وسط تهديد إسرائيلي بحرب شاملة.. طهران تلوّح بـ«رد مزلزل» وواشنطن تفاوض في روما
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
اختتمت أمس الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة الإيطالية روما، وسط أجواء وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بـ”الهادئة والمهنية”.
وأكد بقائي عبر حسابه في منصة “إكس” أن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، طرح خلال الجولة حلولاً وأفكاراً لتجاوز العقبات، وتمت مناقشة خطوطها ومحاورها بشكل معمق.
وأضاف أن المواقف المبدئية لإيران وُضحت بوضوح وصراحة، مع الاتفاق على متابعة دراسة المقترحات في العواصم، في حين سيواصل وزير الخارجية العماني العمل على تفاصيلها وتقديمها للجانبين.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجولة بأنها من أكثر الجولات المهنية منذ بدء المفاوضات، مشدداً على أن الوفد الإيراني حافظ على موقفه بثبات ووضوح دون تقديم تنازلات.
وأشار إلى أن الجانب الأمريكي بدأ يظهر فهماً أدق لمواقف إيران، مما قد يفتح الباب أمام تقدم محتمل.
وأشاد عراقجي بدور الوساطة التي يقوم بها وزير الخارجية العماني، مؤكداً أن المقترحات التي قدمها تم بحثها مبدئياً، مع الاتفاق على استكمال دراستها الفنية في العواصم المعنية.
وأوضح أن المفاوضات المعقدة ستتواصل، مع توقع أن تحمل الجولات المقبلة فرصاً أكبر للتقدم، مع التزام إيران الكامل بثوابتها ومبادئها.
وختم بقائي بالقول إنه سيتم الإعلان لاحقاً عن موعد ومكان الجولة المقبلة من المحادثات، في ظل تفاؤل بحدوث اختراقات مع استمرار الأجواء الإيجابية والمبادرات العُمانية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة “إكس” عن إحراز “بعض التقدم” في الجولة الخامسة، معرباً عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الوضوح بشأن القضايا العالقة، بما يمهد الطريق نحو اتفاق مستدام ومشرف يرضي جميع الأطراف.
الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب شاملة ومتعددة الجبهات تحسبًا لفشل مفاوضات الملف النووي مع إيران
أنهت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجمعة، تمرينًا عسكريًا واسع النطاق يهدف إلى محاكاة سيناريو حرب متعددة الجبهات، في حال تعثر المفاوضات الأمريكية مع إيران بشأن الملف النووي.
وجاء ذلك بعد تقرير شبكة CNN الذي كشف عن استعدادات إسرائيل المحتملة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وبحسب بيان صادر عن الجيش، شمل التمرين تدريبات مكثفة على استمرارية العمليات في الجبهة الداخلية، والعمليات الدفاعية، مع الحفاظ على جاهزية المكونات الحيوية للنشاط العسكري. ويأتي هذا ضمن استراتيجية إسرائيل لتعزيز التنسيق بين أذرع الجيش المختلفة في مواجهة أي طارئ.
في المقابل، عبر مسؤولون إيرانيون عن شكوكهم تجاه نوايا واشنطن، مؤكدين أن مطالبة الولايات المتحدة بتفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل قد تقوض فرص التوصل إلى اتفاق. وأكد مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني لوكالة رويترز استمرار المحادثات، على أن يتم تحديد الزمان والمكان من قبل سلطنة عمان.
وفي تل أبيب، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التمرين الذي حمل اسم “باراك تامير” يهدف إلى تحسين سرعة وكفاءة الاستجابة الميدانية في ظل سيناريوهات حرب متعددة المسارح، وتعزيز جاهزية الجيش لمواجهة أي تطورات أمنية خطيرة.
السفير الأمريكي لدى تل أبيب يعلق على استعدادات إسرائيل لضرب إيران
علق السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، على التقارير التي تشير إلى استعدادات إسرائيلية محتملة لضرب منشآت نووية إيرانية، بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي.
وأكد هاكابي أن إسرائيل تمتلك “الحق في الدفاع عن نفسها”، مشيراً إلى دعم أمريكي محتمل لخطة تل أبيب في حال توافرت الظروف الملائمة، وقال: “لا أستطيع أن أتخيل أن تعترض الولايات المتحدة على قيام دولة ذات سيادة بالدفاع عن نفسها ضد ما تعتبره تهديداً مشروعا لحياتها”.
وأوضح السفير الأمريكي أن واشنطن على علم بالتحركات الإسرائيلية العسكرية المحتملة، لكنه أشار إلى أن إسرائيل لم تتخذ قراراً نهائياً بعد، مشدداً على إدراك تل أبيب لوجود تهديد وجودي من إيران.
وحذر هاكابي من أن إيران تسعى لامتلاك قدرات نووية لأغراض تسلح وليس للطاقة، معتبراً أن من ينكر هذا التهديد “يعيش في عزلة”. وأضاف: “إسرائيل هي المقبّلات، ونحن الوجبة الرئيسية”.
فيما يتعلق بإمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم في أي اتفاق مستقبلي، جدد السفير الأمريكي دعمه لمواقف الرئيس دونالد ترامب السابقة، مؤكداً رفض أي تخصيب أو مفاعلات أو أجهزة طرد مركزي تؤدي إلى التسلح، قائلاً: “هذه كلمات الرئيس، وليست كلماتي، وقد وجدتُ أن الرئيس ترامب عادةً ما يعني ما يقوله ويقول ما يعنيه”.
يذكر أن أولى جولات التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني بدأت في 12 أبريل الماضي في مسقط، تلتها جولة ثانية في روما، ثم جولة ثالثة في مسقط، وصولاً إلى الجولة الخامسة في روما امس، وكانت الجولة الرابعة من المفاوضات انتهت في 11 مايو الجاري في العاصمة العمانية مسقط، حيث عبرت كل من إيران والولايات المتحدة عن تفاؤلهما بعد تلك الجولة.
الحرس الثوري الإيراني يتوعد برد “يفوق التوقعات” في ذكرى تحرير خرمشهر ويجدد تعهده بـ”تحرير القدس”
في بيان شديد اللهجة بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير مدينة خرمشهر خلال الحرب العراقية-الإيرانية، أكد الحرس الثوري الإيراني السبت استعداده للرد “الحاسم والمفاجئ” على أي عمل عدائي ضد إيران، مشددًا على جاهزية قواته لشنّ رد “يفوق توقعات العدو” ويقلب المعادلات الاستراتيجية في المنطقة.
وقال البيان، الذي نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية، إن “الحرس الثوري يضع يده على الزناد، مستعدًا لردٍّ قاطع ومُندمٍ على أي عدوان، وذلك بدعم من القيادة والشعب، وبجهوزية متصاعدة يوماً بعد يوم”. وأضاف: “الرد سيكون مزلزلاً، وسيفاجئ كل من يحاول تهديد أمن البلاد أو مصالحها”.
وحيّا البيان الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير مدينة خرمشهر، واصفًا إياها بأنها “نقطة تحول مفصلية في تاريخ المقاومة الإيرانية”، مؤكدًا أن الانتصار الذي تحقق عام 1982 لم يكن عسكريًا فحسب، بل كان “تجسيدًا لإرادة الشعب المؤمن في مواجهة آلة الحرب البعثية وحلفائها الدوليين”، في إشارة إلى الدعم الذي تلقاه النظام العراقي حينها من قوى غربية وعربية.
وأشار الحرس الثوري إلى أن “تسمية عملية التحرير بـ‘بيت المقدس‘ لم تكن عبثية، بل جاءت لأن القادة الشهداء رأوا فيها بوابة لتحرير القدس”، مشددًا على أن “شباب محور المقاومة، الممتد من إيران إلى لبنان وفلسطين واليمن والعراق، لن يتراجع عن هذا الحلم، وسيواصل النضال حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي”.
ودعا البيان إلى الاستفادة من “دروس الدفاع المقدس”، مؤكدًا أن “إيران أثبتت قدرتها على تحويل المستحيل إلى ممكن، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا في المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية”.
البيان خُتم بتأكيد استعداد الحرس الثوري التام “لإحباط أي اعتداء وردعه قبل أن يتحول إلى تهديد فعلي، وذلك بما يعزز مكانة إيران ودورها في قيادة محور المقاومة في وجه المشاريع الغربية والإسرائيلية في المنطقة”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إيران وأمريكا إيران وإسرائيل المفاوضات النووية سلطنة عمان وزیر الخارجیة العمانی السفیر الأمریکی الحرس الثوری تل أبیب
إقرأ أيضاً:
إيران تتحدى الأوروبيين.. لا مفاوضات نووية بعد إعادة العقوبات الأممية
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، أن طهران لا تعتزم استئناف المباحثات النووية مع الدول الأوروبية في الوقت الراهن، وذلك بعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، في خطوة وصفتها الأخيرة بأنها "انتهاك صارخ" للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران: "لا خطط لدينا لمفاوضات في هذه المرحلة. تركيزنا الحالي ينصب على دراسة تبعات وتداعيات الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة".
ويأتي هذا الموقف بعد أن فعّلت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم "الترويكا الأوروبية"، آلية الزناد (Snapback)، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، متهمةً طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها النووية، خصوصا بعد تسريعها تخصيب اليورانيوم وتوسيع قدراتها في منشآت نطنز وفوردو.
وفي أواخر أيلول/سبتمبر، تبنّى مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بإعادة فرض جميع العقوبات السابقة على إيران، بما في ذلك حظر الأسلحة، وتجميد الأصول، وقيود السفر على مسؤولين إيرانيين، وهو ما أثار استياءً شديدًا في طهران التي اعتبرت القرار "سياسيًا وغير قانوني".
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان سابق إن "الدول الأوروبية فقدت أهليتها كشركاء تفاوضيين بعد رضوخها الكامل للضغوط الأمريكية"، مشددةً على أن الرد الإيراني سيكون مبنيًا على مبدأ المعاملة بالمثل.
ويُذكر أن الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" وُقّع عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وكان يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. غير أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب أعاد التوتر إلى الواجهة، ودفع إيران تدريجيًا إلى التراجع عن التزاماتها.
ويعيد التصعيد الحالي الأزمة إلى نقطة الصفر، ويعقّد جهود الوساطة التي حاولت دول مثل سلطنة عمان وقطر إحياءها في الأشهر الماضية، فيما تحذر أوساط دبلوماسية أوروبية من أن غياب الحوار سيزيد خطر المواجهة الإقليمية ويقوّض فرص العودة إلى الاتفاق النووي.
وفي ظل هذا التوتر، تواصل إيران التأكيد على أن برنامجها النووي "سلمي بالكامل"، بينما ترفض "أي تفاوض تحت الضغط أو التهديد"، في حين تصر الدول الغربية على أن طهران تقترب من العتبة النووية بوتيرة "مقلقة".