لجريدة عمان:
2025-05-24@10:12:51 GMT

أمريكا تفقد السيطرة

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر، قدَّم الرئيس بايدن نفسه بوصفه رجل دولة متواضعا ومستنيرا بما لديه من خبرة بالأخطاء التي ارتكبتها بلاده بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. فنصح الإسرائيليين بقوله: «بينما تشعرون بهذا الغضب، لا تجعلوه يستهلككم».

كان الرئيس بايدن يقصد تقديم ما هو أكثر من علاج.

وسرعان ما كشف مسؤولون في البيت الأبيض عن قلقهم العميق إزاء الخطط الإسرائيلية لغزو قطاع غزة. وأعربوا عن خشيتهم من أن تفشل العملية في استئصال حماس، ومن أن تؤدي إلى قتل وجرح المدنيين الفلسطينيين بشكل متعمد، بما قد يؤدي إلى اندلاع حرب أوسع نطاقا. لكن أولئك المسؤولين قالوا ذلك دون الإفصاح عن هويتهم. أما في العلن، فقد أعرب الرئيس بايدن عن دعمه الراسخ للعمل العسكري الإسرائيلي، بينما حث إسرائيل على الامتثال لقوانين الحرب. وبدا واضحا أنه تصور أن هذه المعانقة الحميمية لحليفة أمريكا هي الطريقة المثلى لكبح جماحها ـ أو الطريقة الوحيدة التي كان مستعدا لأن يجربها.

غير أن هذه المقامرة منيت بالفشل؛ إذ مضت إسرائيل قدما بهجوم بري: فوصلت قواتها إلى مدينة غزة وسط استمرار القصف الجوي والحصار المفروض على القطاع. فخابت بذلك معانقة الرئيس بايدن الرامية إلى التقييد. ولم يكن من المتوقع أن يستمع القادة الإسرائيليون، وهم يعانون آثار هجوم شنيع، إلى محض كلمات من واشنطن. فهل كانت الولايات المتحدة، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لتغير سلوكها امتثالا للنصيحة الطيبة التي أسدتها قوة خارجية؟

فالرئيس بايدن هو الذي لم يتعلم من أخطاء أمريكا، واندفع رأسا إلى الحرب الأخيرة. وبدعمه لإسرائيل دونما قيد أو شرط، وبعدم مناصرته لحقوق الفلسطينيين أيضا، جعل الولايات المتحدة متواطئة في كل ما فعلته إسرائيل بعد ذلك. وتبيَّن أن الثمن باهظ بالفعل، ومدفوع من هيبة الولايات المتحدة الأمريكية وقوتها. وقد يصبح الثمن أفدح كثيرا.

في الأيام التالية للسابع من أكتوبر، سنحت للرئيس بايدن الفرصة لصياغة رد فعل إسرائيل من خلال تحديد علني لنوع الإجراءات التي يمكن -ولا يمكن- أن تدعمها الولايات المتحدة. فمن خلال الإعلان عن تضامنه مع إسرائيل واشمئزازه من حماس، كان يمكن أن يرجئ المساعدة في شن حملة عسكرية إلى أن تضع إسرائيل خطة يعتبرها البيت الأبيض فعالة وعادلة وتعامل المدنيين الفلسطينيين بشكل مقبول. لكن بايدن أعلن بدلا من ذلك قائلا: «إننا مع إسرائيل»، متعهدا بتوفير الدفاع عنها «اليوم وغدا ودائما». وحتى عندما كان يضغط سرا على القادة الإسرائيليين للتمهل والتفكير قبل القيام بغزو بري، فقد طلب علنا 14.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الطارئة، دون أي شروط.

لم يكن لزاما عليه أن يكون على هذا القدر من الفروسية. فقد كان من شأن اتباع سياسة العصا والجزرة أن تؤدي إلى تحسين تصرفات إسرائيل أو إبعاد الولايات المتحدة عن الفشل الباهظ. غير أن الإدارة لم تعمد كثيرا إلى المحاولة؛ مفضلة أن تلزم نفسها أولا ثم تكتشف لاحقا بماذا ألزمت نفسها. والآن تجد الولايات المتحدة أنها تتبع إسرائيل في حرب وحشية» غير محددة المدة، غير محددة التكلفة، غير محددة العواقب»، على حد وصف باراك أوباما حينما كان عضوا في مجلس الشيوخ عن غزو العراق قبل أن يبدأ. ويشير المسؤولون الأمريكيون بشكل متزايد إلى استيائهم من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، دون أن يكون لهم سوى القليل من النفوذ لحمل إسرائيل على تغيير مسارها ما لم يحددوا «تبعات لذلك».

ولم يكن الرئيس بايدن أفضل حالا في تحديد حل طويل الأمد. متجاهلا الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو جوهر الصراع، وصف بايدن الفلسطينيين بالدرجة الأساسية إما بأنهم إرهابيون أشرار أو بأنهم مدنيون أبرياء يستحقون الحماية الإنسانية. لكن الفلسطينيين في المقام الأكبر أطراف سياسيون يسعون إلى تقرير المصير ويرفضون التجاهل. ولغة الرئيس بايدن الأيديولوجية المنحرفة -من قبيل «لن ينتصر الإرهابيون. الحرية ستنتصر»- تتجاهل أن الإرهاب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي يرسخان الظلم، وأن كليهما يعترض طريق السلام.

لعل معناقة الرئيس بايدن تمده بغطاء سياسي لتنشيط السعي إلى تحقيق حل الدولتين، الذي سعى إليه الدبلوماسيون الأمريكيون للمرة الأخيرة في فترة إدارة أوباما. لقد قال الرئيس بايدن أخيرا إنه «ما من عودة إلى الوراء» أي إلى الوضع الراهن قبل الحرب. ودعا وزير الخارجية أنطوني بلينكن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، إلى حكم غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. ويفترض هذا أن إسرائيل سوف تنسحب ولا تدفع الثمن الذي ستطالب به السلطة الفلسطينية، وهو تحقيق تقدم جدي نحو إقامة دولة فلسطينية. ولكي يكون لدى الولايات المتحدة أي احتمالات للنجاح، سوف يتعين عليها أن تهدد بخفض المساعدات العسكرية والدعم السياسي والتصرف بناء على ذلك. وإلا فإن إسرائيل سوف تستنتج أن الكلام الأمريكي ليس إلا محض كلام.

لا تعولوا على أن الرئيس بايدن سوف يتغير. فإذا كان لم يرغب في فرض شروط على السلوك الإسرائيلي في البداية، عندما كانت لذلك أهمية قصوى، فمن غير المرجح أن يجازف بالانفصال عن إسرائيل، وهي قضية شعبية في السياسة الأمريكية، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في العام المقبل. ولكن الواجب عليه هو أن يفعل ذلك؛ لأن البديل أسوأ.

إن موقف الرئيس بايدن الانحيازي ينتقص، ويصرف الانتباه عن كل أولويات السياسة الخارجية الأخرى. لقد كانت الولايات المتحدة تكافح بالفعل لتسليح أوكرانيا وتايوان قبل حرب إسرائيل وحماس التي يرجح أن تؤدي إلى تحويل اتجاه قذائف المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية والمزيد. وسوف تتزايد المقايضات في حال اتساع الصراع إلى حرب إقليمية. بل إن من الممكن أن تتورط الولايات المتحدة بشكل مباشر، وهو خطر تؤكده الهجمات المتزايدة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.

وفي الوقت نفسه، ثمة نزيف في نفوذ واشنطن في جميع أنحاء العالم. فبعد مناشدتها الدول غير الغربية أن تعارض روسيا في احتلالها الأراضي واستهدافها البنية الأساسية المدنية في أوكرانيا، يبدو بسفور أن الولايات المتحدة لا تتبع مبادئ بوقوفها على قدم وساق مع إسرائيل إذ تحتل الأراضي الفلسطينية، وتقطع الغذاء والمياه والكهرباء عن غزة. وليس الاستياء من ذلك مقصورا على الدول العربية. ففي الجمعية العامة للأمم المتحدة، أيدت 120 دولة قرارا يدعو إلى هدنة إنسانية. ولم ينضم غير اثنتي عشرة دولة فقط إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت برفض القرار. فجعل هذا أمريكا معزولة أقل قليلا من روسيا عندما دعتها الجمعية العامة آخر مرة، بأغلبية 141 صوتا مقابل 7، إلى الانسحاب من أوكرانيا.

وعلى المستوى الداخلي أيضا، يمكن أن تكون التداعيات وجودية. فالناخبون الشباب والأمريكيون العرب والمسلمون، وكانوا حاسمين في فوز بايدن بانتخابات عام 2020، يشعرون بالذعر من طريقة تعامله مع الحرب. وقد لا يصوتون لصالحه في نوفمبر المقبل. ومثل هذا الانصراف عن ائتلاف بايدن هو بالضبط ما يحتاج إليه الجمهوريون، مدعومين باستطلاعات الرأي التي تظهر تقدم دونالد ترامب في ولايات رئيسية، لدفع مرشحهم الذي لا يحظى بشعبية إلى الأمام.

يقول الرئيس بايدن: إن «القيادة الأمريكية هي التي تجمع العالم معا». وبالنسبة له، يبدو أن القيادة الأمريكية تعني دعم حلفاء الولايات المتحدة إلى أقصى حد ووراثة صراعاتهم وكأنها صراعاتنا، والتغافل عن التكاليف والمخاطر. لقد أثبت موقف «إما معنا أو ضدنا» أنه مدمر قبل عقدين من الزمن. أما اليوم، فهو بمنزلة وصفة مضمونة لتقسيم العالم وفقدان السيطرة عليه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس بایدن

إقرأ أيضاً:

بسبب غزة وأوكرانيا.. بريطانيا تبتعد عن مسار الولايات المتحدة

ذكر تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" لمدير مكتبها في لندن، ستيف هندريكس، أن حكومة حزب العمال البريطانية تقوم، بهدوء، بفصل أجزاء من دبلوماسيتها، إلى جانب سياساتها التجارية والأمنية، عن إدارة ترامب.

وأضاف، أنه، بعد ساعات قليلة من تلميح الرئيس دونالد ترامب إلى أنه لن يفرض المزيد من العقوبات على روسيا هذا الأسبوع، انضمت بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي في فرض المزيد من العقوبات على روسيا.

وفي اليوم نفسه، اتخذت بريطانيا خطوة أخرى انحرفت عن مسار لندن الموحد التقليدي مع السياسة الأمريكية. علق وزير الخارجية ديفيد لامي المحادثات التجارية مع إسرائيل يوم الثلاثاء، واستدعى سفيرتها، وأدان سلوك إسرائيل في غزة بعبارات أشد قسوة - "مقززة"، "وحشية"، "غير مبررة أخلاقيا" - من أي عبارات صادرة عن واشنطن.

وأوضح التقرير، أنه في كلتا الحالتين، كانت لندن تتصرف بشكل أكثر انسجاما مع الكتلة الأوروبية، التي فرضت أيضا عقوبات على "أسطول الظل" الروسي من ناقلات النفط في البحر الأسود هذا الأسبوع بينما تحاول أيضا الضغط على إسرائيل بشأن حصارها لغزة. وبينما تتحركان جنبا إلى جنب، تتصرف بريطانيا وأوروبا بشكل مستقل عن واشنطن بطرق كان من الصعب تصورها قبل عام.

وأشار إلى أن هذه التحركات تعكس محاولات حكومة حزب العمال في المملكة المتحدة لفصل أجزاء من دبلوماسيتها بهدوء - كما فعلت في أجزاء من سياساتها التجارية والأمنية - عن إدارة ترامب التي تواصل قلب المعايير عبر الأطلسي رأسا على عقب.

وقالت أوليفيا أوسوليفان، رئيسة برنامج المملكة المتحدة في العالم في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث في لندن: "هذه إشارة أخرى على أن المملكة المتحدة أكثر استعدادا لاتخاذ مواقف منفصلة عن الولايات المتحدة وأقرب إلى حلفاء آخرين. إنهم أكثر استعدادا للتحدث والتصرف بشكل أكثر استقلالية مع معايرة العلاقة مع الولايات المتحدة بعناية".

ولا تتوقع أي من الحكومتين حدوث انقطاع حاد. بريطانيا والولايات المتحدة حليفتان تتعاونان وتنسقان في أغلب الأحيان في مواجهة الأزمات الدولية.

وقد حظي رئيس الوزراء كير ستارمر بإشادة لنجاحه في إدارة الأشهر الأولى المضطربة من ولاية ترامب الثانية دون إثارة موجة من الاستهجان الرئاسي، وتجنبه أسوأ الرسوم الجمركية في الحرب التجارية العالمية التي يشنها الزعيم الأمريكي.

وأوضح تقرير الصحيفة، أن بريطانيا تجد طريقها الخاص في كثير من الأحيان، حيث تتفكك المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة، التي كانت متزامنة كأسنان السحّاب لعقود، بسبب انفصال ترامب عن عقيدة التجارة والأمن للتحالف الغربي.

وقد يكون تراجع التزام الرئيس تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) وميله نحو روسيا بعد غزوها لأوكرانيا أبرز الأمثلة على ذلك. تتطلع بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى بعضهما البعض لتعميق العلاقات الدفاعية ورسم مسارهما الخاص في الدفاع عن أوكرانيا. أعلن الجانبان هذا الأسبوع عن تكامل جديد في التمويل والمشتريات العسكرية.

وقبل يوم الاثنين، ألمح ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستنضم إلى حملة ضغط تقودها تلك الدول لدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو وقف إطلاق النار، لكن بعد مكالمة هاتفية "ممتازة" استمرت ساعتين مع بوتين، أبلغ ترامب القادة الآخرين أنه يتراجع، قائلا إن الأمر متروك لكييف وموسكو للتوصل إلى عملية سلام، وفقا للصحيفة.

ومضت بريطانيا قدما في فرض 100 عقوبة جديدة تستهدف سلاسل الشحن والبنوك والإمدادات العسكرية الروسية، كما فرض الاتحاد الأوروبي أيضا عقوبات واسعة النطاق.

وأصبح التباين بين الحلفاء واضحا عندما وصف وزير الخارجية ماركو روبيو مثل هذه الإجراءات بأنها غير مجدية في هذا الوقت.

وقال روبيو في ظهور له في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء: "الآن، إذا بدأت بالتهديد بفرض عقوبات، فسيتوقف الروس عن التفاوض".

وضغط بعض الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ترامب لإعادة النظر.

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول لرويترز يوم الثلاثاء: "نتوقع أيضا من حلفائنا الأمريكيين ألا يتسامحوا مع [تباطؤ بوتين]".

وأوضح التقرير، أن حكومة ستارمر التزمت الصمت، واستمرت في تكتيك إدارة ترامب المتمثل في عدم الترويج أبدا لاتفاقياتها مع البيت الأبيض بأي شيء قد يبدو بمثابة انتقاد.

داخليا، قالت أوسوليفان إن المسؤولين البريطانيين "يتحدثون عن استراتيجية عدم إثارة المشاكل. ولكن نظرا لتقلب إدارة [ترامب] وعدم القدرة على التنبؤ بها، هناك مجال لاتخاذ مواقف مختلفة دون تهريج".

كما أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقيات أمنية جديدة يوم الاثنين، بما في ذلك اتفاقية دفاع مستقلة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتقاسم الوصول إلى تمويل وشراء الأسلحة. كانت هذه الصفقات جزءا من اتفاقيات واسعة النطاق تُمثل أوثق علاقات بريطانيا بالقارة منذ تصويتها على مغادرة الاتحاد الأوروبي قبل ما يقرب من عقد من الزمان.

وسعى ستارمر وفق التقرير، إلى روابط أوروبية أوثق؛ فقد خاض حزب العمال الذي ينتمي إليه حملته الانتخابية على أساس إيجاد "إعادة ضبط" للعلاقات مع أوروبا. لكن إعادة الترابط السريع في العلاقات عبر الأمن والتجارة والدبلوماسية يمثل تأثيرا مفاجئا لترامب، نظرا لدعم الرئيس الصريح لبريكزت وكراهيته المعروفة للكتلة الأوروبية.

وكانت هناك إشارة إلى ضرورة منع بريطانيا من الانزلاق "مرة أخرى إلى فلك الاتحاد الأوروبي". في مشروع 2025، قائمة أمنيات السياسة المحافظة التي يُنظر إليها على أنها دليل لولاية ترامب الثانية، كما أشارت أوسوليفان. "لا أعتقد أن هذه هي الطريقة التي توقعوا أن تسير بها الأمور".

كما اتخذت بريطانيا خطوة بعيدا عن واشنطن، واقتربت من العديد من الحكومات الأوروبية، في تقديم أقوى توبيخ لها حتى الآن لسلوك إسرائيل في غزة. أعرب ترامب عن قلقه بشأن الأزمة الإنسانية، لكنه تعرض لانتقادات لعدم ممارسته المزيد من الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ولكن وسط تحذيرات شديدة من المجاعة الجماعية، انضم ستارمر يوم الاثنين إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المطالبة بأن توقف إسرائيل توسيع العمليات العسكرية والسماح بتدفق المساعدات الطارئة إلى غزة وإلا "سنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردا على ذلك".

وعلقت لندن المفاوضات التجارية مع إسرائيل. تم استدعاء السفيرة الإسرائيلية تسيبي هوتوفلي إلى وزارة الخارجية وأُبلغت رسميا أن الحكومة البريطانية تعتبر الحصار الغذائي الإسرائيلي على غزة لمدة 11 أسبوعا "قاسيا ولا يمكن الدفاع عنه".

كما فرضت المملكة المتحدة عقوبات وحظر سفر على العديد من المستوطنين الإسرائيليين والمنظمات الاستيطانية في الضفة الغربية.

وظهر لامي لاحقا أمام مجلس العموم لمدة 90 دقيقة اتسمت بالغضب، حيث قوبل بتصفيق من أعضاء حزبي المحافظين والعمال على حد سواء، حيث أدان سلوك إسرائيل الأخير في غزة ووصفه بأنه "غير مبرر أخلاقيا، وغير متناسب تماما، ويؤدي إلى نتائج عكسية تماما".

وقال إن رفض السماح بدخول مساعدات كافية يُعد "إهانة لقيم الشعب البريطاني".

وتحدث لامي وسط صيحات "إبادة جماعية"، وهي كلمة رفض استخدامها، حتى عندما طلب منه ذلك أكثر من نائب، كما أنه لن يُلزم حكومته بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في اجتماع للأمم المتحدة في حزيران/ يونيو، على الرغم من أنه قال إنه يتشاور مع حلفاء مقربين. ويُقال إن فرنسا وكندا تدرسان مثل هذه الخطوة.

وقال نائب من حزب العمال إن الكثيرين في الحزب سعداء برؤية الحكومة تنأى بنفسها، ولو قليلا، عن واشنطن بشأن قضية غزة.

وقال العضو، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة ديناميكيات الحزب: "لقد تمسك حزب العمال بدعم إسرائيل، لكن هذا لن يدوم طويلا إذا استمر [نتنياهو] في تدمير تحالفات إسرائيل الأمنية وسلطتها الأخلاقية"، وفقا للتقرير.

وقال مسؤولو الإغاثة في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن 90 شاحنة محملة بالمساعدات دخلت غزة، وهي أول شحنات من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات منذ أكثر من شهرين.

وبحسب مصدر دبلوماسي مطلع على مداولات السياسة البريطانية، فإن هذا التحول كان مدفوعا بـ "غضب حقيقي" من الكارثة التي تختمر في غزة من جانب ستارمر ولامي. لكنه عكس أيضا سهولة الحكومة المتزايدة في رسم مسارها الخاص في بعض الأحيان، حتى عندما يعني ذلك عدم التوافق مع واشنطن.
وقال هذا الشخص، الذي لم يكن مخولا بالتحدث علنا: "يبدو أن الصبر ينفد تجاه [نتنياهو]. ولكن أيضا هناك شيء من الثقة تعود [للسياسيين البريطانيين]".

مقالات مشابهة

  • سوريا.. أمريكا ترفع العقوبات عن الرئيس «الشرع» واستقالة محافظ السويداء بعد احتجازه رهينة
  • الولايات المتحدة غير مؤهلة أخلاقياً لتجريم الآخرين
  • بسبب غزة وأوكرانيا.. بريطانيا تبتعد عن مسار الولايات المتحدة
  • ترامب يهدد بفرض رسم جمركي 25% على آبل ما لم تصنع هواتف آيفون في الولايات المتحدة
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • سفير أمريكا لدى إسرائيل يعلق لـCNN على الاستعدادت لضرب إيران
  • متحدث فتح: دعم أمريكا لـ إسرائيل مستمر واستراتيجي رغم تباين المواقف
  • بعد تهديد إسرائيل بقصفها.. إيران تحمل أمريكا المسؤولية وتوجه إنذارا
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تقبل رسميا طائرة فاخرة أهدتها قطر لترمب
  • تحذير أميركي من صواريخ مدارية نووية صينية قد تضرب الولايات المتحدة من الفضاء