صحيفة الاتحاد:
2025-07-06@14:02:26 GMT

ضرورة وضع النظم البيئية في صميم العمل المناخي

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

*رزان المبارك

أخبار ذات صلة «نور أبوظبي».. ريادة في قطاع الطاقة الشمسية رؤساء شركات إعلامية: «الكونغرس العالمي للإعلام» يعزز مكانة الإمارات مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

مع اتجاه العام 2023 لأن يكون الأكثر سخونة منذ بداية تسجيل درجات الحرارة، والذي شهد ارتفاعات قياسية في البحر واليابسة والوصول لمستويات غير مسبوقة، وامتداد تأثير الظروف الجوية المتطرفة وتدهور التنوع البيئي وانجراف الأراضي على البشر، والتنوع البيولوجي، وسُبل العيش، والاقتصادات العالمية.


تبرز الحاجة للتركيز على الحلول القائمة على الطبيعة، كأساس لتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معها، خاصة مع قرب انعقاد مؤتمر الأطراف COP28، في مدينة إكسبو دبي، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023. 
حيث يقوم النظام البيئي بامتصاص نحو 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتسبب بها البشر بينما تمتص المحيطات نحو 30% أخرى، ويبقى في الغلاف الجوي الـ 40% الباقية، وهي النسبة التي تساهم بالاحتباس الحراري وتغير المناخ، وتلعب الطبيعة دوراً مزدوجاً، فهي تقلل من تقلبات تغير المناخ، وتساعد المجتمعات على التكيف معها، وتساهم الطبيعة بالحفاظ على عدم ارتفاع مستويات الاحتباس الحراري العالمي، فعلى سبيل المثال تمثل الحلول القائمة على الطبيعة ما يعادل ثلث الجهود المطلوبة لتخفيف آثار تغير المناخ بحلول عام 2030.
ويؤثر تغير المناخ على الطبيعة بطرق متعددة، حيث تقوم التربة بتخزين الكربون أكثر من النباتات والغلاف الجوي مجتمعين، وعندما تتدهور الأراضي الصالحة للزراعة من خلال التصحر والجفاف، وتآكل التربة الذي يتم بوتيرة سريعة، فإن الكربون المفترض تخزينه في التربة ينطلق نحو الجو، وهذا ما يساهم بجعل تدهور الأراضي واحداً من أكبر العوامل المساهمة في تغير المناخ. 
من جهتها، تؤدي الغابات دورين في عملية تغير المناخ، حيث تعتبر أحد المسببات، وفي الوقت نفسه الحلول لانبعاثات غازات الدفيئة، لأن حوالي 25% من الانبعاثات العالمية تأتي من الأراضي التي تعتبر ثاني أكبر مصدر لانبعاث غازات الدفيئة بعد قطاع الطاقة، وينتج حوالي نصف هذه الانبعاثات من التصحر وتدهور الغابات، بينما تقوم الغابات المزدهرة بحفظ توازن النظم البيئية، وتحمي التنوع البيولوجي، وتقلل من الانبعاثات، وامتصاص ما يقارب 2.6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يمثل ثلث الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود التقليدي.
ومن الضروري أن نشير هنا إلى دور الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية التي تدير وتعيش في جزء كبير من غابات العالم، حيث تعتبر الغابات التي تشرف عليها الأكثر استدامة مع الحفاظ على تنوعها ونظامها البيئي، ما يجعلها مخازن ممتازة للكربون.
وعلى صعيد المحيطات، فإنها تحتضن 90% من الاحتباس الحراري العالمي، ما يؤدي إلى تغير درجات الحرارة واتجاهات التيارات البحرية وفقدان الأكسجين، كما تساهم انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بزيادة حموضة المحيطات، والتي وصلت بالفعل لمستويات مرتفعة جداً، الأمر الذي يؤثر على الحياة البحرية والنظم البيئية، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية وازدهار الحياة البحرية فيها، ما يؤثر بشكل مباشر على ما تقدمه هذه المنظومة البيئية من الطعام والحماية من فيضانات أمواج البحار. 
ومن جانبها، تقوم النظم البيئية الساحلية مثل غابات القرم بدور حيوي في تخزين واحتجاز الكربون، حيث تغطي هذه الغابات حوالي 0.1% من سطح كوكبنا، إلا أن كل هكتار منها يمكنه تخزين 10 أضعاف كمية الكربون التي تخزنها  المساحة نفسها من الغابات البرية، كما يقلل النظام البيئي لغابات القرم الأضرار التي يمكن أن تحدثها الفيضانات البحرية بقيمة تتجاوز 65 مليار دولار، وتساهم بحماية ما يقارب 15 مليون شخص كل عام.
ولهذا فقد أعلنت دولة الإمارات تأييدها مبادرة «تنمية القرم»، كما سيستضيف COP28 أول اجتماع وزاري حول القرم في يوم الطبيعة والمحيطات واستخدام الأراضي يخصص لدعم غابات القرم، من أجل دعم هدف استعادة وحماية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم بحلول عام 2030.
إن التخفيف من آثار تغير المناخ يشمل مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والحلول الخاصة بالعمل المناخي، وضرورة استغلال قوة الطبيعة من خلال التخفيف البيولوجي، وهو استراتيجية مناخية، تشمل الحفاظ وتعزيز البيئات الطبيعية مثل الغابات والأراضي الرطبة التي تعتبر مخازن كربون مهمة جداً. وتقدم الحلول القائمة على الطبيعة طرقاً مستدامة للتصدي لتغير المناخ، حيث تعتبر الإدارة المستدامة للغابات أمراً حيوياً لامتصاص ثاني أكسيد الكربون ولحماية التنوع البيولوجي بشكل عام، بما في ذلك النباتات والفطريات والأشجار على النحو الأساسي.
أما استعادة الأنظمة البيئية فهو منهج مهم آخر، ويهدف إلى تعزيز الغابات المتدهورة والالتزام بالمعيار العالمي للحلول القائمة على الطبيعة والذي وضعه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي ينتج عنه الكثير من الفوائد مثل إحياء مواطن الحياة البرية، واستعادة الأنظمة البيئية، والتقاط الكربون، وتعزيز نوعية المياه، ومنع تآكل التربة.
كل هذه الحلول تمكّن المجتمعات المحلية من التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، فحماية البيئة الساحلية، على سبيل المثال، توفر حواجز طبيعية ضد الفيضانات البحرية، ويمكن للأراضي الرطبة والغابات تعزيز إمدادات المياه الجوفية التي تثبت أهميتها أثناء فترات انخفاض مستويات الأمطار والجفاف، ويمكن للغابات الحضرية، التي يزرعها البشر وسط المدن أو في محيطها تقليل أثر ارتفاع درجات الحرارة، وتساهم النظم البيئية الساحلية مثل غابات القرم والشعاب المرجانية بتقليل آثار أمواج البحار والمحيطات، وبالتالي الحماية من أخطار الفيضانات الساحلية.
يعتبر التركيز على البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسبُل العيش واحداً من ركائز خطة عمل رئاسة COP28، حيث تهدف لجعل البشر وكوكب الأرض في صميم العمل المناخي، وسنقوم خلال مؤتمر الأطراف بتعزيز وتنظيم مبادرات تحمي التنوع البيولوجي والمخازن الطبيعية والحيوية للكربون، وتساند جهود المجتمعات الأكثر تعرضاً لتغير المناخ، خاصة تلك التي تهتم بالحفاظ على التنوع البيئي والتكيف وزيادة المرونة المناخية.
كما سيتم التركيز على أهمية تنفيذ إطار عمل كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي لحماية 30% من الموائل البرية والبحرية بحلول عام 2030، باعتباره أداة مهمة لمواجهة تغير المناخ.
ومع تصاعد وتيرة الاستعدادات لاستقبال العالم في COP28، يتوجب علينا أن نركز على دور الطبيعة، والاهتمام بالغابات والتربة والمحيطات والأراضي الرطبة، وأن نوازن بين التركيز على الطبيعة والتصدي لتغير المناخ، لأن الفشل في أي من المسارين سيكون فرصة لا يمكننا تحمل عواقب ضياعها.
رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28*

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رزان المبارك الإمارات مؤتمر الأطراف دبي إكسبو دبي القائمة على الطبیعة التنوع البیولوجی النظم البیئیة تغیر المناخ غابات القرم

إقرأ أيضاً:

هدوء الطبيعة وجاذبية الريف.. المزارع تتحول إلى وجهات سياحية صيفية

المناطق_واس

في قلب الطبيعة ووسط مشاهد النخيل الممتدة، والأجواء الريفية الجاذبة، برزت المزارع الريفية خلال الإجازة الصيفية كأحد الخيارات السياحية التي تستقطب الزوّار الباحثين عن الهدوء والراحة وتجربة ترفيهية مختلفة.

وجاء هذا التحوّل اللافت للمزارع الريفية في استقطاب الزوار نتيجة جهود مستمرة لتحويلها إلى مواقع جذب سياحي متكاملة، تُلبّي احتياجات العائلات والأفراد، وتوفّر لهم تجربة أصيلة بطابع عصري.

أخبار قد تهمك نائب أمير منطقة الرياض يُشرّف حفل سفارة جمهورية الفلبين لدى المملكة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلادها 4 يوليو 2025 - 12:07 صباحًا الرئيس “الشرع”: الهوية البصرية الجديدة تجسّد وحدة سوريا ورفضها للتقسيم 3 يوليو 2025 - 11:59 مساءً

وتتميّز هذه المزارع بجمال طبيعتها وتوازنها بين البساطة والحداثة، إذ توفّر بيئة هادئة تُمكّن الزائرين من الانفصال عن روتين المدينة، والاستمتاع بلحظات من السكون بين النخيل والأشجار، وتحتضن المزارع خدمات متكاملة تشمل مطاعم تُقدّم أطباقًا شعبية وحديثة، ومقاهي بتصاميم ريفية، وأركانًا لبيع المنتجات الزراعية المحلية، إلى جانب أماكن مخصصة للجلوس ومساحات ترفيهية للأطفال وأنشطة عائلية متنوعة.

ويُسهم الإقبال المتزايد على هذا النمط من السياحة الداخلية في تحوّل واضح بتوجّهات المجتمع نحو تجارب متصلة بالطبيعة والحياة الهادئة.

ويدعم تطوّر البنية التحتية وجودة الخدمات المقدّمة في ترسيخ مكانة المزارع الريفية كخيار رئيسي لقضاء الإجازات القصيرة والرحلات اليومية.

وفي هذا الجانب عبر أحد السياح، علي محمد الوايلي، القادم من منطقة نجران، عن إعجابه بما تتميّز به منطقة القصيم من تنوّع سياحي فريد، مشيدًا بالمزارع الريفية التي أصبحت وجهة جاذبة للباحثين عن السيّاحة؛ لما تُقدّمه من تجربة طبيعية متكاملة تعكس أصالة المنطقة وثراءها الزراعي، لافتًا النظر إلى أنّ المزارع المنتشرة في محافظات المنطقة توفّر تجربة سياحية عائلية متكاملة، تتنوّع بين الجلسات التقليدية والمأكولات المحلية الأصيلة، إلى جانب أنشطة زراعية وترفيهية تناسب مختلف الفئات العمرية.

من جهته، أشار عبدالعزيز المطيري، أحد المتنزهين، إلى أنّ المزارع الريفية أصبحت من أبرز الوجهات العائلية خلال عطلة الصيف، لتلبيتها لاحتياجات الزوّار وتوفّر الخدمات المتنوّعة، التي تضمن قضاء أوقات ممتعة في أجواء طبيعية وآمنة.

وتُعدّ المزارع الريفية خيارًا مثاليًا للباحثين عن الترفيه الهادف، والراحة النفسية، والتجارب الزراعية، ويُسهم تزايد الاهتمام بالسياحة الداخلية والطبيعة في دعم الاقتصاد المحلي، وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحسين جودة الحياة، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز التوازن بين الإنسان والبيئة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 4 يوليو 2025 - 12:14 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد3 يوليو 2025 - 11:43 مساءًانطلاق مهرجان الدار الثالث بقرية آل موسى التراثية بمنطقة الباحة أبرز المواد3 يوليو 2025 - 10:22 مساءًحرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على 3 مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم 31.5 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر أبرز المواد3 يوليو 2025 - 10:09 مساءًولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من المستشار الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية أبرز المواد3 يوليو 2025 - 10:02 مساءًحرس الحدود بالمنطقة الشرقية يحبط تهريب 3000 قرص من مادة الإمفيتامين المخدر أبرز المواد3 يوليو 2025 - 9:54 مساءًالجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي واليورو3 يوليو 2025 - 11:43 مساءًانطلاق مهرجان الدار الثالث بقرية آل موسى التراثية بمنطقة الباحة3 يوليو 2025 - 10:22 مساءًحرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على 3 مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم 31.5 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر3 يوليو 2025 - 10:09 مساءًولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من المستشار الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية3 يوليو 2025 - 10:02 مساءًحرس الحدود بالمنطقة الشرقية يحبط تهريب 3000 قرص من مادة الإمفيتامين المخدر3 يوليو 2025 - 9:54 مساءًالجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي واليورو نائب أمير منطقة الرياض يُشرّف حفل سفارة جمهورية الفلبين لدى المملكة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلادها نائب أمير منطقة الرياض يُشرّف حفل سفارة جمهورية الفلبين لدى المملكة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلادها تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • العربية لحماية الطبيعة تطلق تقريرها السنوي لعام 2024
  • الطين قد يكون حلا بسيطا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون
  • تنوع الطبيعة العمانية يجذب الآلاف من عشاق سياحة المغامرات
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟
  • وقود الطائرات يحرق البيئة.. الجيش الأمريكي أكبر مصدر لـ«انبعاثات الكربون» في العالم
  • حملات مكثفة لرفع كفاءة النظافة بحي المناخ ببورسعيد.. واستجابة فورية لشكاوى الصرف الصحي
  • هدوء الطبيعة وجاذبية الريف.. المزارع تتحول إلى وجهات سياحية صيفية
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي ودعمها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي بدورة اتفاقية الأمم المتحدة في ألمانيا
  • في إطار اللقاءات التي ينظمها المرصد..حملاوي تستقبل عدد من الجمعيات