عقد المنتدى البلدي الدولي الخامس للبريكس + في الفترة من 9 إلى 10 نوفمبر في سانت بطرسبرغ بروسيا 2023، حيث كانت الموضوعات الرئيسية له هي تطوير مجال تكنولوجيا المعلومات والعمران والتعاون الإنساني والسياحة والرعاية الصحية ومجالات أخرى لتنمية البيئة الحضرية.

 وفي الوقت نفسه، أظهر عمل مجموعة البريكس + في  المنتدى البلدي الدولي الخامس ، بوضوح أن التصريحات حول "العزلة الدبلوماسية" الكاملة لروسيا ليست أكثر من مجرد محاولة للتفكير بالتمني.

فيما تكون حقيقة مفهوم العالم متعدد الأقطاب، الذي أعلنت القيادة الروسية مرارًا وتكرارًا التزامها به، حيث يجد عددا كبيرا من المؤيدين في مختلف أنحاء العالم مشاركين في المنتدى علي هذا النمط.

 

أبرز الدول المشاركة بالمنتدى الهند والصين وجنوب إفريقيا

اجتمع سبعة آلاف مندوب في العاصمة الشمالية لروسيا سانت بطرسبرغ، جاء من الخارج ما يقرب من ألفين مشارك، ليس فقط من البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، ولكن أيضًا من 59 دولة أخرى تمثل بشكل رئيسي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. 

ونتيجة لذلك، سمح المنتدى البلدي في سانت بطرسبورغ للمسؤولين ورجال الأعمال والناشطين العامين والخبراء من مائتي مدينة حول العالم بتبادل الخبرات.

في المجمل، تم تضمين 120 حدثًا في برنامج أعمال المنتدى.

 كما أعرب وزير حكومة موسكو ورئيس إدارة العلاقات الاقتصادية والدولية الخارجية للمدينة سيرغي شيرمين، عن أمله في أن "يخلق فرصة لتبادل المعرفة والخبرة وأفضل  مما يؤدي إلى في أفكار ومبادرات إبداعية جديدة.

 بطلة العالم

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في تعليقه على الوضع المتعلق بالعقوبات المناهضة لروسيا، أن روسيا أصبحت "بطلة العالم" من حيث عدد الإجراءات التقييدية التي فرضها الغرب عليها،ومع ذلك، فقد جاءت هذه الجهود غير المسبوقة بنتائج عكسية إلى حد كبير. 

ويتعلق هذا على وجه الخصوص بإقامة علاقات جديدة وموائمة المصالح على أسس كان من الصعب تصورها من قبل. 

ومن الأمثلة النموذجية على ذلك اهتمام البرازيل النشط بمنطقة القطب الشمالي، والتي تعتزم تطوير التعاون التجاري والاقتصادي هناك ومشاريع في مجال التعدين وغيرها.

ويمكن القول إن الدول التي ترفض التسامح مع وضع لا يوجد فيه سوى مركز قوة واحد في العالم يفرض قواعده على الآخرين، رأت أن  في روسيا زعيمًا قادرًا على مقاومة هذه الهيمنة.

 فيما قامت مجموعة من الدول تسمى الجنوب العالمي، بتجميع قائمة طويلة من المطالبات ضد الغرب - وهذه هي نفس الممارسة المتمثلة في تطبيق العقوبات "العقابية"، وإساءة استخدام قواعد التجارة، والرغبة في احتكار الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والتجاهل العام لاحتياجات البلدان النامية.

ونتيجة لذلك، ظهرت علامة "زائد" في اختصار مجموعة البريكس، والتي تظهر باسم المنتدى المنعقد في سانت بطرسبرغ. علاوة على ذلك، تبدو هذه العلامة أكثر إثارة للإعجاب.

وبالاشارة إلى البلدان التي ترغب في معادلة القواعد العالمية للعبة، بالمعنى المجازي، الاصطفاف على عتبة البريكس، فقد أعربت 25 دولة على الأقل عن رغبتها في الانضمام إلى هذه المنظمة.

 

مصر والإمارات أبرز الدول المنضمة حديثا للبريكس

واعتبارًا من 1 يناير 2024، ستصبح الأرجنتين ومصر وإيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإثيوبيا أعضاء كاملي العضوية في مجموعة البريكس، والتي ستوسع عضويتها من الدول الخمس الحالية إلى إحدى عشرة دولة.

وفي الوقت نفسه، أكد سيرجي تشيريومين، في كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى، أن التعاون الإقليمي أصبح أحد أهم عناصر العلاقات الدولية.

 وبحسب قوله فإن "دبلوماسية المدن، التي تلعب اليوم دورا مميزا في تنمية الاقتصادات الوطنية، تساعد على تبادل أفضل مهارات الإدارة للبلدان بدول البريكس، وتقديم الحلول المتقدمة، وتعزيز الحوار الثقافي والإنساني.

وأصبح منتدى البريكس البلدي الدولي الذي ينعقد للمرة الخامسة  منصة تشكل أجندة فكرية للمجتمع البلدي الدولي.

 وأشار سيرجي شيريومين، "إننا نتعلم بنشاط من أصدقائنا من دول البريكس، باستخدام أفضل الممارسات الدولية".

 وفي الوقت نفسه، فإن روسيا منفتحة أيضًا على التعاون، كما قال وزير موسكو:" إن موسكو مستعدة بصدق لمشاركة خبرتها ومعرفتها مع الشركاء، ولا سيما مع مدن دول البريكس الصديقة"، التي يبلغ عدد سكانها نحو 50٪ من عدد الأشخاص على هذا الكوكب.

 وأضاف:"إمكانات تعاوننا تكمن في المقام الأول في تبادل الخبرات مع أفضل الممارسات الحضرية والحوار على المستوى البلدي ".

ووصف شيرمين الاتجاهات المماثلة في عملية التحضر بأنها عامل يساهم في التفاهم المتبادل بين دول البريكس+. 

وفي الوقت نفسه، يتمتع أعضاء مجموعة البريكس بطبيعة الحال بخصائص خاصة بهم، والتي تملي الحاجة إلى تطوير أساليب فردية في التعامل مع الحكم البلدي.

وتجدر الإشارة إلى أن الأهمية المتزايدة لمجموعة البريكس بدأت تثير قلق الغرب بشكل واضح، حيث توقفوا عن التعامل مع هذه المنظمة على أنها شيء تافه.

وفي المقابل تمثل مجموعة البريكس ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن الممكن أن يمنح توسيع العضوية المنظمة المزيد من النفوذ.

 نصف الإنتاج الصناعي بالعالم

ووفقا لتقديرات بلومبرج إيكونوميكس، بحلول عام 2040، ستشكل دول البريكس نحو نصف الإنتاج الصناعي العالمي، وهو ما سيضاعف أرقام مجموعة السبع (G7)

وفي الوقت نفسه، يشير خبراء الوكالة إلى أن "الانقسام الحالي في النظام العالمي" يمنح البريكس "فرصة جديدة لتصبح صوتا أعلى للجنوب العالمي، مما يتحدى الولايات المتحدة وحلفائها ".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهند روسيا سانت بطرسبرج أفريقيا أمريكا اللاتينية البريكس مجموعة البریکس وفی الوقت نفسه دول البریکس

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية» يشارك في «المنتدى العلمي والعملي الدولي» بموسكو

أبوظبي (الاتحاد)

شارك مركز أبوظبي للغة العربية، في المنتدى العلمي والعملي الدولي الثاني، الذي عُقد مؤخراً في العاصمة الروسية موسكو، بتنظيم من مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك التعليمي، ومدرسة بريماكوف الإقليمية، تحت عنوان «تدريس اللغة العربية في العالم الحديث: التقاليد والابتكارات»، حضره نحو 50 خبيراً متحدثاً بالروسية، و15 متحدثاً باللغة العربية.
وسعى المنتدى، الذي يعتمد اللغتين العربية والروسية، إلى تحديث تجربة تدريس اللغة العربية التي تجمع بين التقاليد وأحدث التقنيات التعليمية، مستهدفاً العلماء المختصين في ميدان اللغة العربية، والمعلمين الذين ترتبط أنشطتهم المهنية بدراسة اللغة العربية وتدريسها، والطلاب الذين يدرسونها، مركّزاً على قضايا الذكاء الاصطناعي، والنماذج اللغوية، في تدريس اللغة العربية، واللهجات العربية في التعليم الروسي، والاطلاع على الوسائل، والتقنيات الحديثة، لتعليم وضبط وتقييم جودة تدريس اللغة العربية الفصحى، والأساليب الحديثة في تدريسها في التعليم العالي، وبحث سبل تنمية تجربة القراءة في عملية تعلم اللغة العربية، وممارسة الترجمة في تدريسها، والبحث في اللغويات الإثنية العربية، وآفاق تدريس اللغة العربية في القرآن الكريم في المدارس.

آفاق واسعة
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «تنبع أهمية المنتدى من ترسيخه للتعاون الثقافي بين دولة الإمارات وروسيا، وتعزيز التبادل بين الثقافتين العربية والروسية. خاصة مع وجود مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك التعليمي، الذي تأسّس كصرح علمي فريد في روسيا، قبل عام، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، فمن شأن وجود مثل هذا المركز المرموق أن يعزّز التعاون الاستراتيجي بين الدولتين، ويفتح آفاقاً واسعة لتطوير تعليم اللغة العربية، إلى جانب التاريخ والثقافة والفنون والعلوم». وتابع: «تراهن مدرسة بريماكوف الدولية منذ سنواتها الأولى على بناء العقل المبدع، وتنمية الخيال، مع تمكين طلبتها من أدوات المعرفة الحديثة، وتوفير منح للموهوبين من نحو 50 منطقة روسية، ما يتقاطع مع أهداف مركز أبوظبي للغة العربية وجهوده في مجال تعزيز اللغة العربية، ونشر تراثها الثقافي والمعرفي، ودعم المواهب الإبداعية، وصقل مهاراتهم، وتقديم منح بحثية، ومنح ترجمة، لتحفيزهم على الإبداع والعلم والمعرفة».

التقاليد والابتكار 

وحلّ الدكتور علي بن تميم ضيف شرف على الندوة الرئيسة الأولى في المنتدى، والتي حملت عنوان «مراكز وتوجّهات الاستعراب الروسي: توازن بين التقاليد والابتكار»، إلى جانب نخبة من المتخصصين والخبراء وهمّ: الدكتور أوليج ريدكين، من (جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية)، والدكتور فاسيلي كوزنيتسوف، من (معهد الدراسات الشرقية- أكاديمية العلوم الروسية)، والدكتور ليونيد كوجان، من (معهد الثقافات الشرقية- الجامعة العليا للاقتصاد)، والدكتور محمد صالح العماري، من (مركز الثقافة العربية- الحضارة)، والدكتورة لاريسا زيلتين، من (الجامعة العليا للاقتصاد).
وألقى الدكتور علي بن تميم كلمة أشاد فيها بالعلاقات الثقافية بين دولة الإمارات وروسيا، والتعاون الأكاديمي مع الجامعات الروسية، من خلال الصرح العلمي الكبير المتمثّل في مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك التعليمي. وأشار إلى مشروعات مركز أبوظبي للغة العربية، في دعم الباحثين والبحث العلمي في اللغة العربية، وعلى رأسها جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تكرّم كل عام - من خلال 10 فروع - كوكبة من المفكرين، والأكاديميين، والمبدعين الروّاد والشباب، كما تُقدّم منحاً في مجال دراسات مناهج تعليم اللغة العربية، التي تُعاين واقع تدريس اللغة العربية، والأدب العربي في التعليم المدرسي.
وتناولت كلمته أهمية مجلة «المركز»، التي يصدرها مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع دار نشر بريل العالمية، وإسهامها في بناء الجسور بين الباحثين العرب وغيرهم. وكيف تمكّنت من أن تكون أحد المشاريعِ التي يعوّل عليها لحل مشكلة ندرة الدوريات العربية المحكمة، ومحدودية إتاحة المعرفة الأكاديمية باللغة العربية. وأكد أن «المجلة أسهمت في استعادة حضور اللغة العربيّة لغةً لكتابة البحث العلمي وقراءته، لتكون شريكاً حضارياً قوياً للمرجعيات الغربية في حقل الدراسات العربية والإسلامية».

«يداً بيد» 

أخبار ذات صلة الإمارات وإيرلندا تبحثان توسيع التعاون ودعم التواصل بين مجتمعي الأعمال مهرجان «أيام العربية» ينطلق في أبوظبي 13 ديسمبر

وتكمُن أهمية مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية بالمنتدى، في تعزيز حضوره على المستوى الدولي، ومدّ المزيد من جسور التواصل، والتعاون الثقافي، وإيجاد مساحة يتلاقى فيها المستقبل المشترك، إذ عكس المنتدى، من خلال فعالياته على مدار يومين، وأبرزها العرض الفني، الذي قدمه طلبة دارسين للغة العربية تحت عنوان «يداً بيد»، جوهر المناسبة وروحها، مؤكداً أن اللغة العربية جسرٌ أساسي لتقوية العلاقات بين الشعوب، ومسارٌ مفتوح نحو فهم أعمق للحضارات.

مكتبة الأدب الأجنبي 

وفي ختام فعاليات الحدث زار الدكتور علي بن تميم، يرافقه وفد من مركز أبوظبي للغة العربية، مكتبة الأدب الأجنبي، ثاني أكبر مكتبة في روسيا، والتي تأسست في العام 1922، نظراً لاحتوائها على قرابة 4.5 مليون كتاب بأكثر من 150 لغة، منها نحو 20 ألف كتاب باللغة العربية، كما التقى سعادته والوفد المرافق بمديرة المكتبة، وتبادلا الأفكار حول واقع التلاقي بين الثقافتين الروسية والعربية، وناقشا إمكانية التعاون مستقبلاً.

مقالات مشابهة

  • رئيس عمّان الأهلية يشارك في المنتدى الخامس لرؤساء الجامعات العربية والروسية
  • بمشاركة 220 لاعبا يمثلون23 دولة .. انطلاق البطولة العربية للدارتس بشرم الشيخ
  • «أبوظبي للغة العربية» يشارك في «المنتدى العلمي والعملي الدولي» بموسكو
  • إعلان توصيات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية
  • ما موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟
  • 15 مؤسسة دولية تشارك في «المنتدى العالمي للتجارة الرقمية»
  • انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الخامس عشر للتنمية المستدامة
  • المنتدى الدولي للابتكار الأخضر يستعرض التكامل العربي في مسارات الاستدامة
  • رئيس جامعة أسيوط يُشارك في المنتدى الخامس للجامعات الروسية والعربية
  • في حوار خاص لـ«الفجر»… الدكتور السيد قنديل يكشف رؤية جامعة العاصمة للتحول إلى جامعة من الجيل الخامس"