الشابي يؤكد وجود اختراقات للاحتلال بتونس.. موقف سعّيد مضطرب
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
قال رئيس جبهة " الخلاص" الوطني، المعارضة بتونس أحمد نجيب الشابي إن هناك عدة اختراقات للاحتلال بمجالات مختلفة بتونس ما يؤكد الحاجة لقانون يجرم التطبيع ، مشيرا إلى وجود اضطراب في موقف الرئيس قيس سعيد من التطبيع .
وشدد الشابي في تصريح لـ"عربي21"، على أن الاختراقات تمس مجالات الإعلام والرياضة والثقافة والتجارة .
واعتبر أن المصادقة على قانون تجريم التطبيع يعد أولوية كبرى لأجل إيقاف هذا الاختراق .
ووصف الشابي ما حصل بالبرلمان من تعليق لجلسة المصادقة على قانون تجريم التطبيع "بالفضيحة وفيه إساءة كبيرة لصورة تونس عالميا".
وللإشارة فإنه ومنذ أكثر من أسبوع، مازالت جلسة المصادقة على قانون تجريم التطبيع، والذي يتضمن 7 فصول معلقة بسبب الخلاف الكبير بين النواب ورئيسهم إبراهيم بودربالة حول أهمية هذا القانون .
وكان بودربالة قال نقلا عن الرئيس سعيد، إن مشروع قانون تجريم التطبيع، سيضر بالمصالح الخارجية للبلاد ويمس من الأمن القومي.
وانتقد الشابي بشدة ما نقل عن سعيد قائلا: "السياسة الخارجية للدولة التونسية تسطر داخليا وليس لأحد الحق في أن يتدخل فيها ".
ووصف الشابي موقف سعيد من التطبيع بـ"الخيانة العظمى والموقف المضطرب".
هذا وانتقد جميع حكومات مع بعد الثورة التي لم تعط الأولوية للمصادقة على هذا القانون كاشفا ما تعرض له المجلس الوطني التأسيسي مباشرة بعد الثورة من ضغوطات حتى لا يتم سن قانون تجريم التطبيع .
ولفت إلى أن الجبهة تعمل باستمرار على توفير دعم معنوي و سياسي وقدر المستطاع ماديا مع قطاع غزة، وأضاف "ما يحصل بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية يستأثر بشكل مطلق باهتمامنا كحركة سياسية".
وفي الشأن الداخلي التونسي ، قال الشابي خلال ندوة صحفية الاثنين ، إنه ورغم الانشغال الشديد بما يحصل بغزة لم ولن نتخلى عن هدفنا في استعادة الشرعية وتشكيل حكومة انقاذ وطنية .
وذكّر الشابي بالأزمة السياسية التي تعرفها تونس منذ 25 تموز/يوليو 2021 وخاصة في الأشهر التسعة الأخيرة نتيجة حملة الاعتقالات الكبيرة والتي طالت عددا كبيرا من السياسيين وخاصة المعارضين للنظام .
من جهته قال محامي الدفاع ونائب رئيس "الجبهة" سمير ديلو إن هناك حملة استهداف واضحة للسياسيين وخاصة لحركة "النهضة" ورئيسها راشد الغنوشي .
وانتقد ديلو ملف محاكمة رئيس الحكومة ووزير الداخلية السابق علي العريض، كاشفا ختم الأبحاث في ملفه المتعلق بمواجهة الظاهرة السلفية حين كان رئيسا للحكومة في حكومة ما بعد الثورة .
هذا وأعلن ديلو أن محكمة الاستئناف ستنظر في 23 من الشهر الجاري في مطالب الإفراج عن المعتقلين السياسيين وهم خيام التركي، عبد الحميد الجلاصي، غازي الشواشي، رضا بالحاج وعصام الشابي .
وسبق أن تم رفض جميع مطالب الإفراج المقدمة من هيئة الدفاع منذ شباط/فبراير المنقضي تاريخ اعتقال هؤلاء السياسين .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سعيد تجريم التطبيع تونس غزة تونس غزة الاحتلال سعيد تجريم التطبيع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قانون تجریم التطبیع
إقرأ أيضاً:
استعراض إسرائيلي لحوافز التطبيع مع أكبر دولة إسلامية
في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال عزلة عالمية متزايدة، تتوجه أنظارها الى استئناف مسار التطبيع مع عدد من الدول العربية والاسلامية، وآخرها إندونيسيا، الدولة الاسلامية الأكبر، التي رغم دعمها المعلن للفلسطينيين، ورغم الحواجز الدستورية والثقافية مع الاحتلال، لكن النهج البراغماتي للرئيس فرابوو سوبيانتو، وعلاقاته مع الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، ورغبته بالتميز على الساحة الدولية، قد يُمهّد الطريق لعملية التطبيع مع الاحتلال في اليوم التالي لانتهاء العدوان في غزة.
وذكر الباحث بمعهد "ميسغاف" للأمن القومي، والمستشار الجيو-سياسي يوسي روزان، أنه "في الأيام التي أعقبت الحرب ضد إيران، وحول اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان من المتوقع ورود تقارير بشأن صفقة واسعة النطاق، ليس "صفقة القرن"، بل "صفقة الألفية" إذا صح التعبير، من شأنها أن تشمل عملية تطبيع مع سوريا والسعودية، وتوسيع اتفاقيات أبراهام للدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا، مع التركيز على إندونيسيا".
وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "هذه القضية لا يتم تناولها في فراغ، ويبدو أن الرغبة من جانب الدول الإسلامية قائمة رغم الحرب المستمرة في غزة، وكانت المحادثات مع السعودية جارية قبل السابع من أكتوبر 2023، مما أثار قلق إيران ووكلائها بشكل كبير، ولم تبدأ المحادثات مع سوريا إلا في الأشهر الأخيرة، على خلفية الاحتضان الذي يحظى به حاكمها الحالي، أحمد الشرع، من المجتمع الدولي".
وأشار أن "الحديث عن التطبيع أندونيسيا ليس مجرد تفكير متفائل، بل قد يكون هناك شيء في الهواء، فهي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، لديها بالفعل علاقات تجارية مع إسرائيل، ويقدر حجم التجارة بينهما 200 مليون دولار لعام 2023، رغم عدم وجود بنية أساسية متفق عليها لدعم هذا النشاط، وصعوبة إصدار التأشيرات، ولذلك فإن خطاب التطبيع معها ليس جديدا، لكنه لم يحقق حتى الآن تقدما كبيرا بسبب الحواجز المتجذرة بعمق في الثقافة السياسية الإندونيسية".
وأكد أن "أول العقبات الرئيسية تكمن في دستور إندونيسيا الذي ينص على معارضة أي شكل من أشكال الاستعمار، وهو تذكير بالاحتلال الهولندي لها، ونتيجة لذلك، نشأ فيها تفسير تقليدي يرى أن التحركات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تشكل تعبيراً عن الاستعمار، وأن محاولات التطبيع مع الدول العربية تهدف لكسر دعم الكتلة العربية والإسلامية للفلسطينيين، وحل الدولتين".
وأضاف أن "العقبة الثانية تكمن في اعتماد نظامها السياسي على المنظمات الإسلامية الدينية، التي عارضت التطبيع مع الاحتلال بشكل ثابت، وعلى مر التاريخ، كان يُنظر لأي تحرك نحو التطبيع بأنه يحمل خطر خلق توترات داخلية في إندونيسيا، وتقويض قواعد دعم المنظمات الإسلامية في السلطة، ومع ذلك، فقد عقدت في السنوات الأخيرة لقاءات بين كبار المسؤولين الإندونيسيين والإسرائيليين، بما في ذلك سوبيانتو، عندما كان وزيراً للدفاع؛ وزار ممثلو أكبر حركة دينية فيها، نهضة العلماء، دولة الاحتلال، والتقوا بنتنياهو في 2018".
وزعم أن "تحركات دبلوماسية سرية خلف الكواليس جرت لسنوات لبدء التطبيع، وتم تبادل مسودات بشأن افتتاح مكتب مصالح مشتركة، لكن اندلاع الحرب على غزة شهد انحياز إندونيسيا للفلسطينيين، وانضمت للدعوى المرفوعة ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية".
وأشار أن "الاتجاه في العلاقات الإندونيسية الإسرائيلية كان سلبيا تماما، لكن انتخاب سوبيانتو رئيسا في فبراير 2024 عبر عن التفاؤل بهذا المسار، ورغم أنه امتنع عن الإشارة صراحة للتطبيع، طالما أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس في الأفق، ولا يقوض التزام بلاده تجاه الفلسطينيين، لكن نهجه البراغماتي على الساحة الدولية يوفر مرونة في التفكير لتحقيق هذا الالتزام، كما تحدى التفسير القديم للدستور، واقترح نهجا نشطا للتعامل مع القضية الفلسطينية".
وأوضح أن "سوبيانتو زار في نيسان / أبريل الإمارات وقطر وتركيا ومصر والأردن، وعرض خطته لإجلاء سكان غزة مؤقتًا، يبلغ عددهم ألف نسمة في المرحلة الأولى، لأسباب إنسانية، وطلب مناقشة جدواها مع الدول العربية، بحيث إذا سمحت ظروف غزة بالعودة، فسيعودون إليها، وأعرب عن استعداده للعب دور في "اليوم التالي"، سواء في إعادة الإعمار، أو قوات حفظ السلام، وفقا لقرار المجتمع الدولي".
وأكد أنه "ينبغي النظر لهذا الاقتراح باعتباره بمثابة بالون اختبار من جانب سوبيانتو لاختبار مدى استعداد شركائه في الشرق الأوسط لقبول مثل هذا النهج، واختبار رد الفعل داخل بلاده، وفي سياق أوسع، ما إذا كانت هناك ظروف مناسبة لبدء التطبيع مع دولة الاحتلال".
وأوضح أن "سوبيانتو لن يشرع في خطوات التطبيع مع دولة الاختلال دون التنسيق مع السعودية، كما أن التزام بلاده تجاه القضية الفلسطينية ثابت، لذلك، فإن أي محاولة للتقدم وتعزيز التطبيع يجب أن تتم بدبلوماسية هادئة، وبقدر كبير من الصبر لبناء البنية التحتية التي ستدعمه "في اليوم التالي".