استقبل معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بمقر المجلس في أبوظبي، فضيلة الدكتور شوقي علّام، مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم. وبحث الطرفان القضايا المشتركة ومشاريع التعاون المستقبلية بين المجلس والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، وكذلك نشر قيم السلام والتسامح والتعايش والإنسانية والأخوة بما يخدم المسلمين حول العالم والبشرية جمعاء.

كما ناقش الجانبان سبل صياغة برامج علمية وأكاديمية وتأهيلية لمواجهة فكر التطرف والانعزالية، من خلال العمل الجاد لبلوغ فقه معاصر ضمن الشريعة الإسلامية السمحة، وبما ينسجم مع ظروف أبناء المجتمعات المسلمة في الدول التي يعيشون فيها، والسعي لتعزيز دور المسلمين الإيجابي في بقاع العالم المختلفة. 

 

ورحّب معاليه بزيارة فضيلة المفتي حيث أطلعه على برامج وأنشطة المجلس، ودوره في تمكين المجتمعات المسلمة من الاندماج الإيجابي في دولها، لتحقيق الانسجام بين الالتزام بالدين، والانتماء للوطن، وأكّد معاليه أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يتطلع للمزيد من التعاون مع الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم مشيدا بالتنظيم والاستضافة الناجحة لأعمال المؤتمر العالمي الثامن للأمانة، الذي عقد في أكتوبر الماضي في القاهرة بعنوان"الفتوى وتحديات الألفية الثالثة". 

 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مفتي مصر شوقي علام

إقرأ أيضاً:

الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة

 

 

سلطان بن سالم العيسائي **

sultan52053@gmail.com

في خضم تصاعد الأزمات الجيوسياسية في المنطقة، برزت سلطنة عُمان كأنموذج فريد في تبني نهج الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة، الذي مكنها من الحفاظ على توازن استراتيجي في علاقاتها مع مختلف الأطراف المتنازعة إقليميا ودوليا. ولقد شكل هذا النهج حجر الزاوية في السياسة الخارجية العُمانية منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- واستمر بقوة وثبات في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

وسلطنة عُمان لم تكن يومًا دولة هامشية في محيطها؛ بل أدت دورًا مركزياً في التهدئة والوساطة، كما في الأزمة اليمنية، حيث احتضنت السلطنة محادثات غير مُعلنة بين أطراف الصراع، وأسهمت في توفير أرضية للحوار السياسي البعيد عن التصعيد الإعلامي. وفي الملف الإيراني الخليجي، احتفظت مسقط بعلاقات متوازنة مع طهران ودول مجلس التعاون على حد سواء، مما منحها مساحة موثوقة للتحرك الدبلوماسي عند الأزمات.

وتتمثل قوة هذا الحياد الإيجابي في أنه ليس موقفا سلبيا أو انسحابا من التأثير، بل هو اختيار استراتيجي واع، يُعزز من مكانة السلطنة كوسيط نزيه وشريك موثوق. كما إن هذا النهج اكتسب أهمية متزايدة مع تزايد الاستقطاب بين القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة، والصين، وروسيا؛ حيث حافظت عُمان على استقلالية قرارها الخارجي دون الانخراط في تحالفات حادة أو اصطفافات أيديولوجية.

ورغم ما يفرضه المحيط المضطرب من تحديات؛ فإنَّ الحياد العُماني يظل أحد الضمانات الأساسية للاستقرار الداخلي والإقليمي، خاصة في ملفات حساسة كأمن الطاقة، والملاحة الدولية، والتنمية المستدامة. ومع تسارع التحولات الإقليمية، تبرز الحاجة لتأطير هذا النهج ضمن سياسة خارجية أكثر مرونة وقدرة على التكيف، توازن بين المبادئ والسيادة، وبين البراغماتية والحكمة التاريخية.

وكذلك، أمام صعود قوى دولية جديدة كالصين، وتزايد التوترات البحرية في مضيق هرمز والبحر الأحمر، فإن استمرار السلطنة في تبني الحياد الإيجابي يمنحها القدرة على لعب أدوار استراتيجية دون المخاطرة برصيدها السياسي أو الاقتصادي. وقد أثبتت التجارب أن الدول التي تنتهج الدبلوماسية الهادئة تضمن موقعها كوسيط، لا كطرف، وهو ما يتسق مع المبادئ الثابتة للسياسة العُمانية.

وعليه.. فإن قراءة الدور العُماني ليست فقط تأريخًا لمواقف مُتزنة؛ بل دعوة لإعادة فَهْم "الحياد" كقوة ناعمة قادرة على صناعة التوازن، في زمن تتراجع فيه مساحات العقلانية السياسية.

** رئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يستقبل سفير تايلاند بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون.. صور
  • مفتي المملكة يستقبل الشيخ السديس وأئمة الحرم
  • الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة
  • المفتي يستقبل المستفتين ويوجّه بتكليف عدد من العلماء للرد على استفسارات الحجاج
  • مفتي عام المملكة يوجّه بتكليف أصحاب الفضيلة للرد على استفسارات الحجاج
  • مفتي المملكة يوجّه بتكليف أصحاب الفضيلة للرد على استفسارات الحجاج
  • مفتي راشيا زار اللواء عبد الله: الوطن بأيد أمينة في ظل القيادات الأمنية وأفرادها
  • مفتي الجمهورية: مستمرون في مواكبة التحديات الفكرية والمجتمعية المعاصرة
  • محافظ الشرقية يبحث مع مفتي الجمهورية عددا من الملفات الهامة
  • إطلاق برامج ومبادرات مشتركة بين القومي للمرأة والأزهر