رافق فريق من شبكة فوكس نيوز الأمريكية، جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، مؤكدا أن الجيش لم يظهر أيا من الأنفاق التي تحدث عنها مرارا أسفل المستشفى.

وتجول مراسل فوكس نيوز في مجمع الشفاء، برفقة متحدث باسم جيش الاحتلال، لكنه لم يجر أي مقابلة مع المرضى أو الأطباء الذين كانوا موجودين في المستشفى، كما لم يظهروا في أي من لقطات التقرير.

وجرى تصوير الفيديو خلال الليل، وكان دوي إطلاق النار يسمع مرارا خلال التقرير.

وما ظهر في التقرير من أسلحة، وفق ما أظهر الفيديو بندقيتين من طراز كلاشينكوف الروسية الصنع وبضعة أشرطة من الذخيرة في غرفة فحص الرنين المغناطيسي بالمستشفى.

اقرأ أيضاً

قوات الاحتلال تعيد اقتحام مستشفى الشفاء في غزة

كما لم تظهر في الفيديو ترسانة أسلحة كانت إسرائيل تقول إنها موجودة أسفل المستشفى.

وظهر المراسل في نفس المواقع التي ظهر فيها متحدث باسم جيش الاحتلال خلال شريط فيديو، وقال إنه وجد فيها أسلحة.

لكن حساب الجيش الإسرائيلي حذف الفيديو من حسابه في وقت لاحق.

PREVIEW: Inside Gaza’s Al-Shifa hospital. We were shown weapons in the radiology building. We were not shown any tunnels. The raid is ongoing at this hour. Hundreds of Palestinians are still inside. I questioned the IDF about criticism over the operation. More airs tomorrow. pic.twitter.com/nwcvpHS1tB

— Trey Yingst (@TreyYingst) November 15, 2023

أحكام تجويد وأدعية

وفي تقرير فوكس نيوز، قال متحدث باسم الجيش إنه عثر على كتيبات عسكرية تابعة لحماس مثل تكتيكات العمليات التعرضية تحمل شعار كتائب القسام.

وأضاف أن هناك خليطا من الكتيبات للقادة بشأن كيفية مهاجمة الدبابات، لكنه كان يشير بيده إلى ملخص لأحكام التجويد وأدعية.

وفي نهاية التقرير، قال المراسل: الجيش الإسرائيلي لم يظهر لنا أي أنفاق، التي قال إنها موجودة تحت المستشفى، واكتفى بإظهار بنادق آلية في غرفة الرنين المغناطيسي.

و"كل ما وصل إليه الجيش الإسرائيلي"، وفق المراسل، "هو أنه علم أكثر عن المحتجزين في غزة، من خلال اقتحام المستشفى".

اقرأ أيضاً

تظاهرات بدول غربية وعربية تنديدا باستمرار العدوان على غزة واقتحام مجمع الشفاء

واقتحمت قوات الاحتلال الأربعاء مجمع الشفاء الطبي بعد أيام من محاصرته بالدبابات وقطع الوقود والكهرباء عنه، ما أدى لاستشهاد العديد من مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج.

ومنذ 40 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيدا فلسطينيا، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشفاء إسرائيل فوكس نيوز حماس أنفاق الجیش الإسرائیلی مجمع الشفاء

إقرأ أيضاً:

مراسل الجزيرة نت: هذه حكايتي مع الجوع في غزة

غزةـ من قلب الجوع وتحت وابل القصف وتحت رحمة النزوح، يروي لنا مراسل الجزيرة نت رائد موسى تجربته الشخصية المريرة، لا بصفته ناقلا للأخبار فقط، بل كأحد ضحاياها، حيث لم يسلم جسده ولا عائلته من الجوع والتشريد.

وفي هذه الشهادة الصادمة، يكتب موسى من بين الركام والخيام، بأنامل "ترتجف من شدة الجوع"، حكايته الخامسة مع النزوح، والتجويع الممنهج، والخوف الذي صار ظلا دائما له ولسكان قطاع غزة، هذه ليست فقط شهادة صحفية، بل صرخة من داخل المجاعة.

حكايتي مع الجوع

هذه كلمات خطتها أنامل ترتجف من شدة الجوع، لا خوفا، فقد تماهينا مع الخوف في غزة، وبات بالنسبة لنا نمط حياة، حتى إنه يرافقنا كظلنا، ويشاركنا أماكن نومنا، ويزاحمنا في شوارعنا وخيامنا وأفكارنا، منذ أن اندلعت هذه الحرب المجنونة التي تقترب من إتمام عامها الثاني تواليا.

لست على يقين من بقائي على قيد الحياة لأقرأ ما كتبت بعد نشره على موقع الجزيرة نت، فاحتمالات الموت هنا، قصفا أو جوعا، أعلى بكثير من فرص النجاة.

الجوع وحده قاس، ويفترس مع جسد الإنسان كرامته وإنسانيته، فكيف لو رافقته تجربة نزوح قاسية هي الخامسة لي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، لكنها هذه المرة كانت أكثر قسوة وقد فرقت بيني وبين زوجتي وبناتي.

في مطلع يونيو/حزيران الماضي وقع ما كنا نخشاه، وشملت أوامر الإخلاء الإسرائيلية المنطقة التي كنا ننزح بها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وكان علينا أن ننزح، ولكن إلى أين؟

كان الناس يهيمون على وجوههم، يسيرون إلى حيث "اللامكان"، وقد حشر الاحتلال زهاء 900 ألف نسمة في شريط ساحلي ضيق ومحدود يعرف بمنطقة المواصي غرب المدينة، ولم يعد فيها موضع لقدم.

قررت وزوجتي الصحفية أحلام حماد أن لا مكان لنا في هذه المدينة، وهي مسقط رأسها، ولا بد من النزوح خارجها، فكان أن وجدت لها ولابنتينا صبا (15 عاما) وصدف (13 عاما) مكانا في شقة تستأجرها مؤسسة "فلسطينيات" في مدينة دير البلح من أجل عمل ومبيت الصحفيات ممن تقطعت بهن السبل، وتقتضي ظروف عملهن البقاء بعيدا عن أسرهن.

العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ قرابة عامين دمر قطاع غزة بالكامل (مواقع التواصل) دمار شقتي

ونزحت أنا، أو ربما يجدر بي القول إنني عدت إلى مدينتي غزة، التي غادرتها نازحا نحو مدينة رفح في الأسبوع الأول من الحرب، ولكني لم أعد إلى شقتي السكنية في برج مكون من 14 طابقا وبات أثرا من بعد عين، نتيجة غارة جوية إسرائيلية.

إعلان

للشهر الثاني أقيم لدى صديق يعيش رفقة نجله البكر في شقته السكنية بحي النصر شمال مدينة غزة، بينما زوجته غادرت إلى مصر في رحلة علاج من مرض سرطان الثدي، رفقة بقية أبنائها، قبيل الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح في مايو/أيار الماضي.

نمازح بعضنا كثيرا ونحن نفكر يوميا فيما سنأكل، وغالبا ما يكون عدسا بلا خبز، لم نكن نعلم طريقة طهوه، واستعنت بزوجتي لإرشادنا من أجل إعداد "شوربة العدس"، التي تستدعي أن نشعل نارا في وسط الشقة باستخدام خشب من قطع أثاث حطمها صديقي محمد من غرفة نومه، حيث لا يتوفر غاز الطهي في القطاع منذ ما يزيد عن 4 أشهر.

اليوم فقط تناولت رغيفا من الخبز، وشعرت بشبع لم ألمسه منذ نحو أسبوع، إذ لم يكن الخبز أو الطحين متوفرا لدينا. اتصلت بي الزميلة نور النجار وقالت لي "سأرسل لك كنزا"، وهي تعلم أن الخبز حاليا هو كنز حقيقي وحلم بالنسبة لأكثر من مليوني إنسان مجوع في غزة، وقد أدركت مقصدها "هل تعنين خبزا؟"، وضحكنا قهرا، وهي تشرح لي كيف أنها كابدت من أجل تدبير كمية طحين بأسعار باهظة، حيث وصل سعر الكيس الواحد زنة 25 كيلوغراما إلى أكثر من 250 ضعف ثمنه الطبيعي.

معاناة سكان غزة للحصول على الفتات في ظل سياسة التجويع المستمرة (الجزيرة) هندسة التجويع

قبل نحو أسبوعين دمر الاحتلال مكانا في خان يونس تستخدمه النجار كتكية خيرية والقيام بمبادراتها الإغاثية، ويندرج هذا الاستهداف في سياق سياسة ممنهجة إسرائيلية تقوم على "هندسة التجويع"، ليس فقط بالحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع إدخال الإمدادات الإنسانية منذ الثاني مارس/آذار الماضي، وإنما كذلك باستهداف ما تبقى من تكايا خيرية، حيث تشير البيانات الرسمية إلى استهداف نحو 100 تكية خيرية ومركز توزيع طعام، فضلا عن ارتكاب جرائم اغتيال لعاملين في المجال الإنساني.

كنت قد قضيت أسبوعا أو أكثر من غير خبز، وكان استحضاري لتجربتي المؤلمة مع مرض الغضروف "طوق نجاة" ساعدني كثيرا على الصبر والتحمل، وقد اعتمدت نظام الصيام المتقطع، الذي خضته لخفض وزني بعد إصابتي بالغضروف، ووفق هذا النظام أقضي ما بين 20 إلى 24 ساعة متواصلة على وجبة طعام واحدة.

ليست إلا صحنا من "شوربة العدس"، في حين أسكن معدتي طوال هذه الساعات بالماء فقط، ولست واثقا من كونه نظيفا تماما وصالحا للشرب، فمع التجويع نعاني في غزة من تعطيش أيضا، وقد منع الاحتلال إمدادات المياه، واستهدف الآبار والشبكات، وقطع الكهرباء عن محطات التحلية.

أخبرتني زوجتي أنها وصبا وصدف يتغلبن على الجوع وعدم توفر الطعام بالصيام من الفجر وحتى مغيب الشمس، ويتقاسمن على موعد الإفطار رغيفا واحدا مع القليل من الدقة المصنوعة من العدس المطحون، وحبة بندورة واحدة، لا تقوى الأغلبية في غزة على شرائها، لشح الخضروات في الأسواق، وارتفاع أسعارها بصورة غير مسبوقة.

الوجبات البسيطة أصبحت من الماضي بعد إحكام جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار على غزة (الجزيرة) غزة الأغلى على وجه الأرض

ومثلما أخبرني صديق مقيم في كندا "الأسعار في غزة حاليا هي الأعلى على وجه الأرض"، وأجريت معه مقارنة أسعار، وكانت في غزة أعلى بمتوسط يتراوح ما بين 10 إلى 500 ضعف عنها في كندا بالنسبة لسلع مختلفة.

إعلان

الناس في غزة تموت حرفيا من الجوع، وقد انهارت العبارة الشائعة لدينا "ما في حدا بيموت من الجوع"، حيث أودت المجاعة بأرواح ما يزيد عن 100 من أعمار مختلفة، أغلبيتهم رضع وأطفال.

وبات الحصول على الطعام "مهمة انتحارية"، قضى في سبيله أكثر من ألف شهيد في "مصايد الموت"، وما يزيد عن 6 آلاف جريح و45 مفقودا، منذ 27 مايو/أيار الماضي، استهدفتهم نيران قوات الاحتلال على أعتاب مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة أميركيا وإسرائيليا، والمرفوضة من هيئات محلية ودولية.

قال لي صديق كان ميسور الحال قبل الحرب، وقد خسر عمله وكل مدخراته، ويعيل أسرة من 6 أفراد، إن زوجته تودعه بالدموع كلما ذهب للحصول على هذه المساعدات لإطعام أطفاله وكأنه ذاهب إلى الموت بلا عودة، لكن لا خيار أمامه "لن أكون شاهدا على موت أطفالي من الجوع".

مقالات مشابهة

  • مؤسسة النفط تدعم «مستشفى أوباري» بأدوية وتجهيزات طبية لتعزيز الرعاية الصحية
  • شهادة جندي أمريكي خدم بغزة: أمير مشى 12 كيلومترا ليحصل على عدس.. فتلقى رصاصة
  • الخليل - شهيد متأثرا باصابته برصاص الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعرض خطة على المجلس الوزاري لاحتلال قطاع غزة بالكامل
  • الدفاع المدني في قطاع غزة ينفذ 44 مهمة خلال 24 ساعة
  • مجمع الشفاء الطبي ببورسعيد يحصل على شهادة الاعتماد «إيجاك EGAC»
  • مستشفى “شهداء الأقصى” بغزة تحذر من توقف خدماته خلال ساعات
  • صحيفة: الجيش الإسرائيلي يخفي خسائره خلال حرب غزة
  • مراسل الجزيرة نت: هذه حكايتي مع الجوع في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يكشف مواعيد وقف إطلاق النار ويحدد المواقع الآمنة