تعرف على فوائد المشي "100 خطوة إلى الوراء"
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
رغم الدراسات العديدة التي أثبتت فوائد المشي على الصحة العامة، إلا أن هدف الوصول إلى 10 آلاف خطوة في اليوم، قد يبدو صعبا بعض الشيء على الكثيرين.
ومن أجل الاستفادة من المشي دون القيام بآلاف الخطوات يوميا، يقول الدكتور مايكل موسلي، مضيف البودكاست Just One Thing، إن المشي إلى الخلف (المشي العكسي) بدلا من الأمام لبضع دقائق فقط يمكن أن يكون له بعض الفوائد الصحية المدهشة.
وأشار في أحدث حلقة من البودكاست الخاص به إلى أنه يتبع هذه الممارسة "الغريبة" (المشي إلى الوراء)، للمساعدة في علاج "الوخزات" التي يتعرض لها في أسفل ظهره وركبتيه.
وأوضح أن "هذه تقنية تم استخدامها في العلاج الطبيعي لعقود من الزمن لإعادة تأهيل إصابات أسفل الساق. ويمكن أن تحسن مشيتك وقدرتك على الحركة، وهناك قدر مذهل من الدراسات العلمية الجيدة التي توضح كيف يمكن للمشي للخلف أن يقوي ذاكرتك ومهارات حل المشكلات".
ووصف موسلي المشي إلى الوراء بأنه "ممارسة قديمة جدا. ويعتقد أنها نشأت في الصين، حيث ما تزال شائعة حتى يومنا هذا".
وتابع: "في الواقع، لدى الصينيين قول مأثور مفاده أن "100 خطوة إلى الوراء تساوي 1000 خطوة إلى الأمام".
وللمشي 100 خطوة إلى الوراء فوائد عدة تشمل:
1. حرق المزيد من السعرات الحرارية
وفقا لموسلي، خبير النظام الغذائي، فإن السير إلى الخلف يستهلك طاقة أكبر - نحو 30%، وفقا للدراسات - لذلك فهو يساعد الجسم على حرق سعرات حرارية أكثر قليلا من المشي إلى الأمام.
وأشار إلى دراسة نشرتها مجلة International Journal of Sports Medicine، وجدت أن المشاركين الأصحاء فقدوا 2.5% من الدهون في الجسم عن طريق إضافة المشي إلى الوراء إلى خطة تمارينهم.
إقرأ المزيدوقال الدكتور موسلي: "يستخدم المشي للخلف عضلات أقل نشاطا في أثناء المشي للأمام، مثل ربلة الساق، بالإضافة إلى عضلات الفخذ الرباعية، وهي العضلة الكبيرة الموجودة في الجزء الأمامي من الفخذ".
2. يعزز الذاكرة قصيرة المدى
قال الدكتور موسلي إن المشي العكسي يمكن أن يعزز الذاكرة قصيرة المدى أيضا.
واستشهد موسلي بدراسة أجراها باحثون من جامعة روهامبتون، حيث اختبروا ذاكرة المشاركين بشأن مقطع فيديو بعد أن طلبوا منهم المشي إلى الخلف أو الأمام أو الوقوف ساكنين، ووجدوا أن الذين يمشون بشكل عكسي "يتذكرون باستمرار المزيد عن الفيديو أكثر من الآخرين".
وأوضح أن "المشي إلى الخلف ينشط أجزاء مختلفة من الدماغ مقارنة بالمشي إلى الأمام"، ما يساعد على "تعبئة موارد الدماغ"، ويشمل ذلك قشرة الفص الجبهي، التي تشارك في التخطيط وصنع القرار والذاكرة.
3. يقلل من آلام الظهر ويحسن التوازن
قالت البروفيسور جانيت دوفيك من جامعة نيفادا، لاس فيجاس، التي كانت ضيفة في البودكاست، إن إحدى الفوائد الرئيسية للمشي العكسي هي "الاستخدام المختلف لمجموعات العضلات الرئيسية"، والتي يمكن أن تساعد في علاج آلام الظهر والمرونة.
إقرأ المزيدوأوضح الدكتور موسلي أن العضلات الموجودة في الجزء الخلفي من الساقين، أوتار الركبة، تمتد عند المشي إلى الخلف.
وأضافت الدكتورة دوفيك أن "وجود هذا التمدد يسمح بنطاق أكبر من الحركة وبالتالي يقلل الضغط على الظهر".
وأشارت إلى أنها أجرت دراسة صغيرة على رياضيين وجدت أن 80% منهم تمكنوا من تخفيف آلام الظهر من خلال المشي العكسي. وقالت إن هذه الممارسة يمكن أن تساعد على "تحسين الاستقرار والتوازن".
ووجدت الدكتورة دوفيك أن كبار السن الذين ساروا لمدة 15 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع، لمدة أربعة أسابيع، كانوا قادرين على تحسين توازنهم.
واقترحت الدكتورة دوفيك البدء في تجربة المشي العكسي ببطء وزيادة السرعة بشكل تدريجي لفترة أطول من الوقت، وأوصت بالبدء بدقيقة أو دقيقتين، ثم إضافة دقيقة أخرى كل يومين.
المصدر: ذي صن
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض بحوث دراسات علمية معلومات عامة إلى الوراء خطوة إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها
دفع الفلسطينيون في قطاع غزة أثمانا بشرية واقتصادية فادحة خلال الحرب الأخيرة، لكن ما دفعته إسرائيل من تماسكها الداخلي وصورتها العالمية لا يقل فداحة، بل ولا يمكنه تعويضه، كما يقول محللون.
فقد قتلت إسرائيل نحو 55 ألف مدني -أغلبيتهم من النساء والأطفال- خلال 600 يوم من الحرب، ودمرت القطاع بشكل شبه كامل تقريبا، لكنها لم تحقق أهدافها المتمثلة في إنهاء المقاومة واستعادة الأسرى وجعل غزة منزوعة السلاح، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ووفقا لما قاله حنا خلال برنامج "مسار الأحداث"، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق المنجزات العسكرية إلى مكاسب سياسية، في حين خسرت صورتها الإستراتيجية عندما باغتتها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفشلت في الحسم السريع، وتحولت من الردع العسكري إلى معاقبة المدنيين.
وإلى جانب ذلك، يقول حنا إن إسرائيل ذهبت إلى ساحة قتال أعدتها المقاومة مسبقا وحددت طريقة الحرب فيها، مضيفا أن تل أبيب غيرت تكتيكاتها أكثر من مرة لكن النتائج بقيت واحدة.
فشل سياسي وانقسام سياسي
ولعل هذا الفشل في استغلال النجاحات العسكرية سياسيا هو ما جعل الحرب سببا لانقسام داخلي إسرائيلي غير مسبوق بعدما كانت محط إجماع في بدايتها، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية ساري عرابي.
إعلانولم يعد هذا الانقسام محصورا في جدوى مواصلة هذه الحرب، ولكنه تجاوزها إلى صراع على شكل إسرائيل التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية جعلها بلدا دينيا مستبدا يطوف حول شخصه هو، وفق تعبير عرابي.
ولا يمكن لإسرائيل تجاوز تداعيات هذا الخلاف -برأي عرابي- لأنه خلاف على مستقبل إسرائيل التي أسسها آباء علمانيون كملاذ آمن لكل يهودي في العالم، وحددوا طريقة إدارة الصراع مع الفلسطينيين ومع العرب.
فعلى مدار تاريخها كانت هذه الدولة تقدم حياة اليهودي على أي مكسب، في حين نتنياهو واليمين المتطرف يقدمان ما يعتبرانها "أرض إسرائيل" على حياة اليهود، وبالتالي فهم يحاولون ضرب كل ما قامت عليه هذه الدولة، كما يقول عرابي.
وتكمن خطورة هذا الخلاف الإسرائيلي -برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي- في أنه يضرب كيانا لا جذور له، ودائما ما تعامل مع الحروب بجدية لم تعد موجودة اليوم.
خسارة لا يمكن تعويضها
لذلك، يرى مكي أن غزة دفعت ثمنا بشريا واقتصاديا هائلا خلال هذه الحرب، لكنه يرى أيضا أن "إسرائيل هي الأخرى دفعت أثمانا سياسية واجتماعية باهظة بعدما تمرد عليها الأوروبيون، وأصحبت الولايات المتحدة تتعامل معها كعبء".
كما خسرت إسرائيل أيضا -والحديث لمكي- من خلال تجميد اتفاقات التطبيع لأجل غير مسمى، فضلا عن طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
ومع الاعتراف بأن لكل حرب أثمانها التي يجب دفعها -يضيف مكي- "سنجد أن المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا سياسيا كبيرا خلال هذه المواجهة التي صمدت فيها 600 يوم، ووصلت إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، في حين حزب الله اللبناني -الذي كان أقوى جماعة مسلحة في العالم- لم يصمد أكثر من شهرين أمام إسرائيل".
إعلانلذلك، يعتقد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات أن كلا الطرفين دفع ثمنا لهذه الحرب، وأن كليهما استفادا منها، لكنه يرى أن ما خسرته إسرائيل أخلاقيا لا يمكن تعويضه، خصوصا أنه دفع دولا إلى المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، في حين المقاومة ستفرض سرديتها لو خرجت من هذه المواجهة دون التخلي عن سلاحها.
وخلص مكي إلى أن أهل غزة "لن يتبخروا أبدا"، وأن العبرة بالمكاسب التاريخية وليست بالخسائر البشرية، مشيرا إلى أن حركة فتح -التي تحكم فلسطين اليوم- "اكتسبت شرعيتها بالمقاومة المسلحة التي جعلت الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدث أمام الأمم المتحدة".