أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن اليوم العالمي للتسامح، يعد مناسبة مهمة، تذكر العالم بالأهمية المتزايدة للتفاهم العالمي واحترام الحياة البشرية، كما يؤكد أن العمل المشترك هو السبيل لمجتمع عالمي يسوده السلام والرخاء.
وقال معاليه ” في هذا اليوم العالمي للتسامح، أعبر عن فخري لما وصلت إليه الإمارات في مجال التسامح، بفضل الجهود المخلصة لقيادتنا الرشيدة، حيث يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، التزامه الدائم بالقيم الإنسانية العالمية، والعدالة والتعايش السلمي للجميع، ويؤكد سموه الضرورة الأخلاقية لتعزيز ثقافة عالمية تقوم المعرفة والتفاهم والتعاطف والاحترام والتسامح ويراها ضرورية من أجل مستقبل مستدام لهذا العالم”.


جاء ذلك خلال انطلاق أنشطة الدورة الجديدة من المهرجان الوطني للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الاتحادية والمحلية والرياضة، والكونغرس العالمي للإعلام، وبحضور سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش وعدد من قيادات وكالات الأنباء العربية والأجنبية، وضمت أنشطة المهرجان جلسات نقاشية حول التسامح المجتمعي والتسامح المؤسسي وأهميتهما في تعزيز مستقبل مستدام، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والفنية ومنها المعرض الفني لإبداعات التسامح بالتعاون مع مسجد الشيخ زايد الكبير، وكذلك ضم المهرجان عددا من الأنشطة المجتمعية والرياضية ومنها كأس التسامح للكريكت التي يشارك بها القري العمالية من مختلف إمارات الدولة.
وقال معاليه “ لقد أدركنا أن التسامح والتعايش السلمي هما قوة ناعمة، تخلق فرصًا لتكامل الجهود المحلية والدولية من أجل تعزيز السلام والازدهار للجميع، كما تؤهلنا للتعامل مع كافة التحديات التي تواجه العالم ومنها القضايا البيئية الملحة مثل تغير المناخ العالمي، وإدارة النفايات، وإعادة التدوير، والمياه الصالحة للشرب، ومصادر الطاقة المتجددة”.
وأكد معاليه أنه من الأهمية بمكان في اليوم العالمي للتسامح أن يمتد النقاش ليتناول قضية تغير المناخ والاحتباس الحراري باعتبارها تحديا عالميا، إضافة إلى دعم أهداف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “COP28” والذي تستضيفه دولة الإمارات بعد أيام قليلة، لافتا إلى أن الجميع يجب أن يتشاركوا المسؤولية، لبث روح الأمل والتفاؤل في تحقيق تقدم في مواجهة تحدي تغير المناخ، بما يمتلكون القدرة والوعي المجتمعي.
كما أكد معاليه أن التوعية بإجراءات مواجهة مخاطر التغير المناخي وتبسيطها للجمهور على مستوى المجتمعات المحلية والعالمية أمر حيوي للغاية، وأن مسؤوليته تقع على الجميع دون استثناء.. مشددا على أن مواجهة تحدي حماية البيئة، وهو تحدي للإنسانية نفسها، ولا يقتصر على بلد أو إقليم معين.
الجلسة النقاشية الأولى: تفعيل التسامح المجتمعي لبناء مستقبل مستدام.
وضمت هذه الجلسة النقاشية التي أدارتها الإعلامية الدكتورة نشوى الرويني العديد من القامات العالمية والإماراتية التي لها إسهاماتها في دعم قضايا التسامح والتنمية المجتمعية والاستدامة، ومنهم عبدالله الشحي القائم بأعمال المدير التنفيذي لبيت العائلة الإبراهيمية، وكلير ديلتون رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإمارات ، وخولة بارلي خبيرة تطوير المبادرات بالأولمبياد الخاص ، وحسين الموساوي رئـيس تحـرير ناشيونال جيوغـرافيك العربية، وتناولت الجلسة عشرات العناوين التي تتعلق بتعزيز التسامح المجتمعي، باعتباره داعما مهما لبناء مستقبل مستدام يسع الجميع، ويؤمن السلام والتعايش والاستقرار للأجيال القادمة، ومنها دمج قيم التسامح في مناهج التعليم، وتوفير دورات توعية حول أهمية التسامح في المدارس والجامعات، ودعم حملات توعية في وسائل الإعلام حول التسامح والتعايش، إضافة إلى تشجيع الحوار المفتوح والبناء بين مجتمعات متنوعة، وتنظيم فعاليات وندوات لتبادل الآراء وتعزيز التواصل، وتشجيع القيادات المجتمعية على تحفيز الحوار بين مختلف الأطياف.
كما تناولت الجلسة النقاشية أهمية احترام وتقدير التنوع الثقافي والديني وأهمية تنظيم الأنشطة والمبادرات التي تعزز التفاهم بين كافة الفئات المجتمعية، وأكدت الجلسة أن وزارة التسامح تلعب دورا مهما في هذا الاتجاه.
وتناولت الجلسة كذلك الترويج للفهم الثقافي والاحترام المتبادل، وتشجيع على المشاركة في الأعمال التطوعية والمبادرات الخدمية، والعمل على إزالة التمييز والتفرقة بين الأفراد، والتركيز على بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف، وتعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة، ودعم البرامج الدولية التي تعمل على تعزيز التسامح والتعايش.
وركزت الجلسة على تعزيز التفاعل الإيجابي مع التكنولوجيا لتحقيق تواصل أفضل، ودعم الابتكار والتكنولوجيا للتشجيع على التواصل والفهم المتبادل، وتعزيز النماذج الاقتصادية التي تأخذ في اعتبارها التسامح والعدالة الاجتماعية، ودعم المشاريع الاقتصادية التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.
– الـجـلسة النقاشية “تفعيـل الـتسامح المؤسسي من أجل مستقبل مستدام”.
وركزت هذه الجلسة – التي تولت إداراتها الإعلامية الدكتورة نشوى الرويني – على أهمية تفعيل قيم وثقافة التسامح داخل المؤسسات الحكومية والخاصة، لما له من أثر بالغ على بيئة العمل والتنمية المستدامة، وتحدث في هذه الجلسة سينا إرتـن رئيسة شؤون الأفراد في إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا، والدكتور جـان لـوك شـيـريـر خبـيـر حـاضنـة الأعمـال بصندوق الـوطن، ومـاري تيـريـز لاجيـر نديـاي مديـر الاستراتيجية والتسـويق، شركـة فيوليا الشرق الأوسـط، وأسلي شاكـر نائـب رئـيس الموارد البشـرية لدول الخليج، بشركة شنايدر.
وحظيت الجلسة بتفاعل واضح من الحضور، وتناولت النقاشات عدة نقاط مهمة منها، تضمين قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر في ميثاق المؤسسات المختلفة، ومكافأة السلوكيات الإيجابية التي تعزز التسامح، وأهمية وجود مؤشرات لقياس مستوى التسامح المؤسسي بانتظام، إضافة إلى أهمية الاستجابة لردود الفعل وتعديل السياسات والإجراءات بناءً على الاحتياجات التي تفرضها طبيعة كل مؤسسة لتعزيز التسامح المؤسسي بها، وبتبني الإجراءات، التي تمكن للمؤسسة من تعزيز بيئة عمل تسودها الثقة والتعاون، وبالتالي تعزيز المستقبل المستدام للمؤسسة.
كما تناولت الجلسة عدة مقترحات يمكنها أن تسهم في تعزيز التسامح المؤسسي من أجل مستقبل مستدام ومنها إقامة جلسات تدريب على مهارات التواصل وفق احترام القيم الإنسانية والثقافات المختلفة، وتشجيع التنوع في التوظيف وضمان تمثيل متنوع في جميع المستويات، وإقامة فعاليات تعزز التواصل بين مجموعات العمل المختلفة، وتحديد وتنفيذ سياسات عادلة ومتساوية للمكافآت والترقيات بين الجميع على اختلاف جنسياتهم وهويتهم الثقافية، وتوفير فرص للتدريب على الوعي الثقافي والتسامح، وتشجيع الموظفين على مشاركة قصصهم وخلفياتهم لتعزيز الفهم المتبادل، وإنشاء بيئة تحفيزية تشجع على التفكير الإبداعي، وتشجيع الموظفين على قبول الأخطاء كفرص للتحسين، وتوفير موارد لمساعدة الموظفين في إدارة التوتر والضغوط اليومية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التسامح والتعایش تعزیز التسامح مستقبل مستدام إضافة إلى من أجل

إقرأ أيضاً:

“ملتيبلاي” تستضيف فعالية حول مستقبل الأعمال والاستثمار العالمي

 

استضافت مجموعة ملتیبلاي، الشركة الاستثمارية القابضة ، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها فعالية رفيعة المستوى بعنوان ” تحويل التغيير إلى فرص: مستقبل الاستثمار والأعمال في مرحلة عدم اليقين”، من تنظيم “إيكونوميست إمباكت”، وبمشاركة نخبة من كبار المعنيين بالاستثمار من القطاعين العام والخاص.
يهدف الحدث لمناقشة أبرز القوى المؤثرة في مشهد الأعمال والاستثمار العالمي خلال الفترة الراهنة.
وتناولت سامية بوعزة، الرئيس التنفيذي والمديرة العامة لمجموعة ملتيبلاي، في الكلمة الافتتاحية، الإستراتيجية الاستثمارية التي تعتمدها المجموعة لاستكشاف الفرص المثمرة في القطاعات ذات مؤهلات النمو القوية.
ووصفت بوعزة مجموعة ملتيبلاي بكونها مضادة للهشاشة، على حد تعبير المفكر نسيم نيكولاس طالب، أي المؤسسة التي تزداد قوة ونمواً خلال مراحل التقلبات والاضطرابات.
وقالت إن العالم يشهد تحولات متسارعة تشمل المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والجيوساسية، ويتعامل القادة اليوم مع واقع متقلّب يتطلب قرارات استشرافية أكثر مرونة.
وأضافت أن مجموعة ملتيبلاي تعاملت مع كل مرحلة باعتبارها فرصة للنمو، وكان تركيزها موجهاً باستمرار نحو بناء محفظة قوية قادرة على التكيّف مع المتغيرات، من خلال تعاونها الوثيق سواء مع الشركات التابعة أو الشركاء الإستراتيجيين.
وقالت سامية بوعزة ،إنه انطلاقاً من أبوظبي، تعمل المجموعة بثقة ووضوح، حيث يمكنها توظيف قدراتها ضمن منظومة تدعم الرؤى الاستباقية طويلة الأمد، مشيرة إلى أنه من خلال هذه الفعالية، التي نظمتها بالشراكة مع ’ذا إيكونوميست‘ وبمشاركة نخبة من المتحدثين المرموقين، تتطلع المجموعة للإجابة على أسئلة محورية: ما هي التوجهات التي يجب أن تتوقعها، وكيف تعيد التفكير بأسلوب بناء المحافظ بناءً على ذلك؛ وكيف ستنعكس هذه التحولات على خطط التوسع العالمية خلال العقد المقبل. وكيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تغيير نموذج عمل كل الشركات التابعة للمجموعة ؟ .
وتضمّن جدول أعمال الفعالية سلسلة من الفعاليات والنقاشات الحيوية، بما في ذلك حوار بعنوان “الدور المتنامي لدول مجلس التعاون الخليجي: الإستراتيجيات والفرص في عصر جديد من التحديات العالمية”، مع صفاء الكوقلي، مدير البنك الدولي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
كما تضمن الحدث جلسة نقاشية بعنوان “بين الأسواق العامة والخاصة: أين تكمن الفرص الاستثمارية القادمة”،تلتها جلسة حوارية بعنوان: “التحولات الجيوسياسية، ترامب 2.0، والمشهد الأميركي المتغيّر”.
كما شمل الحدث مقابلة بعنوان “خارطة جديدة للاستثمار”، تلتها جلسة نقاشية حول “الانتقال إلى النموذج الاقتصادي الجديد: مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي كمركز عالمي للابتكار والنمو”، وجلسة نقاشية ركزت على “منظومة جديدة للقطاع الاستهلاكي: التكيّف مع التغيرات السلوكية، وتحديات سلاسل الإمداد، والعقبات الاقتصادية”.
وتم اختتام حوارات الفعالية بجلسة نقاشية بعنوان “من الطفرة إلى التوازن: دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل القطاعات والإستراتيجيات الاستثمارية العالمية”.
شارك في الفعالية، وزارة الاقتصاد، والبنك الدولي، إلى جانب ممثلين من مؤسسة التمويل الدولية، و”مؤسسة بروكينغز”، و”أمازون”، و”مايكروسوفت”، و”ديل”، وصندوق الاستثمارات العامة، و”فيزا”، و”بريسايت ايه اي”، و”موديز”، وغيرهم من الجهات والمؤسسات الدولية المرموقة.
وجاء انعقاد الحدث بعد إعلان مجموعة ملتيبلاي عن نتائجها المالية للربع الأول من عام 2025، والتي أظهرت نمواً سنوياً بنسبة 50% في الإيرادات، لتصل إلى 585 مليون درهم.
وركزت المجموعة في محفظتها التشغيلية الأساسية على تعزيز التكامل بين الشركات التابعة ضمن كل قطاع، بالتزامن مع تسريع التحول الرقمي ورفع الكفاءة التشغيلية، وهو ما أدى إلى النمو القوي والمتواصل في الإيرادات.وام


مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الخييلي والحميري في العين
  • الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يكرّم مبارك البشارة في نهائي كأس رئيس الدولة
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الغيثي في العين
  • “ملتيبلاي” تستضيف فعالية حول مستقبل الأعمال والاستثمار العالمي
  • نهيان بن زايد يتوِّج شباب الأهلي بكأس رئيس الدولة لكرة القدم
  • موقع حملة ثقافة المحبة والسلام في دار الكتب والوثائق يواصل تحديث منشوراته
  • تقديراً لدورها الإنساني والمجتمعي العالمي.. الرئيس التركي يمنح فاطمة بنت مبارك وسام الجمهورية
  • تقديراً لدورها الإنساني والمجتمعي العالمي.. أردوغان يمنح فاطمة بنت مبارك وسام الجمهورية
  • «ملتيبلاي» تستضيف فعالية حول مستقبل الأعمال والاستثمار العالمي
  • لقاء أعمال إماراتي - أوروبي يعزز الزخم العالمي لكفاءة الطاقة