موقف الإسلام من تماثيل الحضارات السابقة
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن موقف الإسلام من تماثيل الحضارات السابقة اجابت دار الافتاء المصرية وقالت لما كانت الأمم الموغلة في القدم كالمصريين القدماء والفرس والرومان وغير أولئك وهؤلاء ممن ملؤوا جنبات الأرض صناعةً وعمرانًا قد لجؤوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحربيًّا نقوشًا ورسومًا ونحتًا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علومٍ وفنونٍ أمرًا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمي والحضاري النافع، وكان القرآن الكريم في كثيرٍ من آياته قد لفت نظر الناس إلى السير في الأرض ودراسة آثار الأمم السابقة والاعتبار والانتفاع بتلك الآثار، وكانت الدراسة الجادة لهذا التاريخ لا تكتمل إلا بالاحتفاظ بآثارهم وجمعها واستقرائها؛ إذ منها تُعرَف لغتُهُم وعاداتُهُم ومعارِفُهُم في الطب والحرب والزراعة، لَمَّا كان ذلك كان حتمًا الحفاظ على الآثار والاحتفاظ بها سجلًّا وتاريخًا دراسيًّا؛ لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه يعتبر من مأموريات الإسلام؛ لهذا كان الاحتفاظ بالآثار سواء كانت تماثيل أو رسومًا أو نقوشًا في متحف الدراسات التاريخية ضرورةً من الضروريات الدراسية والتعليمية لا يُحَرِّمها الإسلام؛ لأنها لا تنافيه، بل إنها قد تخدم غرضًا علميًّا وعقائديًّا إيمانيًّا حث عليه القرآن؛ فكان ذلك جائزًا.
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ [محمد: 24-28].
يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا بِتَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَتَفَهُّمِهِ، وَنَاهِيًا عَنِ الْإِعْرَاضِ عَنْهُ فَقَالَ: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها أَيْ: بَلْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا، فَهِيَ مُطْبَقَةٌ لَا يَخْلُصُ إِلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ مَعَانِيهِ، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أبيه قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها فَقَالَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: بل عليها أقفالها حتى يكون الله تعالى يَفْتَحُهَا أَوْ يُفَرِّجُهَا، فَمَا زَالَ الشَّابُّ فِي نَفْسِ عُمَرَ حَتَّى وَلِيَ فَاسْتَعَانَ بِهِ.الشيخ: وهذا يوجب للمؤمن اللجأ إلى الله، والضراعة إليه، وأن يفتح على قلبه، وأن يزيل عنه قفله، وأن يشرح صدره للحق حتى يفهم كتاب الله، وحتى يعقله، وحتى يوفقه للتدبر والتعقل، هذا كتاب عظيم فيه الهدى والنور، كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29] وفي هذه الآية يحذرهم من الغفلة ويقول: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ففيه الحث على تدبره وتعقله والحذر من مشابهة الغافلين المقفلة قلوبهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ال ق ر آن ى ق ل وب
إقرأ أيضاً:
زنزانة 99 .. كتاب جديد لـ نجل وزيرة الهجرة السابقة عن حكاية محبسه
عاد اسم رامي فهيم، نجل وزيرة الهجرة المصرية السابقة نبيلة مكرم، ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تصريحات مؤثرة أدلت بها الوزيرة السابقة حول تجربتها القاسية كأم، وتفاصيل جديدة عن الوضع الحالي لابنها، ولاصداره كتاب وهو محتجز في الولايات المتحدة على خلفية جريمة قتل مزدوجة وقعت في عام 2022.
وكانت السلطات الأمريكية قد اتهمت رامي بقتل زميله في العمل وشخص آخر يقيم معه داخل شقته بكاليفورنيا.
وأكدت والدته لاحقًا أن ابنها كان يعاني من مرض نفسي منذ سن العاشرة، لكنه أخفى الأمر عنها خوفًا من رد فعلها، وهو ما عرفته بنفسها لاحقًا في عام 2021، حين اكتشفت إصابته بالفصام.
في مقابلة مؤثرة عبر برنامج على راديو 9090، تحدثت نبيلة مكرم بصراحة نادرة عن الألم الذي تعيشه كامرأة وأم، مؤكدة أن هذه المحنة قربتها من الله وغيرت نظرتها للحياة، حيث باتت ترى في كل أزمة فرصة لبداية جديدة.
كتاب من قلب السجن: “99” مقولة للأملاللافت في حديث الوزيرة السابقة كان إعلانها عن استعداد نجلها لإصدار كتاب جديد يحمل عنوان “99”، نسبة إلى رقمه في السجن، يضم 99 مقولة كتبها بنفسه من واقع تجربته خلف القضبان، بهدف بث الأمل في نفوس الشباب ومساعدتهم على تخطي الصعاب.
وأشارت إلى أن رامي قرأ نحو 70 كتابًا باللغة الإنجليزية خلال فترة سجنه، وبدأ تعلم اللغة العربية من خلال مكالماته معها، حيث كانت تقرأ له روايات نجيب محفوظ مثل “أولاد حارتنا”، و”عبث الأقدار”، و”كفاح طيبة”.
ومن خلال هذا التفاعل، بدأ يطلب منها أقوالًا مأثورة عن الشجاعة والإيمان، حتى قرر أن يصيغ من تجربته ما وصفته والدته بـ”مقولات من قلب الألم”.
الكتاب، الذي انتهى مؤلفه من كتابة 6 أجزاء منه حتى الآن، لاقى اهتمامًا من إحدى دور النشر الكبرى التي ستتولى نشره خلال الفترة المقبلة، ما أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
“فاهم”.. من وجع الأم إلى دعم الآخرينوبعيدًا عن الجدل، كشفت مكرم أنها أسست مؤسسة تحمل اسم “فاهم” للتوعية بالأمراض النفسية، وكسر وصمة العار المرتبطة بها في المجتمعات العربية، مستلهمة الفكرة من معاناة ابنها وتجربتها الشخصية كأم عرفت الحقيقة متأخرًا