الثقافة والسياحة - أبوظبي تفتتح مركزاً للزوار في صير بني ياس
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
افتتحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مركز زوار جزيرة صير بني ياس، ليكون بمثابة مورد ثقافي للسياح والزوار المحليين والدوليين، يمكنهم من خلاله التعرف على تاريخ الجزيرة وأهميتها الثقافية.
المركز بوابة إلى تاريخ الجزيرة وثقافتها وفرصة للتعرف على تنوعها وثرائها
يسلط المركز الضوء على جهود الشيخ زايد في الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي
يتيح المركز لزواره تجربة تفاعلية غنية بالمعلومات، في مساحة عرض يمكن للضيوف زيارتها بعد التجول في موقع الكنيسة والدير، إلى جانب مجموعة متنوعة من القطع الأثرية تمتد لحقب زمنية مختلفة من عدة مواقع في الجزيرة، كما تم تزويد المركز بشاشات عرض تقدم معلومات عن القطع الأثرية وتاريخها.
وقد بذلت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في عام 2019 جهوداً للترميم، حيث أعيد افتتاح موقع كنيسة ودير صير بني ياس أمام الجمهور، بعد تطوير المرافق والخدمات ووضع لوحات تعريفية بالموقع لإرشاد الزوار، ومع افتتاح مركز الزوار سيكون موقع كنيسة ودير صير بني ياس بمثابة مصدر معرفي مهم للتاريخ الطبيعي والثقافي للجزيرة.
وأكد رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي محمد خليفة المبارك: "تلتزم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بصون التراث الثقافي للإمارات والحفاظ عليه، وسيساهم افتتاح مركز الزوار الجديد في تعزيز الوعي والاهتمام بتاريخ البلاد الحديث والقديم، وسيتيح المركز للزوار فرصة استكشاف تاريخ جزيرة صير بني ياس بمزيد من التفاصيل، ومساعدتهم على رؤية الجزيرة بعيون الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بما يجعل منها تجربة رائعة لأي ضيف يخطط لزيارة الجزيرة في المستقبل".
وتعد الجزيرة موطناً لمواقع أثرية يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث، لقد كانت جزيرة صير بني ياس بمثابة معلم طبيعي مهم وملجأ للصيادين والبحارة منذ حوالي 8000 عام.. وبفضل تكويناتها الجيولوجية الغنية بالمعادن، والمياه العذبة، والموانئ الآمنة المليئة بالأسماك الطازجة، كان هناك الكثير من الأسباب التي دعت سكان المنطقة للمرور عبر الجزيرة أو حتى الاستقرار على شواطئها، ويعد وجود بقايا أثرية من فترات زمنية مختلفة في صير بني ياس دليلاً على استمرارية السكن في الجزيرة، ويوضح موقع العصر البرونزي، الذي يعود تاريخه إلى فترة حضارة دلمون حوالي 1800 عام قبل الميلاد، أهمية جزيرة صير بني ياس في الشبكة التجارية الواسعة في الخليج، وتُظهر لنا المنازل ذات الأفنية المعاصرة للكنيسة (القرن السابع إلى القرن الثامن) مستوطنة قائمة في الجزيرة، ضمن شبكة مجتمعية واسعة.. وأخيراً، خلال أواخر العصر الإسلامي (القرن السادس عشر إلى التاسع عشر الميلادي)، استمرت الجزيرة في تواجدها على طرق البحارة المحلية والإقليمية، وكان التاجر الإيطالي "غاسبارو بالبي" أول من ذكر جزيرة "صير بني ياس" في سجلات سفره عام 1590، مشيراً إلى "بنو ياس" الذين سكنوا الجزيرة في أشهر الشتاء.
وفي عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تم إعلان الجزيرة محمية طبيعية للحياة الفطرية وتحويلها إلى ملاذ لنمو أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، وتعتبر مباني الشيخ زايد في الجزيرة من معالم التراث المعماري الحديث في أبوظبي والتي تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي صونها والحفاظ عليها، ويتم عرض هذه المواقع والمباني أيضاً في مركز الزوار لفهم مدى أهمية جزيرة صير بني ياس بالنسبة للوالد المؤسس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أبوظبي دائرة الثقافة والسیاحة فی الجزیرة الشیخ زاید
إقرأ أيضاً:
نافذة جديدة لعُمان نحو التميّز الطبي والسياحة العلاجية
علي عبد الحسين اللواتي
تحقق سلطنة عُمان تطورًا ملحوظًا في قطاع الرعاية الصحية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الواقع يكشف عن فجوة قائمة بين تطلعات المواطنين ومستوى الخدمات التي يقدمها القطاع الصحي الخاص، الذي ما زال يواجه تحديات هيكلية تؤثر على جودته وثقة الجمهور فيه.
كثير من العُمانيين ما زالوا يفضلون السفر إلى الخارج للعلاج، رغم وجود مستشفيات خاصة في السلطنة. أحد الرؤساء التنفيذيين لإحدى المستشفيات الخاصة التابعة لمجموعة صحية هندية كبرى في عُمان صرّح بأن مؤسس مجموعتهم أخبره بأن عدد العُمانيين الذين يقصدون مشافيهم في الهند في ازدياد مستمر، رغم أن الغرض الأساسي من فتح فرعهم في السلطنة كان لتقديم نفس مستوى الرعاية محليًا. هذا الاعتراف يعكس بوضوح وجود فجوة في الثقة، وفي التخصص، وفي مستوى التجربة العلاجية المقدمة محليًا.
التخصصية: بوابة الثقة والجودة
إن أحد أبرز الأسباب وراء استمرار هذه الفجوة هو غياب "التخصصية" في النظام الصحي الخاص. فمعظم المستشفيات الخاصة تقدم نفس الحزمة العامة من الخدمات الطبية، دون تميز حقيقي في مجال مُعين، مما يجعلها متشابهة حد التكرار. لذلك، فإنَّ التحول نحو نموذج تخصصي متكامل ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية.
بودي أن أقترح نموذجا جديدا قائما على فكرة إنشاء تحالف صحي وطني، تقوم فكرته على أن يتخصص كل مستشفى في مجال طبي مُحدد: مثل القلب، العظام، طب الأطفال، الأورام، أمراض الجهاز الهضمي، الحوادث والتأهيل، أو الصحة النفسية. وبهذا يكون لكل منشأة دور واضح ومحدد في منظومة صحية وطنية موحدة.
ونقترح تأسيس هذا التحالف بالشراكة بين الحكومة ممثلة في جهاز الاستثمار العُماني ومستشفيات القطاع الخاص، إضافة الى وزارة الصحة مبنياً على أساس PPP.
ماذا تُحقق التخصصية؟
جودة طبية أعلى: التفرغ لتخصص محدد يعزز من تراكم الخبرات وتطور مهارات الكادر الطبي، مما يرفع مستوى الخدمة المقدمة. كفاءة تشغيلية: تقاسم الموارد، والأداء الأفضل من خلال تنسيق سلاسل التوريد والتفاوض الجماعي مع الموردين، واستخدام أنظمة مشتركة في الدعم الفني وخدمات الدعم والإسعاف والتقنيات، يقلل الهدر ويرفع الكفاءة. هوية مؤسسية قوية: يصبح لكل مستشفى "علامة تميز" معروفة في السوق، ما يعزز الثقة ويجذب المرضى داخليًا وخارجيًا. جذب للكفاءات: الأطباء المتميزون يفضلون العمل في بيئات تخصصية توفر لهم فرصًا للنمو والابتكار.ما بعد التخصص: تكامل خدمات الدعم
ولأن الرعاية الصحية الحديثة لا تكتمل بدون منظومة داعمة، فإنَّ النموذج المقترح يشمل أيضًا:
خدمات إسعاف متطورة مجهزة بأحدث التقنيات، قادرة على الوصول السريع وتقديم العناية المبدئية الفعالة. نظام إسعاف جوي يمكنه نقل المرضى من المناطق النائية أو حتى من خارج البلاد بسرعة وكفاءة، ما يعزز من الجاهزية ويخدم السياحة العلاجية. مراكز بحوث وتطوير في كل تخصص، تواكب المستجدات العالمية، وتعمل على تطوير علاجات وأجهزة وتقنيات محلية. شراكات مع مؤسسات أكاديمية لبناء كوادر وطنية قادرة على قيادة القطاع في المستقبل.الوجهة القادمة للسياحة العلاجية
عُمان تتمتع بمزايا فريدة تؤهلها لتكون وجهة مثالية للسياحة العلاجية: بيئة آمنة، مناخ معتدل، إمكانات سياحية يمكن استغلالها بالشكل الأمثل، وثقافة مضيافة. لكن ما ينقص هو النموذج الصحي الجاذب؛ فالنموذج المقترح المبني على التخصصية والتكامل والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، يفتح الباب لاستقطاب:
المرضى من دول الخليج، الباحثين عن خدمات تخصصية موثوقة. الشرائح الوسطى والعليا من أفريقيا والشرق الأوسط؛ حيث الرعاية التخصصية ما تزال محدودة. المتقاعدين الأوروبيين الباحثين عن جودة وخدمة بأسعار معقولة في بيئة مريحة.بين تايلاند وعُمان: المقارنة الممكنة
تايلاند تُعد من أبرز الدول في مجال السياحة العلاجية، وقد بنت نجاحها على نموذج يقوده القطاع الخاص في بيئة سوقية حرة، وبدعم حكومي محدود. في المقابل، يقترح النموذج العُماني تحالفًا ثلاثيًا بين:
القطاع الخاص الصحي. جهاز الاستثمار العُماني. الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والسياحة.ومقترحنا هذا أقرب الى ما هو موجود في دولة سنغافورة وماليزيا على نحو الإجمال.
وهذا التكامل المؤسسي يمنح المشروع قوة تنفيذية واستدامة مالية أكبر، إلى جانب:
توزيع تخصصي دقيق للخدمات. تنسيق سلاسل التوريد والتفاوض الجماعي مع الموردين، واستخدام أنظمة مشتركة في الدعم الفني والتقني. دمج فعلي للبحث والتطوير. استراتيجية تسويقية ذكية تستهدف أسواقًا غير تقليدية. إضافة الى نمو المراكز والعيادات الطبية الخاصة لتقديم الرعاية الأولوية للمرضى.فرصة وطنية واستراتيجية اقتصادية
أكثر من كونه حلًا لمشكلة الثقة أو الكفاءة، فإن النموذج المقترح يمثل فرصة وطنية شاملة لدفع عجلة الاقتصاد الصحي في السلطنة، وتوطين الخدمات المتقدمة، وخفض نفقات العلاج في الخارج. كما يسهم المشروع في:
خلق وظائف نوعية للعُمانيين في مجالات الطب، التمريض، الإدارة الصحية، الصيدلة والبحث العلمي. استقطاب استثمارات خاصة وشراكات دولية. دعم رؤية "عُمان 2040" في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.إنَّ ما تواجهه المستشفيات الخاصة اليوم هو تحدٍ حقيقي، لكنه يمكن أن يتحول إلى فرصة نادرة لو تم التفكير بشكل جماعي وجريء. إن تحالفا صحيًا وطنيًا قائمًا على التخصصية والتكامل والابتكار يمكن أن يغيّر وجه الرعاية الصحية في عُمان، ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة صحيًا وسياحيًا.
لقد آن الأوان لننتقل من تكرار الخدمات إلى تميّز في التخصص، ومن استيراد الحلول إلى صناعة نموذج عُماني فريد.. فلنُحَوِّل التحدي إلى نافذة نحو التميّز الحقيقي.