عن تضخم هذه الميليشيات واعتبار خطرها محدودا أو أنه يمكن توظيفها بشكل غير مباشر لاستنزاف أو مناكفة دول عربية والضغط عليها، فالجميع يعرف أن أكثر ما يضر بالقضية الفلسطينية العادلة على مر التاريخ أن يلتف حولها ويرفع شعاراتها المزايدون والمتطرفون، وأن يتاجر كل هؤلاء بآلام ومعاناة شعب يدفع فاتورة هذه المتاجرة غالياً من دماء أبنائه، لاسيما أن هذه التنظيمات والميليشيات لم ولن تقدم شيئا للشعب الفلسطيني.

لقد حذرنا مرارا من تفشي وباء الميليشيات والتنظيمات المتطرفة، حيث أصبح بعضها يتحكم في مصائر دول عربية عدة منها اليمن وليبيا وجزء كبير من الأراضي السورية، ناهيك عن الدور المشبوه الذي تلعبه الأذرع الميليشياوية الإيرانية في الأراضي الفلسطينية ودول مثل لبنان والعراق، وقلنا كذلك إن بقاء الأوضاع على حالها في منطقتنا، يغري الميليشيات بالمغامرة والسعي لكسب المزيد من القوة والنفوذ، وإن استئصال آفة الميليشيات والتنظيمات من منطقة الشرق الأوسط، يمثل خطوة ضرورية لتحقيق الأمن والاستقرار، وإن العنف سيستمر والفوضى والاضطرابات ستبقى العلامة الأبرز في المنطقة طالما ظل القضاء على الميليشيات والتنظيمات غائبا عن أولويات المجتمع الدولي.
في جرد خسائر ما يحدث من حولنا يجد المرء نفسه أمام كارثة إستراتيجية حقيقية بسبب ضيق الأفق في فهم ما وراء هذه الغابة من الميليشيات التي نشرتها إيران في مناطق كثيرة من العالم العربي، فما حدث هو أن تغييرا نوعيا حقيقيا قد حدث في الشرق الأوسط، حيث تلاشت جهود سنوات طويلة من الاستثمار في غرس ثقافة التعايش والسلام، وعادت لغة العداء والعنف إلى الواجهة في منطقة هي بالأساس بيئة إقليمية مسكونة بأفكار التطرف والعنف والإرهاب في الكثير من مناطقها بسبب عوامل عديدة معقدة بعضها اقتصادي، وبعضها سياسي وبعضها الآخر تنموي وثقافي وديني، وبات من الصعب للغاية أن يستفيق دعاة السلام والتسامح للحديث مجدداً عن الحوار وقبول الآخر وغير ذلك مما حاولت بعض الأطراف الإقليمية غرسه في هذه الأرض التي تشبعت على مدار عقود وسنوات من العنف وسفك الدماء!
نعم شرق أوسط ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، والأفق ليس واضحا بعد لأن الصراع الدائر في غزة لم يصل إلى ذروته، ويبدو أن هناك الكثير من التطورات التي ستسهم في رسم سيناريو المرحلة الشرق أوسطية المقبلة، والأمر هنا لا يقتصر على غزة، فقد اتسع نطاق الأزمة وبات يشمل جميع دول وشعوب المنطقة، واختلط الحابل بالنابل، وعادت إلى الواجهة لغة الحروب والتهديدات والشعارات والمزايدات، وبات من الصعب التكهن بما يحمله المستقبل ليس للقضية الفلسطينية فقط، بل للمنطقة بأكملها.
الكرة الشرق أوسطية الآن للأسف في ملعب نصرالله ومشعل والحوثي ومن يأتمرون بأمره من قيادات الحرس الثوري الإيراني، والخسائر الإستراتيجية لن تقتصر على الأمن والاستقرار الإقليمي، بل قد تطال استقرار دول الإقليم ومستقبلها، وعلينا أن نترقب جولة جديدة من الإرهاب والعنف لا تقتصر على منطقة بعينها، ففي ظل حالة الفوضى والانقسام الدولي يتوقع ظهور جيل أشد شراسة من جماعات الإرهاب التي ستدفع العالم أجمع إلى حافة هاوية جديدة من الصراعات الدينية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة

إقرأ أيضاً:

شركات مصرية تسعى للاستثمار في العراق بنصف مليار دولار

الاقتصاد نيوز - بغداد

تجري وزارة الصحة العراقية، مباحثات مع شركات مقاولات مصرية، للمشاركة في تنفيذ وإعادة تأهيل 12 مستشفى في البلاد بإجمالي استثمارات 480 مليون دولار، بحسب مصدرين مصريين تحدثا مع "الشرق".

تتجه شركات المقاولات المصرية إلى توسيع أعمالها خارج مصر واقتناص أعمال بالدول التي ترصد استثمارات مليارية لإعادة الإعمار والتنمية لا سيما العراق وليبيا في ظل تباطؤ الاستثمارات الحكومية في مصر حالياً في مجال البنية التحتية والمقاولات، ضمن خطة الحكومة لإفساح المجال للقطاع الخاص، وسط ضبابية مستقبل سعر صرف الجنيه.

وافق مجلس الوزراء المصري نهاية يناير الماضي، على خفض 15% من الإنفاق الاستثماري بميزانية العام المالي الجاري 2023-2024، مع مراعاة عدد من الاستثناءات، منها، الجهات التي تجاوزت نسبة الإتاحة بها 50%، كما حظر إبرام أية تعاقدات على تلك المشروعات سواء بالأمر المباشر أو المناقصات العامة حتى نهاية السنة المالية الحالية.

أحد الأشخاص المطلعين على المباحثات، قال إن وفداً يضم ثمانية مسئولين بوزارة الصحة العراقية يزور مصر حالياً لبحث تأهيل شركات مقاولات مصرية منها "المقاولون العرب" و "كونكريت بلس" لتقديم عروض فنية ومالية لتنفيذ عدد من المستشفيات.

إعادة الإعمار

يحتاج العراق إلى 88.2 مليار دولار لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار داخل البلاد التي شهدت دماراً كبيراً خلال الحرب ضد تنظيم داعش، وفقاً لتصريحات سابقة لوزارة التخطيط العراقية.

قال الرئيس التنفيذي لشركة كونكريت بلس المصرية، طارق يوسف، إنه يجري حالياً تأسيس شركة في العراق للمشاركة في أعمال المقاولات بالسوق العراقي.

وكشف في تصريحات خاصة لـ"الشرق" عن تقديم الشركة عرضاً فنياً لتنفيذ مستشفيات لصالح الحكومة العراقية.

التوسع في الأسواق الخارجية أصبح هدفاً استراتيجياً لشركة المقاولون العرب المملوكة بالكامل للحكومة المصرية، بهدف تنويع مصادر العملة الأجنبية، بحسب ما ذكره مسؤول بالشركة لـ"الشرق" في مارس الماضي، مشيراً إلى أن الشركة تسعى للعمل على زيادة مشروعاتها المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وفتح أسواق جديدة بها.

 

مقالات مشابهة

  • هيونداي الأردن تحصد جائزة أفضل مركز صيانة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • مؤسسة الوحدة للتجارة – هيونداي الأردن تحصد جائزة أفضل مركز صيانة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • شهدت مدينة دبي إختتام النسخة الثالثة من “البرنامج العلمي الأول من نوعه ” في منطقة الشرق الأوسط للجمعية الخليجية لقسطرة القلب حول المستجدات المتعلقة بعلاجات صمامات القلب والشرايين
  • شركات مصرية تسعى للاستثمار في العراق بنصف مليار دولار
  • وزير الرياضة يدعم منتخب مصر قبل مباراته أمام بوركينا فاسو بتصفيات كأس العالم
  • التنمر والعنف.. خطر مجتمعي
  • «ساهم».. المبادرة المُلتبسة
  • عقوبات أوروبية وأميركية تستهدف كيانات وقيادات إيرانية متورطة بدعم الحوثي
  • أوستن: تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يظل أولوية للإدارة الأمريكية
  • معلى يكشف عن العقبات التي تحول دون إتمام تفكيك الميليشيات وإعادة دمجها في مؤسسات الدولة