تناولت صحيفة الإندبندنت أونلاين ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من وجهة نظر مختلفة، وقالت في افتتاحيتها إن “العنف يولد العنف”، كما أن “العالم يتوقع من إسرائيل ما هو أفضل من اللجوء المستمر للعنف (ضد الفلسطينيين)”. وأوضحت أنه مهما كانت المبررات التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية لغزو آخر لمخيم جنين للاجئين، “لا يمكن لأحد أن يعتقد بجدية أنها ستنجح في تعزيز قضية السلام”.
واستطرت الصحيفة قائلة إنه “إذا كانت العمليات العسكرية الوحشية للجيش الإسرائيلي في جنين كافية لإنهاء الصراع في المنطقة، لكان الشرق الأوسط ينعم بالسلام منذ عقود. لكن من الواضح أن الأمر لا يسير بهذا الشكل، كما أن
العنف يولد العنف، كما كان دائما”. وأضافت أنه مهما كانت المبررات التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية لغزو آخر لمخيم جنين للاجئين، الذي يضم حوالى 14000 فلسطيني ويفترض أنه جزء من دولة فلسطينية حرة وليدة، “لا يمكن لأحد أن يعتقد بجدية أنها ستنجح في تعزيز قضية السلام وتعزيز أمن إسرائيل، أو إنهاء الهجمات الإرهابية المستمرة على المدنيين الإسرائيليين الأبرياء”. وأشارت إلى أن الهجوم الإسرائيلي “لم يكن بلا دافع، خاصة بعد هجمات شنتها جماعات فلسطينية على المستوطنين الإسرائيليين، أعقبها انتقام إسرائيلي. لكن التوغلات الإسرائيلية الصغيرة الأخيرة قوبلت بالمقاومة. وهناك دائرة عنف، والإسرائيليون يعتقدون أن بإمكانهم إنهاءها بقوة حاسمة. لذا كان الهدف من الهجوم، بالنسبة للإسرائيليين كسر عقلية الملاذ الآمن للمخيم، الذي أصبح عشا للدبابير”. وبالفعل، هناك الآن “كتائب جنين” وكذلك الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وحماس وغيرها من الفصائل المسلحة. من المحتمل أن مئات المقاتلين موجودون في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن الأمر الذي لم تفكر فيه حكومة بنيامين نتنياهو هو أنها “حتى لو قتلت أو اعتقلت كل المقاتلين الفلسطينيين، فسيكون هناك الكثير والكثير من المقاتلين الآخرين وهم أكثر تصميما على القتال بعد توغل مهين آخر”. وتؤكد الصحيفة أن العملية في جنين “لن تغير من الأسباب الأساسية لدوامة العنف. فالكثير من الفلسطينيين، ولا سيما الشباب منهم، يائسون من مصادرة إسرائيل التي لا ترحم للأراضي”. وتضيف “إنهم لا يرون أي أمل في وطن خاص بهم. لكن عملية جنين لا تعد مفاجأة بالنظر إلى أن إدارة نتنياهو مدينة بالفضل للأحزاب السياسية التي ترعى حركة الاستيطان غير الشرعية، مما يشير إلى أن الإسرائيليين لن يتراجعوا بسهولة”. وحذرت الصحيفة من أن إسرائيل “تخاطر بإشعال انتفاضة ثالثة. وبدلا من المساعدة في إعادة بناء قوة السلطة الفلسطينية في بؤر التوتر مثل جنين ونابلس، تقوم بتعزيز قوة الفصائل المسلحة ودفع الشباب إليها مثل كتائب جنين. وقريبا، لن يكون لإسرائيل حتى حكومة فلسطينية يمكن التفاوض معها، وستتحمل هي جزء كبير من حدوث هذا.” (بي بي سي)
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
روته يشيد بـ"دادي" ترامب الذي أوقف حرب إسرائيل وإيران
وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الأب" الذي اضطر ليتدخّل لوقف الخلاف بين إسرائيل وإيران، مطلقا عليه اسم "دادي" بالإنجليزية.
في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي (هولندا) التي تمحورت حول زيادة الإنفاق الدفاعي، قارن ترامب الحرب بين إيران وإسرائيل بشجار بين ولدين.
وقال أمام عدسات الصحافيين، متوجها إلى روتيه الذي جلس إلى جانبه، "تشاجرا كولدين في الملعب".
وأضاف "كما تعلمون، يتشاجران بجنون ولا يمكن إيقافهما. أدعهم يتشاجران لدقيقتين أو ثلاث، ومن ثم من الأسهل وضع حدّ لذلك".
فاستطرد مارك روتيه قائلا "بعد ذلك على دادي (الأب) أحيانا أن يستخدم كلاما قويا"، وذلك في إشارة إلى الكلمات التي استخدمها الرئيس الأميركي، الثلاثاء، عندما اتهم بعبارات صريحة، إيران وإسرائيل بعدم احترام وقف إطلاق النار.
واكتفى الرئيس الأميركي بالابتسام على التعليق.
وعندما سُئل بعد ذلك عن استخدام الكلمة وعن تصريحاته التي أطرى فيها على ترامب، دافع روتيه عن موقفه. وقال "أعتقد أنها مسألة ذوق"، واصفا الرئيس الأميركي بـ "الصديق"، ومعتبرا أن سلوكه "يستحقّ" الثناء سواء في الملف الإيراني أو في الطريقة التي أرغم بها حلفاء الناتو على زيادة إنفاقهم الدفاعي.