الصحة العالمية: الوحدة تزيد من الوفاة المبكرة والإصابة بأمراض القلب
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إنشاء لجنة جديدة معنية بالتواصل الاجتماعي، لمعالجة الشعور بالوحدة كونه تهديداً صحياً ملحاً، يتشارك في رئاستها الطبيب الأمريكي د. فيفيك ميرثي، ومبعوث الاتحاد الأفريقي للشباب تشيدو مبيمبا، وتتكون من 11 من كبار صانعي السياسات وقادة الفكر .
وأوضحت أن البرنامج الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات، سيعمل على تحليل ودراسة الدور المركزي الذي يؤديه التواصل الاجتماعي في تحسين صحة الأشخاص من جميع الأعمار بما في ذلك الشباب وكبار السن، وتحديد الحلول لبناء الروابط الاجتماعية على نطاق واسع في البلدان من جميع مستويات الدخل، وستنظر اللجنة في كيفية تعزيز التواصل لرفاهية المجتمعات، وتعزيز التقدم الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والابتكار، وإعادة بناء النسيج الاجتماعي، وتعزيز الرضا الوظيفي، ومنع التسرب من المدارس والجامعات بسبب شعور الطلاب بالعزلة والانفصال.
#دراسة: رُبع الكنديين يعانون من تدهور صحتهم #العقلية بسبب #العزلة https://t.co/RWfKaPEGDT #صحيفة_اليوم pic.twitter.com/zCto13lomS— صحيفة اليوم (@alyaum) May 31, 2020العزلة الاجتماعية
قال مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم إن ارتفاع معدلات العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة في جميع أنحاء العالم، له عواقب وخيمة على الصحة والرفاهية، وإن الأشخاص الذين ليس لديهم روابط اجتماعية قوية كافية، يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتات الدماغية والقلق والخرف والاكتئاب والانتحار وغير ذلك كثير، مشيراً إلى أن هذه اللجنة الجديدة ستساعد على إقامة التواصل الاجتماعي كأولوية صحية عالمية، وتقاسم التدخلات الواعدة، ويعزى إلى الافتقار إلى التواصل الاجتماعي خطر الوفاة المبكرة، بنفس قدر عوامل الخطر الأخرى أو أكثر، كالتدخين وإدمان الكحول، والخمول البدني، وفرط السمنة، وتلوث الهواء، كما أن للعزلة الاجتماعية تأثيراً خطيراً على الصحة الجسدية والعقلية، وتشير الدراسات إلى أنها مرتبطة بالقلق وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 30%.
وستقوم لجنة منظمة الصحة العالمية الجديدة بتحديد جدول أعمال عالمي بشأن التواصل الاجتماعي، ورفع مستوى الوعي والتعاون الذي من شأنه تطبيق الحلول القائمة على الأدلة للبلدان والمجتمعات والأفراد، ولهذا البرنامج أهمية خاصة، نظراً لما سببته جائحة كوفيد 19 وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية من تقويض الروابط الاجتماعية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس جنيف الصحة العالمية أخبار الصحة أخبار العالم العزلة التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
الحزن الذي يحرق شرايين القلوب!
عندما تذهب إلى الطبيب، من جملة النصائح التي يُسديها إليك هي عدم الإسراف في الزعل والحزن والتوتر والغضب، يُخبرك بألّا تعطي الأشياء أكبر من حجمها، يلومك على إهمالك لصحتك وحرق دائم لأعصابك، يوصيك بأن تهتم كثيرًا في الجانب النفسي، يطمئنك بأنك ستكون أفضل لو ابتعدت عن كل مصادر التوتر وعالجت مشاكل العمل والحياة والمنزل بأعصاب هادئة.
ينهي اللقاء وتعود إلى حياتك، ومع أول موقف يقابلك تنسى ما قيل لك، وتبدأ في تحميل نفسك ضغوطات أكبر مما قد تتحمّل، فقد لا تتوقع بأن الحزن مجرد حالة نفسية، أو موقف عابر لا يؤثر في وظائف القلب، لكن أطباء القلوب حول العالم «يحذرون من آثار الحزن» على وظائف القلب والأجهزة الحيوية التي بداخله، ويمتد أثره إلى بقية الأعضاء الجسدية.
منذ فترة ليست بالبعيدة، تابعت حوارًا تلفزيونيًّا لبروفيسور مشهور ومعروف عربيًّا وعالميًّا، الدكتور مجدي يعقوب، ومن لا يعرفه، فهو الجراح العالمي والمتخصص في علاج قلوب الناس، وله إنجازات علمية في هذا المجال، تحدث في هذا اللقاء عن العلاقة المرتبطة بين «القلب والمخ لدى الإنسان»، وشرح تفصيلًا مدى تأثر القلب بالمشاعر والمواقف والضغوطات الحياتية، ومن بين ما قاله: «هناك اتصال وتفاعل دائم بين القلب والمخ، والقلب يفرز هرمونات يرسلها للمخ والعكس، مضيفًا بأن القلب يؤثر على خلايا المخ، ويشعر بكل شيء، لأن بينه وبين أعصاب المخ تفاعلًا دائمًا».
وأضاف: «القلب يعمل بكفاءة عالية جدًا عند الشعور بالسعادة، وأن متلازمة القلب المنكسر قد تتسبب في تضخم القلب، وحدوث خلل في نظام دقاته، وقد يؤدي بالقلب إلى التوقف وموت الإنسان فجأة».
وأردف البروفيسور العالمي في حديثه: «إن إفرازات الحزن عند اختفائها يعود القلب كما كان في طبيعته، ويختفي التضخم الذي سبَّبه الحزن»، مؤكدًا ضرورة علاج متلازمة القلب المنكسر لعودة كفاءة وطبيعة القلب مرة أخرى إلى سالف طبيعته وإلى أداء وظائفه بانتظام.
إذن نحن أمام أمر مهم جدًا، وهو عدم إغراق الذات في الأحزان أو الشعور بانكسارات متتالية حتى لا نفقد أرواحنا ثمنًا لهذه الضغوطات والمنغصات التي تأخذ من أعمارنا وقتًا للعلاج أو ترميم ما حدث لها من تشققات ومضاعفات خطيرة.
بعض الناس يحمّلون أنفسهم أوزار الغير وأخطاء الآخرين، ويحملون همومًا لا نهاية لها، بينما الحياة أجمل وأبسط مما نتوقع، فمن أجمل ما قرأت: «الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية، لا تتوقف أبدًا عند سطر حزين فقد تكون النهاية جميلة»، وأيضًا: «إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلّق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك».
إذن، الحزن والألم وكل الضغوطات موجودة في كل المجتمعات ومنافذ الحياة، لكن على الإنسان أن يحاول قدر ما استطاع البعد عنها، حتى وإن وجدها تطرق أبواب حياته، فالحزن وكل أشكال الألم هي مضاعفات خطيرة وأمراض معقدة تصيب الإنسان وتؤدي به إلى النهايات الحزينة.
لا نريد أن نفتح أذرعنا لنستقبل كل الحوادث المؤسفة التي شهدناها أو سمعنا عنها، لكن كل ما نطلبه هو أن نعالج أمورنا بالأمل والتقوى والإيمان بأن كل ضائقة لها فرج يأتي من الله، الحياة مليئة بالكثير من أوتار الشجن، والفواجع التي تؤلمنا أيضًا كثيرة، لكن لا يجب أن نستسلم، بل نسلّم أمرنا لله، فهو القادر على أن يغير أحوالنا، وأن يلطف بنا وبقلوبنا، ويسهّل علينا تحمّل ما يخبئه لنا القدر في كل لحظة.