النفط يتجه لتسجيل انخفاض لأسبوع ثالث مع انحسار المخاوف من صراع الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
العُمانية - "وكالات": بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 81 دولارًا أمريكيًّا و40 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 10 سنتات مقارنة بسعر أمس الخميس البالغ 81 دولارًا أمريكيًّا و30 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 92 دولارًا أمريكيًّا و77 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 6 دولارات أمريكية و سنتيْن فقط مقارنةً بسعر تسليم شهر سبتمبر الماضي.
على الصعيد العالمي ارتفعت أسعار النفط قليلا اليوم لكنها تتجه لتسجيل انخفاض للأسبوع الثالث مع انحسار المخاوف من اضطراب الإمدادات بسبب الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين مما يجعل المخاوف حيال الطلب تفرض نفسها من جديد. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير 41 سنتًا بما يعادل 0.5 بالمائة إلى 80.42 دولار للبرميل. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر 76.06 دولار للبرميل، بزيادة 32 سنتا أو 0.4 بالمائة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 5.7 بالمائة هذا الأسبوع، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 5.9 بالمائة منذ الأسبوع الماضي. وتعد الأسابيع الثلاثة من الانخفاضات هي أطول سلسلة من الخسائر الأسبوعية لكلا الخامين منذ انخفاض دام أربعة أسابيع من منتصف أبريل إلى أوائل مايو. وقالت شركة إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة اليوم "خطر اضطراب الإمدادات من الشرق الأوسط يواصل التراجع". وأضافت "لا يزال الصراع ينحصر داخل غزة على الرغم من المخاوف من تصاعده مع إبداء الدول العربية المجاورة استياءها". وبدأت المخاوف من اضطراب الإمدادات نتيجة هذا الصراع تنحسر بينما تزايد القلق بشأن الطلب خاصة من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وزادت البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة هذا الأسبوع من المخاوف بشأن تعثر الطلب. وعلاوة على ذلك، طلبت المصافي في الصين، أكبر مشترٍ للنفط الخام، إمدادات أقل من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لشهر ديسمبر. ومع ذلك، قال محللون في سيتي في مذكرة أمس الخميس إنهم يتوقعون تعافي الأسعار بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال سيتي "نتوقع أن تتماسك الأسعار، ونبقي على توقعاتنا للأسعار على المدى القريب مع الدعم المتوقع أن يأتي من الانتهاء من صيانة بعض المصافي والتحول في المخاطرة بالنسبة للمستثمرين بعد عمليات البيع الأخيرة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المخاوف من
إقرأ أيضاً:
العريان: اضطرابات الشرق الأوسط تأتي في وقت سيئ للاقتصاد العالمي
أشار محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة "أليانز" ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، في مقال تحليلي موسّع نُشر في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران جاءت في وقت بالغ الحساسية للاقتصاد العالمي، مما يفاقم التهديدات المرتبطة بالركود التضخمي، ويضعف قدرة الأسواق على امتصاص الصدمات.
وأوضح العريان أن هذه التطورات "تزيد من المخاطر على النمو والتضخم"، في وقت تضاءلت فيه قدرة صناع السياسات النقدية والمالية على التحرك بسبب معدلات الفائدة المرتفعة وعجز الميزانيات.
وأكد أن "خطورة الآثار السلبية ستعتمد على مدى وضخامة الضربة الإسرائيلية وعلى رد الفعل الإيراني".
ارتفاع أسعار النفط وتراجع الأسواقوشهدت الأسواق المالية رد فعل سلبيا واضحًا، حيث ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 7% فوق 74 دولارا للبرميل، رغم أن هذا المستوى يبقى دون ذروة يناير/كانون الثاني الماضي التي قاربت 82 دولارًا.
وأضاف العريان أن "الأسواق تترقب كيف سيكون رد فعل منظمة أوبك بلس"، مشيرًا إلى أن الارتفاع التدريجي في الأسعار خلال الأسابيع الأخيرة يسهم في دفع رياح الركود التضخمي عبر الاقتصاد العالمي.
إعلانوعكس انخفاض مؤشرات الأسهم حالة من القلق المتزايد في أوساط المستثمرين بشأن النشاط الاقتصادي، في ظل احتمال تراجع شهية الاستهلاك والإنتاج.
تحذيرات من البنك الدوليوكان البنك الدولي خفّض في وقت سابق من هذا الشهر توقعاته للنمو العالمي في 2025 إلى 2.3%، أي أقل بنحو نصف نقطة مئوية من التقديرات السابقة بداية العام.
ورغم أنه لم يتوقع ركودًا عالميا، فإنه حذر من أنه إذا تحققت هذه التوقعات، فإن العقد الأول من القرن الحالي سيكون الأبطأ نموًا منذ ستينيات القرن الماضي.
وبُنيت هذه التقديرات على فرضية أن متوسط سعر النفط سيكون 66 دولارًا للبرميل في 2025، و61 دولارًا في العام التالي، الأمر الذي قد يتغير جذريًا في ظل تصاعد التوترات.
ضغوط إضافية على صانعي السياساتوأشار العريان إلى أن البنوك المركزية ستضطر إلى تشديد مراقبتها للضغوط التضخمية، مما يُضعف احتمال خفض أسعار الفائدة قريبًا، كما أن الحكومات ستكون مقيدة بشأن تحفيز النمو عبر السياسة المالية بسبب استمرار معدلات الفائدة المرتفعة وحساسية المستثمرين للعجز والدين العام.
وخصّ العريان المملكة المتحدة كمثال على الدول التي قد تواجه صعوبات مضاعفة، حيث سلطت مراجعة الإنفاق الأخيرة الضوء على المخاطر التي قد تهدد الأسر البريطانية بمزيد من الضرائب في موازنة أكتوبر/تشرين الأول، مما قد يمحو أثر أي تخفيض محتمل في الفائدة من قبل بنك إنجلترا.
تآكل النظام الاقتصادي الأميركيولفت العريان الانتباه إلى تأثيرات غير مباشرة أعمق للأزمة، تتعلق بتآكل النظام الاقتصادي العالمي القائم على الهيمنة الأميركية.
وقال "مع مرور الوقت، قد تُعد هذه الفوضى الجديدة في الشرق الأوسط عاملا إضافيا في تآكل النظام الاقتصادي العالمي بقيادة أميركا"، مضيفًا أن ذلك قد يدفع الدول إلى تقليل اعتمادها على الآليات الجماعية للضبط والاستقرار، وتعزيز قدراتها الذاتية، مما يُضعف الكفاءة العامة للاقتصاد العالمي.
إعلان مؤشرات مقلقة من الأسواق الماليةولاحظ العريان أيضًا رد الفعل "الضعيف نسبيًا" في أسواق السندات الأميركية والدولار بعد الهجوم، إذ لم تُسجّل المكاسب التقليدية التي عادة ما تحققها الأصول الآمنة في الأزمات.
وعلّق "هذا الأمر يُثير القلق على المدى الطويل"، مشيرا إلى أن "الدول التي تميل إلى الإفراط في حيازة الدولار والأصول الأميركية قد تعيد النظر في هذه الإستراتيجية إذا استمر تراجع النفوذ الأميركي".
واختتم العريان مقاله بتحذير صريح "بأي طريقة ننظر بها إلى التأثيرات الاقتصادية والمالية لهذا التصعيد الجديد في الشرق الأوسط، فإن النتيجة واضحة: إنها أخبار سيئة في وقت سيئ للغاية"، مضيفا أن الأسواق أصبحت مضطرة للتعامل مع مجموعة متزايدة من العوامل الجيوسياسية غير المستقرة، مما يشجع على تفتت النظام الاقتصادي الحالي ويزيد من احتمالات عدم الاستقرار المالي.